بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 12 فبراير 2014

من القائل: وَكُلُ خَيْرٍ فِي إِتِّبَاعِ مَنْ سَلَفْ وَكُلُّ شَرٍّ فِي ابْتِدَاعِ مَنْ خَلَفْ؟

ومما ينبغي أن نذكرَ لشَبَابنَا، وقد انتشَرت كُتُبُ الأَشَاعِرَةِ في مَكْتَبَاتِنَا وبينَ شَبابنَا، ما يقولُه صاحبُ جوهرةِ التوحيدِ، والكتابُ موجودٌ الآن في الأسواقِ، تُحْفَةُ المُرِيدِ عَلَى جَوْهَرَةِ التَوْحِيدِ. تحفة المريد للبَيْجُورِي الشَافِعِي، على جوهرة التوحيد منظومة - منظومةٌ غريبةٌ يتناقضُ فيها الناظمُ تناقضاً غريباً فيقول:
فَتَابِع السُنَّةَ مِمَّنْ سَلَفْ
وَجَانِبِ البِدْعَةَ مِمَّنْ خَلَفْ
فَكُنْ كَمَا كَانَ خِيَارُ الخَلْقِ
حَلِيفَ عِلْمٍ تَابِعاً لِلْحَقِّ

انْتَبِه للبَيْتِ التَالي العجيبِ الغريبِ:
وَكُلُ خَيْرٍ فِي إِتِّبَاعِ مَنْ سَلَفْ وَكُلُّ شَرٍّ فِي ابْتِدَاعِ مَنْ خَلَفْ

فهو من؟ خلفيٌّ!!! خلفيٌّ يشهدُ على نفسهِ بأنّهُ في شرٍّ. وهذا الكتابُ يُدرّسُ في المعاهدِ الدينيةِ - فينا من يعرفُ - ، معاهدَ تُسمَّى المعاهدُ الدينيةُ، تابعةٌ لكليةِ الدعوةِ وأصولِ الدينِ. تُحفظُ هذه المنظومةُ كأنّهُ لا يعقلُ الذي يدرسُ: وَكُلُ خَيْرٍ فِي إِتِّبَاعِ مَنْ سَلَفْ ، كان في إمكانِ الطالبِ أنْ يقولَ : من السلفُ الذينَ كلُّ خيرٍ فيهم ؟ ومن الخلفُ الذين فيهم كلّ شرٍّ؟ من هُم؟ هذا السُؤال أعتقدُ لم يردْ على أذهانهم أوْ إذا وَرَدَ يقولُ الشيخُ للتلميذِ : لَا تُناقشُوا مثلَ هَذه المسألةَ هذهِ لَا تُدركُونَها دَعُوهَا فلَا تُناقشُوا؛ وإلّا طالبُ علمٍ عاقلٌ عربيٌ يقرأُ قولَهُ تعالى: ﭽإِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﭼ فاطر: ١٠ﭽأَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء ﭼ الملك: ١٦ﭽ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﭼ طه: ٥ يجعلُ المصحفَ عَلَى جنْبِهِ ثمّ يفتحُ مَتْنَ السَنُوسِيّة فيحفظُ: لَيْسَ اللهُ فَوْقَ العَرْشِ !! ماذا قرأتَ الآنَ في المصحفِ؟ ماذا فهمتَ منْ هذهِ الآياتِ؟ ما فَهِمَ منْها شيئاً، لماذا؟ لأنّهُم ربُّوهُم تربيةً سيئةً. الكتابُ والسنةُ إنّمَا يُقرآنِ مِنْ بَابِ التبرّكِ، ولكنّ العِلمَ والعقيدةَ منْ هذهِ الكُتُبِ منْ آراءِ البَيْجُورِي والهُدْهُدِي والدُّسُوقِي وأمْثالهم. هكذا تربَّوا حتّى عَمِيت بَصَائِرُهم، يحفظونَ كتابَ اللهِ ولَا يستفيدونَ منهُ شيئاً أبداً، لَا في العقيدةِ ولَا في العبادةِ ولَا في الأحكامِ. آياتٌ تُتْلَى تِلاوةً تقليدةً ولكنّ العِلْمَ والعقيدةَ منْ هذه الكُتُب. هذا هوَ مفهومُ العقيدةِ ومفهومُ التوحيدِ عندَ القوْمِ. فأنْتُم الآنَ لَا تَعيشونَ مَعَ السَّلفِ مِنْ حيْثُ الزَمَنِ ولكنْ تعيشونَ معَ الخلفِ فالواجبُ عَلَيْكُم إذَا تَجَاوَزْتم المرحلةَ الثانويةَ في هَذَا الوَقْت أنْ تتطلّعُوا عَلَى هذهِ الكُتُبِ وتَعْرِفُوا عَنْها، وفي المرحلةِ الثانويةِ ومَا قَبْلها أنْ تبْتعدُوا عَنْ هذهِ الكتبِ حتّى تثبتَ عقيدتُكُم وتنضجَ علَى مَنهج السَلَفِ، بعد ذلك بواسطة مشايخكم ومدرسيكم تطّلعوا على هذه الكتب فتطلبوا منهم أن يشرحوا لكم شيئا من هذه الكتب حتى تعرفوا من باب:
عَرَفْتُ الشَرَّ لَا لِلشَرِّ وَلَكِنْ لِأَتَّقِيهِ
وَمَنْ لمََ يَعْرِف الشَرَّ وَقَعَ فِيهِ

من شرح الشيخ أمان الجامي على قرة عيون الموحدين.
تعليق: لا تغرنك زخرفة الأقوال

شبكة سحاب