بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 22 مارس 2015

الإمام الألباني:موقف الإسلام من مصطلح الديمقراطية، وهل يمكن الاستفادة من نواحي الإيجابية لديمقراطية للوصول إلى مناصب لخدمة الإسلام أو لحماية الجماعة ؟

تفريغ سؤال من سلسلة الهدى والنور الشريط رقم 353


السائل: فضيلة الشيخ الديمقراطية كلمة أجنبية تتردد على ألسنة الحكام وتعني على ما يظهر نظام غربي الأسلوب وقد اعتبرها كثير من الجماعات الإسلامية حلا لما يسمى بالحكم الفردي الذي لا يمكن أحد من المشاركة وسمعناها على ألسنة قادة بعض الجماعات كحجة على الخصم الحكومي، على أن البعض قيدها بالإسلام وقد نال المؤمنون بالديمقراطية من صلب الجماعات والحركات الإسلامية شيئا من المناصب وإن كانت في كثير من الأحيان خاوية المضمون وتكاد تكون في اليمن صور لمثل ما ذكرته والسؤال ما موقف الإسلام من مثل هذه المصطلحات الغربية؟ وهل تروا الاستفادة من نواحي الإيجابية للديمقراطية للوصول إلى مناصب لخدمة الإسلام أو حتى لحماية الجماعة الإسلامية على الأقل؟
الشيخ -رحمه الله- : لا نرى شيئا من ذلك إطلاقًا، ولسنا مع كل هذه الجماعات التي ترشح أنفسها لتكون أعضاء في مثل هذه البرلمانات القائمة على غير شرع الله -عز وجل-. والتي منها النظم التي تارة يميلمون إلى تسميتها بالاشتراكية وتارة بالديمقراطية، وهذه في الحقيقة نذر خطيرة جدا تدل العاقل المسلم البصير في دينه ثم في أمته ثانيًا أن هؤلاء الذين يحكمون المسلمين هم ليسوا حكامًا بل هم محكومون وليت أنهم كانوا محكومين من مسلمين من أمثالهم ولكنهم محكومون من الكفار الذين لا يراقبون ولا يلاحظون في المسلمين إلا ولا ذمة متى انتشرت هذه الكلمة (الديمقراطية) في بلادكم وفي بلادنا هنا ؟! هي حديثة عهد وإن كانت قديمة معروفة في بعض البلاد الغربية وبخاصة أمريكا التي تحاول الآن أن تسيطر بأفكارها وبمبادئها الكافرة على البلاد الإسلامية. ولا يفوتها ولا يعوذها أن تجد من المسلمين أنصارًا لها باسم الديمقراطية هذه كما جاء في سؤالك لفظة أجنبية وأنا لا أنسى أن في مكتبتي هذه كتاب في حياة أو ترجمة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- طبع هذا الكتاب من نحو أربعين أو خمسين سنة كتب في أسفل العنوان (أول ديمقراطي في الإسلام) كذبوا لأننا أولا لو أردنا أن نعطي لكلمة الديمقراطية معنًى شرعيًا فليس بأول ديمقراطي إسلامي إنما هو تابع لسيد البشر -عليه الصلاة والسلام- ومع ذلك ليس لهذه الكلمة معنى إسلامي صحيح لأنها تعني أن الحكم للشعب تعني أن الحكم للشعب وهذا مع ظهور بطلانه ومخالفته للنصوص الشرعي الإسلامي ألا إن الحكم لله وليس للشعب والشعب تابع للحكم الإسلامي فهذه الديمقراطية تعني ضد الحكم الإسلامي تمامًا الحكم للشعب مثال لا ينساه التاريخ تاريخ هذا القرن وهو أن الأمريكان بدا لهم في تجربتهم أن الخمر هي كما جاء في بعض الآثار عندنا أم الخبائث عرفوا أنها أم الخبائث بانتشار هذه الآفة في بلادهم فاتخذوا قرارا بتحريم الخمر اتخذوا قرارًا في البرلمان مجلس الشعب ولكن سرعان ما اضطروا إلى أن يلغوا هذا القرار بقرار آخر يبيح الخمر لأن الشعب ما صبر على هذا التحريم وما دامت الديمقراطية هي حكم الشعب إذا الشعب يحرم والشعب يحلل حسب هواه . الإسلام أعز من أن يسمى باسم أجنبي كافر ينطوي تحته الضلال المبين بل أنا أقول لو كانت الديمقراطية تعني معنى إسلاميًا صرفا لا غبار ولا شغبة عليه نحن لا نجيز أن نسمي معنى شرعيًا بلفظ كافر أجنبي ولذلك فنحن ننكر هذا الاستعمال الذي بدأ يظهر في بعض البلاد العربية اليوم من ناحيتين:
أولا من ناحية المعنى لأنه يعني كما قلنا أن للحكم للشعب وهذا كلام باطل فإن الحكم إنما هو لله -عز وجل- .
ثانيا من ناحية اللفظ لأنه لفظ غربي أجنبي لو كان يتضمن معنى صحيحًا لأن رطانة غربية مقيتة وكيف هو يتضمن معنى مخالفًا للشريعة.
من هنا نحن ننكر على بعض الجماعات الإسلامية التي ترفع عقيرتها بالدعوة إلى الديمقراطية ولو أنهم يزينونها بكلمة إسلامية فيقولون ديمقراطية إسلامية لقد ابتلينا في هذا العصر مما حذرنا نبينا -صلوات الله وسلامه عليه- من قبل أن نقع في مثل ما وقعنا فيه حيث قال -صلى الله عليه وسلم- (ليكونن في أمتى أقوام يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها) قديمًا سموا الخمر نبيذًا وجرى هنا خلافًا بين بعض الفقهاء العراقيين وغيرهم والسنة تقول صراحة (ما أسكر قليله فكثيره حرام) لكن في العصر الحاضر أصبحت هذه المسكرات تسمى بألفاظ رقيقة وناعمة .. وسكي ونحو ذلك من الألفاظ كما يسمون الربا فائدة حتى المتشرعين حتى الإسلاميين الذين يتمسكون بالإسلام إلى حد ما انطلى عليهم هذا الاسم فلا تعود لا تكاد تسمع منهم استعمال كلمة الربا وإنما بديلها الفائدة.
هذا كله وقع في هذه الآونة الأخيرة بين المسلمين من ذلك الاشتراكية الإسلامية قبل الديمقراطية الإسلامية فيه اشتراكية إسلامية، وألفت بعض الكتب في ذلك وحاولوا في بعض الأحكام التي تتضمنها الاشتراكية الكافرة أن يصبغوها بصبغة إسلامية وقع بعضهم في مثل هذا من هذا القبيل أيضًا البنوك الإسلامية هذه من مصائب المسلمين من هذا القبيل أيضًا الأناشيد الإسلامية كلها تنبع من منبع واحد يسمونها بغير اسمها تسمعون بلابد بالفنون الجميلة الفنون الجميلة وتشربون بالمشروبات الروحية آه. على هذا الميزان كلمة الديمقراطية في العصر الحاضر الآن ولذلك فنحن نحذر كل من كان مؤمنا بالله ورسوله حقا أن يغتر بما يسمى بالديمقراطية مطلقا أو بالديمقراطية الإسلامية فإنها نظام كافر ألست ترى أن من طرق هذا النظام إجراء الانتخابات وما معنى إجراء الانتخابات؟ معناه وخيم جدًا جدًا من الوجهة الإسلامية أولا التسوية بين المسلم والكافر الصالح والطالح وربنا -عز وجل- يقول (أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون) هذا النظام نظام الانتخابات الديمقراطي لا يفرق أولا بين مسلم وكافر لا يفرق بين صالح ومجرم لا يفرق بين رجل وامرأة كل هؤلاء لهم حرية الانتخاب أن ينتخب وأن يُنتخَب أي أن ترشح المرأة الفاسقة الفاجرة المتبرجة بل الكافرة نفسها فتصبح عضوا في البرلمان بل تصبح وزيرة من الوزراء وربما يأتي يوم تصبح هي الحاكمة ويصدق في أقل من ذلك على هؤلاء قوله -عليه الصلاة والسلام- كما جاء في صحيح البخاري (ما أصلح قوم ولوا أمرهم امرأة) هذا من آثار النظام الديمقراطي الذي يراد الآن فرضه على البلاد الإسلامية باسم الحكمة والسياسة الشرعية . وهذا من آثار عزو الكفار لبلاد الإسلام برضا بلاد الإسلام ..