بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 12 فبراير 2014

فضائل القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

 فضائل القرآن:

 الحمد لله ﴿ ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ﴾.
 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، خاتم الأنبياء والمرسلين. اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
 أما بعد فهذه عشر فضائل من فضائل القرآن مختارة من مقدمة تفسير بن كثير رحمه الله تعالى أضعها لقراء سحاب لعظم فائدتها وفائدة القرآن.


 فضل من تعلم القرآن وعلمه:

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خيركم من تعلم القرآن وعلمه " رواه البخاري في صحيحه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه.
 وقال أيضا:" أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فَيَعلَمَ أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل " رواه مسلم في صحيحه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه.
 وقال صلى الله عليه وسلم: " لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار " رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

 فضل قراءة القرآن:

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها: لا أقول( ألم ) حرف، ولكن ألف حرف، و لام حرف، و ميم حرف " رواه الترمذي والدارمي وغيرهما، عن عبد الله بم مسعود رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.
 وقال أيضا: " الماهر بالقرآن مع السَفَرَة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق، له أجران " رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها.
 وقال: " إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخَـرب " رواه الترمذي وغيره، وهو حديث صحيح.

 شفاعة القرآن لصاحبه:

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه " رواه مسلم في صحيحه عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه.
 وقال أيضا: " يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين يعملون به، تَـقْـدُمُه(1) سورة البقرة وآل عمران، تحاجان عن صاحبهما " رواه مسلم في صحيحه عن النواس بن سمعان رضي الله عنه.

 (1)أي تتقدمه.

 وقال: " القرآن شافع مشفع، وماحل(1) مصدق، من جعله إمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار" رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.
 وقال: " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان " أي تقبل شفاعتهما. رواه أحمد والطبراني، والحاكم وغيرهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وهو حديث صحيح.

 الأمر بتعهد القرآن:

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعاهدوا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده، لهو أشد تفلتا(2) من الإبل في عقلها " رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
 وقال أيضا: " إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعلقة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت " رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
 وقال: " استذكروا القرآن، فإنه أشد تَـفَصيا(3) من صدور الرجال من النعم بعقلها " رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

 رفع شأن المسلمين بالقرآن:

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين " رواه مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

 فضيلة قاريء القرآن:

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة، طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة، طعهما طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب و طعهما مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعهما مر، ولا ريح لها" رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي موسى الشعري رضي الله عنه.

 (1)أي خصم مجادل مصدق فيما يرفع من مساوي تارك العمل بالقرآن.
 (2)عند البخاري: أشد تفصيا، والمعنى واحد
 (3)أي تفلتا

 مكانة حامل القرآن الذي يعمل به:

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق(1) ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها " رواه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وهو حديث صحيح

 (1) أي في درج الجنة بقدر ما حفظته من آي القرآن وعلمت به.

 نزول السكينة لقراءة القرآن:

 عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط بشنطين(1) فتغشته سحابة، فجعلت تدور وتدنو، وجعل فرسه ينفر منها، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له، فقال:" تلك السكينة تنزلت للقرآن " رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

 (1) تثنية شطن، وهو الحبل الطويل المضطرب، وإنما ربطه بشنطين لقوته وشدته.

 الأمر بقراءة القرآن ابتغاء وجه الله وعدم استعماله للدنيا والأكل به:

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرؤوا القرآن، واعملوا به، ولا تجفوا عنه، ولا تغلوا فيه، ولا تأكلوا، ولا تستكثروا به " رواه أحمد و الطبراني وغيرهما عن عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.
 وقال أيضا: " اقرؤوا القرآن، وابتغوا به وجه الله تعالى، من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القِـدح (1)، يتعجلونه ولا يتأجلونه " رواه أحمد وأبو داود عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وهو حديث حسن.

 (1)القِـدْح: السهم قبل أن يراش، والمعنى يبالغون في عمل القراءة كمال المبالغة للرياء والسمعة.

 استحباب تحسين الصوت بالقرآن:

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " زينوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا " رواه الحاكم عن البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.
 وقال أيضا: " إن من أحسن الناس صوتا الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله " رواه الدارمي وغيره، وهو حديث صحيح

 هذا ونسأل الله تعالى أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

إسماعيل أبو عبد المحسن
نقلا من شبكة سحاب السلفية