بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 22 مارس 2015

حكم مس الأطفال للمصحف الشريف

حكم مس الأطفال للمصحف الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :ما حكم مس الأطفال للمصحف الشريف؟
فأجاب بقوله:- اختلف العلماء - رحمهم الله - في جواز مس المصحف للمحدث فمن أهل العلم من يقول أن مس المصحف لمحدث حائز وذلك لعدم الدليل الصحيح الصريح في منع المحدث من مس المصحف والأصل براءة الذمة وعدم الالتزام.. ومن العلماء من قال إنه لا يحل مس المصحف إلا على طهارة لأن في حديث عمرو بن حزم الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم {إلا يمس القرآن إلا طاهر} والطاهر هنا هو الطاهر من الحدث.وهذا القول أصح من القول الأول، لأن كلمة طاهر وإن كانت مشتركة بين الطهارة المعنوية والطهارة الحسية لكن المعهود من خطاب الشارع إلا يعبر بكلمة طاهر لمن كان طاهراً طهارة معنوية والطاهر طهارة معنوية هو المسلم ويبقى النظر هل يشمل الحكم الصغار الذي يتعلمون القرآن؟ فيلزمهم الوضوء؟ أو لا يشملهم لأنهم غير مكلفين؟ في هذا خلاف بين العلماء.. فمنهم من قال أن الصغير لا يلزمه أن يتوضأ لمس المصحف، لأنه غير مكلف، ومنهم من قال أنه يلزمه، فيلزم بأن يتوضأ وهذا لا شك أن أحوط وفيه من المصلحة أننا نغرس في قلوبهم إكرام كلام الله - عز وجل - فإذا كان في الزامهم صعوبة فإنه من الممكن أن يمس المصحف من وراء حائل فإن مس المصحف من وراء حائل جائز للمحدث وغير المحدث. فتاوى اسلامية (4/23)
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: بالنسبة لِمَسِّ المصحف والقراءة فيه، هل يلزم له الوضوء؟ والطلاب في المدارس هل يؤمرون بالوضوء؟ أحسن الله إليك.
فأجاب بقوله:أما القراءة في المصحف فلا يشترط لها الوضوء، وأما مَسُّ المصحف فلا بد فيه من وضوء! وعلى هذا فبإمكان الإنسان أن يأخذ المصحف بين يديه، ويكون عليهما قفازان، أو يكون معه منديل يتصفح به المصحف ويقرأ. أما بالنسبة للصبيان فقد رخص في ذلك كثير من العلماء أن يمسوا القرآن بلا وضوء، وقالوا: لأنهم غير مكلفين، فقد رُفِع القلم عن ثلاثة. وقال بعض العلماء: إن الصبيان لا يمسون المصحف إلا بوضوء؛ لأن هذا احترام للمصحف، واحترام المصحف واجب على كل أحد. ولكن نحن نقول: إن أمكن أن يتوضئوا فهو أفضل بلا شك وأسلم، وإن لم يمكن فلا بأس. لقاء الباب المفتوح (23/15)
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله هل يجب على مدرس القرآن للطلاب الصغار أن يلزمهم بالطهارة قبل مس المصحف في حصة القرآن الكريم إذا كان ذلك قد يؤدي إلى ضياع جزء من وقت الحصة؟
فأجاب بقوله :الصحيح أن الصغار يتساهل فيهم بالنسبة لمسّ المصحف، أولاً: لأنهم غير مكلفين، وثانياً: أن بعضهم قد لا يعرف يتوضأ كالذين في الابتدائي، وثالثاً: أنه ربما تضيع الحصة كما قال السائل، فليحثهم على الوضوء ويقول: لا تأتوا إلا متوضئين، ولكن يسترخي معهم بعض الشيء، وإذا علم أن الطالب استأذن ليتوضأ وأن الطالب بريء ونزيه لا يريد أن يتحيل على الخروج من الفصل فليأذن له. اللقاء الشهري (48/11 )
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : عندنا مدرسة أطفال يحفظون القرآن الكريم ولا يمكنهم الالتزام بالطهارة دائما، هل يلزم الأطفال الوضوء لمس المصحف؟
فأجاب بقوله: يلزم وليهم أن يأمرهم بذلك، وهكذا الأستاذ الذي يعلمهم إذا كانوا أبناء سبع سنين فأكثر؛ لأن المصحف لا يجوز أن يمسه إلا طاهر للأدلة الشرعية الواردة في ذلك، أما دون سبع فلا يمكن من مس المصحف لو توضأ؛ لأنه لا وضوء له لعدم تمييزه. مجموع فتاوى ابن باز(24/350)
السؤال: نحن - مدرسي التربية الإسلامية - نقوم بتدريس الصف الأول الابتدائي، وأعمارهم ست سنوات، وبعضهم يبلغ السابعة من عمره، وفي درس القرآن الكريم يقوم الطلاب بمس المصحف للمتابعة النظرية لتعويد الطلاب ولمعرفة الحروف الهجائية. فهل يجب إلزامهم بالوضوء لدرس القرآن الكريم مع بداية الدرس، أم أنه يجب على من بلغ السابعة فقط؟ أرجو تفصيل القول في هذا مع ذكر الأدلة على ذلك والله يحفظكم.
الجواب: من كان قد بلغ سن السابعة من الأولاد فإنه يؤمر بالوضوء لمس المصحف، ومن كان دون السابعة فإنه لا يمكن من مس المصحف؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يمس القرآن إلا طاهر » . ولا مانع من كتابة الآيات له على لوح من أجل التعليم وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (21050)
عضو:بكر أبو زيد
عضو:صالح الفوزان
عضو:عبد الله بن غديان
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
سئل فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: ما حكم قراءة الصبي الصغير في المصحف الكامل للتعليم وعمره خمس سنوات، وهو على غير طهارة؟
فأجاب بقوله: لا يصلح أن يستعمل المصحف على غير طهارة لا كبير ولا صغير؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: كما في كتاب عمرو بن حزم: (ألا لا يمس القرآن إلا طاهر).
وكونه يعطى أجزاءً أو يكتب له في ألواح -بدل المصحف الكبير- على قدر استعماله وقدر حاجته أمر طيب، ولكنه لابد أن يكون متطهراً، ويعلم الطهارة، وأنه لا يستعمل المصحف ولا يستعمل القرآن إلا وهو متطهر. شرح سنن أبي داود(474/55)

أهم فتاوى القرآن لأهل الإحسان (64فتوى مجموعة من العلماء)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أهم فتاوى القرآن لأهل الإحسان (64فتوى)
لأصحاب الفضيلة العلماء
عبد العزيزبن باز رحمه الله
محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
عبد المحسن العباد حفظه الله
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله " ذي الجلال والإكرام والمواهب العظام والمتكلم بالقرآن والخالق للإنسان والمنعم عليه بالإيمان .والمرسل رسوله بالبيان محمداً صلى الله عليه وسلم ما اختلف المَلَوان وتعاقب الجديدان أرسله بكتابه المبين الفارق بين الشك واليقين الذي أعجزت الفصحاء معارضته وأعيت الألباء مناقضته وأخرست البلغاء مشاكلته فلا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " . (من مقدمة القرطبي للتفسير).
وبعد..
فهذه بعض فتاوى القرآن تعم الحاجة إليها, قصدت بجمعها تقريب العلم ليعبد الإنسان ربه على بصيرة, أسأل الله أن يبارك فيما نقول و نفعل وهو من وراء القصد.
1_ مس المصحف بغير وضوء
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: ما حكم مس المصحف بدون وضوء أو نقله من مكان لآخر؟ وما الحكم في القراءة على الصورة التي ذكرت؟
فأجاب بقوله: لا يجوز للمسلم مس المصحف وهو على غير وضوء عند جمهور أهل العلم، وهو الذي عليه الأئمة الأربعة رضي الله عنهم، وهو الذي كان يفتي به أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد ورد في ذلك حديث صحيح لا بأس به، من حديث عمرو بن حزم - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - «كتب إلى أهل اليمن: أن لا يمس القرآن إلا طاهر » وهو حديث جيد له طرق يشد بعضها بعضا. وبذلك يعلم أنه لا يجوز مس المصحف للمسلم إلا على طهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، وهكذا نقله من مكان إلى مكان، إذا كان الناقل على غير طهارة.
لكن إذا كان مسه أو نقله بواسطة، كأن يأخذه في لفافة أو في جرابه، أو بعلاقته فلا بأس، أما أن يمسه مباشرة وهو على غير طهارة فلا يجوز على الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم؛ لما تقدم، وأما القراءة فلا بأس أن يقرأ وهو محدث عن ظهر قلب، أو يقرأ ويمسك له القرآن من يرد عليه ويفتح عليه فلا بأس بذلك.
لكن الجنب صاحب الحدث الأكبر لا يقرأ؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يحجبه شيء عن القراءة إلا الجنابة، وروى أحمد بإسناد جيد عن علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم «خرج من الغائط وقرأ شيئا من القرآن وقال: هذا لمن ليس بجنب، أما الجنب فلا، ولا آية » .
والمقصود: أن ذا الجنابة لا يقرأ لا من المصحف ولا عن ظهر قلب حتى يغتسل، وأما المحدث حدثا أصغر وليس بجنب فله أن يقرأ عن ظهر قلب ولا يمس المصحف.
مجموع فتاوى ابن باز (10/150)
2_ مس المصحف للجنب
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : هل الجنب يقرأ كتاب الله غيبا، وإذا لم يجز ذلك فهل يستمع له؟
فأجاب بقوله: الجنب لا يجوز له قراءة القرآن، لا من المصحف ولا عن ظهر قلب حتى يغتسل؛ لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يحجزه شيء عن القرآن إلا الجنابة. أما الاستماع لقراءة القرآن فلا حرج في ذلك؛ لما فيه من الفائدة العظيمة من دون مس المصحف، ولا قراءة منه للقرآن.
مجموع فتاوى ابن باز(10/150)
3_ مس غلاف المصحف
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:ما هو الجزء من المصحف الذي يحرم لغير الطاهر مسه هل هو غلاف المصحف أم أوراق المصحف أم الآيات من المصحف.
فأجاب بقوله: كل المصحف لا يجوز مسه بغير وضوء سواء الذي فيه كتابة أو ليس فيه كتابة أما الجراب الذي يوضع فيه المصحف أو الكيس الذي يوضع فيه المصحف فإنه يجوز مسه لأنه منفصل عنه.
فتاوى نور على الدرب (5/2)
4_ مس الأطفال للمصحف
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: هل يجب على مدرس القرآن للطلاب الصغار أن يلزمهم بالطهارة قبل مس المصحف في حصة القرآن الكريم إذا كان ذلك قد يؤدي إلى ضياع جزء من وقت الحصة؟
فأجاب بقوله:الصحيح أن الصغار يتساهل فيهم بالنسبة لمسّ المصحف، أولاً: لأنهم غير مكلفين، وثانياً: أن بعضهم قد لا يعرف يتوضأ كالذين في الابتدائي، وثالثاً: أنه ربما تضيع الحصة كما قال السائل، فليحثهم على الوضوء ويقول: لا تأتوا إلا متوضئين، ولكن يسترخي معهم بعض الشيء، وإذا علم أن الطالب استأذن ليتوضأ وأن الطالب بريء ونزيه لا يريد أن يتحيل على الخروج من الفصل فليأذن له.
اللقاء الشهري( 48/11 )
5_مسك المصحف المفسر بدون طهارة
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: هل يجوز الإمساك بالمصحف المفسر بدون طهارة؟ والمقصود: هو المصحف الذي على جوانبه تفسير للقرآن الكريم، أي: أنه " قرآن وتفسير "؟ نرجو من سماحتكم إفادتنا.
فأجاب بقوله: يجوز إمساك كتب التفسير من غير حائل ومن غير طهارة؛ لأنها لا تسمى مصحفا، أما المصحف المختص بالقرآن فقط فلا يجوز مسه لمن لم يكن على طهارة؛ لقول الله عز وجل: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يمس القرآن إلا طاهر » . والأصل في الطهارة المطلقة في العرف الشرعي: هي الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر، كما فهم ذلك أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يحفظ عن أحد منهم - فيما نعلم - أنه مس المصحف وهو على غير طهارة، وهذا هو قول جمهور أهل العلم، وهو الصواب. والله الموفق. مجموع فتاوى ابن باز(10/48)
6_ مس المصحف المترجم بدون وضوء
السؤال: بعض الناس في بلادنا يترجمون القرآن إلى لغات أخرى ويمسكونها بدون وضوء، فهل فعلتهم هذه صحيحة أو لا؟ وهل يمكن ترجمة القرآن إلى لغة أخرى؟
الجواب:نعم، يجوز ترجمة معاني القرآن بلغة غير اللغة العربية، كما يجوز تفسير معانيه باللغة العربية، ويكون ذلك بيانا للمعنى الذي فهمه المترجم من القرآن، ولا يسمى قرآنا، وعلى هذا يجوز أن يمس الإنسان ترجمة معاني القرآن بغير اللغة العربية وتفسيره بالعربية وهو غير متوضئ. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (2882)
عضو عضو نائب رئيس اللجنة عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ..
.الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
7_ هل المصحف المجزأ يعامل معاملة المصحف الكامل
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:هناك المصحف المجزأ الذي يكون كل جزء على حدة، كل جزء مطبوع في ضمن صفحات مجزأة هل يعامل كالمصحف الكامل، أي: أنه لا يجوز لمسه إلا بطهور، ولا يجوز الدخول به إلى الخلاء؟
فأجاب بقوله: المصحف يقول العلماء فيه: لا يشترط أن يكون كاملاً، ولو صفحة واحدة، فإنه يثبت له حكم المصحف الكامل، فلا يجوز لمحدث أن يمسه ولا يدخل به الخلاء، أما الآية الواحدة في كتاب فهذه يجوز للإنسان أن يمس الكتاب وهو بلا وضوء، ويجوز أن يدخل به الحمام إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
لقاء الباب المفتوح( 7/21 )
8_ لمس الشريط المسجل عليه القرآن لمن كان عليه جنابة ونحوها
السؤال : كما نعلم أن القرآن الكريم له حرمته حيث لا يمسه إلا المطهرون، ما رأيك في الشريط المسجل عليه قرآن كريم للرجل أو المرأة إذا كان عليهم جنابة أو المرأة إذا كانت حائضة، هل يجوز لمس أو حمل الشريط الذي فيه قرآن كريم؟
الجواب:لا حرج في حمل أو لمس الشريط المسجل عليه القرآن لمن كان عليه جنابة ونحوها. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (9620)
عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
9_ وضع القرآن الكريم على الأرض
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: ما حكم وضع القرآن الكريم على الأرض لفترة قصيرة أو طويلة، وهل يجب وضعه في مكان مرتقع عن الأرض بمقدار شبر على الأقل؟
فأجاب بقوله: وضعه على محل مرتفع أفضل مثل الكرسي أو الرف في الجدار ونحو ذلك مما يكون مرفوعا به عن الأرض وإن وضعه على الأرض للحاجة لا لقصد الامتهان على أرض طاهرة بسبب الحاجة لذلك ككونه يصلي وليس عنده محل مرتفع أو أراد السجود للتلاوة فلا حرج في ذلك إن شاء الله ولا أعلم بأسا في ذلك، لكنه إذا وضعه على كرسي أو على وسادة ونحو ذلك أو في رف كان ذلك أحوط، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم عندما طلب التوراة لمراجعتها بسبب إنكار اليهود حد الرجم طلب التوراة وطلب كرسيا ووضعت التوراة عليه وأمر من يراجع التوراة حتى وجدوا الآية الدالة على الرجم وعلى كذب اليهود، فإذا كانت التوراة يشرع وضعها على كرسي لما فيها من كلام الله سبحانه فالقرآن أولى بأن يوضع على الكرسي لأنه أفضل من التوراة. والخلاصة: أن وضع القرآن على محل مرتفع ككرسي، أو بشت مجموع ملفوف يوضع فوقه، أو رف في جدار أو فرجة هو الأولى والذي ينبغي، وفيه رفع للقرآن وتعظيم له واحترام لكلام الله، ولا نعلم دليلا يمنع من وضع القرآن فوق الأرض الطاهرة الطيبة عند الحاجة لذلك.
مجموع فتاوى ابن باز(9/289)
10_ مد الأرجل إلى المصحف في المسجد وغير المسجد وفي جميع الأحوال
السؤال:نأمل بيان الواجب نحو المصحف الكريم واحترامه، وحكم مد الأرجل إلى المصحف في المسجد وغير المسجد وفي جميع الأحوال.
الجواب: يجب احترام المصحف الشريف ويحرم كل ما فيه إهانة له؛ كدخول الخلاء به ووضعه في مكان غير طاهر، وتوسده ومد الرجل إليه، وكتابة شيء منه في المواطن القذرة غير المحترمة أو تعليقه فيها، وكتابته في الصحف التي تهان، والسفر به إلى بلاد العدو، وتمكين الكافر منه، وإذا اندرس شيء من المصاحف فإنه يحرق أو يدفن في مكان طاهر. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (21889)
عضو عضو الرئيس
صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
11_ تقبيل المصحف
السؤال: رأيت في الناس ما لم أسمع به قط ولا رأيت وهو تقبيل القرآن، كما يقبل رجلان أحدهما الآخر؟
الجواب : لا نعلم لتقبيل الرجل القرآن أصلا. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (4172)
عضو عضو نائب رئيس اللجنة
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي
الرئيس. عبد العزيز بن عبد الله بن باز
12_ الكتابة على المصحف
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي حفظه الله: بعض الطلاب في المدارس يحتاجون إلى الكتابة على هامش المصحف يومياً، فهل يجوز ذلك، علماً بأن المصحف لا يحتفظ به الطالب بعد نهاية السنة؟
فأجاب بقوله:لا ينبغي الكتابة على المصحف ولو في جوانبه، وإنما يُكتب في ورقة، والأوراق متوفرة وأما المصحف فينبغي الاحتفاظ به، فإذا استغنى عنه فليعطه من ينتفع به ويقرأ فيه، أو يوضع في المسجد، وإذا تمزق فيحرق أو يدفن في أرض طاهرة.
فتاوى منوعة( 18/24)
13_ ماذا يفعل بالمصحف الممزق
السؤال: عندي مصحف شريف أوراقه ممزقة، فماذا أعمل به؟ هل أقوم بدفنه في الأرض أم لا؟
الجواب : يجوز لك أن تدفنه في أرض مسجد ما من المساجد، ويجوز لك أن تحرقه؛ اقتداء بعثمان رضي الله عنه. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (968)
عضو نائب رئيس اللجنة
عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي
الرئيس. إبراهيم بن محمد آل الشيخ
14_ وضع المصحف في السيارة وغيرها بقصد التبرك
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : يعلق بعض الناس آيات قرآنية وأحاديث نبوية في غرف المنازل، أو في المطاعم أو المكاتب، وكذلك في المستشفيات والمستوصفات يعلقون قوله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} وغير ذلك. . فهل تعليق ذلك يعتبر من التمائم المنهي عنها شرعا، علما بأن مقصودهم استنزال البركات وطرد الشياطين، وقد يقصد من ذلك أيضا تذكير الناسي وتنبيه الغافل. وهل من التمائم وضع المصحف في السيارة بحجة التبرك به؟.
فأجاب بقوله:إذا كان المقصود بما ذكره السائل تذكره الناس وتعليمهم ما ينفعهم فلا حرج في ذلك، أما إذا كان المقصود اعتبارها حرزا من الشياطين أو الجن فلا أعلم لهذا أصلا، وهكذا وضع المصحف في السيارة للتبرك بذلك، ليس له أصل وليس بمشروع، أما إذا وضعه في السيارة ليقرأ فيه بعض الأحيان، أو ليقرأ فيه بعض الركاب فهذا طيب ولا بأس. . والله ولي التوفيق.
مجموع فتاوى ابن باز(24/384)
15_ دخول الحمام لمن في جيبه مصحف
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : إذا كان في جيبي مصحف لأقرأ فيه أينما كنت، وأدخل الحمام وهو في جيبي، فهل في ذلك شيء؟ وفي بعض الأحيان أكتب الآيات في ورقة؛ لتثبيت حفظها في ذهني، وبعد حفظها أمزقها وأضعها في صندوق المهملات، فهل في ذلك شيء؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
فأجاب بقوله:أما دخول الحمام بالمصحف فلا يجوز إلا عند الضرورة، إذا كنت تخشى عليه أن يسرق فلا بأس.
مجموع فتاوى ابن باز(10/31)
16_ حمل آيات قرآنية في الجيب
السؤال: ما حكم حمل آيات قرآنية في الجيب كالمصاحف الصغيرة بقصد الحماية من الحسد والعين أو أي شر باعتبار أنها آيات الله الكريمة، على اعتبار أن الاعتقاد في حمايتها للإنسان هو الاعتقاد الصادق بالله، وكذلك وضعها في السيارة أو أي أداة أخرى لنفس الغرض. وكذلك السؤال الثاني الذي هذا نصه: حكم حمل الحجاب المكتوب من آيات الله بقصد الحماية من العين أو الحسد أو لأي سبب آخر من الأسباب كالمساعدة على النجاح أو الشفاء من المرض أو السحر إلى غير ذلك من الأسباب. وكذلك السؤال الرابع الذي هذا نصه: حكم تعليق آيات قرآنية بالرقية في سلاسل ذهبية أو خلافه للوقاية من السوء؟
الجواب: أنزل الله سبحانه القرآن ليتعبد الناس بتلاوته ويتدبروا معانيه فيعرفوا أحكامه ويأخذوا أنفسهم بالعمل بها وبذلك يكون لهم موعظة وذكرى تلين به قلوبهم وتقشعر منه جلودهم، وشفاء لما في الصدور من الجهل والضلال، وزكاة للنفوس وطهارة لها من أدران الشرك وما ارتكبته من المعاصي والذنوب، وجعله سبحانه هدى ورحمة لمن فتح له قلبه أو ألقى السمع وهو شهيد، قال الله تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين} وقال تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء}
وقال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} وجعل سبحانه القرآن معجزة لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وآية باهرة على أنه رسول من عند الله إلى الناس كافة ليبلغ شريعته إليهم، ورحمة بهم، وإقامة للحجة عليهم، قال تعالى: {وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين} {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون} وقال تعالى: {تلك آيات الكتاب المبين} وقال: {تلك آيات الكتاب الحكيم} إلى غير ذلك من الآيات. فالأصل في القرآن أنه كتاب تشريع وبيان للأحكام، وأنه آية بالغة ومعجزة باهرة وحجة دامغة أيد الله بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي نفسه بالقرآن فكان يقرأ على نفسه المعوذات الثلاث، (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) ، وثبت أنه أذن في الرقية بما ليس فيه شرك من القرآن والأدعية المشروعة، وأقر أصحابه على الرقية بالقرآن، وأباح لهم ما أخذوا على ذلك من الأجر، فعن عوف بن مالك أنه قال: «كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا» رواه مسلم في صحيحه، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: «انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء، لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم، فقالوا يا أيها الرهط، إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكنا والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا، فصالحوهم، على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ: (الحمد لله رب العالمين) ، فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قلبة، قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: أقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فذكروا له، فقال: وما يدريك أنها رقية، ثم قال: قد أصبتم، اقسموا واضربوا لي
معكم سهما، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم » رواه البخاري ومسلم وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه ب (قل هو الله أحد) و (المعوذتين) جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده، قالت عائشة: فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به » رواه البخاري، وعن عائشة رضي الله عنها «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما » رواه البخاري ... إلى غير ذلك من الأحاديث التي ثبت منها أنه رقى بالقرآن وغيره، وأنه أذن في الرقية وأقرها ما لم تكن شركا. ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي نزل عليه القرآن، وهو بأحكامه أعرف وبمنزلته أعلم أنه علق على نفسه أو غيره تميمة من القرآن أو غيره، أو اتخذه أو آيات منه حجابا يقيه الحسد أو غيره من الشر، أو حمله أو شيئا منه في ملابسه أو في متاعه على راحلته لينال العصمة من شر الأعداء أو الفوز والنصر عليهم أو لييسر له الطريق ويذهب عنه وعثاء السفر أو غير ذلك من جلب نفع أو دفع ضر، فلو كان مشروعا لحرص عليه وفعله، وبلغه أمته، وبينه لهم؛ عملا بقوله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} ولو فعل شيئا من ذلك أو بينه لأصحابه لنقلوه إلينا، ولعملوا به، فإنهم أحرص الأمة على البلاغ والبيان، وأحفظها للشريعة قولا وعملا، وأتبعها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يثبت شيء من ذلك عن أحد منهم، فدل ذلك على أن حمل المصحف أو وضعه في السيارة أو متاع البيت أو خزينة المال لمجرد دفع الحسد أو الحفظ أو غيرهما من جلب نفع أو دفع ضر لا يجوز، وكذا اتخاذه حجابا أو كتابته أو آيات منه في سلسلة ذهبية أو فضية مثلا؛ ليعلق في الرقبة ونحوها لا يجوز؛ لمخالفة ذلك لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه رضوان الله عليهم، ولدخوله في عموم حديث «من تعلق تميمة فلا أتم الله له ... » ، وفي رواية «من تعلق تميمة فقد أشرك » رواهما الإمام أحمد وفي عموم قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الرقى والتمائم والتولة شرك » ، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم استثنى من الرقى ما لم يكن فيه شرك فأباحه، كما تقدم، ولم يستثن شيئا من التمائم، فبقيت كلها على المنع، وبهذا يقول عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وجماعة من الصحابة وجماعة من التابعين، منهم أصحاب عبد الله بن مسعود كإبراهيم بن يزيد النخعي.
وذهب جماعة من العلماء إلى الترخيص بتعليق تمائم من القرآن ومن أسماء الله وصفاته لقصد الحفظ ونحوه، واستثنوا ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن التمائم كما استثنيت الرقى التي لا شرك فيها؛ لأن القرآن كلام الله وهو صفة من صفاته، فاعتقاد البركة والنفع فيه وفي أسمائه تعالى وصفاته ليس بشرك فلا يمنع اتخاذ التمائم منها أو عمل شيء منها أو اصطحابه أو تعليقه رجاء بركته ونفعه، ونسب هذا القول إلى جماعة منهم عبد الله بن عمرو بن العاص لكنه لم تثبت روايته عنه؛ لأن في سندها محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن، على أنها إن ثبتت لم تدل على جواز تعليق التمائم من ذلك؛ لأن الذي فيها أنه كان يحفظ القرآن للأولاد الكبار ويكتبه للصغار في ألواح ويعلقها في أعناقهم، والظاهر أنه فعل ذلك معهم ليكرروا قراءة ما كتب حتى يحفظوه لا أنه فعل ذلك معهم حفظا لهم من الحسد أو غيره من أنواع الضر فليس هذا من التمائم في شيء. وقد اختار الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتابه [فتح المجيد] ما ذهب إليه عبد الله بن مسعود وأصحابه من المنع من التمائم من القرآن وغيره، وقال: إنه هو الصحيح؛ لثلاثة وجوه:
الأول: عموم النهي ولا مخصص للعموم.
الثاني: سد الذريعة فإنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك.
الثالث: أنه إذا علق فلا بد أن يمتهنه المعلق بحمله معه في حال قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك، والله أعلم. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (992)
عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... إبراهيم بن محمد آل الشيخ
16_ رد السلام أثناء قراءة القرآن
السؤال: هل يجوز عندما يكون الإنسان يقرأ القرآن ويمر شخص ويرد السلام عليه، هل يجوز الامتناع عن القراءة وقطع القراءة ويرد السلام؟
الجواب:يرد السلام على من سلم عليه، ثم يعود للقراءة جمعا بين الفضيلتين. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (8501)
عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
17_ قول صدق الله العظيم عند انتهاء قراءة القرآن
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: إنني كثيرا ما أسمع من يقول: إن (صدق الله العظيم) عند الانتهاء من قراءة القرآن بدعة، وقال بعض الناس: إنها جائزة واستدلوا بقوله تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} وكذلك قال لي بعض المثقفين: إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يوقف القارئ قال له: حسبك، ولا يقول: صدق الله العظيم، وسؤالي هو هل قول: صدق الله العظيم جائز عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم أرجو أن تتفضلوا بالتفصيل في هذا؟
فأجاب بقوله:اعتياد الكثير من الناس أن يقولوا: صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم وهذا لا أصل له، ولا ينبغي اعتياده بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة فينبغي ترك ذلك، وأن لا يعتاده لعدم الدليل، وأما قوله تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ} فليس في هذا الشأن، وإنما أمره الله عز وجل أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها، وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن، ولكن ليس هذا دليلا على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد قراءة آيات أو قراءة سورة؛ لأن ذلك ليس ثابتا ولا معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم.«ولما قرأ ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى: قال له النبي صلى الله عليه وسلم: حسبك قال ابن مسعود: فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام » ، أي يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة المذكور في الآية، وهي قوله سبحانه: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ} أي يا محمد على هؤلاء شهيدا، أي على أمته عليه الصلاة والسلام، ولم ينقل أحد من أهل العلم فيما نعلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: صدق الله العظيم بعد ما قال له النبي: حسبك، والمقصود أن ختم القرآن بقول القارئ: صدق الله العظيم ليس له أصل في الشرع المطهر، أما إذا فعلها الإنسان بعض الأحيان لأسباب اقتضت ذلك فلا بأس به.
مجموع فتاوى ابن باز(7/329)
18_ التمايل عند قراءة القرآن
السؤال: بعض الناس إذا قرأ القرآن يتمايل ذات اليمين وذات الشمال، أو إلى الأمام والخلف. فما حكم فعلهم هذا؟ أفتونا مأجورين.
الجواب: هذا التمايل عند تلاوة القرآن هو من العادات التي يجب تركها؛ لأنها تتنافى مع الأدب مع كتاب الله عز وجل، ولأن المطلوب عند تلاوة القرآن وسماعه، الإنصات وترك الحركات والعبث ليتفرغ القارئ والمستمع لتدبر القرآن الكريم والخشوع لله عز وجل، وقد ذكر العلماء أن ذلك من عادة اليهود عند تلاوة كتابهم، وقد نهينا عن التشبه بهم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (19588)
عضو عضو عضو نائب الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
19_ القراءة الجماعية
السؤال: ما حكم قراءة القرآن في المسجد جماعة؟
الجواب: السؤال فيه إجمال، فإذا كان المقصود أنهم يقرؤون جميعا بصوت واحد ومواقف ومقاطع واحدة فهذا غير مشروع، وأقل أحواله الكراهة؛ لأنه لم يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم، لكن إذا كان ذلك من أجل التعليم، فنرجو أن يكون ذلك لا بأس به، وإن كان المقصود أنهم يجتمعون على قراءة القرآن لتحفظه أو تعلمه، ويقرأ أحدهم وهم يستمعون أو يقرأ كل منهم لنفسه غير ملتق بصوته ولا بمواقفه مع الآخرين، فذلك مشروع؛ لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وحفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده » ، رواه مسلم. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (3302)
عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
20_ إيقاف القرآن لسماع الأخبار
السؤال: أثناء السير بالسيارة أو الجلوس بالمنزل كثيرا ما نسمع آيات القرآن الكريم تتلى، ولكن يكون الإنسان في حاجة إلى استماع شيء آخر مثل الأخبار أو قراءة الجريدة؛ نظرا لعدم توفر الوقت للسماع للذكر وفعل مثل هذه الأشياء بالترتيب، فهل إقفال الراديو أو غيره لغرض استماع الأخبار أو قراءة الصحف يعتبر إعراضا عن ذكر الله، وما هو الحل في مثل ذلك؟
الجواب: لا حرج من سماع الأخبار وقراءة الصحف بدلا من فتح الإذاعة على القرآن؛ لأن كل شيء له وقته ولا يتضمن ذلك الإعراض عن القرآن ولا هجره إذا كان للمؤمن أوقات أخرى يقرأ فيها القرآن أو يستمع فيها إذاعة القرآن. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (7108)
عضو عضو نائب رئيس اللجنة
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي
الرئيس. عبد العزيز بن عبد الله بن باز
21_ حكم إستعمال الآيات القرآنية في المزاح
السؤال: استعمال بعض آيات القرآن في المزاح ما بين الأصدقاء مثال: {خذوه فغلوه} {ووجوه يومئذ عليها غبرة} {سيماهم في وجوههم} هل يجوز استعمال هذه الآيات في المزاح ما بين الأصدقاء؟
الجواب: لا يجوز استعمال آيات القرآن في المزاح على أنها آيات من القرآن، أما إذا كانت هناك كلمات دارجة على اللسان لا يقصد بها حكاية آية من القرآن أو جملة منه فيجوز. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (6252)
نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
22_ حكم الترتيل في أثناء قراءة القرآن
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: هل يصح للمرأة قراءة القرآن الكريم قراءة صامته؟ أم الواجب عليها الترتيل في القراءة؟
فأجاب بقوله: الترتيل في القراءة ليس بواجب لا على المرأة ولا على الرجل لكنه من آداب القراءة.. ومن حسن القراءة أن يترتل الإنسان ويتدبر المعنى ويتفهمه.. وله أن يقرآ قراءة سريعة بشرط ألا يكون فيها حذف للحروف أو بعضها..
أما الجهر بالقراءة أو الإسرار بها فهذا على حسب حال الإنسان إن كان إذا جهر يكون أنشط وأخشع فليجهر ما لم يؤذ أحدا.. وإن كان إذا أسر صار أخشع فليكن سرا..
وأن تساوي الأمران فهو مخير..
فتاوى إسلامية (4/15)
23_ جهر المرأة بالقراءة في البيت
السؤال: هل يجوز للمرأة أن تجهر بالقراءة في صلاة الصبح والمغرب والعشاء كالرجل، أو هي بخلافه فتصلي بالقراءة سرا؟
الجواب: إن كانت خالية في بيتها أو مع محارمها أو نساء فقط فلها أن تجهر بالقراءة، وإن أمت نساء في بيتها خالية بهن جهرت بالقراءة، أما إن كانت تصلي وحولها رجال أجانب يسمعون صوتها فالأفضل ألا تجهر بالقراءة.وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (2634)
عضو عضو نائب رئيس اللجنة
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ..
الرئيس. عبد العزيز بن عبد الله بن باز
24_ إهداء قراءة القرآن
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : هل يجوز أن أختم القرآن الكريم لوالدي علما أنهما أميان لا يقرءان ولا يكتبان؟ وهل يجوز أن أختم القرآن لشخص يعرف القراءة والكتابة، ولكن أريد إهداءه هذه الختمة؟ وهل يجوز لي أن أختم القرآن لأكثر من شخص؟
فأجاب بقوله:لم يرد في الكتاب العزيز ولا في السنة المطهرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام ما يدل على شرعية إهداء تلاوة القرآن الكريم للوالدين ولا لغيرهما، وإنما شرع الله قراءة القرآن للانتفاع به والاستقادة منه، وتدبر معانيه والعمل بذلك قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} وقال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} وقال سبحانه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} وقال نبينا عليه الصلاة والسلام:«اقرءوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة » ، ويقول صلى الله عليه وسلم: «إنه يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن أصحابهما » المقصود أنه أنزل للعمل به وتدبره والتعبد بتلاوته والإكثار من قراءته، لا لإهدائه للأموات أو غيرهم، ولا أعلم في إهدائه للوالدين أو غيرهم أصل يعتمد عليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » .
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز ذلك وقالوا: لا مانع من إهداء ثواب القرآن وغيره من الأعمال الصالحات، وقاسوا ذلك على الصدقة والدعاء للأموات وغيرهم، ولكن الصواب هو القول الأول للحديث المذكور وما جاء في معناه، ولو كان إهداء التلاوة مشروعا لفعله السلف الصالح. والعبادة لا يجوز فيها القياس؛ لأنها توقيفية لا تثبت إلا بالنص من كلام الله عز وجل أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ للحديث السابق وما جاء في معناه. أما الصدقة عن الأموات وغيرهم والدعاء لهم، والحج عن الغير ممن قد حج عن نفسه، وهكذا العمرة عن الغير ممن قد اعتمر عن نفسه، وهكذا قضاء الصوم عمن مات وعليه صيام فكل هذه العبادات قد صحت بها الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله ولي التوفيق.
مجموع فتاوى ابن باز(5/361)
25_ القراءة الأفضل للقلب
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : أيهما أفضل قراءة القرآن أم الاستماع إلى أحد القراء عبر الأشرطة المسجلة؟
فأجاب بقوله: الأفضل أن يعمل بما هو أصلح لقلبه وأكثر تأثيرا فيه من القراءة أو الاستماع؛ لأن المقصود من القراءة هو التدبر والفهم للمعنى والعمل بما يدل عليه كتاب الله عز وجل كما قال الله سبحانه: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} وقال عز وجل {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} الآية. وقال سبحانه {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} الآية.
مجموع فتاوى ابن باز(11/364)
26_ تلاوة القرآن أفضل من الأذكار إلا في الأوقات المخصصة بأذكار معينة
السؤال: أيهما أفضل: قراءة القرآن أم التسبيح والتهليل والدعاء، وذلك قبل صلاة الفجر والمغرب.
الجواب:الأصل أن تلاوة القرآن أفضل من الأذكار إلا في الأوقات المخصصة بأذكار معينة، مثل أدبار الصلوات وفي الصباح والمساء، فالذكر المخصوص في هذه الأوقات أفضل من تلاوة القرآن فيها؛ لأن بالإمكان تلاوة القرآن في غيرها، فهي لا تفوت بخلاف الأذكار المخصصة، فإنها تفوت بفوات أوقاتها. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (15929)
عضو عضو عضو عضو
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان . الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
27_ ترديد الإمام آيات الصفات
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : ما حكم ترديد آيات الصفات؟
فأجاب بقوله :لا أعلم في هذا شيئا منقولا؛ لأن الذي نقل عن النبي عليه الصلاة والسلام ليس فيه تفصيل بين آيات الصفات وغيرها فيما نعلم، فقد يكون البكاء والخشوع عندها، فآيات الصفات لا شك أنها مما يؤثر ويستدعي البكاء؛ لأنه يتذكر عظمة الله وعظيم إحسانه، فيبكى مثل قوله جل وعلا: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} الآية. فإنه إذا تدبرها أوجب له ذلك البكاء والخشوع من خشية الله جل وعلا، وهكذا ما أشبهها من الآيات مثل قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} إلى آخر السورة، كل هذه الآيات مما يسبب البكاء، لتذكره عظمة الله وكمال إحسانه وصفاته إلى عباده، وكمال معاني هذه الصفات فيؤثر عليه ما يسبب البكاء، فالتدبر للآيات التي فيها أسماء الله وصفاته مهم جدا كتدبر الآيات التي فيها ذكر الجنة والنار، وفيها ذكر الرحمة والعذاب، وكان عليه الصلاة والسلام «إذا مرت به آية التسبيح سبح في صلاة الليل، وإذا مرت به آية وعيد استعاذ، وإذا مرت به آيات الوعد دعا» ، روى ذلك حذيفة - رضي الله عنه - عنه عليه الصلاة والسلام وهذا من فعله عليه الصلاة والسلام وسنته الدعاء عند آيات الرجاء، والتعوذ عند آيات الخوف، والتسبيح عند آيات أسماء الله وصفاته.
مجموع فتاوى ابن باز(11/344)
28_ البكاء عند الدعاء دون قراءة القرآن
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : ما حكم من يبكي في الدعاء ولا يبكي عند سماع كلام الله تعالى؟
فأجاب بقوله: هذا ليس باختياره فقد تتحرك نفسه في الدعاء ولا تتحرك في بعض الآيات، لكن ينبغي له أن يعالج نفسه ويخشع في قراءته أعظم مما يخشع في دعائه؛ لأن الخشوع في القراءة أهم، وإذا خشع في القراءة وفي الدعاء كان ذلك كله طيبا، لأن الخشوع في الدعاء أيضا من أسباب الإجابة، لكن ينبغي أن تكون عنايته بالقراءة أكثر؛ لأنه كلام الله فيه الهدى والنور، كان النبي عليه الصلاة والسلام يتدبر ويتعقل، وهكذا الصحابة - - رضي الله عنهم - وأرضاهم - ويبكون عند تلاوته ولهذا لما قال النبي عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «اقرأ علي القرآن. قال عبد الله: كيف أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأ عليه أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى: قال حسبك، قال ابن مسعود: فالتفت إليه أو قال: فرفعت رأسي إليه فإذا عيناه تذرفان » . يعني يبكي، وظاهره أنه يبكي بكاء ليس فيه صوت، وإنما عرف ذلك بوجود الدمع. كذلك حديث عبد الله بن الشخير أنه «سمع لصدره - صلى الله عليه وسلم - أزيزا كأزيز المرجل من البكاء » ، فهذا يدل على أنه قد يحصل له صوت لكنه ليس بمزعج.
مجموع فتاوى ابن باز(11/344)
29_ التباكي
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : ما حكم التباكي؟ وعن صحة ما ورد في ذلك؟
فأجاب بقوله: ورد في بعض الأحاديث: «إن لم تبكوا فتباكوا » ولكن لا أعلم صحته، وقد رواه أحمد، ولكن لا أتذكر لأن صحة الزيادة المذكورة، وهي: «فإن لم تبكوا فتباكوا» إلا أنه مشهور على ألسنة العلماء، لكن يحتاج إلى مزيد عناية، لأني لا أذكر الآن حال سنده والأظهر أنه لا يتكلف، بل إذا حصل بكاء فليجاهد نفسه على أن لا يزعج الناس بل يكون بكاء خفيفا ليس فيه إزعاج لأحد حسب الطاقة والإمكان.
مجموع فتاوى ابن باز(11/344)
30_ معنى التغني بالقرآن
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : ما معنى التغني بالقرآن؟
فأجاب بقوله: جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن، يعني تحسين الصوت به، وليس معناه أن يأتي به كالغناء، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة، ومنه الحديث الصحيح: «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به » وحديث: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به » ومعناه تحسين الصوت بذلك كما تقدم. ومعنى الحديث المتقدم " ما أذن الله " أي ما استمع الله " كإذنه " أي كاستماعه، وهذا استماع يليق بالله لا يشابه صفات خلقه مثل سائر الصفات، يقال في استماعه سبحانه وإذنه مثل ما يقال في بقية الصفات على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى، لا شبيه له في شيء سبحانه وتعالى كما قال عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} والتغني الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه حتى يحرك القلوب؛ لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن حتى تخشع وحتى تطمئن وحتى تستفيد، ومن هذا قصة أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - لما «مر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ فجعل يستمع له عليه الصلاة والسلام وقال: لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود » .ولم ينكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك، فدل على أن تحبير الصوت وتحسين الصوت والعناية بالقراءة أمر مطلوب ليخشع القارئ والمستمع ويستفيد هذا وهذا.
مجموع فتاوى ابن باز(11/344)
31_ نسيان القرآن
السؤال: رجل حفظ من القرآن خمسة أجزاء، ثم لكثرة أعماله وأشغاله لم يراجع ما حفظ لفترة طالت جدا حتى نسي ما حفظ، فما حكمه هل يأثم على ذلك؟ وهل هناك أحاديث تهدد وتتوعد أمثاله؟
الجواب: ينبغي نصحه وترغيبه؛ لعله يرجع له تعلم القرآن كله وتلاوته وتدبره والعمل به، وينبغي أيضا تحذيره من سوء عاقبة انشغاله بالدنيا عن أمور دينه، أما الحديث الذي فيه الوعيد لمن حفظ القرآن ثم نسيه فهو حديث ضعيف.وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (5168)
عضو عضو الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
32_ قراءة القرآن على ترتيب المصحف
السؤال : هل يصح قراءة السور عكس ما هي مسطورة في القرآن، كأن يقرأ أولا: سورة الفلق قبل سورة الناس، وما أشبهه؟
الجواب : الأفضل: أن يقرأ السور على ترتيب المصحف العثماني، فيبدأ بالفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران حتى ينتهي بقراءة سورة الناس، وبهذا يعلم أن قراءة الفلق ثم سورة الناس جاءت على ترتيب المصحف العثماني لا العكس، أما قراءته ابتداء من سورة الناس ثم الفلق ثم الإخلاص إلى ما فوقها للتعلم فلا بأس به. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (4909)
عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
33_ الأفضل في القراءة
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: هل القراءة من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب؟
فأجاب بقوله: أما من جهة قراءة القرآن في غير الصلاة فالقراءة من المصحف أولى لأنه أقرب إلى الضبط وإلى الحفظ إلا إذا كانت قراءته عن ظهر قلب أحضر إلى القلب وأخشع له فليقرأ عن ظهر قلب وأما في الصلاة فإن الأفضل أن يقرأ عن ظهر قلب وذلك لأنه إذا قرأ من المصحف فإنه يحصل له عمل متكرر في حمل المصحف وإلقائه وفي تقليب الورق وفي النظر إلى حروفه وكذلك يفوته وضع اليد اليمنى على اليسرى في حال القيام وربما يفوته التجافي في الركوع والسجود إذا جعل المصحف في إبطه ومن ثم رجحنا قراءة المصلى عن ظهر قلب على قراءته من المصحف وإذا كنا نرجح هذا للإمام وهو أن الأفضل أن يقرأ عن ظهر قلب لئلا يحصل له ما ذكرناه فإننا كذلك نقول بالنسبة لبعض المأمومين الذين نشاهدهم خلف الإمام يحملون المصحف يتابعون قراءة الإمام فإن هذا أمر لا ينبغي لما فيه من الأمور التي ذكرناها آنفا ولأنه لا حاجة بهم إلى أن يتابعوا الإمام نعم لو فرض أن الإمام ليس بجيد الحفظ وقال لأحد من المأمومين صل ورائي وتابعني في المصحف إذا أخطأت ورد علي فهذا لا بأس به للحاجة.
فتاوى نور على الدرب (5/2)
34_ أخذ الأجرة على تعليم القرآن
السؤال: هل حديث: «إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله» حديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإن كان كذلك، فماذا يعني به؟ هل يجوز أن تؤخذ أجرة من وزارة الأوقاف أو متولي المساجد على تنظيف المسجد أو الأذان أو الخطبة يوم الجمعة وإمامة الصلاة وغيرها من القيام بأمور المساجد والمحافظة على نظافتها وتنظيم إدارتها وفتح أبوابها في أوقاتها الشرعية المفروضة؟
الجواب: الحديث المذكور في السؤال صحيح، ومعنى الحديث عند أهل العلم: أنه لا حرج في أخذ الأجرة على تعليم القرآن للناس، ورقية المرضى به، أما أن أخذ الأجرة على مجرد التلاوة فلا يجوز. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (5867)
عضو نائب الرئيس الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
35_ قراءة القرآن الكريم مضطجعا أو قائما أو ماشيا
السؤال: هل تجوز قراءة القرآن الكريم لمن كان مضطجعا أو قائما أو ماشيا؟
الجواب: يجوز ذلك؛ لأن الأصل: الجواز، ولم يوجد دليل يدل على المنع منه، ولعموم قول الله في وصف أولي الألباب: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم} وقراءة القرآن من الذكر.وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (7720)
عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
36_ قراءة القرآن في المنزل بعد الفجر حتى تطلع الشمس
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : هل المكوث في المنزل بعد صلاة الفجر لقراءة القرآن حتى تطلع الشمس ثم يصلي الإنسان ركعتي الشروق له نفس الأجر الذي يحصل بالمكوث في المسجد. نرجو من سماحتكم الإفادة أطال الله في عمركم على طاعته؟
فأجاب بقوله: هذا العمل فيه خير كثير وأجر عظيم، ولكن ظاهر الأحاديث الواردة في ذلك أنه لا يحصل له نفس الأجر الذي وعد به من جلس في مصلاه في المسجد. لكن لو صلى في بيته صلاة الفجر لمرض أو خوف ثم جلس في مصلاه يذكر الله أو يقرأ القرآن حتى ترتفع الشمس ثم يصلي ركعتين، فإنه يحصل له ما ورد في الأحاديث لكونه معذورا حين صلى في بيته. وهكذا المرأة إذا جلست في مصلاها بعد صلاة الفجر تذكر الله أو تقرأ القرآن حتى ترتفع الشمس ثم تصلي ركعتين، فإنه يحصل لها ذلك الأجر الذي جاءت به الأحاديث، وهو أن الله يكتب لمن فعل ذلك أجر حجة وعمرة تامتين. والأحاديث في ذلك كثيرة يشد بعضها بعضا، وهي من قسم الحديث الحسن لغيره. والله ولي التوفيق.
مجموع فتاوى ابن باز (11/404)
37_ الاستماع للقرآن الكريم أثناء العمل
السؤال ما حكم الاستماع إلى القرآن الكريم أثناء مزاولة العمل؟
الجواب : يجوز للإنسان أن يستمع للقرآن وهو يزاول عمله.وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (14229)
نائب الرئيس الرئيس
عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
38_ وضع المصحف بجانب الطفل قصد حمايته
سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله:مارأي فضيلتكم في إمرأة تضع المصحف بجانب طفلها الصغير بقصدحمايته من الجن عند إشتغالها وتركه وحده؟
فأجاب بقوله:هذا العمل لايجوز لأن فيه إهانة للمصحف ويجب أن يرفع المصحف ويصان ويبعد عن الطفل وليس مشروعا بأن يجعل المصحف عند الطفل أو يجعله على صدره إذا نام أو ما أشبه ذلك أو توسده أو يجعل في لحافه وما أشبه ذلك .
السحر والشعوذة وأثرها على الفرد والمجتمع (ص62)
39_ سجود التلاوة
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : إن كان الإنسان يستمع إلى تلاوة القرآن الكريم بواسطة جهاز التسجيل ومر القارئ بآية فيها سجدة تلاوة فهل يسجد؟ أفتونا جزاكم الله خيرا.
فأجاب بقوله: لا يشرع للمستمع أن يسجد إلا إذا سجد القارئ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - «قرأ عليه زيد بن ثابت - رضي الله عنه - سورة النجم ولم يسجد، فلم يسجد النبي - صلى الله عليه وسلم » -. فدل ذلك على عدم وجوب سجود التلاوة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينكر على زيد تركه. كما دل الحديث أيضا على أن المستمع لا يسجد إلا إذا سجد القارئ، وفق الله الجميع.
مجموع فتاوى ابن باز (11/415)
40_ سماع سجدة التلاوة من شريط
السؤال: يسأل بعض الإخوة: هل يشرع لهم عند سماع سجدة التلاوة من شريط السجود؟
الجواب:لا تشرع سجدة التلاوة عند سماعها من الشريط؛ لأن المستمع لا يسجد إلا إذا سجد القارئ، والقارئ غير موجود في هذه الحالة.وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (18855)
عضو عضو عضو نائب الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ .. الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
41_ سجود التلاوة لمن لم يكن على طهارة ولم يكن مستقبل القبلة
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : إذا كنت أقرأ القرآن الكريم، وأنا غير مستقبل القبلة، ومررت بآية فيها سجدة تلاوة فهل أسجد؟ وهل يشترط لسجدة التلاوة أن يكون الإنسان على طهارة؟ وإذا كنت أقرأ القرآن الكريم وأنا مسافر بالسيارة أو الطائرة، ومررت بآية فيها سجدة تلاوة فهل أسجد وأنا على الكرسي؟ وماذا لو مررت بها وأنا جالس على الكرسي في المكتب أو المنزل؟ نرجو التكرم بالإجابة، جزاكم الله خيرا.
فأجاب بقوله: السنة لمن مر بآية السجدة في حال قراءته أن يسجد تأسيا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - لأنه - صلى الله عليه وسلم - «كان يقرأ بين أصحابه، فإذا مر بآية فيها سجدة سجد، وسجدوا معه» . والسنة استقبال القبلة إذا تيسر ذلك، وسجدة التلاوة ليست مثل الصلاة، بل هي خضوع لله وتأس برسوله - صلى الله عليه وسلم -، فلا يشترط لها شروط الصلاة، لعدم الدليل على ذلك، ولأنه - صلى الله عليه وسلم - «كان يقرأ القرآن في مجلسه بين أصحابه فإذا مر بآية السجدة سجد وسجدوا معه» ، ولم يقل لهم لا يسجد إلا من كان على طهارة. والمجالس تجمع من هو على طهارة، ومن هو على غير طهارة، فلو كانت الطهارة شرطا لنبههم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - أفصح الناس، وقد أمره الله بالبلاغ، ولو كانت الطهارة شرطا في سجود التلاوة لأبلغهم بذلك - رضي الله عنهم -، ولو بلغهم لنقلوا ذلك لمن بعدهم، كما نقلوا عنه سيرته وأحاديثه عليه الصلاة والسلام، فإذا كان القارئ في الطائرة أو السيارة أو الباخرة، أو على دابة في السفر فإنه يسجد إلى جهة سيره، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك في أسفاره في صلاة النافلة. وإن تيسر له استقبال القبلة حال صلاة النافلة عند الإحرام، ثم يتجه إلى جهة سيره، فذلك أفضل؛ لأنه ثبت ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الأحاديث. والله ولي التوفيق.
مجموع فتاوى ابن باز(11/409)
42_ سجود التلاوة والشكر للحائض
السؤال : هل يجوز سجود التلاوة للحائض وكذلك سجدة الشكر لها، وإذا كان غير جائز فهل يجوز عند سماع سجدة التلاوة أن تسبح الله فقط باللسان؟
الجواب:أ: في الحالات التي تباح فيها لها القراءة يشرع لها سجود التلاوة إذا مرت بسجدة تلاوة، أو استمعت لها، والصواب: أنه يجوز لها القراءة عن ظهر قلب، لا من المصحف، وعليه يشرع لها السجود، لأنه ليس صلاة وإنما هو خضوع لله وعبادة كأنواع الذكر.
ب: الصحيح أن سجود الشكر وسجود التلاوة لتال أو مستمع لا تشترط لهما الطهارة؛ لأنهما ليسا في حكم الصلاة. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (6267)
عضو نائب الرئيس الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
43_ قراءة الحائض للقرآن
سئل فضيلة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:هل يجوز للمرأة أن تقرأالقران من المصحف وهي حائض
فأجاب بقوله:لا أعلم مانعا من هذا وقد ذكر البخاري _رحمه الله _ عن ابن عباس أنه كان لا يرى بأسا للحائض أن تقرأالقرآن وهذا هو الصحيح من أقوال أهل العلم .والله المستعان والنبي _صلى الله عليه على آله وسلم _يقول لعائشة :{إفعلي مايفعل الحاج ،غير أن لا تطوفي بالبيت }والحاج يقرأالقرآن .
(أسئلة نساء لحج) فتاوى المرأة المسلمة (120)
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله {....ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها فوجدها تبكي فقال: ما شأنك؟ قالت: شأني أني قد حضت وقد حل الناس ولم أحلل ولم أطف بالبيت والناس يذهبون إلى الحج الآن فقال: إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فاغتسلي ثم أهلي بالحج [ثم حجي واصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ولا تصلي]}:فيه دليل على جواز قراءة الحائض للقرآن لأنها بلا ريب من أفضل أعمال الحج وقد أباح لها أعمال الحاج كلها سوى الطواف والصلاة ولم كان يحرم عليها التلاوة أيضا لبين لها كما بين لها حكم الصلاة بل التلاوة أولى بالبيان لأنه لا نص على تحريمها عليها ولا إجماع بخلاف الصلاة فإذا نهاها عنها وسكت عن التلاوة دل ذلك على جوازها لها لأنه تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز كما هو مقرر في علم الأصول وهذا بين لا يخفى والحمد لله وأما حديث " لا يقرأ القرآن جنب ولا حائض " فهو ضعيف قال الإمام أحمد فيه: باطل وقد فصلت القول عليه في " إرواء الغليل " (رقم: 191) يسر الله إتمامه.
حجة النبي صلى الله عليه وسلم (1/68)
44_ سماع القرآن الكريم على غير طهارة
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: بما أن هذا حالي فإنني لا أستطيع الحركة، وكذلك الخروج من البيت، وأقضي وقتي كاملا في المنزل، فبماذا تنصحونني والحال ما ذكر، هل أسمع القرآن الكريم وإن كنت على غير طهارة ؟
فأجاب بقوله: نعم، ننصحك بالإكثار من ذكر الله، وقراءة ما تحفظين من القرآن، وسماع القرآن من المذياع وإن كنت على غير طهارة؛ لأن الطهارة ليست شرطا في سماع الذكر والقرآن، وإنما هي شرط في لمس المصحف، والقراءة من المصحف، أما السماع فالإنسان يستمع للقرآن ولو كان جنبا ولو كانت المرأة حائضا، يستمع القرآن ويستفيد، لكن لا يمس المصحف إلا وهو على طهارة من الحدثين جميعا، أما كونه يقرأ على ظهر قلب فلا بأس أن يقرأ وإن كان على غير طهارة من جهة الحدث الأصغر، والحيض كذلك، الحائض والنفساء لهما قراءة عن ظهر قلب، لأن المدة ربما تطول، أما الجنب فلا، ليس له أن يقرأ حتى يغتسل، ولا يمس المصحف ولا يقرأ أيضا حتى يغتسل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يمنعه شيء عن القرآن إلا الجنابة، وقال في قراءة الجنب: «أما الجنب فلا، ولا آية » يعني حتى يغتسل، ونوصيك بالإكثار من ذكر لله؛ كالتسبيح والتحميد والتهليل والاستغفار، وقراءة ما تيسر معك من القرآن، ولو الفاتحة ترددينها مع ما تيسر معك، ولك بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وهذا خير عظيم. وتركزين على سماع القرآن الكريم، والله يقول - سبحانه - في كتابه العظيم: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على أصحابه القرآن وهم ينصتون ويستمعون ويستفيدون، والمستمع شريك القارئ في الأجر إذا أراد ذلك وقصد ذلك، والقارئ له بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها كما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم، والمستمع نرجو له ذلك.
فتاوى نور على الدرب(5/361)
45_ دخول الحائض المسجد لطلب العلم
سئل فضيلة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله: هل يجوز دخول الحائض المسجد لتلقي العلم ؟
فأجاب بقوله: لاأعلم مانعا من هذا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة إفعلي مايفعل الحاج غير ألاتطوفي بالبيت ويقول إن حيضتك ليست في يدك ،فليس هناك مايمنع من دخولها المسجد وأما حديث {إني لا أحل المسجد لحائض ولاجنب }فهو حديث ضعيف في سنده جسرة بنت دجاجة .
(أسئلة نساء عدن فتاوى المرأة المسلمة(ص122)
46_ مفاسد القراءة من المصحف - ومثله الحاسوب أو الجوال - في الصلاة
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:ومن مفاسد القراءة من المصحف - ومثله الحاسوب أو الجوال - في الصلاة أنها تقتل همة الإمام في حفظ القرآن، وتقضي على رغبته في حفظه، فإذا علم أنه سيفتح مصحفا في صلاته، أو سينظر في الحاسوب أو الجوال: لم يبذل وقته في حفظ كتاب الله تعالى، ولم يحرص على إتقانه، فاحرص أخي على حفظ كتاب الله، واقرأ منه في صلاتك عن ظهر قلب.
جواب السؤال رقم: (3465)نقلا من موقع سؤال وجواب(5/3304)
47_ أقل مدة يختم فيها القرآن
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : ما أقل مدة يختم فيها القرآن؟
فأجاب بقوله: ليس فيه حد محدود إلا أن الأفضل أن لا يقرأه في أقل من ثلاث كما في حديث عبد الله بن عمرو: «لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث » فالأفضل أن يتحرى في قراءته الخشوع والترتيل والتدبر، وليس المقصود العجلة، بل المقصود أن يستفيد وينبغي أن يكثر القراءة في رمضان كما فعل السلف - رضي الله عنهم -، ولكن مع التدبر والتعقل، فإذا ختم في كل ثلاث فحسن، وبعض السلف قال: إنه يستثنى من ذلك أوقات الفضائل، وأنه لا بأس أن يختم كل ليلة أو في كل يوم كما ذكروا هذا عن الشافعي، وعن غيره، ولكن ظاهر السنة أنه لا فرق بين رمضان وغيره، وأنه ينبغي له أن لا يعجل وأن يطمئن في قراءته، وأن يرتل كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عمرو فقال: «اقرأه في سبع » هذا آخر ما أمره به وقال: «لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث » ولم يقل إلا في رمضان، فحمل بعض السلف هذا على غير رمضان محل نظر، والأقرب - والله أعلم - أن المشروع للمؤمن أن يعتني بالقرآن ويجتهد في إحسان قراءته وتدبر القرآن والعناية بالمعاني ولا يعجل، والأفضل أن لا يختم في أقل من ثلاث، هذا هو الذي ينبغي حسب ما جاءت به السنة، ولو في رمضان.
مجموع فتاوى ابن باز(11/344)
48_ من لم يختم القرآن في ثلاثين يوما
السؤال هل هو حقيقة أن من لم يختم القرآن في ثلاثين يوما يعتبر هاجرا للقرآن؟
الجواب:يشرع للمسلم الإكثار من تلاوة كتاب الله جل وعلا؛ لقوله تعالى: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ} ، ويشرع أن لا يتجاوز في ختمه للقرآن شهرا؛ لفعل السلف، ولكن لو ختمه في أكثر من شهر لا يعد هاجرا لتلاوة القرآن.وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (13408)
عضو نائب الرئيس الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
49_ تعليق آيات من القرآن الكريم على الجدران
السؤال:إن حامله عبد الله محمد بالطو معه عينة من علاقات حائط مكتوب عليها آيات قرآنية وصورة المسجد النبوي والكعبة والمسجد الأقصى لتشويق الناس إليها، وهي جارية منذ سنتين وموجودة بكثير من البيوت، ويذكر بأن الجمرك حجزها عليه بتوجيه من مندوب الهيئة، ويا سبحان الله كيف يسمح بدخول الصور الخليعة والمملوءة الأسواق منها ويمنع مثل ذلك، أرى أن هذا من الدس والتشويه ووضع الأمور بغير مواضعها؛ لهذا أرجو مشاهدة ذلك وهيئتكم الموقرة والأمر بما يلزم نحو ذلك، حفظكم الله ورعاكم؟
الجواب :أولا: أنزل الله تعالى القرآن موعظة وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، وليكون حجة على الناس، ونورا وبصيرة لمن فتح قلبه له، يتلوه ويتعبد به، ويتدبره، ويتعلم منه أحكام العقائد والعبادات والمعاملات الإسلامية ويعتصم به في كل أحواله، ولم ينزل ليعلق على الجدران زينة لها، ولا ليجعل حروزا وتمائم تعلق في البيوت أو المحلات التجارية ونحوها؛ صيانة وحفظا لها من الحريق واللصوص، وما شابه ذلك مما يعتقده بعض العامة، وخاصة المبتدعة -وما أكثرهم- فمن انتفع بالقرآن فيما أنزل من أجله فهو على بينة من ربه وهدى وبصيرة، ومن كتبه على الجدران أو على خرق تعلق عليها ونحو ذلك؛ زينة أو حرزا وصيانة للسكان والأثاث وسائر المتاع فقد انحرف بكتاب الله أو بآية أو بسورة منه عن جادة الهدى، وحاد عن الطريق السوي والصراط المستقيم، وابتدع في الدين ما لم يأذن به الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم قولا أو عملا، ولا عمل به الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ولا أئمة الهدى في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها خير القرون، ومع ذلك فقد عرض آيات القرآن أو سوره للإهانة عند الانتقال من بيته إلى آخر بطرح هذه الخرق في الأثاث المتراكم، وكذا الحال عند بلاها وطرحها هنا وهنا مما لا ينبغي، وجدير بالمسلم أن يرعى القرآن وآياته، والمحافظة على حرمته، ولا يعرضه لما قد يكون فيه امتهان له.
ثانيا: اطلعت اللجنة على الخرق الثلاث، (العلاقات) ، فوجدت أن إحداها قد كتب عليها البسملة، وقوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} وقوله: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} وفيها صورة الكعبة وصور لرجال ونساء في المطاف، وفي الثانية: البسملة وسورة الفاتحة ودعاء ولفظ الجلالة واسم محمد صلى الله عليه وسلم وأسماء الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم بإزاء لفظ الجلالة، وصورة المسجد الأقصى. وتطبيقا لما تقدم في رقم (1) لا يجوز اتخاذ هذه الخرق ولا تعليقها في البيوت أو المدارس أو النوادي أو المحلات التجارية ونحوها زينة لها أو تبركا بها مثلا؛ للأمور الآتية:
(أ) لما في ذلك من الانحراف بالقرآن عما أنزل من أجله من الهداية والموعظة الحسنة والتعبد بتلاوته ونحو ذلك.
(ب) لمخالفة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم، فإنهم لم يكونوا يفعلون ذلك، والخير كل الخير في اتباعهم لا في الابتداع.
(ج) سد ذريعة الشرك، والقضاء على وسائله من الحروز والتمائم وإن كانت من القرآن؛ لعموم حديث النهي عن ذلك، ولا شك أن تعليق هذه الخرق وأمثالها يفضي إلى اتخاذها حروزا؛ لصيانة ما علقت فيه، كما دل على ذلك التجربة وواقع الناس.
(د) ما في الكتابة عليها من اتخاذ القرآن وسيلة لترويج التجارة فيها والزيادة في كسبها، فإنها خرقة لا تساوي إلا ثمنا زهيدا، فإذا كتب عليها القرآن راجت وارتفع سعرها، وما أنزل القرآن ليتخذ آلة ووسيلة للرواج التجاري وزيادة الأسعار، فيجب أن يترفع به عن ذلك.
(هـ) في ذلك تعريض آيات القرآن وسوره للامتهان والأذى عند الانتقال من بيت إلى آخر حيث ترمى مع أثاث البيت المتراكم على اختلاف أنواعه، وكذلك عند بلاها فتطرح هذه الخرقة بما فيها من القرآن فيما ينبغي وما لا ينبغي. وبالجملة: إغلاق باب الشر، والسير على ما كان عليه أئمة الهدى في القرون الأولى التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية - أسلم للمسلمين في عقائدهم وسائر أحكام دينهم من ابتداع بدع لا يدرى مدى ما تنتهي إليه من الشر.
ثالثا: لا يجوز أن يكون التشويق إلى الخير ببدع تفضي إلى الشرك، وتعريض القرآن للمهانة واتخاذ كتابته على الخرق التي تعلق على الجدران وسيلة لنفاق التجارة وزيادة ثمنها، ولا يعدم الداعية إلى الخير وسائل أخرى مشروعة ناجحة.
رابعا: كثرة أمثال هذه الخرق (العلاقات) ، وانتشارها منذ زمن بعيد ووجودها في بيوت كثير من الناس وامتلاء الأسواق بها دليل على الضعف والفتور، وعدم مبالاة من اتخذها أو اتجر فيها بارتكاب المنكر أو الجهل به، وليس دليلا على جواز اتخاذها، فالمبتدعة والمخرفون كثرة، والمدافعون عن البدع أكثر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، بل ما وقع من بعض الناس من اتخاذها منكر يجب على العلماء التعاون على إنكاره والقضاء عليه استيرادا واستعمالا، لكن المراقب الديني الذي حصل منه التوجيه لحجز هذه الخرق، (العلاقات) فعل ما في اختصاصه -شكر الله له سعيه- أما ما زاد على ذلك من المنكرات التي عمت وطمت فهو أسوة غيره في إنكار المنكر في حدود علمه وقدرته، ولا يعتبر فيما فعل من أهل الدس والتشويه، بل قدم معروفا للأمة يحمد عليه، وأدى واجب مهمته التي أسندت إليه على ما تبين له من أحكام الشريعة، وحسن توجيه رئاسته له. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (2078)
عضو عضو نائب رئيس اللجنة
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ..
الرئيس. عبد العزيز بن عبد الله بن باز
50_ كتابة القرآن على الأطباق والأقمشة
السؤال:إنه إزاء التقدم الكبير الذي أحرزه العالم في مجال الفكر الإعلامي بالنشر والملصقات والمعلقات والإذاعات مسموعة ومرئية، فقد استعنا بالله في مصنع البلاستيك الذي نتولاه لإنتاج نماذج نساهم بها في التذكير بكلام الله عز وجل، وقد وفقنا الله عز وجل فاستطعنا إخراج نماذج لمعلقات تحمل آيات من القرآن الكريم وأسماء الله الحسنى وأحاديث نبوية شريفة. علما بأن المعلقات البلاستيك التي أتقدم بها لسماحتكم لا يمكن استخدامها لغير التذكر والتدبر، فطبيعتها تجعلها لا تصلح أن يشرب فيها أو يؤكل، وذلك أنها مغطاة بطبقة من المعادن الفضية والأحبار التلوينية تجعل استخدامها في هذه الأغراض مستحيلا، وأنها صنعت بحيث لا يمكن حملها على الصدور أو في اليد ولا يمكن إلقاؤها بإهمال؛ ذلك إن تصميمها جعل لها شرشفة خارجية وتعليقات، وحروفها مدببة تجعل حائزها يعلقها في مكان مصون مكرم. ولقد وجدنا النصارى متمكنين في فن النشر والتوعية والإعلام وبث ما يريدون من أفكار ومعتقدات باستخدام وسائل حديثة أهمها: الملصقات والمعلقات تعلق في لوحات بالشوارع والحافلات والأماكن العامة والخاصة، يقصد بذلك توالي وتتابع التذكير بتكراره أمام العين في كل مكان حتى يقر في الصدور ما يريدون، وإن كل ما يريدون ما هو إلا معتقدات صليبية وأفكار إلحادية ومفاسد والعياذ بالله، إلا أنهم باستخدام الوسائل القوية يستطيعون جعل الناس يؤمنون بالباطل ويوقرون الإلحاد، وأولى بالمسلمين وأحق أن يذكروا الناس بكلام الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مستخدمين الوسائل الحديثة القوية في التوعية والإعلام. وقد وفقني الله سبحانه وتعالى أن تحمل منتجاتي كلام الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لتظهر متوالية متتابعة في الأماكن الموقرة، مرفوعة أمام الأنظار تذكر الناس بما أراد لهم الله أن يذكروا به {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} وبذلك فإنني أساهم قدر جهدي في رفع كلمة الله ونشر الفكر الإسلامي منتصرا له فوق كل الأفكار وما توفيقي إلا بالله.
الجواب : أنزل الله تعالى القرآن ليكون موعظة للناس وعبرة، وليكون شفاء لما في الصدور من أمراض الشرك والانحراف عن الحق، وليهتدي به الناس في عبادتهم ومعاملاتهم، وليرحم سبحانه به المؤمنين، الذين يتلونه حق تلاوته، ويسترشدون به في جميع شئونهم، ويأخذون أنفسهم بالعمل به في كل أحوالهم، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } وقال: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } وقال: { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } كما أن الأحاديث النبوية الصحيحة جاءت بيانا للقرآن وهداية للناس وتفصيلا للأحكام؛ ليسترشد بها الناس في فهم كتاب الله تعالى، ويتدبروا آياته لعلهم يتفكرون، قال الله تعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }وقال: { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } وسمى تعالى نفسه بالأسماء الحسنى؛ ليعرف عباده بنفسه فيثبتوها له، ويؤمنوا بما دلت عليه من الكمال والجلال، ويثنوا عليه الثناء الجميل ويدعوه بها في السراء والضراء خوفا ورجاء، ويحصوها عقيدة وعملا، ويحافظوا عليها لفظا ومعنى، فلا يلحدوا فيها ولا يميلوا بها عما قصد منها، قال الله تعالى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } وقال صلى الله عليه وسلم: « إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة » أي: أحصاها اعتقادا وقولا وعملا ومحافظة على حرمتها ومقتضاها.وقد أمر الله بالبلاغ والدعوة إلى الإسلام، وبين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قولا وعملا، فكان يخطب في أصحابه رضي الله عنهم، ويتعهدهم بالمواعظ والتذكير، ويكتب الرسائل إلى الملوك والرؤساء، ويغشى الكفار في نواديهم ومجالسهم؛ ليبلغهم دين الإسلام، ولم يعرف عنه أنه كتب سورة من القرآن أوآية منه أو حديثا له أو أسماء الله تعالى على لوحات أو أطباق لتعلق على الجدران أو في الممرات من أجل الزينة أو التبرك، أو لتكون وسيلة للتذكير والبلاغ أو للعظة والاعتبار، ودرج على هديه في ذلك الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة رضي الله عنهم، وتبعهم في هذا أئمة الهدى من السلف الصالح الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون من بعده رضي الله عنهم، فلم يكونوا يكتبون شيئا من القرآن ولا الأحاديث النبوية الصحيحة ولا أسماء الله الحسنى على ألواح أو على أطباق أو أقمشة؛ ليعلقوها على الجدران للزينة أو التذكير والاعتبار بعد أن انتشر الإسلام، واتسعت رقعته وعمت الثقافة الإسلامية البلاد والأقطار، وكثر الكتاب وتيسرت وسائل كثيرة متنوعة للإعلام، كما لم يفعلوا ذلك من قبل وهم أفهم للإسلام ومقاصده وأحرص على نشره وإبلاغه، ولو كان ذلك مشروعا لدلنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأرشدنا إليه، ولعمل به أصحابه واستغله أئمة الهدى بعده رضي الله عنهم.وعلى هذا: فكتابة شيء من القرآن أو الأحاديث النبوية أو أسماء الله الحسنى على ألواح وأطباق أو نحوها؛ لتعلق للزينة أو التذكير أو الاعتبار، أو لتتخذ وسيلة لترويج التجارة ونفاق البضاعة وإغراء الناس بذلك ليقبلوا على شرائها، وليكون نماء المال وزيادة الأرباح عدول بالقرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن المقاصد النبيلة التي يهدف إليها الإسلام من وراء ذلك، ومخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة وأئمة السلف رضي الله عنهم، ومع هذا قد يعرض لها ما لا يليق من الإهانة على مر الأيام وطول العهد عند الانتقال من منزل لآخر، أو نقلها من مكان لآخر، وحمل الجنب أو الحائض لها، أو مسها إياها عند ذلك.فعلى المسلم أن يعرف لكتاب الله تعالى منزلته، وليقدره قدره، وليجعل مقاصده نصب عينيه، وليتخذ منه ومن الأحاديث النبوية منارا يهتدى به، وليحذر الذين يخالفون مقاصد التشريع الإسلامي أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم. ومن آمن بالقرآن وبأسماء الله الحسنى وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فليلتمس الهدى والبركة من الله بتلاوة كتابه الكريم وتدبره والتفقه فيه، ومعرفة بيانه بالإطلاع على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والتفقه فيها،ويأخذ نفسه بالعمل بذلك في عبادته ومعاملاته ليفيض الله عليه من بركاته: حسية ومعنوية، ويجزل له الأجر، ويحفظه في شئونه وأحواله، ولا يلتمس ذلك فيما يخالف هدي القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام من تعليق ما كتب من ذلك على الجدران ونحوها، ولا يجوز التأسي بالكفرة من النصارى وغيرهم فيما يخالف شرع الله عز وجل.ولما ذكرنا فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ترى عدم السماح بدخول مثل هذه الأطباق إلى هذه المملكة، كما ترى أنه لا ينبغي للمسلم إنتاج مثل هذه الأطباق من مصنعه؛ محافظة على حرمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى حرمة أسمائه وصفاته عز وجل.وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - المجموعة الأولى- الفتوى رقم (1706)
51_ كتابة القرآن كالألعاب مثلا
السؤال :ما حكم كتابة القرآن كالألعاب مثلا؟
الجواب :كتابة آيات القرآن على هيئة الألعاب أو الطيور أو الأشجار ونحو ذلك، أو كتابته على ألواح وأطباق للزينة، أو ليتخذ ذلك وسيلة لترويج السلع - فإن ذلك كله محرم آثم فاعله؛ لما في ذلك من الاستهانة بالقرآن والاستهزاء به، ولما في ذلك من امتهانه وجعله عرضة لأن يلقى في أماكن لا تليق به، إذا بليت تلك الأشياء التي كتب عليها لطول العهد أو ضاعت عند نقلها من مكان لمكان، والله سبحانه لم يتعبدنا بذلك، وقد أنزل الله القرآن ليكون موعظة وعبرة وشفاء لما في الصدور، وليعمل الناس بما فيه من أحكام، ويؤمنوا به ويتلوه آناء الليل والنهار، فيزدادوا بذلك إيمانا، ويرفع الله بذلك درجاتهم عند ربهم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (20196):
عضو نائب الرئيس الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
52_ ورق حراري مكتوب عليه آيات قرآنية وصور الحرمين
السؤال :نفيدكم أننا بصدد استيراد ورق حراري مكتوب عليه آيات قرآنية وصور الحرمين لوضعها على الفخاريات المنتجة بمصانعنا حسب العينة المرفقة. نرجو التكرم بمراجعتها والموافقة عليها.
الجواب :لا يجوز وضع الآيات القرآنية ولا أسماء الله الحسنى ولا صور الحرمين على شيء من الفخاريات أو المنتجات الجمالية؛ لوجود محاذير كثيرة، منها: تعريض الآيات وأسماء الله للامتهان بوضعها في أماكن غير لائقة، وكذلك التبرك والتعلق بها من دون الله، إضافة إلى أن هذا العمل لم يكن من عمل سلف هذه الأمة، وتعظيم الدين وشعائره يكون بالقلوب، ويظهر أثر ذلك على الجوارح بالاجتهاد في تطبيق الشريعة وإقامة العبادات والغيرة على محارم الله إذا انتهكت لا بالكتابة على الجدر والأواني. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (20475)
عضو عضو عضو نائب الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ . الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
53_ كتابة (بسم الله الرحمن الرحيم) على كأسات التحف وغيرها من الأدوات التي تستخدم
السؤال :أريد رأي الدين حول بعض الزخارف والتحف التي يكتب فيها لفظ الجلالة (الله) ومحمد صلى الله عليه وسلم، وحيث إني أعمل في التجارة ولدي تعامل مع بعض الإخوة في بعض الدول، ويريدون معرفة هل يجب أن يكتب لفظ الجلالة (الله) على الجهة اليمنى و (محمد) على الجهة اليسرى، وغير ذلك لا يجوز.
وستجدون طي هذا الخطاب 3 نماذج، نريد أن تعطونا رأيكم فيها، وهل يجوز عملها على (كأسات الكريستال الفاخرة) وغير ذلك من التحف؟ أفيدونا أفادكم الله.
الجواب :لا تجوز كتابة (بسم الله الرحمن الرحيم) على كأسات التحف ولا غيرها من الأدوات التي تستخدم؛ لأن بسم الله الرحمن الرحيم آية من القرآن، وفي كتابتها على تلك الأشياء تعريض لها للإهانة. وكذلك لا تجوز كتابة لفظ الجلالة على تلك الأشياء؛ لما في ذلك من تعرضه للإهانة ولا كتابة اسم الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لما في ذلك من الإهانة، أو الغلو الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (19535)
عضو عضو عضو نائب الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان .. عبد العزيز آل الشيخ ... الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
54_ كتابة (البسملة) على هيئة (صفة) طائر النعام أو أشكال أخرى
السؤال :يقوم بعض العاملين على أجهزة الطباعة بكتابة (البسملة) على هيئة (صفة) طائر النعام أو أشكال أخرى. ما حكم ذلك مع التوجيه والنصح؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب :هذا العمل المذكور وهو كتابة البسملة أو غيرها من الأذكار الشرعية على شكل طائر النعام أو غيره من الحيوانات - عمل منكر وفيه انتقاص لجناب الله سبحانه وتعالى، فلا يجوز إقراره والسكوت عليه لأمور:
أولها: أن فيه تصويرا لذوات الأرواح وذلك محرم.
ثانيها: الإساءة إلى أسماء الله وصفاته وابتذالها.
ثالثها: العبث أو الاستخفاف بآية من كتاب الله تعالى، وهي بسم الله الرحمن الرحيم. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (20022)
عضو عضو عضو نائب الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان .. عبد العزيز آل الشيخ ... الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
55_ كتابة القرآن على شكل صورة إنسان أو غيره
السؤال:هناك بعض اللوحات التي فيها ذكر الله ورسوله، ومنها لوحة معلقة في المنزل لدى أحد الأشخاص، مكتوب عليها كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وكلمة التوحيد هذه على هيئة رجل جالس في وضع الجلوس بين السجدتين، رافعا إصبعه السبابة اليمنى. فهل يجوز اقتناء هذه اللوحة وتعليقها في المنازل، وما حكم بيعها وشرائها وعملها؟
الجواب :لا يجوز كتابة القرآن على شكل صورة إنسان أو غيره؛ لما في ذلك من العبث بكتاب الله عز وجل. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (20802)
عضو عضو الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
56_ كراريس مدرسية مكتوبة في غلافها آية الكرسي أو بعض الأذكار
السؤال :نريد إعداد كراريس مدرسية مكتوبة في غلافها آية الكرسي أو بعض الأذكار ونبيعها للتلاميذ. هل هذا جائز؟
الجواب :لا تجوز كتابة القرآن بحيث يهان، وكتابة الآية على غلاف كراريس الطلاب فيها ابتذال وتعريض للقرآن للإهانة، بحيث تلقى هذه الدفاتر في الأرض، وفي النهاية توضع في النفايات إلى غير ذلك من المفاسد؛ فلا يجوز لكم هذا العمل. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (19420)
عضو عضو عضو نائب الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان . عبد العزيز آل الشيخ ... الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
57_ إذا رأيت شيئا من الأوراق المرمية في الشوارع أو غيرها فيه ذكر الله، أو فيه شيء من القرآن
السؤال:كثيرا ما أشاهد قصاصات من الجرائد والمجلات في الشوارع والطرقات، وبتصفحها أجد فيها لفظ الجلالة أو آيات قرآنية، فهل يجب علي عندما أرى تلك الجرائد والمجلات أن أقف وأنا أسير بسيارتي وأجمع تلك القصاصات؟
الجواب: إذا رأيت شيئا من الأوراق المرمية في الشوارع أو غيرها فيه ذكر الله، أو فيه شيء من القرآن - وجب عليك أخذه ورفعه من موضع الإهانة إلى مكان نزيه مصون أو إحراقه. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (19620)
عضو عضو عضو نائب الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ . الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
58_ واجب المسلم تجاه القطع والقصاصات الورقية التي بها آيات قرآنية، و أحاديث ملقاة في الشوارع
السؤال:ما واجب المسلم تجاه القطع والقصاصات الورقية التي بها آيات قرآنية، ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الملقاة في الشوارع والطرقات؟
الجواب: ما رئي فيه آية من كتاب الله من الصحف والأوراق، وكذلك ما فيه شيء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شيء من ذكر الله عز وجل أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو لأسماء الله وصفاته - فإنه يأخذه ويرفعه أو يحرقه أو يدفنه في أرض طيبة ليست طريقا للناس، ولا يلقيه في الأرض؛ لأن ذلك يعد امتهانا لكتاب الله عز وجل.وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (15917)
عضو عضو عضو
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
59_ زخرفة المساجد ولا كتابة الآيات القرآنية على جدرانها
السؤال: يوجد عندنا مسجد يبنى على نفقات المحسنين، والمشرف على بناء المسجد يريد أن يضع في محراب المسجد زخارف وآيات قرآنية، وكذلك السقف والأعمدة، وفد أبلغته بأن الزخارف داخل المسجد والآيات القرآنية في المسجد لا تجوز حسب ما سمعنا من المشايخ، واحتج المشرف بأن أكثر المساجد يوجد بها هذه الزخارف والآيات، فهل يحل ويجوز ذلك أم لا؟ أفيدونا مأجورين.
الجواب: لا يجوز زخرفة المساجد ولا كتابة الآيات القرآنية على جدرانها؛ لما في ذلك من تعريض القرآن للامتهان، ولما فيه من زخرفة المساجد المنهي عنها، وإشغال المصلين عن صلاتهم بالنظر في تلك الكتابات والنقوش. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (20608)
عضو عضو عضو نائب الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ .. الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
60_ تحفيظ القرآن للأطفال مقابل أجر على كل طفل
السؤال: نعمل في مدرسة الصحراء، ونقوم بتحفيظ القرآن للأطفال مقابل أجر على كل طفل. هل يجوز عملي هذا وأخذ أجرة على القرآن الكريم، وطبعا في مواد علمية أخرى مثل الحساب والتاريخ، وأنا أقوم بتحفيظ القرآن للأطفال من غير فن التجويد - أقصد قراءة عادية - هل يجوز ذلك، وبماذا تنصحوننا؟
الجواب: أخذ الأجرة على تحفيظ القرآن الكريم وتعليم بعض المواد التي يحتاجها الطالب - لا بأس به.وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (14586)
عضو نائب الرئيس الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
61_ السن المناسب في تحفيظ الأبناء للقرآن الكريم
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:ما هو السن المناسب في تحفيظ الأبناء للقرآن الكريم وما رأيكم أيضا في الأناشيد الإسلامية من أجل تحفيظها للأطفال وتعويدهم على ترديدها؟
فأجاب بقوله: أما الفقرة الأولى من السؤال وهي السن التي ينبغي أن يبتدأ فيها بتحفيظ الطفل كتاب الله عز وجل فإن الغالب أن سن السابعة يكون فيه الطفل مستعدا لحفظ ما يلقى إليه ولهذا كانت السابعة عند كثير من العلماء أو أكثر العلماء هي سن التمييز ويوجد بعض الأطفال يكون عنده تمييز قبل سن السابعة ويوجد بعض الأطفال لا يكون عنده تمييز إلا في الثامنة فما فوق فالمهم أن هذا يرجع إلى استعداد الطفل لحفظ القرآن وغالب ذلك سبع سنوات أما الأناشيد الإسلامية فتحتاج إلى أن نسمعها لأن بعض الأناشيد الإسلامية تسمى إسلامية لكن فيها بعض الأخطاء هذا إذا كانت مجردة عن الموسيقى والطبول والدفوف أما إذا صحبها شيء من آلات المعازف فهي حرام لما صحبها منها من آلات العزف فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه (قال ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) وهذا نص صريح في أن المعازف حرام.
فتاوى نور على الدرب للعثيمين(5/2)
62_ تكرار الطلاب للآية بصوت جماعي
سئل فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: مدرسو القرآن -خاصة للصغار- قد يطلبون من المجموعة أن يكرروا آية بصوت جماعي، فما الحكم؟
فأجاب بقوله: قضية الأطفال أمرها سهل، وإنما الكلام فيما يفعله بعض الناس الذين ليس عندهم معلم يعلمهم، وإنما يجتمعون ثم يبدءون بصوت واحد من البداية حتى النهاية.
شرح سنن أبي داود (32/11)
63_ قراءة سورة البقرة في البيت عبر جهاز التسجيل لطرد الشيطان
سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله:ماحكم قراءة سورة البقرة وآل عمران في البيت عبر جهاز التسجيل؟
فأجاب بقوله:قال صلى الله عليه وسلم :إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأفيه سورة البقرة.إذا كنت تريد تحقيق هذا الحديث فاقرأ أنت سورة البقرة أو دع أحدا يقرأها من الأولاد أو من النساء قراءة حية ماهي بقراءة مسجلة لأن القراءة عبادة لابد أن يؤديها تال .
مجموعة رسائل دعوية ونهجية (257/258)
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -: هناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان لو قرأ سورة " البقرة " لا يدخل الشيطان في بيته، لكن لو كانت السورة مسجلة على شريط هل يحصل نفس الأمر؟
فأجاب:بقوله:لا، لا، صوت الشريط ليس بشيء، لا يفيد؛ لأنه لا يقال " قرأ القرآن "، يقال: " استمع إلى صوت قارئ ولهذا لو سجلنا أذان مؤذن فإذا جاء الوقت جعلناه في " الميكرفون " وتركناه يؤذن هل يجزئ؟ لا يجزئ، ولو سجلنا خطبة مثيرة، فلما جاء يوم الجمعة وضعنا هذا المسجل وفيه الشريط أمام " الميكرفون " فقال المسجل " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ثم أذن المؤذن، ثم قام فخطب، هل تجزئ؟ لا تجزئ، لماذا؟ لأن هذا تسجيل صوت ماض، كما لو أنك كتبته في ورقة أو وضعت مصحفا في البيت، هل يجزئ عن القراءة؟ لا يجزئ.
أسئلة الباب المفتوح (السؤال رقم 986)
64_الأمور التي تعين الوالدان على تحفيز أولادهم على حفظ القرآن الكريم
السؤال:أحسن الله إليكم ماهي الأمور التي تعين الوالدان على تحفيز أولادهم على حفظ القرآن الكريم ؟
الجواب:أعظم الأمور الدعاء إلى الله سبحانه تعالى بأن يشرح صدر الأولاد.
والثاني:الحرص.
والثالث:تهيئة الجو لهم بإراحتهم والتقسيم بين الدرس الرسمي النظامي وبين حلق التحفيظ لما لا يتعارض مع الدرس النظامي ،لأن كثيرا من الناس يحتج بهذه الحجة وإذاحصل في المساء فلا بأس طيب
وإن حصل مثلا يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع (كلمة غير واضحة)حتى يعني لا يكثر عليه فلابأس بذلك .
ثم بعد ذلك الأمر الثالث:المتابعة له في ماحفظ والمراجعات.نعم.
للشيخ د: محمد بن هادي المدخلي وفقه الله
نوع الملفأسم الملفحجم الملفعدد المشاهدات  shk_mohd_hadi_omoor_tohafez_alabnaa_3la_hifz_kitab _allah.mp3‏ 528.2 كيلوبايت 132
تم بحمد الله والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
أبومحمد كريم الجزائري


الإمام الألباني:موقف الإسلام من مصطلح الديمقراطية، وهل يمكن الاستفادة من نواحي الإيجابية لديمقراطية للوصول إلى مناصب لخدمة الإسلام أو لحماية الجماعة ؟

تفريغ سؤال من سلسلة الهدى والنور الشريط رقم 353


السائل: فضيلة الشيخ الديمقراطية كلمة أجنبية تتردد على ألسنة الحكام وتعني على ما يظهر نظام غربي الأسلوب وقد اعتبرها كثير من الجماعات الإسلامية حلا لما يسمى بالحكم الفردي الذي لا يمكن أحد من المشاركة وسمعناها على ألسنة قادة بعض الجماعات كحجة على الخصم الحكومي، على أن البعض قيدها بالإسلام وقد نال المؤمنون بالديمقراطية من صلب الجماعات والحركات الإسلامية شيئا من المناصب وإن كانت في كثير من الأحيان خاوية المضمون وتكاد تكون في اليمن صور لمثل ما ذكرته والسؤال ما موقف الإسلام من مثل هذه المصطلحات الغربية؟ وهل تروا الاستفادة من نواحي الإيجابية للديمقراطية للوصول إلى مناصب لخدمة الإسلام أو حتى لحماية الجماعة الإسلامية على الأقل؟
الشيخ -رحمه الله- : لا نرى شيئا من ذلك إطلاقًا، ولسنا مع كل هذه الجماعات التي ترشح أنفسها لتكون أعضاء في مثل هذه البرلمانات القائمة على غير شرع الله -عز وجل-. والتي منها النظم التي تارة يميلمون إلى تسميتها بالاشتراكية وتارة بالديمقراطية، وهذه في الحقيقة نذر خطيرة جدا تدل العاقل المسلم البصير في دينه ثم في أمته ثانيًا أن هؤلاء الذين يحكمون المسلمين هم ليسوا حكامًا بل هم محكومون وليت أنهم كانوا محكومين من مسلمين من أمثالهم ولكنهم محكومون من الكفار الذين لا يراقبون ولا يلاحظون في المسلمين إلا ولا ذمة متى انتشرت هذه الكلمة (الديمقراطية) في بلادكم وفي بلادنا هنا ؟! هي حديثة عهد وإن كانت قديمة معروفة في بعض البلاد الغربية وبخاصة أمريكا التي تحاول الآن أن تسيطر بأفكارها وبمبادئها الكافرة على البلاد الإسلامية. ولا يفوتها ولا يعوذها أن تجد من المسلمين أنصارًا لها باسم الديمقراطية هذه كما جاء في سؤالك لفظة أجنبية وأنا لا أنسى أن في مكتبتي هذه كتاب في حياة أو ترجمة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- طبع هذا الكتاب من نحو أربعين أو خمسين سنة كتب في أسفل العنوان (أول ديمقراطي في الإسلام) كذبوا لأننا أولا لو أردنا أن نعطي لكلمة الديمقراطية معنًى شرعيًا فليس بأول ديمقراطي إسلامي إنما هو تابع لسيد البشر -عليه الصلاة والسلام- ومع ذلك ليس لهذه الكلمة معنى إسلامي صحيح لأنها تعني أن الحكم للشعب تعني أن الحكم للشعب وهذا مع ظهور بطلانه ومخالفته للنصوص الشرعي الإسلامي ألا إن الحكم لله وليس للشعب والشعب تابع للحكم الإسلامي فهذه الديمقراطية تعني ضد الحكم الإسلامي تمامًا الحكم للشعب مثال لا ينساه التاريخ تاريخ هذا القرن وهو أن الأمريكان بدا لهم في تجربتهم أن الخمر هي كما جاء في بعض الآثار عندنا أم الخبائث عرفوا أنها أم الخبائث بانتشار هذه الآفة في بلادهم فاتخذوا قرارا بتحريم الخمر اتخذوا قرارًا في البرلمان مجلس الشعب ولكن سرعان ما اضطروا إلى أن يلغوا هذا القرار بقرار آخر يبيح الخمر لأن الشعب ما صبر على هذا التحريم وما دامت الديمقراطية هي حكم الشعب إذا الشعب يحرم والشعب يحلل حسب هواه . الإسلام أعز من أن يسمى باسم أجنبي كافر ينطوي تحته الضلال المبين بل أنا أقول لو كانت الديمقراطية تعني معنى إسلاميًا صرفا لا غبار ولا شغبة عليه نحن لا نجيز أن نسمي معنى شرعيًا بلفظ كافر أجنبي ولذلك فنحن ننكر هذا الاستعمال الذي بدأ يظهر في بعض البلاد العربية اليوم من ناحيتين:
أولا من ناحية المعنى لأنه يعني كما قلنا أن للحكم للشعب وهذا كلام باطل فإن الحكم إنما هو لله -عز وجل- .
ثانيا من ناحية اللفظ لأنه لفظ غربي أجنبي لو كان يتضمن معنى صحيحًا لأن رطانة غربية مقيتة وكيف هو يتضمن معنى مخالفًا للشريعة.
من هنا نحن ننكر على بعض الجماعات الإسلامية التي ترفع عقيرتها بالدعوة إلى الديمقراطية ولو أنهم يزينونها بكلمة إسلامية فيقولون ديمقراطية إسلامية لقد ابتلينا في هذا العصر مما حذرنا نبينا -صلوات الله وسلامه عليه- من قبل أن نقع في مثل ما وقعنا فيه حيث قال -صلى الله عليه وسلم- (ليكونن في أمتى أقوام يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها) قديمًا سموا الخمر نبيذًا وجرى هنا خلافًا بين بعض الفقهاء العراقيين وغيرهم والسنة تقول صراحة (ما أسكر قليله فكثيره حرام) لكن في العصر الحاضر أصبحت هذه المسكرات تسمى بألفاظ رقيقة وناعمة .. وسكي ونحو ذلك من الألفاظ كما يسمون الربا فائدة حتى المتشرعين حتى الإسلاميين الذين يتمسكون بالإسلام إلى حد ما انطلى عليهم هذا الاسم فلا تعود لا تكاد تسمع منهم استعمال كلمة الربا وإنما بديلها الفائدة.
هذا كله وقع في هذه الآونة الأخيرة بين المسلمين من ذلك الاشتراكية الإسلامية قبل الديمقراطية الإسلامية فيه اشتراكية إسلامية، وألفت بعض الكتب في ذلك وحاولوا في بعض الأحكام التي تتضمنها الاشتراكية الكافرة أن يصبغوها بصبغة إسلامية وقع بعضهم في مثل هذا من هذا القبيل أيضًا البنوك الإسلامية هذه من مصائب المسلمين من هذا القبيل أيضًا الأناشيد الإسلامية كلها تنبع من منبع واحد يسمونها بغير اسمها تسمعون بلابد بالفنون الجميلة الفنون الجميلة وتشربون بالمشروبات الروحية آه. على هذا الميزان كلمة الديمقراطية في العصر الحاضر الآن ولذلك فنحن نحذر كل من كان مؤمنا بالله ورسوله حقا أن يغتر بما يسمى بالديمقراطية مطلقا أو بالديمقراطية الإسلامية فإنها نظام كافر ألست ترى أن من طرق هذا النظام إجراء الانتخابات وما معنى إجراء الانتخابات؟ معناه وخيم جدًا جدًا من الوجهة الإسلامية أولا التسوية بين المسلم والكافر الصالح والطالح وربنا -عز وجل- يقول (أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون) هذا النظام نظام الانتخابات الديمقراطي لا يفرق أولا بين مسلم وكافر لا يفرق بين صالح ومجرم لا يفرق بين رجل وامرأة كل هؤلاء لهم حرية الانتخاب أن ينتخب وأن يُنتخَب أي أن ترشح المرأة الفاسقة الفاجرة المتبرجة بل الكافرة نفسها فتصبح عضوا في البرلمان بل تصبح وزيرة من الوزراء وربما يأتي يوم تصبح هي الحاكمة ويصدق في أقل من ذلك على هؤلاء قوله -عليه الصلاة والسلام- كما جاء في صحيح البخاري (ما أصلح قوم ولوا أمرهم امرأة) هذا من آثار النظام الديمقراطي الذي يراد الآن فرضه على البلاد الإسلامية باسم الحكمة والسياسة الشرعية . وهذا من آثار عزو الكفار لبلاد الإسلام برضا بلاد الإسلام ..

 أسباب شرح الصدر

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، أما بعد:
فإن العباد كلهم، بكل أنواعهم، وعلى اختلاف أجناسهم، ساعون إلى السعادة، باحثون عنها، باذلون الغالي والرخيص من أجل تحصيلها، بل تحرك أحد لشيء، إلا وهو يطلب وراءه سببا من أسباب السعادة التي يظنها، فالناس بين طلب مال،أو منصب، أو شهوة، أو سمعة، أو طاعة، وكل يبتغي في ذلك سعادته، وكل على حسب اعتقاده وما وقر في قلبه.
ولكن السعادة نوعان؛ حقيقية وزائفة، فأما الحقيقية فهي التي لا يتبعها حزن ولا ندم، بل هي سعادة لفي الدنيا، وسعادة في الآخرة، ولا تكون إلا لعباد الله المؤمنين، ممن سلك سبيل محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه، فإنهم عرفوا أن القلوب بيد الله مولاها، وأن مفاتحها بيده سبحانه، فطلبوا السعادة ممن يملكها، ويمن بها على من يشاء عز وجل.
وأخرى زائفة زائلة، تمر بالعبد كسحابة صيف، سرعان ما تنقشع عنه، ليرجع إلى حاله الأولى من الهموم والأنكاد، وهذه حال كل سعادة ليس بدين الله، ولا تعلق لها بالله والأنس به، يقول تعالى :{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}.
فاسمع أسباب انشراح الصدر المورث للسعادة، من طبيب القلوب العلامة ابن القيم رحمه الله إذ يقول:
"فأعظم أسباب شرح الصدر: التوحيد وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه، قال الله تعالى: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه} [الزمر: 22]. وقال تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد فى السماء} [الأنعام: 125].
فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر، والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه.
ومنها: النور الذى يقذفه الله فى قلب العبد ، وهو نور الإيمان، فإنه يشرح الصدر ويوسعه، ويفرح القلب، فإذا فقد هذا النور من قلب العبد، ضاق وحرج، وصار فى أضيق سجن وأصعبه،
وقد روى الترمذى فى جامعه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا دخل النور القلب، انفسح وانشرح ". قالوا: وما علامة ذلك يا رسول الله؟ قال: "الإنابة إلى دار الخلود، والتجافى عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله" [ الحديث عند ابن أبي شيبة (7/77) والحاكم (4/346)، وليس عند الترمذي، وضعفه الألباني في الضعيفة (2/383)]، فيصيب العبد من انشراح صدره بحسب نصيبه من هذا النور، وكذلك النور الحسى، والظلمة الحسية، هذه تشرح الصدر، وهذه تضيقه.
ومنها: العلم، فإنه يشرح الصدر، ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس، فكلما اتسع علم العبد، انشرح صدره واتسع، وليس هذا لكل علم، بل للعلم الموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدرا، وأوسعهم قلوبا، وأحسنهم أخلاقا، وأطيبهم عيشا.
ومنها: الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، ومحبته بكل القلب، والإقبال عليه، والتنعم بعبادته، فلا شىء أشرح لصدر العبد من ذلك، حتى إنه ليقول أحيانا: إن كنت فى الجنة فى مثل هذه الحالة، فإنى إذاً فى عيش طيب.
وللمحبة تأثير عجيب فى انشراح الصدر، وطيب النفس، ونعيم القلب، لا يعرفه إلا من له حس به، وكلما كانت المحبة أقوى وأشد، كان الصدر أفسح وأشرح، ولا يضيق إلا عند رؤية البطالين الفارغين من هذا الشأن، فرؤيتهم قذى عينه، ومخالطتهم حمى روحه......
ثم قال: ومن أسباب شرح الصدر دوام ذكره على كل حال، وفى كل موطن، فللذكر تأثير عجيب فى انشراح الصدر، ونعيم القلب، وللغفلة تأثير عجيب فى ضيقه وحبسه وعذابه.
ومنها: الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال، والجاه، والنفع بالبدن، وأنواع الإحسان، فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدرا، وأطيبهم نفسا، وأنعمهم قلبا، والبخيل الذى ليس فيه إحسان أضيق الناس صدرا، وأنكدهم عيشا، وأعظمهم هما وغما. وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الصحيح مثلا للبخيل والمتصدق، كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد، كلما هم المتصدق بصدقة، اتسعت عليه وانبسطت، حتى يجر ثيابه ويعفى أثره، وكلما هم البخيل بالصدقة، لزمت كل حلقة مكانها، ولم تتسع عليه. فهذا مثل انشراح صدر المؤمن المتصدق، وانفساح قلبه، ومثل ضيق صدر البخيل وانحصار قلبه.
ومنها: الشجاعة، فإن الشجاع منشرح الصدر، واسع البطان، متسع القلب، والجبان: أضيق الناس صدرا، وأحصرهم قلبا، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذة له، ولا نعيم إلا من جنس ما للحيوان البهيمى، وأما سرور الروح، ولذتها، ونعيمها، وابتهاجها، فمحرم على كل جبان، كما هو محرم على كل بخيل، وعلى كل معرض عن الله سبحانه، غافل عن ذكره، جاهل به وبأسمائه تعالى وصفاته ودينه، متعلق القلب بغيره. وإن هذا النعيم والسرور، يصير فى القبر رياضا وجنة، وذلك الضيق والحصر، ينقلب فى القبر عذابا وسجنا، فحال العبد فى القبر، كحال القلب فى الصدر، نعيما وعذابا وسجنا وانطلاقا، ولا عبرة بانشراح صدر هذا لعارض، ولا بضيق صدر هذا لعارض، فإن العوارض تزول بزوال أسبابها، وإنما المعول على الصفة التى قامت بالقلب توجب انشراحه وحبسه، فهى الميزان.. والله المستعان.
ومنها بل من أعظمها: إخراج دغل القلب من الصفات المذمومة التى توجب ضيقه وعذابه، وتحول بينه وبين حصول البرء، فإن الإنسان إذا أتى الأسباب التى تشرح صدره، ولم يخرج تلك الأوصاف المذمومة من قلبه، لم يحظ من انشراح صدره بطائل، وغايته أن يكون له مادتان تعتوران على قلبه، وهو للمادة الغالبة عليه منهما.
ومنها: ترك فضول النظر، والكلام، والاستماع، والمخالطة، والأكل، والنوم، فإن هذه الفضول تستحيل آلاما وغموما، وهموما فى القلب، تحصره، وتحبسه، وتضيقه، ويتعذب بها، بل غالب عذاب الدنيا والآخرة منها، فلا إله إلا الله ما أضيق صدر من ضرب فى كل آفة من هذه الآفات بسهم، وما أنكد عيشه، وما أسوأ حاله، وما أشد حصر قلبه، ولا إله إلا الله، ما أنعم عيش من ضرب فى كل خصلة من تلك الخصال المحمودة بسهم، وكانت همته دائرة عليها، حائمة حولها، فلهذا نصيب وافر من قوله تعالى: {إن الأبرار لفى نعيم} [الانفطار: 13] ولذلك نصيب وافر من قوله تعالى: {وإن الفجار لفى جحيم} [الانفطار: 14] وبينهما مراتب متفاوتة لا يحصيها إلا الله تبارك وتعالى." [ زاد المعاد لابن القيم (2/22-26)].
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

منقول