بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 21 يناير 2014

رد بدعة الموازنات



بسم الله الرحمن الرحيم

منهج الموازنات في النقد وهذا المنهج معناه انه يجب ذكر محاسن أهل البدع عند النقد والتجريح. وكما هو معلوم من أستقرء أحوال الفرق والمناهج فأنها لاتزال تتشعب وتتكاثر وتتنوع ومن هذه المناهج المبتدعة الذي أبتدع لحماية أهل البدع والأهواء هو منهج الموازنات، وذلك أنه لما ظهر الحق في بيان خطورة البدع فأراد أهل الأهواء والأحزاب الذين تجمعهم الأصول السياسية الدفاع عن رموزهم السياسية بقولهم أن لهم حسنات لابد أن تذكر لأنهم قد عجزوا أمام النقد العلمي عن تبرئة رموزهم عن البدع لأنها أشهر من أن تذكر فلذلك ابتدعوا هذا المنهج الباطل ليقولوا وان كانت عندهم بدع لكن عندهم الحسنات ثم يعظّمون مايعتقدونه حسنات وإذا بهم يركّزون على مايعتقدونه حسنات وينسون ذكر البدع التي وقع بها هولأء الرموز هذا من جانب ومن جانب آخر هم لايطبقون هذا المنهج المزعوم على من أخطأ من علماء السنة وولاتها فتراهم يتتبعون زلة كل عالم سنة وكذلك ذكر زلات الولاة في المحافل العامة ولما كان هذا المنهج له اثأر سلبية على كثير من الشباب كان من الواجب
بيان هذا المنهج.
الأدلة من الكتاب والسنة على أنه لايلزم في التحذير من أهل البدع ذكر حسناتهم "[1]"
1. القران الكريم يمدح المؤمنين دون ذكر أخطائهم ويذم الكفار والمنافقين دون ذكر محاسنهم.
أ. مدح المؤمنين في آيات كثيرة وذكر ما أعد لهم من الجزاء العظيم ولم يذكر شيئاً من أخطائهم من باب الموازنة وكل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون. وفي ذلك مصلحة، هي تحريك النفوس إلى التشبه بهم. وذم الكفار والمنافقين والفاسقين في آيات كثيرة ووصفهم بما فيهم من الكفر والنفاق والفسق ووصفهم بأنهم صمّ بكمّ عميّ، وصفهم بالضلال والجهل والكفر والفسق. ولم يذكر شيئاً من محاسنهم لأنها لا تستحق أن تذكر ولان كفرهم وضلالهم قد افسد وشوّه تلك المحاسن وصيّرها هباءاً منثوراً ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً)(الفرقان:23)
ووصف اليهود والنصارى بأقبح صفاتهم وتوعدهم اشد الوعيد ولم يذكر شيئاً من محاسنهم التي أهدروها بكفرهم.
وكانت لقريش محاسن ونسوها وأهدروها بكفرهم بأعظم الرسل صلى الله عليه وسلم.
2. تحذير النبي صلي الله عليه وسلم أمته من أهل الأهواء دون التفات إلى محاسنهم لان محاسنهم مرجوحة وخطرهم اشد وأعظم من المصلحة المرجوحة من محاسنهم. معلوم إن أهل البدع لا يخلو من محاسن، عن أبي هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال :(سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم).(مقدمة صحيح مسلم ج1/ص12).
ولقد ذم الرسول صلي الله عليه وسلم الخوارج وأمر بقتالهم ولم يلتفت إلى حسانتهم.
ذكر النبي صلي الله عليه وسلم عيوب أشخاص معينين دون ذكر محاسنهم من باب النصيحة.
1. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس لما استشارته في معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم مشيراً ناصحاً :( أما ابوجهم فلا يضع عصاه عن عاتقة وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد، قالت فكرهته. ثم قال انكحي أسامة فنكحته فجعل الله فيه خيراً كثيراً)."صحيح البخاري."
ولا شك إن للرجلين فضائل ومحاسن ولكن المقام مقام نصيحة ومشورة لا يتطلب أكثر من ذلك ولو كان ذكر المحاسن لازماً في مثل هذا المقام ( مقام النصيحة والمشورة) لشرع لنا رسول صلي الله عليه وسلم ذلك المقام به على الوجه الأكمل أما المنهج الجديد "الموازنات" فيحتم في مثل هذا المقام ذكر المحاسن ولا يدري أهله أن المنصوح يصبح في حيرة وبلبلة وقد يقع فيما يضره. فيضيع وما أصبح الناصح ناصحاً ومحذراً بل قد يكون مغرياً بما يرد محرضاً عليه. فأصحاب المنهج الجديدلم يفرقوا بين المصالح بل أهدروا جانب المصلحة واستهانوا بخطورة البدع
3. موقف الصحابة والتابعين من أهل البدع :-
قال ابن عمر رضي الله عنه في أهل القدر اخبرهم أني بريء منهم وإنهم مني بُراء.
وقال أبو قلابة :(لا تجالسوا أصحاب الأهواء، أو قال أصحاب الخصومات فاني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبسوا عليكم بعض ما تعرفونه).

ضوابط يجب مراعاتها بالنسبة للأفراد والجماعات

هذه ضوابط تحدد من يجب احترامهم وإكرامهم من البشر فلا يجوز أن تمس كرامتهم وتحدد من يجوز الكلام فيهم ونقدهم بل يجب عند الحاجة والمصلحة دون تعريج إلى محاسنهم.

أولاً:من يجب تكريمهم:
1. الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
2. الصحابة الكرام رضوان الله عليهم فليس لهم من ألأمة إلا الحب والتقدير فقد اثنى الله عليهم في كتابه الثناء العاطر وتحدث عن منازلهم وجهادهم وبذلهم في سبيل الله المال والنفس واثني عليهم رسول الله صلي الله عليه وسلم الثناء العاطر أفراداً وجماعات واعتنى بفضائلهم ومكارمهم أئمة الإسلام فألفوا في فضائلهم المؤلفات الكثيرة.
3. التابعون لهم بإحسان من التابعين الذين أدركوا صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم واهتدوا بهديهم.
4.الفقهاء السبعة ومن جرى على منهجهم في سائر الأمصار ثم من بعدهم أئمة الحديث والفقه والتفسير الذين سلكوا مسلك الصحابة والتابعين الكرام ومن سار على منهجهم في الاعتقاد والاعتصام بالكتاب والسنة ومجابهة البدع والأهواء وهم المعروفون بأهل الحديث وقد رمى الإمام احمد من يطعن بهم بالزندقة.
ولا شك انه لا يطعن فيهم إلا من أضله الله وأعمى بصيرته فان اخطأ احد هؤلاء في مسالة من الاجتهاد وغيرها وجب بيانها لا على وجه الذم.
قال شيخ الإسلام :(ومن عرف منه الاجتهاد السائغ فلا يجوز أن يذكر على وجه الذم والتأثيم فان الله غفر له خطأه بل يحب لما فيه من الأيمان والتقوى موالاته ومحبته، والقيام بما اوجب الله من حقوقه من ثناء ودعاء).(المجموع 28/234)
ثانياً: من يجوز نقدهم وتجريحهم وتحذير الناس من ضررهم.
1. أهل البدع ولقد سبق كلام أهل العلم فيهم.
2. الرواة والشهود إذا كانوا مجروحين.
فهؤلاء يجوز جرحهم بل هو واجب.
فإذا اتفق أهل الحديث من أئمة الجرح والتعديل على جرح راوٍ بالكذب أو فحش الغلط أو قالوا متروك الحديث. واهي الحديث. أو ما شاكل ذلك جاز لكل باحث وناقل أن ينقل ذلك ويرويه ولا يلزمه (من قريب ولا بعيد) ذكر شيء من محاسنه.
3. الرواة المختلف فيهم وتجريحهم أوالرواة المبتدعون.
آ. فالنوع الأول: الرواة المختلف فيهم. يترتب على تقديم جرحه والأخذ به دون التفات إلى قول من عدله إسقاط شئ من الدين، وهذا إفساد عظيم وتضيع شيء من الدين يجب علينا حفظه وهو أمانة في أعناق العلماء فيجب حينئذٍ لمصلحة الدين ولأجل مصلحة المسلمين العامة أن تتحرى الحقيقة وندرس أقوال علماء الجرح والتعديل. كل ذلك لأجل المصلحة لا من اجل وجوب الموازنة لذات ذلك الرجل المجروح."[2]"
ب. الراوي المبتدع: إذا كان في مقام التحذير من البدع حذرنا منه ذاكرين بدعته فقط ولا يجب علينا ذكر شيء من محاسنه وإذا كنّا في باب الرواية فيجب ذكر عدالته وصدقه إذا كان عدلاً صادقاً لأجل مصلحة الرواية وتحصيلها والحفاظ عليها لا من اجل شيء أخركوجوب الموازنة بين المحاسن والمثالب كما يزعم من يزعمه فلا يلزمنا ذكر جوده وشجاعته وجهاده وأخلاقه وغير ذلك مما لا علاقة له بالرواية.
من كان من السلف يجانب رواية أهل البدع ؟
1. قال ابن عباس رضي الله عنه إنا كنّا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول. قال رسول الله ق ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه آذاننا، فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف. "[3]"
2. قال ابن سيرين :(لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيأخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع، فلا يؤخذ حديثهم)"[4]". وكلام ابن عباس وابن سيرين يحمل على إن هذا كان مذهباً للسلف في عهد بقية الصحابة ومن بعدهم من التابعين ولعل هذا كان منهم بسبب إدراكهم بأنهم في غنية عن الرواية عن المبتدعين فلما اضطر من بعدهم إلى الرواية عن الصادقين من أهل البدع أخذوها عنهم بشروط وتحفظات تضمن اخذ السوي منهما ورد معوجها ومدسوسها.
أقوال العلماء في التحذير من أهل البدع دون ذكر حسناتهم"[5]"
1. قال البغوي رحمه الله في شرح حديث الافتراق :(وعلى المسلم إذا رأى رجلاً يتعاطى شيئاً من الأهواء والبدع معتقداً أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره ويتبرأ منه ويتركه حياً وميتاً فلا يسلم عليه إذا لقيه ولا يجيبه إلى أن يترك بدعته ويراجع الحق)."[6]"
2. بوب النووي رحمه الله في كتاب رياض الصالحين ما يباح من الغيبة وذكر ستة أنواع منها:-
1. التظلم.
2. الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب.
3. الاستفتاء.
4. تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم وذلك من وجوه منها:- (جرح المجروحين من الرواة والشهود وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب). إلى أن يقول : ومنها إذا رأى متفقهاً يتردد إلى مبتدع فاسق يأخذ عنه العلم وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك فعليه نصيحته ببيان حالة بشرط أن يقصد النصيحة). أ.هـ (من كتاب رياض الصالحين)
قال الشيخ ربيع المدخلي:(فأنت ترى انه لم يشترط إلا قصد النصيحة ولم يشترط ذكر الحسنات ولم يوجب الموازنات التي يوجبها هؤلاء ويرون إن تركها ينافي الأمانة وإلا تصاف بالعدل).
3. قال شيخ الإسلام رحمه الله :(وقال بعضهم لأحمد بن حنبل انه يثقل عليّ أن أقول فلان كذا وكذا. فقال إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يُعرفُ الجاهل الصحيح من السقيم).
وقال شيخ الإسلام رحمه الله :(فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله، إذ تطهير شرع الله ودينه ومنهاجه ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين. ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب.فإن هؤلاء إذا استولوالم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء)."[7]"

وهناك كثير من العلماء ألفوا الكتب في الجرح والتعديل ولم يشترطوا منهج الموازنة ومنهم:
* البخاري : له كتاب في الضعفاء والمتروكين.
* النسائي : له كتاب في الضعفاء والمتروكين.
* ابن حبان : له كتاب في المجروحين.
* الدارقطني : عدد من الكتب أجاب فيها على أسئلة عن الضعفاء والمتروكين.
* ابن حجر : صاحب كتاب لسان الميزان.
كتب شيخ الإسلام امتلأت بنقد الرجال والطوائف وذكر مثالبهم كما في كتاب نقض المنطق وكذلك كتبه في الطوائف والمذاهب وكتبه في الرد على الأشعريه والمعطلة ومن جرى مجراها.
وكتب الجرح والتعديل مليئة بالطعن في المجروحين فلم يشترطوا هذه الموازنة.
مساوئ منهج الموازنات"[8]"
1. من مفاسده إننا لانذكر أحداً من الملاحدة والكفار والعلمانيين بسوء إلا مقروناً بذكر محاسنهم وقد يتأثر الناس بالمحاسن أكثر من تأثرهم بهذه المساوئ وبهذا ينقلب
التحذير منهم إلى الدعوة إليهم.
2. تميع عقيدة الولاء والبراء.
3. فتح الباب أمام الملاحده وأعداء الإسلام للتشكيك بالقرآن والسنة لأنه جاءت النصوص الكثيرة والكثير تذم أهل الكتاب والكفار القرشيين دون ذكر هذا المنهج.
4. فيه هدر لمؤلفات العلماء وخصوصاً علماء الجرح والتعديل وغيرهم من المحققين الذين كتبوا في الدفاع عن المنهج السلفي وفيه تجهيل للسلف ورميهم بالظلم.
5. إلغاء لمنهج التحذير من المبتدعين والمفسدين. لأنه على ضوء هذا المنهج لا بد من ذكر حسناتهم وقد تكون حسناتهم نسبية وبالتالي لا تبقى فائدة للتحذير. وابرز من كتب من العلماء في بيان ونقد هذا المنهج المنحرف حسب علمي هو الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى. في كتاب منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والطوائف والذي نقلت منه هذا الفصل.
______________
[1]راجع كتاب منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والطوائف للشيخ ربيع بن هادي المدخلي "حفظه الله"
[2]
قال الشيخ عبيد الجابري"هنا" :(أذا أختلف في جرح راوٍ وتعديله فيقدم الجرح المفسر ولايلتفت إلى التعديل).
[3]
مقدمة صحيح مسلم باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها واخرجه الحاكم في المستدرك كتاب "العلم" وأخرجه الدارمي في سننه باب"الحديث عن الثقات"
[4]مقدمة صحيح مسلم " باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها
[5]راجع كتاب منهج أهل السنة والجماعة / للشيخ ربيع بن هادي المدخلي
[6]شرح السنة /1/227.للبر بهاري
[7]
مجموع فتاوي شيخ الإسلام أبن تيمية ( 5/110)
[8]راجع كتاب منهج أهل السنة والجماعة / للشيخ ربيع بن هادي المدخلي










فهذه كلمة في منهج الموازنات ............

الكلام على مسألة الموازنات على عدة مقامات

المقام الأول : مقام النقد وهذا لا يلزم فيه ذكر الحسنات لأن الناقد محسنٌ للمنتقد والمحسن ما عليه من سبيل


وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" كذب أبو السنابل " ولم يذكر حسنات

وقال ابن مسعود لما عرض عليه فتيا لأبي موسى الأشعري في المواريث فقال :" لإن وافقته لقد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين "

وقال عمر في أحد الصحابة لما باع الخمر على المشركين :" قاتل الله فلاناً " ثم ذكر حديث تحريم بيع ما حرم أكله

والإلزام بذكر الحسنات في هذا المقام بدعة عصرية قام بتفنيدها جماعة من العلماء منهم الشيخ الألباني وتلميذه الشيخ ربيع في كتابيه المذكورين

ولهذه البدعة آثار سيئة جداً منها اتهام أئمة السلف أنهم كانوا ظلمة وبالتالي إسقاطهم وحول هذا المعنى شنشن حسن بن فرحان المالكي

المقام الثاني : مقام الترجمة


وهذا المقام يرى الشيخ الألباني والشيخ ربيع أنه يجوز ذكر الحسنات فيه بل إني سمعت الشيخ ربيعاً يذكر أن فرعون لما ترجموا له ذكروا في ترجمته حسنات

ولكن السؤال هنا

هل هذا الذكر للحسنات واجب ؟

هذا يحتاج إلى دليل شرعي ، ونحن إذا ترجمنا لعالم وطوينا كشحاً عن سيئاته هل سنعتبر غاشين للأمة ؟!!

الموافقون لا يقولون ذلك ولا نحن في حق علماء أهل السنة

فلماذا نعتبر عدم ذكر الحسنات في الترجمة ظلماً _ كذا بإطلاق _ ؟

ولماذا نأخذ بالشق اللين من القاعدة ونترك الشق الشديد

فظلم الناس شديد على أنفسنا ، وغش الأمة ليس شديداً

وهل هذا ينطبق على عتاة أهل البدع مثل بشر المريسي وابن النعمان المفيد وابن عربي الطائي ؟!!

المقام الثالث : مقام التقييم


وهذا المقام الكلام فيه جديد نسبياً ولا أدري ما الذي يعنيه القائلون به

هل المراد أنك لو سئلت عن شخص فقلت :" هو مبتدع اتركوه " فأنت ظالم

وإذا قلت :" هو مبتدع ولكن عنده حسنات " فأنت منصف !!

وهل فعل السلف هذا مع جميع أهل البدع ؟!!

الجواب : لا والأمثلة على ذلك كثيرة فقد هجا ابن المبارك ثور بن يزيد ونفر منه مع كونه كان ثقةً ثبتاً

وإذا كان المحدثون يقولون في الراوي :" ضعيف " أو " مختلط " وغيرها من الألفاظ مع كون هذا الراوي عالماً أو فقيهاً كما هو شأن أبي حنيفة وشريك القاضي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى

ولم يحكن أحدٌ عليهم بأنهم ظلمة

فلماذا نكون ظلمةً إذا ذكرنا حال الشخص من جهة السنية والإبتداع دون ذكر بقية الحسنات كما كان المحدثون يذكرون حال الراوي من جهة الضبط دون ذكر بقية الحسنات

فالأمران وقعا لحماية الدين

نقل ابن رجب في شرح العلل :" قال ابن أبي الدنيا : نا أبو صالح المروزي سمعت رافع بن أشرس قال كان يقال : (( من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه . وأنا أقول : (( من عقوبة الفاسق المبتدع أن لا تذكر محاسنه )) "

قلت : وهذا يشمل المقامات كلها فتأمل

هذا والله تعالى أعلى وأعلم

كتبه عبدالله الخليفي




قد انتشرهذا المنهج البدعى فى صفوف أهل السنة ألا وهو :
أنك إذا انتقدت مبتدعا ببدعته ليحذر الناس منه يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه
وقد رد العلماء على هذا المنهج المحدث ,وإليكم كلام العلماء:
سماحة الشيخ العلاَّمة
عبد العزيز ابن باز رحمه الله:
سُئل الإمام العلامةعبدالعزيز بن باز رحمه الله السؤال التالي:
بالنسبة لمنهج أهل السنة في نقد أهل البدع وكتبهم؛ هل من الواجب ذكر محاسنهم ومساوئهم، أم فقط مساوئهم ؟
فأجاب رحمه الله:
كلام أهل العلم نقد المساوئ للتحذير، وبيان الأخطاء التي أخطؤوا فيها للتحذير منها، أما الطيب معروف، مقبول الطيب، لكن المقصود التحذير من أخطائهم، الجهمية.. المعتزلة.الرافضة. .. وما أشبه ذلك.فإذا دعت الحاجة إلى بيان ما عندهم من حق؛ يُبين، وإذا سأل السائل: ما عندهم من الحق ؟ ماذا وافقوا فيه أهل السُنة ؟ والمسؤول يعلم ذلك؛ يُبين، لكن المقصود الأعظم والمهم بيان ما عندهم من الباطل؛ ليحذره السائل ولئلا يميل إليهم.
فسأله آخر: فيه أناس يوجبون الموازنة: أنك إذا انتقدت مبتدعاً ببدعته لتحذر الناس منه يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه ؟
فأجاب الشيخ رحمه الله: لا؛ ما هو بلازم، ماهو بلازم، ولهذا إذا قرأت كتب أهل السنة؛ وجدت المراد التحذير، اقرأ في كتب البخاري " خلق أفعال العباد "، في كتاب الأدب في " الصحيح "، كتاب " السنة " لعبدالله ابن أحمد، كتاب " التوحيد " لابن خزيمة، " رد عثمان بن سعيد الدارمي على أهل البدع ".. إلى غير ذلك. يوردونه للتحذير من باطلهم، ما هو المقصود تعديد محاسنهم.. المقصودالتحذير من باطلهم، ومحاسنهم لا قيمة لها بالنسبة لمن كفر، إذا كانت بدعته تكفِّره؛بطلت حسناته، وإذا كانت لا تكفره؛ فهو على خطر؛ فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاطالتي يجب الحذر منها، اهـ.
وكلام الشيخ رحمه الله هذا مسجل من دروس الشيخ رحمه الله التي ألقاها في صيف عام 1413هـ في الطائف.
كيفية إنكار البدع الظاهرة
السؤال :
عندما ننكر الأخطاء والبدع التي يقع فيها من له تأثير على الناس وتنتشر بدعته خصوصاً العقيدة ويغالى فيها، عندما ننكر بدعة يتصدى لها البعض بدعوى أن الحق يتطلب ذكر الحسنات والعيوب، وأن جهاده في الدعوة وقدمه يحول دون نقده علناً، نرجو بيان المنهج الحق، هل يلزم ذكر الحسنات؟ وهل السابقة في الدعوة تعفي من ذكر أخطائه المشتهرة والمترددة بين الناس؟ (قارئ من مصر).
الجواب :
الواجب على أهل العلم إنكار البدع والمعاصي الظاهرة بالأدلة الشرعية، وبالترغيب والترهيب والأسلوب الحسن، ولا يلزم عند ذلك ذكر حسنات المبتدع، ولكن متى ذكرها الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لمن وقعت البدعة أو المنكر منه، تذكيراً له بأعماله الطيبة، وترغيباً له في التوبة فذلك حسن، ومن أسباب قبول الدعوة والرجوع إلى التوبة، وفق الله الجميع.
من أسئلة جريدة" المسلمون" - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، للإمام ابن باز رحمه الله. الجزء التاسع
المصدر
...
الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم؛ هذا من دعاتهم

الموازنات


...



ليست هناك تعليقات: