بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 1 يناير 2021

فتاوى الدرس التَّاسِع من شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري

 

فتاوى الدرس التَّاسِع

من شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري

وعددها: (ست) فتاوى

س181: حفظكم الله تعالى وبارك فيكم ونفع بعلمكم الإسلام والمسلمين، هذا سائل يقول: هل الإنسان مخير من البداية أم مسير؟

ج181: الإنسان من جهة أفعاله هو مخير، مخير من جهة أفعاله أنه يفعل أو لا يفعل يأتي الطاعات باختياره ويتركها باختياره، يفعل المعاصي باختياره أو يتركها باختياره، فهو من جهة أفعاله هو مخير، بمعنى أنه يمكنه الفعل ويمكنه الترك، وهو الذي يشاء هذا ويريده ويوجده هو بنفسه يكون مطيعًا أو يكون عاصيًا.

أما من جهة أفعال الله القدرية، فهو مسير على ما قُدّر له ما يخرج عن قضاء الله وقدره، فهو مسير في أفعال الله وأقداره ومخير في أفعاله {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [التكوير: 28، 29] فدل على أن العبد له مشيئة له اختيار، يطيع ويعصي باختياره ولذلك يعاقب على المعاصي ويثاب على الطاعات، أما الأمور التي لا يقدر عليها ولا يستطيع الخلاص منها فهذه لا يؤاخذ عليها، {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]

الأمور التي بغير اختياره هذه لا يسأل عنها ولا يحاسب عليها، المكره، المجنون، الصغير، كل هؤلاء لا يؤاخذون لأنهم ليس لهم اختيار، أما العاقل القادر فهذا يؤاخذ على فعله.

س182: أحسن الله إليكم! استشكل على هذا السائل الجمع بين هذه النصوص: قال الله تعالى: {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [المدثر: 31] وقال تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10] وقال صلى الله عليه وسلم في نفخ الملك في روح الجنين قال: «ويكتب أهو شقي أو سعيد»

ج182: أنا قلت لكم أفعال الله هذه ليس لنا فيها دخل ولا اختيار، تجري علينا سواء أردنا أو لم نرد أحببناها أو لم نحبها أفعال الله وأقداره.

أما أفعالنا فنحن مخيرين فيها أعطينا الإرادة والمشيئة نقدم أو نتأخر بإرادتنا، هذا هو الضابط.

س183: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: هل لفظة: (جنس العمل) دل عليها دليل شرعي من الكتاب والسنة أو هي من قول السلف؟ ومن قال بها من السلف؟

ج183: لا أعرف شيئًا من هذا، هذه يرددونها الآن جنس العمل جنس العمل ولا أدري من أين أخذوها؟ العمل كله من الإيمان، العمل الصالح.

والعمل السيئ ينقص الإيمان.

س184: أحسن الله إليكم! ويقول: هل الأعمال شرط صحة أو شرط كمال؟

ج184: سبحان الله! نقرر لنا أسبوع ويجيء مثل هذا السؤال؟ قلنا لكم هذا مذهب المرجئة يقولون الأعمال ليست من الإيمان وإنما هي شرط، والشرط معروف أنه خارج عن المشروط فهذا من الإضلال والعياذ بالله! يريدون أن يروجوا علينا مذهب المرجئة، ويأتون بكذا وتارة بكذا، هذه أقوال باطلة ومرفوضة، العمل من الإيمان، العمل إيمان إيمان، سماه الله إيمانًا، ولا قول لأحد بعد ذلك.

س185: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: ما حكم أن نقول: نحن سلفيون وأثريون ونميز أنفسنا بين الناس بذلك؟

ج185: لا داعي لهذا، لا تقل: أنا سلفي وأنا ... أنت الزم مذهب السلف والزم الأثر والحديث بدون أن تقول: أنا كذا وأنا كذا، أنت ما تدري، تزكي نفسك؟ لا تزكِّ نفسك في هذا.

س186: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: من شروط لا إله إلا الله: (اليقين)، ما الفرق بين رجل في قلبه ذرة من خير ورجل يشرك؟

ج186: اليقين يختلف يا أخي، اليقين يختلف، بعضه أقوى من بعض فالذي يحصل منه ذنوب هذا ضعيف يقينه والذي لا يحصل منه ذنوب هذا قوي.

 

 

ليست هناك تعليقات: