بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

ليس من السنة!

"ليس من السنة!"
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
معلوم أن البدعة دهليز الكفر، وأن خطرها أشد من المعصية، إذ أنه يُتاب من المعصية ولا يُتاب من البدعة لاعتقاد صاحبها أنها من الدين! فتمسكه بها تمسك بصلب الدين! ولهذا لا يتوب صاحبها.
والبدعة هي مخالفة الشرع بنوع شبهة، لأنه من خالف الشرع بنوع عناد كفر عياذاً بالله ـ عز وجل ـ.
وكل ما يَقوم به المبتدع من عمل يتقرب به إلى الله فهو مردود عليه لا ثواب فيه، إذ الثواب على ما أمر به الرب ـ سبحانه ـ فقط، وليس ما استحسنه الناس، لأن من استحسن فقد شرع.
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم : "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ" [رواه مسلم].
ولما كانت السنة هي الطريقة التي سنها لنا نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، كانت البدعة على خلافها، فالبدعة كل ما خالف السنة مما رتب له الشرع ثواب، من أمور العبادات .
فهذه كلمة سميتها "ليس من السنة" عزمت فيها على جمع ما نبه عليه العلماء أنه مخالف للسنة وهو من جملة البدع. نصحاً للمسلمين وطمعاً في الثواب من الكريم الوهاب.
ومعلوم أن السنن والبدع كالماء والهواء داخل الإناء، فكلما زاد الماء فيه قل الهواء، وبالقضاء على البدع تنتشر السنن ويعم الخير ويصلح أمر الناس.
وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

1 ـ جدول توقيت إقامة الصلوات!
من جملة البدع التي انتشرت في مساجد المسلمين
هذه اللوحة المعلقة بجوار المنابر التي تشبه قائمة الاسعار! وفيها جدول توقيت إقامة الصلوات! على هذا النحو:

الظهر .... 15 دقيقة
العصر .... 15 دقيقة
المغرب .... 10 دقائق

وهذه اللوحة لا شك في بدعتها، بل أنها اماتت السنة القبلية عند كثير من الناس، فترى بعضهم لا يدخل الجامع إلا بعد مرور هذه الدقائق، وأيضا اضاعت حق الإمام في الإذن بإقامة الصلاة، فمن الممكن ان تراه يصلى النافلة واحدهم اقام الصلاة لان الوقت قد مر !، وقد اساءت بعض المساجد بان جلبت ساعة الكترونية تؤذن عند انتهاء الوقت ، فضلا عن اضاعة اموال المسلمين في الانفاق على البدع والمحدثات، فمن استطاع ان يتخلص منها في مسجده برفق وحكمة فليفعل، وحبذا لو نبه على خطرها أولا حتى لا يخرج عليه جمهور العادات! { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ } فيمنعوه .
والله تعالى اعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
2 ـ تميز أذان الفجر بقول : الصلاة خير من النوم
الحمد لله، وبعد :
من الاخطاء المنتشرة بين المسلمين تميزهم أذان الفجر بقول : الصلاة خير من النوم ، وهذا خطأ فاحش، وإن دافع عنه بعض العلماء، وذلك لأن أذان الفجر كأذان سائر الصلوات لا يزاد عليه بلفظ، لكن أتى الخلل من أنه ورد هذا اللفظ في أحاديث فظنها البعض أنها خاصة بأذان الفجر باطلاق، ولكن الحق أن هذه اللفظة لا تقال إلا في الأذن الأول من الفجر الذي كان يرفعه بلال بن رباح رضي الله عنه ، وهو أذان يكون قبل دخول وقت الصلاة، لا يمنع الشرب والأكل عن الصائم بسبه،لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن بلالا يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " [رواه مسلم وغيره ].
والأذان الثاني الذي يكون بعد دخول الوقت ويمنع معه الطعام والشرب ويصلى بعده كان يرفعه ابن ام مكتوم رضي الله عنه ـ
فالأذان الأول هو الذي يقال فيه " الصلاة خير من النوم "، أما الأذان الأساسي للفجر فحاله كحال أذان سائر الصلوات، وهذا ثابت عن مؤذني الرسول صلى الله عليه وسلم كابن عمر، وأبي محذورة ، أنهما كان لهما أذان أول للفجر وكان يقولا " الصلاة خير من النوم " في الأذان الأول
وروى البيهقي والطحاوي وحسنه الشيخ ناصر في تمام المنة ( 147 ) قول ابن عمر رضى الله عنهما : ( كان الأذان الأول بعد الفلاح ( يعنى : حى على الفلاح ) : الصلاة خير من النوم ، مرتين )
وعند ابي داود والنسائي وغيرهما وهو صحيح من حديث أبي محذورة رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وإذا أذنت بالأول من الصبح فقل : الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم )
وأبو محذورة هو مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة ، فكان هذا الحديث من تعلميه اياه سنن الأذان.
قال الشيخ الألباني رحمه الله في تمام المنة ط 3 ص 146 :
قوله ( يعني : السيد سابق رحمه الله ) في فقه السنة (( ويشرع للمؤذن التثويب وهو أن يقول في أذان الصبح بعد الحيعلتين : الصلاة خير من النوم قال أبو محذورة : " يا رسول الله علمني سنة الأذان فعلمه وقال : فان كان صلاة الصبح قلت : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم . . " رواه أحمد وأبو داود " )) اهـ.
قال الالباني رحمه الله معقباً عليه في تمام المنة :
(إنما يشرع التثويب في الأذان الأول للصبح الذي يكون قبل دخول الوقت بنحو ربع ساعة تقريبا لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال : " كان في الأذان الأول بعد الفلاح : الصلاة خير من النوم مرتين " رواه البيهقي ( 1 / 423 ) وكذا الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 82 ) وإسناده حسن كما قال الحافظ وحديث أبي محذورة مطلق وهو يشمل الأذانين لكن الأذان الثاني غير مراد لأنه جاء مقيدا في رواية أخرى بلفظ : " وإذا أذنت بالأول من الصبح فقل : الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم " أخرجه أبو داود والنسائي والطحاوي وغيرهم وهو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 510 - 516 ) فاتفق حديثه مع حديث ابن عمر ولهذا قال الصنعاني في " سبل السلام " ( 1 / 167 - 168 ) عقب لفظ النسائي : " وفي هذا تقييد لما أطلقته الروايات . قال ابن رسلان : وصحح هذه الرواية ابن خزيمة قال : "فشرعية التثويب إنما هي في الأذان الأول للفجر لأنه لإيقاظ النائم وأما الأذان الثاني فإنه إعلام بدخول الوقت ودعاء إلى الصلاة" اهـ من " تخريج الزركشي لأحاديث الرافعي "
ومثل ذلك في " سنن البيهقي الكبرى " عن أبي محذورة : أنه كان يثوب في الأذان الأول من الصبح بأمره صلى الله عليه وسلم .
قلت : وعلى هذا ليس " الصلاة خير من النوم " من ألفاظ الأذان المشروع للدعاء إلى الصلاة والإخبار بدخول وقتها بل هو من الألفاظ التي شرعت لإيقاظ النائم فهو كألفاظ التسبيح الأخير الذي اعتاده الناس في هذه الأعصار المتأخرة عوضا عن الأذان الأول "
