بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

هل الخروج ضد الحكام مسموح؟

الجواب: الخروج ضد الحكام بلية من البلايا التي ابتلى بها المسلمون من زمن قديم، وأهل السنة بحمد الله لا يرون الخروج على الحاكم المسلم لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشقّ عصاكم أو يفرّق جماعتكم فاقتلوه)).

ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا بويع لخليفتين فاضربوا عنق الآخر منهما)).

وعبادة بن الصامت رضي الله عنه يقول: دعانا النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السّمع والطّاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرةً علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان.

فالخروج على الحاكم يعتبر فتنة فبسببه تسفك الدماء ويضعف المسلمون، حتى لو كان الحاكم كافرًا فلا بد أن يكون لدى المسلمين القدرة على مواجهته، حتى لا تسفك دماء المسلمين، فإن الله عز وجل يقول: {ومن يقتل مؤمنًا متعمّدًا فجزاؤه جهنّم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذابًا عظيمًا }.

فتاريخ أهل السنة من زمن قديم لا يجيزون الخروج على الحاكم المسلم، وفي هذا الزمن الخروج على الحاكم الكافر لا بد أن يكون بشروط، فإذا كان جاهلاً لا بد أن يعلم، وألا يؤدي المنكر إلى ما هو أنكر منه، ولا تسفك دماء المسلمين.

المرجع: تحفة المجيب (ص227)..للإمام الوادعي رحمه الله تعالى.

بعض القواعد والفوائد السلفية من رسالة الإمام السجزي

بعض القواعد والفوائد السلفية
من رسالة الإمام السجزي إلى أهل زبيد
في الرد على من أنكر الحرف والصوت
جمعها
خالد بن ضحوي الظفيري
13/12/1423هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فلقد قرأت رسالة عظيمة جليلة القدر للإمام أبي نصرٍ السجزيِّ -رحمه الله- في الرد على من أنكر الحرف والصوت، فوجدت أنها قد اشتملت على أصول سلفية وقواعد منهجية عظيمة، أحببت أن أجمع بعضها، لكي يستفيد منها السني، ويعلم أن هذه القواعد سار عليها السلف من قديم، وتواصوا بها إلى عصرنا هذا، خاصة وقد شوّش على هذه القواعد كثير من أهل البدع من أهل زماننا.
وقبل البدء بذلك، سأعرف بهذا الإمام.
اسمه ونسبه:
هو الإمام العلامة أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوايلي البكري السجزي، والسجزي نسبة إلى سجستان وهي على غير القياس، والقياس أن يقال: السجستاني.
أشهر شيوخه:
1-أبو عبدالله الحاكم النيسابوري.
2-أبو أحمد الفرضي عبيد الله المقري.
3-أبو الحسن أحمد المجبر مسند بغداد.
أشهر تلاميذه:
1-الحافظ المتقن المحدث أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد النعماني مولاهم الحبال المصري.
2-الحافظ أبو الفضل جعفر بن يحيى التميمي المعروف بابن الحكاك.
3-الحافظ عبدالعزيز بن محمد النخشبي.
مؤلفاته:
1-الإبانة في الرد على الزائغين في مسألة القرآن. وهو مفقود.
2-رسالته إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت.
3-رواية الأبناء عن الآباء.
وفاته: 
توفي في مكة سنة أربع وأربعين وأربعمائة (444هـ) على الصحيح.
ثناء العلماء عليه:
قال تلميذه النخشبي: (العالم الحافظ شيخ متقن ثقة ثبت من أهل السنة).
وقال الذهبي: (الإمام العالم الحافظ المجود شيخ السنة أبو نصر عبيدالله بن سعيد … شيخ الحرم ومصنف الإبانة الكبرى في أن القرآن غير مخلوق وهو مجلد كبير دال على علم الرجل بفن الأثر) [السير (17/654)].
((هذه الترجمة مقتبسة من مقدمة تحقيق الكتاب للدكتور باكريم، فمن أراد المزيد فليرجع إليها)).


بعض القواعد والفوائد:
(1) من هم أهل السنة؟.
قال رحمه الله (ص99): ((فأهل السنة: هم الثابتون على اعتقاد ما نقله إليهم السلف الصالح –رحمهم الله- عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- أو عن أصحابه –رضي الله عنهم- فيما لم يثبت فيه نصّ في الكتاب ولا عن الرسول –صلى الله عليه وسلم-)).

(2) من علامات أهل البدع عدم توثيق أقوالهم بأدلة من الكتاب والسنة.
قال رحمه الله (ص:100-101): ((فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله، فإن أتى بذلك علم صدقه، وقُبل قوله، وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف؛ علم أنّه محدث زائغ وأنه لا يستحق أن يصغا إليه أو يناظر في قوله، وخصومنا المتكلمون معلوم منهم أجمع اجتناب النقل والقول به، بل وتمحينهم لأهله ظاهر، ونفورهم عنهم بيّن، وكتبهم عارية عن إسناد)).

(3) من قال بأن أخبار الآحاد لا توجب علماً، وبنى مذهبه على عقله، فهو مبتدع محدث.
قال –رحمه الله- (ص:101): ((ومعلوم أن القائل بما ثبت من طريق النقل الصحيح عن الرسول –صلى الله عليه وسلم-، لا يسمى محدثا بل يسمى سنياً متبعاً، وأن من قال في نفسه قولاً وزعم أنه مقتضى عقله، وأن الحديث المخالف له لا ينبغي أن يلتفت إليه، لكونه من أخبار الآحاد وهي لا توجب علماً وعقله موجب للعلم، يستحق أن يسمى محدثاً مبتدعاً)).

(4) وصف العالم نفسه بأنه من أهل السنة وأن خصومه هم أهل البدع ليس بتزكية وليس مذموماً.
قال –رحمه الله- (ص:101): ((ومن كان له أدنى تحصيل أمكنه أن يفرق بيننا وبين مخالفينا بتأمل هذا الفصل في أول وهله، ويعلم أن أهل السنة نحن دونهم، وأن المبتدعة خصومنا دوننا)).

(5) أهل البدع يتظاهرون بما لا يعتقدونه مكراً وكيداً ليخدعوا من يحسن بهم الظنّ.
قال –رحمه الله- (ص:122) عند حديثه عن الأشاعرة: ((وأما تظاهرهم بخلاف ما يعتقدونه كفعل الزنادقة ففي إثباتهم أن الله سبحانه استوى على العرش، ومن عقدهم: أن الله سبحانه لا يجوز أن يوصف بأنه في سماء، ولا في أرض، ولا على عرش، ولا فوق)).

(6) لا يقال للمبتدع: (إمام)، وإن كان كبيراً في العلم، وإنما شرطه أن يكون ملازماً للمنهاج متبعاً للسلف.
قال –رحمه الله- (ص:130): ((وإن زماناً يقبل فيه قول من يرد على الله سبحانه، ويعدّ مع ذلك إماماً، لزمان صعب، والله المستعان)).
وقال (ص:207): ((فإذا تقدم واحد في هذه العلوم، وكان أخذه إياها ممن علم تقدمه فيها، وكونه متبعاً للسلف، مجانباً للبدع؛ حُكم بإمامته، واستحق أن يؤخذ عنه ويرجع إليه، ويعتمد عليه)).
وقال بعد ذكره جملة من أئمة السلف (ص:214): ((وكانوا أئمة في العلم، مشاهير بالاتباع، والأخذ عن أمثالهم، وكان في وقتهم علماء لهم تقدم في علوم، وأتباع على مذهبهم، لكنهم وقعوا في شيء من البدع إما القدر أو التشيع أو الإرجاء عرفوا بذلك فانحطت منـزلتهم عند أهل الحق)).
وقال (ص:216): ((واليوم فمن عرف منه لزوم المنهاج وظهر تقدمه في العلوم التي ذكرناها، فهو إمام مقتدى به، ومن زاغ عن الطريقة وفاوض أهل البدع والكلام، وجانب الحديث وأهله، استحق الهجران والترك، وإن كان متقدماً في تلك العلوم)).

(7) كلما كان المبتدع أكثر تستراً وأقرب إلى أهل السنة كان ضرره أكثر من غيره ممن هو ظاهر البدعة.
قال –رحمه الله- (ص:177-181): ((والمعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضرراً على عوام أهل السنة من هؤلاء، لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تستقف (أي تأتي من الخلف) ولم تموه…فعرف أكثر المسلمين مذهبهم وتجنبوهم وعدوهم أعداء، والكلابية والأشعرية قد أظهروا الرد على المعتزلة، والذب عن السنة وأهلها، (ثم ذكر بعض عقائد الأشعري، ثم قال:) وكذلك كثير من مذهبه، يقول في الظاهر بقول أهل السنة مجملاً، ثم عند التفسير والتفصيل يرجع إلى قول المعتزلة، فالجاهل يقبله بما يظهره، والعالم يجهره لما منه يخبره، والضرر بهم أكثر منه بالمعتزلة لإظهار أولئك ومجانبتهم أهل السنة، وإخفاء هؤلاء ومخالطتهم أهل الحق)). 

(8) من علامات أهل البدع الطعن في علماء أهل السنة.
قال –رحمه الله- (ص:185): ((قال بعض سقاطهم: (ما بين شيوخ الحنابلة، وبين اليهود إلا خصلة واحدة) ولعمري إنّ بين الطائفتين خصلة واحدة، لكنها بخلاف ما تصوره الساقط، وتلك الخصلة أن الحنابلة على الإسلام والسنة، واليهود على الكفر والضلالة)).

(9) مناظرة أهل البدع فيها من الفساد العريض.
قال رحمه الله (ص:100-101): ((فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله، فإن أتى بذلك علم صدقه، وقُبل قوله، وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف؛ علم أنّه محدث زائغ وأنه لا يستحق أن يصغا إليه أو يناظر في قوله)).
وقال بعد أن ذكر الملحد والمجوسي وأهل سائر النحل (ص:200): ((وفي مناظرتهم أكبر فساد لانتشار شبههم بها في الناس، وجواز عدم من يصل إلى حلّها في الحال)).

(10) لا بأس من ذكر حال أهل البدع وشيء من ضلالهم للعوام حتى يحذروهم.
قال –رحمه الله- (ص:195): ((الفصل التاسع في ذكر شيء من أقوالهم ليقف العامّة عليها فينفروا عنهم ولا يقعوا في شباكهم)).

(11) لكل مبتدع نهاية يفتضح بها أمره مهما حاول التستر، بخلاف أهل الأثر.
قال –رحمه الله-(ص:195): ((ولكل مخالف للسنة وطريقة أهل الأثر ما يفتضح به عند التأمل، وأهل الأثر لا فضيحة عليهم عند محصل، لأنهم لم يحدثوا شيئاً وإنما تبعوا الأثر، ومن ادعى في الأثر فضيحة بعد الحكم بصحته، لم يكن مسلماً)).

(12) من مكائد أهل البدع استخدام أسلوب الموافقة لأهل السنة، ومدحهم، وتكذيب ما ينسب إليهم حتى يوقعوهم في شباكهم.
قال –رحمه الله- (ص:200-201): ((وفي ضمن هذا إخفاء المذهب عن قوم وإظهاره لآخرين، وهذا شبيه بالزندقة، وبهذا الفعل منهم دخل كثير من العوام والمبتدئين في مذهبهم لأنهم يظهرون له الموافقة في الأول ويكذبون بما ينسب إليهم حتى يصطادوه، فإذا وقع جروه قليلاً قليلاً حتى ينسلخ من السنة)).

(13) من أساليب أهل البدع لصرف الناس عن الحق نسبت أهله إلى سبّ العلماء، وإشاعة الأكاذيب ضدهم.
قال –رحمه الله- (ص:202): ((ومنها: ما ارتكبه أهل الوقت منهم، خصوصاً من كان منهم من المغاربة، وهو أن كل من يخالفهم نسبوه إلى سب العلماء لينفروا قلوب العوام عنه، وقرفوه بأقاويل لا يقول بها ولا يعتقدها بهتاً منهم وكذباً، لأن البهتان والكذب لا قبح لهما في العقل وإنما علم قبحهما بالسمع، والقائلون بخلاف قولهم؛ ضلاّل عندهم، ولا حرمة لهم)).

(14) أهل البدع من أئمة الضلال.
قال –رحمه الله- (ص:216): ((وأما أئمة الضلال: فالمشركون، والمدعون الربوبية، والمنافقون، ثم كل من أحدث في الإسلام حدثاً، وأسّس بخلاف الحديث طريقاً، ورد أمر المعتقدات إلى العقليات، ولم يُعرف شيوخه باتباع الأثر، ولم يأخذ السنة عن أهلها، أو أخذ عنهم ثم خالفهم)).

(15) المتبع للأثر يكرم ويقدر وإن كان صغيراً غير نسيب، والمخالف يهان وإن كان كبيراً نسيباً.
قال –رحمه الله- (ص:220): ((فالمتبع للأثر يجب تقدمه وإكرامه، وإن كان صغير السنّ غير نسيب، والمخالف له يلزم اجتنابه، وإن كان مسنّاً شريفاً)).

(16) الحذر من الركون إلى كلّ كتاب وإلى كلّ أحد، والتحذير من كتب المبتدعة، والرد على من قال: خذ الحق منها واترك الباطل.
حيث عقد فصلاً في ذلك (ص:231-234) فقال:
(( الفصل الحادي عشر في الحذر من الركون إلى كل أحد، والأخذ من كل كتاب؛ لأن التلبيس قد كثر والكذب على المذاهب قد انتشر .
اعلموا رحمنا وإياكم الله سبحانه، أن هذا الفصل من أولى هذه الفصول بالضبط لعموم البلاء، وما يدخل على الناس بإهماله، وذلك أن أحوال أهل الزمان قد اضطربت، والمعتمد فيهم قد عز، ومن يبيع دينه بعرض يسير، أو تحبباً إلى من يراه قد كثر، والكذب على المذاهب قد انتشر فالواجب على كل مسلم يحب الخلاص أن لا يركن إلى كل أحد ولا يعتمد على كل كتاب، ولا يسلّم عنانه إلى من أظهر له الموافقة ... .
فمن رام النجاة من هؤلاء، والسلامة من الأهواء فليكن ميزانه الكتاب، والأثر - في كل ما يسمع ويرى؛ فإن كان عالماً بهما عرضه عليهما - واتباعه للسلف .
ولا يقبل من أحد قولاً إلا طالبه على صحته بآية محكمة، أو سنة ثابتة، أو قول صحابي من طريق صحيح ... .
وليحذر تصانيف من تغير حالهم فإن فيها العقارب وربما تعذّر الترياق)).

(17) من مكائد أهل البدع التستر بحب أئمة السنة والتمسح بهم، ليقبل الناس بدعتهم.
قال –رحمه الله- (ص:231): ((فلقد وقفت على رسالة عملها رجل من أهل أصبهان يعرف بابن اللبان وهو حي بعد فيما بلغني، وسماها "بشرح مقالة الإمام الأوحد أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل" وذكر فيها مذهب الأشعري المخالف لأحمد، أعطى منها نسخاً إلى جماعة يطوفون بها في البلاد، ويقولون هذا إمام من أئمـة أصحاب أحمد رحمة الله عليه، قد شرح مقالته ليكتبها العوام، ويظنوا صدق الناقل فيقعوا في الضلالة، فأُخرج هذا الرجل من بغداد بهذا السبب، وعاد إلى أصبهان)).

(18) من مدح أهل البدع وعظمهم وقدرهم، وطعن على أهل السنة، فهو مبتدع وإن أظهر السنة والسلفية.
قال –رحمه الله- (ص:232): ((وها هنا بمكة معنا من شغله برواية الحديث أكثر وقته ويصيح أنه ليس بأشعري، ثم يقول: رأيت منهم أفاضل، ومَن التراب تحت رجله أفضل من خلق، وإذا قدم البلد رجل منهم قصده قاضياً لحقّه، وإذا دخله رجل من أصحابنا جانبه وحذر منه. وكلما ذكر بين يديه شيخ من شيوخ الحنابلة وقع فيه، وقال: أحمد نبيل لكنه بُلي بمن يكذب، وهذا مكر منه لا يحيق إلا به)).

(19) من أساليب أهل البدع في صرف الناس عن العلماء، الطعن في طلابهم وتشويه صورتهم.
قال –رحمه الله- عند ذكره لأحد الأشاعرة (ص:232-233): ((وكلما ذُكر بين يديه شيخ من شيوخ الحنابلة وقع فيه، وقال: أحمد نبيل لكنه بُلي بمن يكذب. وهذا مكر منه لا يحيق إلا به، ولو جاز أن يقال: إن أصحاب أحمد كذبوا عليه في الظاهر من مذهبه، والمنصوص له لساغ أن يقال إن أصحاب مالك والشافعي وغيرهما كذبوا عليهم فيما نقلوا عنهم، وهذا لا يقوله إلا جاهل رقيق الدين قليل الحياء)).

(20) كثيراً ما يدخل في أهل السنة مَن هو مِن أهل البدع قاصداً إضلالهم وحرفهم عن السنة.
قال –رحمه الله- (ص:233): ((ومن الناس من يظهر الرد على الأشعرية ويقول: ما أتكلم في الحرف والصوت.
ومن كان هكذا لم يخل أمره من أحد وجهين:
إمّا أن يكون غير خبير بمذهب أهل الأثر، وهو يريد التظاهر به تكسباً أو تحبباً.
وإمّا أن يكون من القوم فيتظاهر بمخالفتهم، ليدلس قولهم فيما يقولونه، فيقبل منه، أو يحسّن قبيحهم فيتابع عليه ظنّاً أنّه مخالف لهم وكثيراً ما يتم على أهل السنة مثل هذا)).

(21) الاعتذار للعالم السني الذي مدح المبتدع بأنه لم يخبر مذهبه ولم يدرس آراءه، وليس هذا من الطعن فيه.
قال –رحمه الله- (ص:227) عند حديثه عن الإمام ابن أبي زيد والإمام القابسي واحتجاج الأشاعرة بأنهما قالا عن أبي الحسن بأنه إمام: ((فبان بما ذكرنا أن هذين الشيخين رحمهما الله إن قالا ما يحكى عنهما من إمامة الأشعري، فإنما قالاه لحسن ظنهما به، لتظاهره بالرد على المعتزلة، والروافض، ولم يخبرا مذهبه، ولو خبراه لما قالا ما قالاه)).

(22) من سبل النجاة من الأهواء المردية.
قال -رحمه الله- (ص:233-234): ((فمن رام النجاة من هؤلاء، والسلامة من الأهواء فليكن ميزانه الكتاب والأثر –في كل ما يسمع ويرى فإن كان عالماً بهما عرضه عليهما- واتباعه للسلف ،ولا يقبل من أحد قولاً إلا وطالبه على صحته بآية محكمة، أو سنة ثابتة، أو قول صحابي من طريق صحيح، وليكثر النظر في كتب السنن لمن تقدم مثل: أبي داود السجستاني، وعبدالله بن أحمد بن حنبل، وأبي بكر الأثرم، وحرب بن إسماعيل السيرجاني، وخشيش بن أصرم النسائي، وعروة بن مروان الرقي، وعثمان بن سعيد الدارمي السجستاني، وليحذر تصانيف من تغيّر حالهم، فإن فيها العقارب، وربما تعذر الترياقي)).
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.