بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 10 فبراير 2014

سلسلة أقوال من ذهب 4



قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (٤/١٥٧-١٥۸):
وَمِنْ الْمَعْلُومِ بِالضَّرُورَةِ لِمَنْ تَدَبَّرَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ مِنْ جمِيعِ الطَّوَائِفِ : أَنَّ خَيرَ قُرُونِ هَذِهِ الأُمَّةِ - في الأَعْمَالِ وَالأَقْوَالِ وَالاعْتِقَادِ وَغَيرِهَا مِنْ كُلِّ فَضِيلَةٍ أَنَّ خَيرَهَا - : الْقَرْنُ الأَوَّلُ ثمَّ الَّذِينَ يَلُونهُمْ ثمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيرِ وَجْهٍ وَأَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنْ الْخَلَفِ في كُلِّ فَضِيلَةٍ : مِنْ عِلْمٍ وَعَمَلٍ وَإِيمَانٍ وَعَقْلٍ وَدِينٍ وَبَيَانٍ وَعِبَادَةٍ وَأَنَّهُمْ أَوْلى بِالْبَيَانِ لِكُلِّ مُشْكِلٍ . هَذَا لا يَدْفَعُهُ إلا مَنْ كَابَرَ الْمَعْلُومَ بِالضَّرُورَةِ مِنْ دِينِ الإِسْلامِ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ؛ كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ . فَإِنَّ الْحَيَّ لا تُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةُ أولئك أَصْحَابُ محَمَّدٍ : أَبَرُّ هَذِهِ الأُمَّةِ قُلُوبًا وَأَعْمَقُهَا عِلْمًا وَأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا قَوْمٌ اخْتَارَهُمْ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ وَإِقَامَةِ دِينِهِ فَاعْرِفُوا لَهُمْ حَقَّهُمْ وَتَمَسَّكُوا بهَدْيِهِمْ فَإِنهُمْ كَانُوا عَلَى الهُدَى الْمُسْتَقِيمِ " وَقَالَ غَيرُهُ : " عَلَيْكُمْ بِآثَارِ مَنْ سَلَفَ فَإِنَّهُمْ جَاءُوا بِمَا يَكْفِي وَمَا يَشْفِي وَلمْ يحْدُثْ بَعْدَهُمْ خَيرٌ كَامِنٌ لمْ يَعْلَمُوهُ " . هَذَا وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لا يَأْتي زَمَانٌ إلا وَاَلَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ} فَكَيْفَ يحْدُثُ لَنَا زَمَانٌ فِيهِ الْخَيرُ في أَعْظَمِ الْمَعْلُومَاتِ وَهُوَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ تَعَالى ؟ هَذَا لا يَكُونُ أَبَدًا . وَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ في رِسَالَتِهِ : " هُمْ فَوْقَنَا في كُلِّ عِلْمٍ وَعَقْلٍ وَدِينٍ وَفَضْلٍ وَكُلِّ سَبَبٍ يُنَالُ بِهِ عِلْمٌ أَوْ يُدْرَكُ بِهِ هُدًى وَرَأْيُهُمْ لَنَا خَيرٌ مِنْ رَأْيِنَا لأَنْفُسِنَا ").اهـ