قلت : وإنما أطلت الكلام في هذه المسألة لجريان العمل من أكثر المؤذنين في البلاد الإسلامية على خلاف السنة فيها أولا ولقلة من صرح بها من المؤلفين ثانيا فان جمهورهم - ومن ورائهم السيد سابق - يقتصرون على إجمال القول فيها ولا يبينون أنه في الأذان الأول من الفجر كما جاء ذلك صراحة في الأحاديث الصحيحة خلافا للبيان المتقدم من ابن رسلان والصنعاني جزاهما الله خيرا ))
و مما سبق يتبين أن جعل التثويب في الأذان الثاني بدعة مخالفة للسنة ، و تزداد المخالفة حين يعرضون عن الأذان الاول بالكلية ... ) اهـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
3 ـ رسم خطوط في المساجد لتسوية الصفوف!
الحمد لله، وبعد:
ومن البدع التى تفشت في مساجد المسلمين حتى أنك تكاد لا ترى هذه البدعة فى مسجد هي : ( رسم خطوط في الارض لتعديل الصفوف ) ، وقد استدل القائلون بهذه البدعة بحديث عجيب لم يقل به أحد من المتقدمين وفيه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( إذا صلى احدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا، فإن لم يجد شيئا فلينصب عصا، فإن لم يكن عصا فليخط خطا، ولا يضره ما مر بين يديه ) رواه احمد وغيره
قلت: وظاهر من سياق الحديث أنه خرج في حكم السترة في الصلاة، و لا شأن له بتسوية الصفوف.
ومع هذا فالحديث ضعيف ، نقل الحافظ ابن حجر في التهذيب عن الإمام أحمد أنه قال : ( الخط ضعيف ) ، وضعفه جماعة من السلف منهم سفيان بن عيينة والشافعي والبغوي والدارقطني وابن الصلاح والنووي والعراقي وغيرهم .
وقال الإمام مالك في المدونة : ( الخط باطل ) .
وقدضعفه الشيخ ناصر كما في تمام المنة
ومعلوم أن من لم يلتزم السنة التركية وقع في البدعة
والسنة التركية هي : ما قام المقتضى على فعله في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزال المانع من تركه، فتركه سنة وفعله بدعة .
وقد قام المقتضى لشد الخط على الارض لتسوية الصفوف في عهده صلى الله عليه وسلم ، فلما لم يفعله علمنا أنه بدعة .
ومما يستدل به على البدعة أنها تميت معها سنة ، وقد رأينا هذا الخطوط اماتت سنة مساواة الصف بالكعب، وجعلته بمساواة رءوس الاصابع! ، ومعلوم أنه يستحيل أن تستوى الصفوف برءوس الاصابع أبدا بخلاف تسويتها بالكعب، فان الناس جمعيا تتفق في طول الكعب ولا تتفق في طول القدم لمن تأمل !
والله أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
4 ـ قراءة الأذكار من ورقة أو كتيب لمن يحفظها
الحمد لله ، وبعد :
ومن البدع : قراءة أذكار الصباح والمساء من ورقة أو كتيب لمن يحفظها ، ولعل البعض يُشكل عليه الأمر ، كيف تكون قراءة الأذكار بدعة؟!، فنننبه أننا ننكر قراءة الأذكار بترتيب ورقة الأذكار أو الكتيب، ولا ننكر قراءة الأذكار بعموم ، لأن قراءتها من ورقة أو كتيب يُعد من البدع الأضافية لاشتمالهما على ترتيب لم يثبت في السنة، والمدوامة على هذا الترتيب بدعة، وقد ذكر الامام النووي رحمه الله في بداية كتابه الاذكار نكتة في هديه صلى الله عليه وسلم في الاذكار فلتراجع وتضم إلى ما ذكرناه هنا لكي تتضح المسألة .
تنبيه : الذي نعنيه هنا هو من يحفظ الاذكار ومع ذلك يُصر على قراءتها من الورقة ويداوم على ذلك، أما من لم يحفظ الأذكار ويحتاج الى قراءتها من ورقة الأذكار فلا شيء عليه .
ومثل هذه المسألة كقراءة القرآن بالتدوير، وهو أن يجتمع جماعة في ساحة المسجد في دائرة، ويتناوبون قراءة القرآن، وكلهم يُحسن القراءة فهذا الفعل بدعة، بخلاف إن كان هذا المجلس لتعليم من لم يُحسن القراءة، فالهيئة واحدة .. ولكن اختلف الحكم باختلاف الأشخاص . وهذه المسألة نبه عليها الشاطبي في الاعتصام
والله أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ دعاء : "تبنا إلى الله ورجعنا إلى الله" في عقود النكاح
الحمد لله، وبعد:
عمت البلوى في الديار المصرية أنه إذا ما تم عقد نكاح في مسجد أن يقول المأذون للمدعوين قولوا خلفي : ( تُبنا إلى الله ورجعنا إلى الله وندمنا على ما فعلنا من كل ذنب وخطيئة تخالف دين الإسلام وعزمنا على ألا نعود إلى تلك المعاصى أبداً ما أحييتنا .... )، فيكرر الحضور هذا الدعاء في صوت جهوري مرتفع كأنهم في مظاهرة!
وهذا الدعاء في هذه المناسبة وبهذه الطريقة بدعة لا خلاف عليها .
وفوق أنه بدعة ضلالة ، أيضاً هو صيغة أخذ البيعة في الطريقة الشاذلية! ، فلن تكون مريداَ منتسباً لهذه الطريقة إلا بعد أن تنطق بهذه الصيغة على يد شيخك ( المبتدع الصوفي طبعاً )
فهذا الدعاء في هذا الموضع جمع بين أنه بدعة مخالفة للسنة، وأنه فيه رفع وأعلاء لسنن المخرفة من الصوفية هداهم الله.
والله أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6 ـ التنبيه على أنه يوجد سجدة في الصلاة
ومن البدع أيضاً تنبيه بعض الأئمة في صلاة فجر الجمعة أن الركعة الأولى فيها سجدة، وهذا الفعل لا يُعرف في السنة ، ونبه الامام الشاطبي في الاعتصام على خطإ مواظبة بعض الأئمة على الاتيان بهذا السجود كل فجر جمعة حتى ظن أهل مصر أن الركعة الاولى من فجر الجمعة فضلت بسجدة !!
ونفس الخطأ يتكرر في صلاة التراويح فترى الإمام ينبه أن الوتر ركعتان وركعة ، أو ثلاث ركعات بتشهد واحد
وأيضا من الأخطاء مواظبة بعض الائمة القراءة في الصلوات بترتيب المصحف، وهذا ايضا لا يعلم من السنة .
والله تعالى أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 ـ صلاة الجمعة في الميادين العامة!
الحمد لله، وبعد:
أخرج البخاري في صحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي"
وفي هذا الأمر النبوي متابعة للرسول صلى الله عليه وسلم في كل أمر الصلاة من حيث الكيفية أو التوقيت أو عدد الركعات، فهو حديث شامل.
ومما أحدثة المبتدعة في زماننا من فقهاء المظاهرات والاعتصامات الأفتاء بجواز صلاة الجمعة في الخلاء والميادين العامة! ، وهذه الهيئة لم تثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم ولا مرة واحدة، حتى أنه كان يترك صلاة الجمعة في السفر ، فلا يُعلم عنه أنه صلى في خارج مسجده إلا النوافل في البيت، وصلاة العيد والجنازة في الخلاء إلا لعذر، وعليه: فصلاة الجمعة في الميادين بدعة منكرة مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
8 ـ الاستعاذة عند التثاءب!
الحمد لله، وبعد:
ومن البدع المنتشرة بين الناس استعاذتهم من الشيطان بعد التثاءب، وهذا فعل لا يعلم من السنة وهو من جملة البدع القبيحة، وما على المسلم إن تثاءب إلا أن يحاول أن لا يفتح فمه عند فعله، وإن لم يستطع فليضع يده على فمه
قال الإمام البخاري رحمه الله : باب إذا تثاءب فليضع يده على فيه
واخرج في كتاب الأدب من صحيحة عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ، فإذا عطس أحدكم وحمد الله ، كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له : يرحمك الله ، وأما التثاؤب : فإنما هو من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان"
وعند مسلم في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع"
وفي رواية: : " إذا تثاءب أحدكم ، فليمسك بيده على فيه ، فإن الشيطان يدخل"
جاء في النهاية في معنى التثاءب: هو تنفس يفتح له الفم بلا قصد ، وذلك لأنه يكون عن امتلاء البدن وثقله وكثرة الغذاء وميله للكسل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
9 ـ قراءة الفاتحة عند عقد الزواج
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عن :
قراءة الفاتحة عند عقد الزواج حتى قد أصبح البعض يطلق عليها قراءة الفاتحة وليس العقد؛ فيقول: قرأت فاتحتي على فلانة، هل هذا مشروع؟
فأجاب:
هذا ليس بمشروع؛ بل هذا بدعة، هذا بدعة، وقراءة الفاتحة أو غيرها من السور المعينة لا تُقرأ إلا في الأماكن التي شرعها الشرع. فإن قُرأت في غير الأماكن تعبدًا؛ فإنها تعتبر من البدع.
وقد رأينا كثيرًا من الناس يقرأون الفاتحة في كل المناسبات! حتى أننا سمعنا من يقول: اقرأوا الفاتحة على الميت، وعلى كذا وعلى كذا، وهذا كله من الأمور المبتدعة ومنكرة؛ فالفاتحة وغيرها من السور لا تُقرأ في أي حال، وفي أي مكان، وفي أي زمان؛ إلا إذا كان ذلك مشروعًا بكتاب الله أو بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وإلا فهي بدعة يُنكر على فاعلها.
(فتاوى نور على الدرب)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
10 ـ لبس دبلة الخطوبة!
سئل العلامة الشيخ محمد صالح العثيمين
ما حكم لبس دبلة الزواج الفضية للرجال، أي لبسها في الأصبع؟
الإجابة: لبس الدبلة للرجال أو النساء من الأمور المبتدعة، وربما تكون من الأمور المحرمة، ذلك لأن بعض الناس يعتقدون أن الدبلة سبب لبقاء المودة بين الزوج والزوجة، ولهذا يذكر لنا أن بعضهم يكتب على دبلته اسم زوجته، وتكتب على دبلتها اسم زوجها، وكأنهما بذلك يريدان دوام العلاقة بينهما، وهذا نوع من الشرك؛ لأنهما اعتقدا سبباً لم يجعله الله سبباً لا قدراً ولا شرعاً، فما علاقة هذه الدبلة بالمودة أو المحبة، وكم من زوجين بدون دبلة وهما على أقوى ما يكون من المودة والمحبة، وكم من زوجين بينهما دبلة وهما في شقاء وعناء وتعب.
فهي بهذه العقيدة الفاسدة نوع من الشرك، وبغير هذه العقيدة تشبه بغير المسلمين؛ لأن هذه الدبلة متلقاة من النصارى، وعلى هذا فالواجب على المؤمن أن يبتعد عن كل شيء يخل بدينه.
أما لبس خاتم الفضة للرجل من حيث هو خاتم لا باعتقاد أنه دبلة تربط بين الزوج وزوجته، فإن هذا لا بأس به، لأن الخاتم من الفضة للرجال جائز، والخاتم من الذهب محرم على الرجال، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً في يد أحد الصحابة رضي الله عنهم فطرحه وقال: "يعمد أحدكم إلى جمرة من النار فيضعها في يده"؟
[مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد التاسع عشر - كتاب زكاة النقدين].

 
ـ السبحة
قال بكر أبو زيد في كتابه " السبحة تاريخها وحكمها":
((السُّبْحَة)) هي: خرز, أو غيره ينظم في خيط, جمعه: ((سُبَح)) وجمع الجمع: ((تسابيح)) , ويُقال: ((مِسْبَحة)) ... كانت شائعة قبل الإِسلام, بل قبل الميلاد, وقيل: بل بعد عام 800 من الميلاد في ديانة البوذيين, ثم لدى عامة الأعاجم, ولدى أصحاب الديانات كالبراهمة, والنصارى, وغيرهم, يتخذونها شعاراً دينياً لهم في صلواتهم؛ ولأَغراض ومعتقدات دينية: تعويذة, وتميمة, ويُرقى بها, وهكذا.
وأن: ((السُّبْحَة)) لم تكن معروفة لدى العرب في تعبداتها في الجاهلية, ولا في عاداتها, ولهذا لم يرد لها ذكر في كلامها, نثره, وشعره."اهـ

قلت (وليد): أخرج مسلم في صحيحه سئل ابن عمر رضى الله عنهما عن السبحة في السفر فقال : ( صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى السَّفَرِ فَمَا رَأَيْتُهُ يُسَبِّحُ وَلَوْ كُنْتُ مُسَبِّحًا لأَتْمَمْتُ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ) .
قلت : فالسبحة المقصودة في الحديث هي صلاة التطوع ، فكان الرسول صلى الله عليه و سلم يدع صلاة التطوع في السفر عدا سنة الفجر والوتر ، فليس لهذا الحديث شأن بأمر السبحة التى تستخدم لعد الذكر
ولكن ورد حديث في سنن ابى داود ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل على احدى النساء وفي يدها حصى أو نوى تسبح به فَقَالَ « أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هَذَا أَوْ أَفْضَلُ ». فَقَالَ « سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِى السَّمَاءِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِى الأَرْضِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ بَيْنَ ذَلِكَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِثْلُ ذَلِكَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ. وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مِثْلُ ذَلِكَ. وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ ».
قلت : وهذا حديث ضعيف ، ضعفه الشيخ الالباني برقم 1502 من سنن ابي داود .

ولكن صح عن نبينا صلى الله عليه و سلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال : ( رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بِيَدِهِ ) . رواه الترمذي وحسنه .

وفي رواية ابي داود : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه ) وهذا سند صحيح .

وعنده ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم نصح بعض النساء بالتسبيح على الانامل فقال : ( ... يُرَاعِينَ بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّقْدِيسِ وَالتَّهْلِيلِ وَأَنْ يَعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ ) ، وهناك رواية فيها وعيد شديد قال فيها : ( عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ، ولا تغفلن فتنسين التوحيد ) . اهـ

قلت : فيكون خلاصة امر التسبيح ان يكون على انامل اليد اليمنى ، والله اعلم

وبهذا يدخل التسبيح بالسبحة من جملة البدع ، واما الحديث المشهور الذي ينسب مرة لعلى بن ابي طالب ومرة لشيخ الاسلام بن تيمية والى غيرهما ( نعم السبحة المذكرة ) فقد بحثت عنه طويلا حتى ايقنت انه لا اصل له ومن وقف له على سند فليخبرنا .
وقال الشيخ الالباني رحمه الله :
فهذا هو السنة في عد الذكر المشروع عده، إنما هو باليد، وباليمنى فقط، فالعد باليسرى أو باليدين معا، وبالحصى كل ذلك خلاف السنة، ولم يصح في العد بالحصى فضلا عن السبحة شيء، خلافا لما يفهم من " نيل الأوطار " و" السنن والمبتدعات " وغيرهما، وقد بسطت القول في ذلك في رسالتنا " الرد على التعقيب الحثيث "، فليرجع إليها من شاء التوسع في ذلك، واسترواح بعض المعاصرين إلى الاستدلال بعموم حديث " الأنامل " وغيره غفلة منه، لأنه عموم لم يجر العمل به، وتجاهل منه لحديث العقدة باليمين، لا يليق بمن كان من أهل العلم، فتنبه ولا تكن من الغافلين.

