بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 15 فبراير 2014

بيان وجوب التمسك بمنهج السلف

بيان وجوب التمسك بمنهج السلف ، وأنَّ مخالفةَ فهمهم مسلكُ أهل البدع والأهواء ..
 قَالَ اللهُ تَعَالَى : ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا﴾ ، قال الحافظ ابن كثير : : " قَولُهُ : ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى ﴾ أَيْ : وَمَنْ سَلَكَ غَيْرَ طَرِيْقِ الشَّرِيْعَةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الرَّسُولُ ، فَصَارَ فِيْ شِقٍّ وَالشَّرْعُ فِيْ شِقٍّ ، وَذَلِكَ عَنْ عَمْدٍ مِنْهُ بَعْدَمَا ظَهَرَ لَهُ الْحَقُّ وَتَبَيَّنَ لَهُ وَاتَّضَحَ لَهُ ، وَقُولُهُ: ﴿وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ هَذَا مُلَاْزِمٌ لِلصِّفَةِ الْأُولَى، وَلَكِنْ قَدْ تَكُونُ الْمُخَالَفَةُ لِنَصِّ الشَّارِعِ، وَقَدْ تَكُونُ لِمَا أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ الْمُحَمَّدِيَّةُ فِيْمَا عُلِمَ اتِّفَاقُهُمْ عَلَيْهِ تَحْقِيْقًا، فَإِنَّهُ قَدْ ضُمِنَتْ لَهُمُ الْعِصْمَةُ فِيْ اجْتِمَاعِهِمْ مِن الْخَطَأِ، تَشْرِيْفًا لَهُمْ وَتَعْظِيْمًا لِنَبِيِّهِمْ " .
 قال العلامة السعدي : : " وَمَنْ يُخَالِفُ الرَّسُولَ وَيُعَانِدُهُ فِيْمَا جَاءَ بِهِ ﴿ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى ﴾ بِالدَّلَاْئِلِ الْقُرْآَنِيَّةِ وَالْبَرَاهِيْنِ النَّبَوِيَّةِ ﴿وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وَسَبِيْلُهُمْ هُوَ طَرِيْقُهُمْ فِيْ عَقَائِدِهِمْ وَأَعْمَاْلِهِمْ ﴿نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى﴾ نَتْرُكُهُ وَمَاْ اخْتَارَهُ لِنَفْسِهِ، وَنَخْذُلُهُ فَلَاْ نُوَفِّقُهُ لِلْخَيْرِ، لِكَوْنِهِ رَأَى الْحَقَّ وَعَلِمَهُ وَتَرَكَهُ، فَجَزَاؤُهُ مِنْ اللهِ عَدْلًا أَنْ يُبْقِيَهُ فِيْ ضَلَالِهِ حَاْئِرًا وَيَزْدَادُ ضَلَالًا إِلَى ضَلَالِهِ، كَمَاْ قَالَ تَعَالَى ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾" .
 وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية : : " وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾، فَإِنَّهُمَا مُتَلَازِمَانِ ، فَكُلُّ مَنْ شَاقَّ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى فَقَدْ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَكُلُّ مَنْ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَدْ شَاقَّ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى ، فَإِنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ مُتَّبِعٌ سَبِيلَ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ مُخْطِئٌ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ مُتَّبِعٌ لِلرَّسُولِ وَهُوَ مُخْطِئٌ " .
