بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 12 فبراير 2014

من نفائس أقاويل السلف الكرام في السمع والطاعة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:

 فهذه بعض أقوال سلفنا الصالح في باب السمع والطاعة انتقيتها من الجزء الذي كتبه أخونا نادر بن سعيد آل مبارك التعمري والذي عنوانه " مهلا، مهلا يا أهل الإسلام، إيقاظ اللبيب من فتنة الخوارج وبغاة التشغيب "
 فنسأل الله أن يجزي الشيخ خير الجزاء وأن ينفع به.

 من نفائس أقاويل السلف الكلام في السمع والطاعة، ونبذ الخروج والخوارج، أهديك- جملة ترفل بين يديك – غضة طرية، فهل من منصف متيقظ، ومن معتبر متعظ؟!

 1- عن سويد بن غفلة قال: قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " لعلك أن تخلف بعدي فأطع الإمام – وإن كان عبدا حبشيا -، وإن ضربك فاصبر، وإن حرمك فاصبر، وإن دعاك إلى أمر منقصة في دنياك، فقل: سمعا وطاعة، دمي دون ديني " ( رواه الآجري في الشريعة 70.71 )
 قال الإمام الآجري في توجيهه لهذا الأثر (1 -371/372 ):
 " يحتمل والله أعلم أن نقول: من أمّر عليك من عربي أو غيره، أسود أو أبيض أو عجمي، فأطعه فيما ليس لله فيه معصية، وإن حرمك حقا لك، أو ضربك ظلما لك، أو انتهك عرضك، أو أخذ مالك، فلا يحملك ذلك على أن تخرج عليه بسيفك حتى تقاتله، ولا تخرج مع خارجي يقاتله، ولا تحرّض غيرك على الخروج عليه، ولكن اصبر عليه.
 وقد يحتمل أن يدعوك إلى منقصة في دينك من غير هذه الجهة، يحتمل أن يأمرك بقتل من لا يستحق القتل، أو بقطع عضو من لايستحق ذلك، أو بضرب من لا يحل ضربه، أو بأخذ مال من لا يستحق أن تأخذ ماله، أو بظلم من لا يحل له ولا لك ظلمه، فلا يسعك أن تطيعه، فإن قال لك: لئن لم تفعل ما آمرك به وإلا قتلتك أو ضربتك، فقل: دمي دون ديني، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق عزوجل " ( رواه أحمد وصححه الألباني في الصحيحة 179 )، ولقوله صلى الله عليه وسلم: " إنما الطاعة في المعروف " ( رواه البخاري ومسلم ).

 2- وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: " نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: لا تسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم، ولاتبغضوهم، واتقوا الله واصبروا، فإن الأمر قريب " ( أخرجه ابن أبي عاصم في السنة ).

 3- وعن أبي البختري قال: قيل لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه: ألا تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟
 قال رضي الله عنه: " إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لحسن، ولكن ليس من السنة أن ترفع السلاح على إمامك " ( رواه البيهقي في شعب الإيمان ).

 4- وقيل لأسامة بن زيد رضي الله عنه: " ألا تدخل على عثمان فتكلمه؟ " فقال: " أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم؟ والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه " ( رواه البخاري ومسلم )
 قال العلامة الألباني رحمه الله في "مختصر صحيح مسلم" للمنذري (ص330): " يعني: المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملأ، لأن في الإنكار جهارا مايخشى عاقبته، كما اتفق في الإنكار على عثمان رضي الله عنه جهارا، إذ نشأ عنه قتله " ا.هـ

 5- وقال الحسن البصري رحمه الله عندما خرج خارجي بالخريبة (موضع بالبصرة): " المسكين رأى منكرا، فأنكره فوقع فيما هو أنكر منه " ( رواه الآجري في الشريعة، رقم 48 ).

 6- وقال سفيان الثوري رحمه الله موصيا شعيب بن حرب(1) : " ياشعيب! لا ينفعك ماكتبت حتى ترى: الصلاة خلف كل بر أو فاجر، والجهاد ماض إلى يوم القيامة، والصبر تحت لواء السلطان جار أم عدل.
 ...ياشعيب بن حرب: إذا وقفت بين يدي الله عزوجل فسألك عن هذا الحديث، فقل: حدثني بهذا الحديث سفيان بن سعيد الثوري، ثم خل بيني وبين ربي عزوجل " ( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي 1/151-154 ).

 7- وقال أحمد بن حنبل رحمه الله: " من خرج على إمام من أئمة المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه، وأقروا له بالخلافة بأي وجه كان: بالرضا أو بالغلبة، فقد شق هذا الخارج عضا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن مات الخارج عليه، مات ميتة جاهلية، ولا يحل قتال السلطان، ولا الخروج عليه لأحد من الناس، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق " ( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي 1/181 )





 (1)حينما سأله حديثا ينفعه الله بقوله:" حدثني بحديث من السنة ينفعني الله عزوجل به، فإذا وقفت بين يدي الله تبارك وتعالى وسألني عنه، فقال لي: من أين أخذت هذا؟ قلت: يا رب حدثني بهذا الحديث سفيان الثوري، وأخذته عنه، فأنجوا أنا وتؤاخذ أنت ". فقال له سفيان: " يا شعيب، هذا توكيد، وأي توكيد، أكتب..." ثم عدّ منها ما ذكره أعلاه


نقلا من شبكة سحاب السلفية
إسماعيل أبو عبد المحسن