بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 9 فبراير 2014

التعليقات البازية على كتاب التوحيد إعداد علي بن حسين بن أحمد فقيهي عضو الدعوة بمدينة الرياض



قال شيخ الإسلام والمسلمين مجدّد الدعوة والدّين الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
[بسم الله الرحمن الرحيم]
-      الباب الأول
-      كتـاب التوحيد وقول الله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[الذاريات: 56]

     و قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ
[النحل:36] الآية.
وقوله تعالى ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا[الإسراء:23] الآية.
وقوله تعالى ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا[النساء:36] الآيات.
قوله تعالى: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا[الأنعام: 151] الآيات.
قال ابن مسعود (t): من أراد أن ينظر إلى وصية محمد r التي عليها خاتمه؛ فليقرأ قوله تعالى ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ  شَيْئًا إلى قوله ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا[الأنعام:151- 153] الآية.
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ (t) قَالَ: كُنْتُ رِديفَ النبي r. عَلَى حِمَارٍ فَقَالَ لي: «يَا مُعَاذُ! أَتَدْرِي مَا حَقّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ وما حقّ العبادِ عَلَى الله؟» قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «حَقّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوه وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا. وَحَقّ الْعِبَادِ عَلَى اللّهِ أَنْ لاَ يُعَذّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئا» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَفَلاَ أُبَشّرُ النّاسَ؟ قَالَ: «لاَ تُبَشّرْهُمْ. فَيَتّكِلُوا». أخرجاه

& && الفوائد المنتقاة على الباب الأول ( فجر الخميس 8/5/1415) )( التعليق على المتن )
( فجر الاثنين 24 / 7/1415) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1-  قوله ( بسم الله الرحمن الرحيم ) [ هذه عادة أهل العلم يبدؤون كتبهم بالبسملة كما بدأ الله عز وجل كتابه بالبسملة وقد يبدؤون بالحمدلة مع ذلك وكل حسن فإن السنة أن تبدأ بالتسمية لحصول البركة والتأسي بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يقتضي البدء بالبسملة وإن ثنى بالحمدلة كما بدأ الله عز وجل كتابه بالبسملة ثم الحمدلة فهذا حسن لأن الله تعالى أهل أن يثنى عليه فهو المستحق لكل ثناء .
2- قوله ( بسم الله ) أي باسم الله أستعين في تأليفي أو باسم أؤلف كتاباً في كذا وكذا فالباء للاستعانة والتبرك باسمه سبحانه وتعالى .

3- قوله (الله ) علم على الذات لا يسمى به سواه سبحانه وتعالى
4- قوله (الرحمن الرحيم ) اسمان من أسماء الله دلا على وصفه بالرحمة فهو الرحمن الرحيم لعباده الذي وسعت رحمته كل شيء
5- قوله (كتاب التوحيد ) أي هذا كتاب التوحيد والتوحيد مصدر وحد يوحد توحيداً والتوحيد هو إفراد الله بالعبادة والتوحيد ثلاثة أنواع ( توحيد الربوبية وتوحيد الإلوهية وتوحيد الأسماء والصفات ) وهذا معلوم بالاستقراء من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
6- حديث ( كل أمر لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع ) طرقه يشد بعضها بعضاً فهو من باب الحسن لغيره .
7- الصواب أن أسماء الله عز وجل أسماء ونعوت وهي مشتقة .
8- ( النافع الضار ) ورد في أحاديث ضعيفة ولكن معناه حق .
9- قوله تعالى: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا هذه الآية تسمى آية الحقوق العشر .
10- يرى الله عز وجل في الدنيا في المنام كما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ولكن رؤية لا تشابه رؤية المخلوقين كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية .












الباب الثاني - باب فضل التوحيد وما يكفِّر من الذنوب
وقول الله تعالى ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ا[الأنعام: 82].
عن عبادة بن الصامت t؛ قال: قال رسول الله r: «مَنْ شهِدُ أَنّ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ, وَأَنّ مُحَمّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, وَأَنّ عِيسَىَ عَبْدُ اللّهِ وَرسوله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالْجَنّةَ حَقّ, وَالنّارَ حَقّ؛ أَدْخَلَهُ الله الْجَنّةَ على ما كان من العمل» أخرجاه.
ولهما في حديث عِتبان: «فَإِنّ الله قَدْ حَرّمَ عَلَى النّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاّ الله, يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله».
وعن أبي سعيدٍ الخدري t، عن رسول الله r؛ قال: «قال موسى عليه السلام: يا ربِّ! علِّمني شيئاً أذكرك وأدعوك به. قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله. قال: يا رب! كل عبادك يقولون هذا؟. قال: يا موسى! لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة و(لا إله إلا الله) في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله» رواه ابن حبان والحاكم وصححه.
وللترمذي وحسنه عن أنسٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله r؛ يقول: «قال الله تعالى: يا ابنَ آدَمَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً».

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني ( فجر الخميس 22/5/1415)( التعليق على المتن )
( فجر الاثنين 19 / 10/1415) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )
1- هذا الباب أراد به المؤلف رحمه الله بيان شيء من فضل التوحيد وتكفيره للذنوب وأن التوحيد هو أعظم الحسنات وأعظم الواجبات وهو أعظم الأعمال تكفيراً للذنوب فهو رأس الأعمال وأهمها وأوجبها.
2- قوله (وروح منه ) أي روح من الأرواح التي خلقها عز وجل وأوجدها.
3- حديث عبادة بن الصامت هذا من الأحاديث المطلقة الدالة على فضل التوحيد لكن دلت النصوص الأخرى على أن هذا اللفظ مقيد , وهذا الإطلاق مقيد بمن أدى حق هذه الشهادة فلا بد من قولها باللسان وتصديقها بالجنان والعمل بمقتضاها من توحيد الله والإخلاص له والبراءة من الشرك كله ولا بد من الشهادة بأن محمداً عبده ورسوله والانقياد لما جاء به وطاعته في فعل الأوامر وترك النواهي . فإذا مات على المعاصي والسيئات فهو تحت مشيئة الله عز وجل إن شاء غفر له وأدخله الجنة وإن شاء عذبه على قدر جرائمه ثم مصيره بعد هذا إلى الجنة .
4- حديث أبي سعيد الخدري : قال الشيخ : سنده لا بأس به .
5 – حديث أنس : قال الشيخ : جاء الحديث في الصحيح بهذا المعنى من حديث أبي ذر رضي الله عنه .

6 -  قوله في حديث أنس (يا ابنَ آدَمَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَة ) هذا عند أهل العلم يفسر بوجهين
أ – أن هذا في حق من قالها صادقاً مخلصاً فيها وأتى حقها ولم يصر على سيئة أصلاً.
ب – أن هذا في حق من قالها وأتى إلى الله عز وجل تائباً من خطاياه غير مصر على سيئة وقد تاب وأقلع فخطاياه كلها مرجوحة وكلها ساقطة بسبب إخلاصه في هذه الكلمة التي تضمن توبته من جميع الذنوب وإقلاعه من جميع الذنوب وهذا المعنى لا بد منه لان النصوص الأخرى من الآيات والأحاديث على أن أهل المعاصي على خطر وأنه متوعدون بالنار وأنه تحت المشيئة .





























الباب الثالث - باب من حقَّق التوحيد؛ دخل الجنة بغير حساب
وقول الله تعالى: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[النحل:120].
وقوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ[المؤمنون: 59].
وعن حُصَيْنِ بْنُ عَبْدِ الرّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رضي الله عنه فَقَالَ: أَيّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الّذِي انْقَضّ الْبَارِحَةَ؟ قُلْتُ: أَنَا. ثُمّ قُلْتُ: أَمَا إِنّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاَةٍ. وَلَكِنّي لُدِغْتُ. قَالَ: فَمَاذَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: اَرْتقَيْتُ. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ حَدّثَنَاهُ الشّعْبِيّ. قَالَ: وَمَا حَدّثَكُمُ الشّعْبِيّ؟ قُلْتُ: حَدّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ, أَنّهُ قَالَ: لاَ رُقْيَةَ إِلاّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ. قَالَ: قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ. وَلَكِنْ حَدّثَنَا ابْنُ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّ r أنه قَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيّ الأُمَمُ. فَرَأَيْتُ النّبِيّ وَمَعَهُ الرّهَطُ. وَالنّبِيّ وَمَعَهُ الرّجُلُ وَالرّجُلاَنِ. وَالنّبِيّ ولَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ. إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَظَنَنْتُ أَنّهُمْ أُمّتِي. فَقِيلَ لِي: هَذَا مُوسَىَ وَقَوْمُهُ. وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ. فَنَظَرْتُ. فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَقِيلَ لِي: هَذِهِ أُمّتُكَ. وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ».
فنَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ. فَخَاضَ النّاسُ فِي أُولَئِكَ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلّهُمُ الّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللّهِ r. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلّهُمُ الّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ فَلَمْ يُشْرِكُوا بِالله. وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ.
فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ r فَأَخْبَرُوهُ. فَقَالَ: «هُمُ الّذِينَ وَلاَ يَسْتَرْقُونَ. وَلاَ يَكْتَوُون. وَلاَ يَتَطَيّرُونَ. وَعَلَى رَبّهِمْ يَتَوَكّلُونَ»، فَقَامَ عُكّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ. فَقَالَ: يا رسول الله ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: «أَنْتَ مِنْهُمْ» ثُمّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكّاشَةُ».

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث ( فجر الخميس 7/6/1415)( التعليق على المتن )

1 – تحقيق التوحيد تخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي .
2- الشرك الأكبر ينافي التوحيد بالكلية والشرك الأصغر ينافي كمال التوحيد الواجب والبدعة تقدح في التوحيد وتنقص ثوابه والمعاصي كذلك تنقص ثوابه فلا يكون توحيده سالماً إلا إذا سلم من الشرك الأكبر والأصغر والبدع والمعاصي فهذا هو تحقيق التوحيد
3- وقول الله تعالى: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ) أمة : الداعية إلى الخير الصابر على ذلك وفسر بأنه الذي يستقيم على الحق ويثبت عليه عند فساد الناس وهذان الأمران مجتمعان في إبراهيم عليه السلام .
وإذا كان إبراهيم عليه السلام  قد حقق توحيده وإيمانه فالنبي صلى الله عليه وسلم من باب أولى لأنه أكمل الناس إيماناً وخلقاً واستقامة على دين الله عز وجل

4- قوله (عُرِضَتْ عَلَيّ الأُمَمُ ) عرضها عليه في ليلة الإسراء على الصحيح
5- قوله (وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنّةَ ) جاء في الروايات الأخرى أن ربه زاده مع كل ألف سبعين ألفاً ومع كل واحد سبعين ألفاً .
6 – قوله ( ولا يسترقون ) ترك الإسترقاء افضل لما فيه من الاستغناء عن الناس إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا بأس .


7 – قوله ( ولا يكتوون ) الكي تركه أفضل لهذا الحديث لإنه نوع من التعذيب فإذا تيسر الدواء بغير الكي فهو أولى فإن دعت الحاجة إليه فلا كراهة لقوله صلى الله عليه ( الشفا في ثلاثة : شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وأنا أنهى أمتي عن الكي ) رواه البخاري وهذا نهي تنزيه ففعله جائز عند الحاجة إليه وتركه أفضل عند الإستغناء عنه فإن دعت الحاجة إليه فلا كراهة .

8 – النفث في الماء لا بأس به ثبت عن النبي صلى عليه وسلم أنه نفث في الماء ، ويقرأ ما تيسر من الآيات .