 وقال العلامة ابن القيم : : " قَاعِدَةٌ جَلِيْلَةٌ : قَالَ اللهُ تَعَالَى : ﴿ وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ ، وَقَالَ ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى ﴾ الْآَيَةَ ، وَاللهُ تَعَالَى قَدْ بَيَّنَ فِيْ كِتَابِهِ سَبِيْلَ الْمُؤْمِنِيْنَ مُفَصَّلَةً وَسَبِيْلَ الْمُجْرِمِيْنَ مُفَصَّلَةً، وَعَاقِبَةَ هَؤُلَاءِ مُفَصَّلَةً وَعَاقِبَةَ هَؤُلَاءِ مُفَصَّلَةً، وَأَعْمَالَ هَؤُلَاءِ وَأَعْمَالَ هَؤُلَاءِ، وَأَوْلِيَاءَ هَؤُلَاءِ وَأَوْلِيَاءَ هَؤُلَاءِ، وَخُذْلَانَهُ لِهَؤُلَاءِ وَتَوْفِيْقَهُ لِهَؤُلَاءِ، وَالْأَسْبَابَ الَّتِيْ وَفَّقَ بِهَا هَؤُلَاءِ وَالْأَسْبَابَ الَّتِي خَذَلَ بِهَا هَؤُلَاءِ، وَجَلَّا سُبْحَانَهُ الْأَمْرَيْنِ فِيْ كِتَابِهِ وَكَشَفَهُمَا وَأَوْضَحَهُمَا وَبَيَّنَهُمَا غَايَةَ الْبَيَانِ، حَتَّى شَاهَدَتْهُمَا الْبَصَائِرُ كَمُشَاهَدَةِ الْأَبْصَارِ لِلضِّيَاءِ وَالظَّلَامِ، فَالْعَالِمُونَ بِاللهِ وَكِتَابِهِ وَدِيْنِهِ عَرَفُوا سَبِيْلَ الْمُؤْمِنِيْنَ مَعْرِفَةً تَفْصِيْلِيَّةً ، وَسَبِيْلَ الْمُجْرِمِيْنَ مَعْرِفَةً تَفْصِيْلِيَّةً، فَاسْتَبَانَتْ لَهُمُ السَّبِيْلَانِ كَمَا يَسْتَبِيْنُ لِلسَّالِكِ الطَّرِيْقُ الْمُوصِلُ إِلَي مَقْصُودِهِ، وَالطَّرِيْقُ الْمُوصِلُ إِلَى الْهَلَكَةِ، فَهَؤُلَاءِ أَعْلَمُ الْخَلْقِ وَأَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ وَأَنْصَحُهُمْ لَهُمْ، وَهُمُ الْأَدِلَّاءُ الْهُدَاةُ، بَرَزَ الصَّحَابَةُ عَلَى جَمِيْعِ مَنْ أَتَى بَعْدَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِنَّهُمْ نَشَأُوا فِيْ سُبُلِ الضَّلَالِ وَالْكُفْرِ وَالشِّرْكِ، وَالسُّبُلِ الْمُوصِلَةِ إِلَى الْهَلَاكِ وَعَرَفُوهَا مُفَصَّلَةً، ثُمَّ جَاءَهُمُ الرَّسُولُ فَأَخْرَجَهُمْ مِنْ تِلْكَ الظُّلُمَاتِ إِلَى سَبِيْلِ الْهُدَى وَصِرَاطِ اللهِ الْمُسْتَقِيْمِ، فَخَرَجُوا مِنْ الظُّلْمَةِ الشَّدِيْدَةِ إِلَى النُّورِ التَّامِّ، وَمِنْ الشِّرْكِ إِلَى التَّوْحِيْدِ، وَمِن الْجَهْلِ إِلَى الْعِلْمِ، وَمِن الْغَيِّ إِلَى الرَّشَادِ، وَمِن الظُّلْمِ إِلَى الْعَدْلِ، وَمِن الْحَيْرَةِ وَالْعَمَى إِلَى الْهُدَى وَالْبَصَائِرِ، فَعَرَفُوا مِقْدَارَ مَا نَالُوهُ وَظَفَرُوا بِهِ وَمِقْدَارَ مَا كَانُوا فِيْهِ، فَإِنَّ الضِّدَّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ، وِإِنَّمَا تَتَبَيَّنُ الْأَشْيَاءُ بِأَضْدَادِهَا، فَازْدَادُوا رَغْبَةً وَمَحَبَّةً فِيْمَا انْتَقَلُوا إِلَيْهِ، وَنُفْرَةً وَبُغْضًا لِمَا انْتَقَلُوا عَنْهُ.
 وَكَانُوا أَحبَّ النَّاسِ فِيْ التَّوْحِيْدِ وَالْإِيْمَانِ وَالْإِسْلَامِ، وَأَبْغَضَ النَّاسِ فِيْ ضِدِّهِ، عَالِمِيْنَ بِالسَّبِيْلِ عَلَى التَّفْصِيْلِ " .
 وقال الإمام المُبجَّل أحمد بن حنبل : : " أُصُولُ السُّنَّةِ عِنْدَنَا التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولُ اللهِ ، وَالِاقْتِدَاءُ بِهِمْ ..." .
 وقال الإمام أبو محمد الحسن بن علي البربهاري : : " اِعْلَمُوا أَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ السُّنَّةُ ، وَالسُّنَّةَ هِيَ الْإِسْلَامُ ، وَلَا يَقُومُ أَحَدُهُمَا إِلَّا بِالْآَخَرِ ، فَمِنَ السُّنَّةِ لُزُومُ الْجَمَاعَةِ ، فَمَن رَغِبَ عَنِ الْجَمَاعَةِ وَفَارَقَهَا فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ وَكَانَ ضَالًّا مُضِلًّا ، وَالْأَسَاسُ الَّذِيْ تُبْنَى عَلَيْهِ الْجَمَاعَةُ هُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ وَرَحِمَهُمُ اللهُ أَجْمَعِيْنَ ، وَهُمْ أَهْلُ السُّنَّةِ وّالْجَمَاعَةِ فَمَنْ لَمْ يَأْخُذْ عَنْهُمْ فَقَدْ ضَلَّ وَابْتَدَعَ " .
 وقال: "وَاعْلَمْ أَنَّ الدِّيْنَ إِنَّمَا هُوَ بِالتَّقْلِيْدِ ، وَالتَّقْلِيْدُ لِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ " .
 وقال : : " وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ قَالَ فِيْ دِيْنِ اللهِ بِرَأْيِهِ وَقِيَاسِهِ وَتَأْوِيْلِهِ مِنْ غَيْرِ حُجَّةٍ مِنَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فَقَدْ قَالَ عَلَى اللهِ مَا لَا يَعْلَمُ ، وَمْن قَالَ عَلَى اللهِ مَا لَا يَعْلَمُ فَهُوَ مِنَ الْمُتَكَلِّفِيْنَ ، وَالْحَقُّ مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وّالسُّنَّةُ مَا سَنَّهُ رَسُولُ اللهِ ، وَالْجَمَاعَةُ مَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولُ اللهِ فِيْ خِلَافَةِ أَبِيْ بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَمَنِ اقْتَصَرَ عَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ وَمَا كَانَ عَلَيْهِ الْجَمَاعَةُ فَلَجَ عَلَى أَهْلِ الْبِدْعَةِ كُلِّهِمْ ، وَاسْتَرَاحَ بَدَنُهُ وَسَلِمَ لَهُ دِيْنُهُ إِنْ شَاءَ اللهُ، لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ "سَتَفْتَرِقُ أُمَّتِيْ"، وَبَيَّنَ لَنَا رَسُولُ اللهِ الْفِرْقَةَ النَّاجِيَةَ مِنْهَا فَقَالَ "مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِيْ" فَهَذَا هُوَ الشِّفَاءُ وَالْبَيَانُ وَالْأَمْرُ الْوَاضِحُ وَالْمَنَارُ الْمُسْتَقِيْمُ ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ إِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّعَمُّقَ، وَعَلَيْكُمْ بِدِيْنِكُمُ الْعَتِيْقِ " .
 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : : " وَإِنَّمَا دِينُ اللَّهِ مَا بَعَثَ بِهِ رُسُلَهُ وَأَنْزَلَ بِهِ كُتُبَهُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ، وَهُوَ طَرِيقَةُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ، خَيْرِ الْقُرُونِ وَأَفْضَلِ الْأُمَّةِ وَأَكْرَمِ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بَعْدَ النَّبِيِّينَ ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ﴾ فَرَضِيَ عَنْ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ رِضًا مُطْلَقًا ، وَرَضِيَ عَنْ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ : " خَيْرُ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْت فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ " ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ : مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ فَإِنَّ الْحَيَّ لَا تُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةُ ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ أَبَرُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ قُلُوبًا وَأَعْمَقُهَا عِلْمًا وَأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا ، قَوْمٌ اخْتَارَهُمْ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ وَإِقَامَةِ دِينِهِ فَاعْرِفُوا لَهُمْ حَقَّهُمْ وَتَمَسَّكُوا بِهَدْيِهِمْ فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ.
 وَقَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ اسْتَقِيمُوا وَخُذُوا طَرِيقَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَوَاَللَّهِ لَئِنْ اتَّبَعْتُمُوهُمْ لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا وَلَئِنْ أَخَذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا.
 وَقَدْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ خَطًّا وَخَطَّ حَوْلَهُ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ﴾.
 وَقَدْ أَمَرَنَا سُبْحَانَهُ أَنْ نَقُولَ فِي صِلَاتِنَا ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ﴾ ، وَقَالَ النَّبِيُّ " الْيَهُودُ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ وَالنَّصَارَى ضَالُّونَ " وَذَلِكَ أَنَّ الْيَهُودَ عَرَفُوا الْحَقَّ وَلَمْ يَتَّبِعُوهُ وَالنَّصَارَى عَبَدُوا اللَّهَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، وَلِهَذَا كَانَ يُقَالُ : تَعَوَّذُوا بِاَللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْعَالِمِ الْفَاجِرِ وَالْعَابِدِ الْجَاهِلِ فَإِنَّ فِتْنَتَهُمَا فِتْنَةٌ لِكُلِّ مَفْتُونٍ ..." .
 وقال : : " اعْلَمْ رَحِمَك اللَّهُ أَنَّ الْخُصُومَةَ فِي الدِّينِ لَيْسَتْ مِنْ طَرِيقِ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَأَنَّ تَأْوِيلَ مَنْ تَأَوَّلَ الْقُرْآنَ بِلَا سُنَّةٍ تَدُلُّ عَلَى مَعْنَى مَا أَرَادَ اللَّهُ مِنْهُ ، أَوْ أَثَرٍ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ، وَيَعْرِفُ ذَلِكَ بِمَا جَاءَ عَنْ النَّبِيِّ أَوْ عَنْ أَصْحَابِهِ - فَهُمْ شَاهَدُوا النَّبِيَّ وَشَهِدُوا تَنْزِيلَهُ - وَمَا قَصَّهُ اللَّهُ لَهُ فِي الْقُرْآنِ ، وَمَا عَنَيَ بِهِ وَمَا أَرَادَ بِهِ أَخَاصٌّ هُوَ أَمْ عَامٌّ ؟ فَأَمَّا مَنْ تَأَوَّلَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ بِلَا دَلَالَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ فَهَذَا تَأْوِيلُ أَهْلِ الْبِدَعِ ..." .
 وقال : : " وَمِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ الْأَلْفَاظَ الْمَوْجُودَةَ فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ إذَا عُرِفَ تَفْسِيرُهَا وَمَا أُرِيدَ بِهَا مِنْ جِهَةِ النَّبِيِّ لَمْ يَحْتَجْ فِي ذَلِكَ إلَى الِاسْتِدْلَالِ بِأَقْوَالِ أَهْلِ اللُّغَةِ وَلَا غَيْرِهِمْ ... ، فَكَانَ مِنْ الْأُصُولِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهَا بَيْنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ أَنَّهُ لَا يُقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ قَطُّ أَنْ يُعَارِضَ الْقُرْآنَ لَا بِرَأْيِهِ وَلَا ذَوْقِهِ وَلَا مَعْقُولِهِ وَلَا قِيَاسِهِ وَلَا وَجْدِهِ ، فَإِنَّهُمْ ثَبَتَ عَنْهُمْ بِالْبَرَاهِينِ الْقَطْعِيَّاتِ وَالْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ أَنَّ الرَّسُولَ جَاءَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ، وَأَنَّ الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ، فِيهِ نَبَأُ مَنْ قَبْلَهُمْ ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَهُمْ ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَهُمْ هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ ، هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسُنُ ، فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُزِيغَهُ إلَى هَوَاهُ ، وَلَا يُحَرِّفَ بِهِ لِسَانَهُ ، وَلَا يَخْلَقَ عَنْ كَثْرَةِ التَّرْدَادِ ، فَإِذَا رُدِّدَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ لَمْ يَخْلَقْ وَلَمْ يُمَلَّ كَغَيْرِهِ مِنْ الْكَلَامِ ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ وَلَا تَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إلَيْهِ هُدِيَ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " .
 وقال الإِمام الذهبي : : " قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيْدِ : حَدَّثَنَا أَبِي سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ : عَلَيْكَ بِآَثَارِ مَنْ سَلَفَ وَإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ ، وَإِيَّاكَ وَآَرَاءَ الرِّجَالِ وَإِنْ زَخْرَفُوهُ لَكَ بِالْقَوْلِ ، فَإِنَّ الْأَمْرَ يَنْجَلِيْ ، وَأَنْتَ عَلَى طَرِيْقٍ مُسْتَقِيْمٍ " .
 وقال العلَّامة الألباني : :" يجب أن نعرف من هم السلف إذا أُطلق عند علماء المسلمين : السلف، وبالتالي تُفهم هذه النسبة وما وزنها في معناها وفي دلالتها.
 السلف: هم أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله بالخيرية في الحديث الصحيح المتواتر المخرَّج في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم " هدول القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول # بالخيرية، فالسلفية تنتمي إلى هذا السلف، والسلفيون ينتمون إلى هؤلاء السلف إذا عرفنا معنى السلف والسلفية حينئذٍ أقول أمرين اثنين:
 الأمر الأول: أن هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص، كما هي نسبة جماعات أخرى موجودة اليوم على الأرض الإسلامية، هذه ليست نسبة إلى شخص ولا إلى عشرات الأشخاص، بل هذه النسبة هي نسبةٌ إلى العصمة، ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يجمعوا على ضلالة، وبخلاف ذلك الخلف، فالخلف لم يأتِ في الشرع ثناء عليهم بل جاء الذم في جماهيرهم، وذلك في تمام الحديث السابق حيث قال # : " ثم يأتي من بعدهم أقوامٌ يَشهدون ولا يُستشهدون ،... إلى آخر الحديث " .
 كما أشار # إلى ذلك في حديث آخر فيه مدحٌ لطائفةٍ من المسلمين وذمٌّ لجماهيرهم بمفهوم الحديث حيث قال # : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله " أو " حتى تقوم الساعة "، فهذا الحديث خص المدح في آخر الزمن بطائفة، والطائفة : هي الجماعة القليلة ، فإنها في اللغة تطلق على الفرد فما فوق.
 فإذًا إذا عرفنا هذا المعنى في السلفية وأنها تنتمي إلى جماعة السلف الصالح وأنهم العصمة فيما إذا تمسك المسلم بما كان عليه هؤلاء السلف الصالح حينئذٍ يأتي الأمر الثاني الذي أشرتُ إليه آنفاً ، ألا وهو أن كل مسلم يعرف حينذاك هذه النسبة وإلى ماذا ترمي من العصمة فيستحيل عليه بعد هذا العلم والبيان أن لا أقول: أن يتبرأ ، هذا أمرٌ بدهي ، لكني أقول: يستحيل عليه إلا أن يكون سلفياً ، لأننا فهمنا أن الانتساب إلى السلفية ، يعني الانتساب إلى العصمة ، من أين أخذنا هذه العصمة؟
 نحن نأخذها من حديث يستدل به بعض الخلف على خلاف الحق يستدلون به على الاحتجاج بالأخذ بالأكثرية – بما عليه جماهير الخلف – حينما يأتون بقوله # : " لا تجتمع أمتي على ضلالة "، " لا تجتمع أمتي على ضلالة " لا يصح تطبيق هذا الحديث على الخلف اليوم على ما بينهم من خلافات جذرية، "لا تجتمع أمتي على ضلالة" لا يمكن تطبيقها على واقع المسلمين اليوم وهذا أمرٌ يعرفه كل دارس لهذا الواقع السيء.
 يُضاف إلى ذلك الأحاديث الصحيحة التي جاءت مبينةً لما وقع فيمن قبلنا من اليهود والنصارى وفيما سيقع في المسلمين بعد الرسول # من التفرق فقال : "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: " هي الجماعة " هذه الجماعة هي جماعة الرسول # هي التي يمكن القطع بتطبيق الحديث السابق (لا تجتمع أمتي على ضلالة) أن المقصود بهذا الحديث هم الصحابة، الذين حكم الرسول # بأنهم هم الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ونحا نحوهم ، وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذرنا ربنا في القرآن الكريم من مخالفتهم ومن سلوك سبيل غير سبيلهم في قوله : ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا ﴾.
 أنا لَفَتّ نظر إخواننا في كثير من المناسبات إلى حكمة عطف ربنا قوله في هذه الآية ﴿ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ على مشاققة الرسول، ما الحكمة من ذلك؟
 مع أن الآية لو كانت بحذف هذه الجملة لو كانت كما يأتي : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا ) لكانت كافية في التحذير وتأنيب من يشاقق الرسول والحكم عليه بمصيره السيئ ، لم تكن الآية هكذا ، وإنما أضافت إلى ذلك قوله : ﴿ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ هل هذا عبث؟!
 حاشا لكلام الله من العبث، إذًا ما الغاية؟ ما الحكمة من عطف هذه الجملة ﴿ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ على مشاققة الرسول؟
 الحكمة في كلام الإمام الشافعي، حيث استدل بهذه الآية على الإجماع، أي: من سلك غير سبيل الصحابة الذين هم العصمة -في تعبيرنا السابق- وهم الجماعة التي شهد لها الرسول # أنها الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ، هؤلاء هم الذين لا يجوز لمن كان يريد أن ينجو من عذاب الله يوم القيامة أن يخالف سبيلهم، ولذلك قال تعالى ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا ﴾.
