بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 12 فبراير 2014

الأبواب التي تجوز فيها الغيبة والجرح عند علماء الإسلام



- الأبواب التي تجوز فيها الغيبة والجرح عند علماء الإسلام
قال النووي رحمه الله اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو ستة أبواب:
الأول : التظلم .
الثاني : الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب.
الثالث : الاستفتاء.
الرابع : تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم.
الخامس : أن يكون مجاهراً بفسقه وبدعته.
السادس: التعريف فإذا كان الإنسان معروفاً بلقب كالأعمى والأعرج والأصم جاز تعريفهم بذلك ثم قال فهذه ستة أبواب ذكرها العلماء وأكثرها مجمع عليها دلائلها من الأحاديث الصحيحة المشهورة .( 1 )
وقد نظم بعض العلماء هذه الأبواب في قوله :
القدح ليس بغيبــة في ستــة       متظلــم ومعـرف ومحـذر
ومجاهر فسقاً ومستفــت ومن           طلب الإعانة في إزالة منكــر.

قلت : وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه في جواز غيبة المبتدع شرطين هما :
1- العلم  .
2- وحسن النية.
       حيث قال يرحمه الله :" ثم القائل في ذلك بعلم لابدّ له من حسن نيِّة فلو تكلم بحق يقصد العلو في الأرض أو الفساد كان بمنزلة الذي يقاتل حمية ورياء وإن تكلم لأجل الله تعالى مخلصاً له الدين كان من المجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء خلفاء الرسل وليس هذا الباب مخالفاً لقوله صلى الله عليه وسلم " الغيبة ذكرك أخاك بما يكره " فإن الأخ هو المؤمن وأخ المؤمن إن كان صادقاً في إيمانه لم يكره هذا الحق الذي يحبه الله ورسوله وإن كان فيه شهادة عليه وعلى ذويه بل عليه أن يقوم بالقسط ويكون شاهداً لله ولو على نفسه أو والديه أو قريبه ومتى كره هذا الحق كان ناقصاً إيمانه ينقص من أخوّته بقدر ما نقص من إيمانه فلم يعتبر كراهته من الجهة التي نقص منها إيمانه  إذ كراهته لما يحبه الله ورسوله توجب تقديم محبة الله ورسوله كما قال تعالى " والله ورسوله أحق أن يرضوه"( 1 ) أ هـ كلامه رحمه الله.
ونختم هذه الدروس بما ذكره الشيخ بكر أبو زيد في المبحث التاسع من كتاب هجر المبتـدع ص 48 عقوبة من والي المبتدعة : حيث قال حفظه الله : " كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق فالساكت عن الحق شيطان أخرس كما قال أبو علي الدقاق م ستة 406هـ رحمه الله .
ومن السنن الثابتة قول النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب وقد قال أنس رضي الله عنه : فما فرح المسلمون بشيء بعد الإسلام فرحهم بهذا الحديث " وقد شدد الأئمة النكير على من ناقض أصل الاعتقاد فترك هجر المبتدعة.
 وفي معرض رد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على الاتحادية قال : " ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم أو ذب عنهم أو أثنى عليهم أو عظّم كتبهم ، أو عرف بمساعدتـهم ومعاونتهم أو كره الكلام فيهم أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لايدري ما هو؟ أو من قاله: إنه صنف هذا الكتاب؟ وأمثال هذه المعاذير التي لايقولها إلاجاهل أو منافق بل تجب عقوية كل من عرف حالهم ، ولم يعاون على القيام عليهم فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات ؛ لأنـهم أفسدوا العقول والأديان، على خلق من المشايخ والعلماء ، والملوك والأمراء وهم يسعون في الأرض فساداً ويصدون عن سبيل الله ( 1 ) 
قال الشيخ بكر :" فرحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية وسقاه من سلسبيل الجنة آمين فإن هذا الكلام في غاية الدقة والأهمية وهو و إن كان في خصوص مظاهرة " الاتحادية " إلاّ أنه ينتظم جميع المبتدعة فكل من ظاهر مبتدعاً ، فعظّمَه أو عظّم كتبَه ونشرها بين المسلمين ونفخ به وبـها وأشاع ما فيها من بدع وضلال، ولم يكشفه فيما لديه من زيغ واختلال في الاعتقاد إن من فعل ذلك فهو مفرط في أمره واجب قطع شره لئلا يتعدى إلى المسلمين . وقد ابتلينا هذا الزمان بأقوام على هذا المنوال يعظمون المبتدعة وينشرون مقالاتـهم ولا يحذرون من سقطاتـهم وما هم عليه من الضلال فاحذروا أبا الجهل المبتدع هذا نعوذ بالله من الشقاء وأهله ( 2 ).
نقلا من كتاب كن سلفيا علي الجادة




عبد السلام بن سالم السحيمي









( 1 )  - رياض الصالحين ص 519 ، وصحيح الأذكار ص 2/834
( 1 )  - مجموع المسائل و الرسائل ( 5 / 281 )
( 1 ) - وانظر مجموع الفتاوى 2/132.
( 2 ) - من هجر المبتدع ص 48 ، 49 .