وقال : ... ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة وهي أنها قضت على سنة العد بالأصابع أو كادت ، مع اتفاقهم على أنها أفضل ، لكفى ! فإني قلما أرى شيخا يعقد التسبيح بالأنامل ! ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعه، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالسبحة ! وبعضهم يعد بها وهو يحدثك أو يستمع لحديثك !
وآخر ما وقعت عيني عليه من ذلك منذ أيام أننى رأيت رجلا على دراجة عادية يسير بها في بعض الطرق المزدحمة بالناس وفي إحدى يديه سبحة !! يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين ! وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعة ما هو واجب ، فقد اتفق لي مرارا - وكذا لغيري - أنني سلمت على أحدهم فرد علي السلام بالتلويح بها ! دون أن يتلفظ بالسلام ! ومفاسد هذه البدعة لا تحصى ، فما أحسن ما قال الشاعر :

وكل خير في اتباع من سلف* وكل شر في ابتداع من خلف
ثم وقفت على حديث ثالث عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " كان يسبح بالحصا " ، ولكن إسناده واه جدا ، فيه من روى عن مالك أحاديث موضوعة ، وسيأتي بيان ذلك برقم ( 1002 ) من هذه السلسلة إن شاء الله تعالى .

السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 2173 )
س 4: ما حكم السبحة التي يسبح بها أكثر المصلين بين القول إنها بدعة وبين أنه يروى عن أبي هريرة في رواية البيهقي وأبي داود ؟

ج 4: لا نعلم دليلاً صحيحًا يعتمد عليه في التسبيح بالسبحة بعد الانصراف من الصلاة، وكـان صلى الله عليه وسلم يسبح بأصابعه، هذا هو الذي دلت عليه الأدلة، والأفضل بيده اليمنى، لفعله صلى الله عليه وسلم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو الرئيس
عبد الله بن غديان عبد العزيز بن عبد الله بن باز


ما حكم المسبحة ؟
حكم المسبحة أنها مقبحة، ومذبحة ، وملوحة، وبدعة وخلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ومن علامات المبتدعة، كل هذه من أوصافها فارميها وألقي بها في الزبالة يا عبد الله الأن ، ألقي بها في الزبالة ،أخرج وارميها في البرميل، مقبحة مذبحة ملوحة وليست مسبحة ، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استخدمها، ولم يستخدم الحجر، ولم يستخدم النوى كما يدعى في الحديث الضعيف أنه أقر جويرية على ذلك هذا غير صحيح لم يقرها على استخدام النوى وانما هو قال لها: إن الكلمات التي قلتها خير مما قلت وهي جلست الى طلوع الشمس، وهي: سبحان الله وبحمده سبحان الله عدد خلقه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله رضا نفسه سبحان الله مداد كلماته، أما الرواية التي فيها ذكر النوى فهي رواية ضعيفة ولا تثبت، ثم لو ثبتت ما هي دليل بل إنه لم يقرها على ذلك، أما تسبيح الحصى في يد النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم يسبح به وإنما ماذا ؟ سمع تسبيح الحصى وهذه معجزة وآية نبوية لم يسبح بالحصى وإنما سمع تسبيح الحصى في يديه الشريفتين ، فارموا هذه المقبحة ومن أراد السنة فليسبح بيديه سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر، هكذا ..هكذا انظروا إلي سبحان الله سبحان الله سبحان الله التي ستسأل اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا ماذا ؟ أيديهم وأرجلهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ، وغدا نكمل قضية المسبحة في الكرسي الآخر إن شاء الله، والله أعلم .
__________________
  ـ افتتاح خطبة العيد بالتكبير من البدع
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
وقد اختلف الناسُ في افتتاح خُطبة العيدين والاستسقاء، فقيل: يُفتتحان بالتكبير، وقيل تفتتح خطبة الاستسقاء بالاستغفار، وقيل: يُفتتحان بالحمد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهو الصواب، لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال "كلُّ أَمْرٍ ذي بالٍ لاَ يُبْدَأ فيهِ بِحَمْدِ الله، فَهُوَ أَجْذَمُ".
وكان يفتتح خطبَه كلَّها بالحمد لله

13 ـ ليس من السنة
طلاء المساجد وتزينها عند دخول شهر رمضان
 كتبه


أبو صهيب وليد بن سعد