 إذًا على المسلمين اليوم في آخر الزمان أن يعرفوا أمرين اثنين :
 أولاً: من هم المسلمون المذكورين في هذه الآية ؟ ثم ما الحكمة في أن الله أراد بها الصحابة الذين هم السلف الصالح ومن سار سبيلهم ؟
 قد سبق بيان جواب هذا السؤال أو هذه الحكمة ، وخلاصة ذلك أن الصحابة كانوا قريب عهد بتلقي الوحي غضا طريا من فم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولاً ، ثم شاهدوا نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم الذي عاش بين ظهرانيهم يطبق الأحكام المنصوص عليها في القرآن والتي جاء ذكر كثير منها في أقواله عليه الصلاة والسلام بينما الخلف لم يكن لهم هذا الفضل من سماع القرآن وأحاديث الرسول # منه مباشرةً ثم لم يكن لهم فضل الاطلاع على تطبيق الرسول # لنصوص الكتاب والسنة تطبيقاً عملياً.
 ومن الحكمة التي جاء النص عليها في السُّنَّة: قوله # : " ليس الخبر كالمعاينة " ومنه أخذ الشاعر قوله : ( وما راءٍ كمن سمع ) فإذًا الذين لم يشهدوا الرسول # ليسوا كأصحابه الذين شاهدوا وسمعوا منه الكلام مباشرة ورأوه منه تطبيقاً عمليا.
 اليوم توجد كلمة عصرية نبغ بها بعض الدعاة الإسلاميين وهي كلمة جميلة جداً ، ولكن أجمل منها أن نجعل منها حقيقةً واقعة ، يقولون في محاضراتهم وفي مواعظهم وإرشاداتهم أنه يجب أن نجعل الإسلام يمشي واقعاً يمشي على الأرض ، كلام جميل ، لكن إذا لم نفهم الإسلام وعلى ضوء فهم السلف الصالح كما نقول لا يمكننا أن نحقق هذا الكلام الشاعري الجميل ، أن نجعل الإسلام حقيقة واقعية تمشي على الأرض ، الذين استطاعوا ذلك هم أصحاب الرسول # للسببين المذكورين آنفاً، سمعوا الكلام منه مباشرةً، فَوَعَوْهُ خير من وَعى، ثم في أمور هناك تحتاج إلى بيان فعلي، فرأوا الرسول # يبين لهم ذلك فعلاً.
 وأنا أضرب لكم مثلاً واضحاً جداً:
 هناك آيات في القرآن الكريم لا يمكن للمسلم أن يفهمها إلا إذا كان عارفاً للسنة التي تبين القرآن الكريم، كما قال ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾.
 مثلاً: قوله تعالى ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا﴾ الآن هاتوا سيبويه هذا الزمان في اللغة العربية فليفسر لنا هذه الآية الكريمة.
 (وَالسَّارِقُ) من هو؟ لغةً لا يستطيع أن يحدد السارق، واليد ما هي؟ لا يستطيع سيبويه آخر الزمان لا يستطيع أن يعطي الجواب عن هذين السؤالين، من هو السارق الذي يستطيع أو الذي يستحق قطع اليد؟ وما هي اليد التي ينبغي أن تُقطع بالنسبة لهذا السارق؟
 اللغة : السارق لو سرق بيضة فهو سارق ، واليد في هذه لو قُطِعَتْ هنا أو هنا أو في أي مكان فهي يدٌ، لكن الجواب هو: حين نتذكر الآية السابقة: ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ ، الجواب في البيان ، فهناك بيان من الرسول # للقرآن ، هذا البيان طَبَّقَهُ # فعلاً في خصوص هذه الآية كمثل وفي خصوص الآيات الأخرى ، وما أكثرها ، لأن من قرأ في علم الأصول يقرأ في علم الأصول أنه هناك عام وخاص ومطلق ومقيد وناسخ ومنسوخ ، كلمات مجملة يدخل تحتها عشرات النصوص ، إن لم يكن مئات النصوص ، نصوص عامة أوردتها السنة " .

نقلا من كتاب السيل الجارف لضلالات من خالف تأليف أبي عبدالرحمن أحمد بن محمد بن هارون العشيبي غفر الله له ولوالديه ومشايخه ، وهوكتاب طيب جدا رد فيه الشيخ بالحجة والدليل علي تدليس وضلالات وحيد بالي -هداه الله -