بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 23 يناير 2014

: إتحاف البريّة بأقوال زكيّة من مجموع فتاوى ابن تيميّة إعداد : شريف بن علي الراجحي


إتحاف البريّة بأقوال زكيّة من مجموع فتاوى ابن تيميّة
إعداد : شريف بن علي الراجحي




بسم الله الرحمن الرحيم
إتحاف البريّة بأقوال زكيّة
من
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميّة
إعداد
شريف بن علي الراجحي
16/ 8 / 1424 هـ
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وأصحابه أجمعين .. وبعد :
فقد يسّر الله تعالى لي كتابة بعض الأسئلة ، ووضْعِ الإجابات عليها من أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حول الجهاد في سبيل الله تعالى .
وقد كانت الاستفادة جميعها في هذا الجمع ، مِن - الجزء الثامن والعشرون - من كتاب : مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ، لجامعه / عبد الرحمن بن محمد بن قاسم - رحمه الله - .
وقد أسميتُ هذا الجمع / إتحاف البريّة بأقوال زكيّة من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميّة .. سائلاً المولى جلّ وعلا أن ينفع به من أعدّه ومن قرأه ، وأن يجعل فيه فائدة وخيراً ، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ويعزّ جنده ويخزي عدوّه .
وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .
شعبان 1424هـ
إتحاف البريّة بأقوالٍ زكيّة من مجموع فتاوىشيخ الإسلام ابن تيميّة
س1 : أيهما أفضل : التطوع بالمقام في ثغور المسلمين ، أم التطوع بالعبادة في أحد المساجد الثلاثة ..؟
ج1 : المقام في ثغور المسلمين كالثغور الشامية والمصرية أفضل من المجاورة في المساجد الثلاثة ، وما أعلم في هذا نزاعاً بين أهل العلم ، وقد نصّ على ذلك غير واحد من الأئمة . ص 5 .
*****
س2 : هل الجهاد في سبيل الله أفضل من عمارة المسجد الحرام والحج والعمرة وسقاية الحجاج ..؟

ج2 : قال تعالى : { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين ، الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون ، يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ، خالدين فيها أبداً إن الله عنده أجر عظيم } وفي الصحيح أن رجلاً قال : لا أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلاّ أن أعمر المسجد الحرام ، فقال علي بن أبي طالب : الجهاد في سبيل الله أفضل من هذا كله ، فقال عمر بن الخطاب : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن إذا قضيت الصلاة سألته عن ذلك ، فسأله ، فأنزل الله هذه الآية ، فبيّن لهم أن الإيمان والجهاد أفضل من عمارة المسجد الحرام والحج والعمرة والطواف ومن الإحسان إلى الحجاج بالسقاية ، ولهذا قال أبو هريرة - رضي الله عنه - : لأن أرابط ليلة في سبيل الله أحب إلي من أن أقوم ليلة القدر عند الحجر الأسود . ص 11 - 12 .
*****
س3 : ما هو مقصود الجهاد في سبيل الله تعالى ..؟
ج3 : الجهاد في سبيل الله مقصوده أن يكون الدين كلّه لله ، وأن تكون كلمة الله هي العليا . ص 23 .
*****
س4 : ما هو حكم الجهاد ..؟
ج4 : الجهاد فرض على الكفاية ، إلاّ أن يتعين فيكون فرضاً على الأعيان ، مثل أن يقصد العدو بلداً ، أو مثل أن يستنفر الإمام أحداً . ص 80 .
*****
س5 : هل يجب على المسلم أن يجاهد بماله ونفسه ؟ ومن عجز عن أحدهما فما الحكم ..؟

ج5 : العاجز عن الجهاد بنفسه يجب عليه الجهاد بماله في أصح قولي العلماء ، وهو إحدى الروايتين عن أحمد ، فإن الله أمر بالجهاد بالمال والنفس في غير موضع من القرآن ، وقد قال الله تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم } وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " أخرجاه في الصحيحين . فمن عجز عن الجهاد بالبدن لم يسقط عنه الجهاد بالمال ، كما أن من عجز عن الجهاد بالمال لم يسقط عنه الجهاد بالبدن . ص 86 .
*****
س6 : هناك من يرى بأنه غير مؤهل للجهاد ، وربما احتج بغير ذلك ، فهل هو مصيب أم مخطئ ..؟
ج6 : بل المسلمون كلّهم من جنس واحد ، كلهم يجاهد في سبيل الله ، ولم يكن من المسلمين البالغين القادرين على الجهاد إلاّ من يخرج في الغزو ، وكلّ منهم يغزو بنفسه وماله ، أو بما يعطاه من الصدقات أو الفيء ، أو ما يجهزه به غيره . ص 96 .
*****
س7 : هل تارك الجهاد في سبيل الله متوعدٌ بالعذاب موصوفٌ بقبائح الصفات ..؟

ج7 : ما في القرآن من الحضّ على الجهاد والترغيب فيه وذمّ الناكلين عنه والتاركين له : كلّه ذمّ للجبن ، ولمّا كان صلاح بني آدم لا يتم في دينهم ودنياهم إلاّ بالشجاعة والكرم : بيّن سبحانه أن من تولى عن الجهاد بنفسه أبدل الله به من يقوم بذلك ، فقال : { يا أيها الذين آمنوا ! ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ؟ أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ؟ فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلاّ قليل . إلاّ تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضرّوه شيئاً ، والله على كلّ شيء قدير } . وقال تعالى : { ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم لفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } . وبالشجاعة والكرم في سبيل الله فضل السابقين ، فقال : { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى } . وقد ذكر الجهاد بالنفس والمال في سبيله ، ومدحه في غير آية من كتابه ، وذلك هو الشجاعة والسماحة في طاعته سبحانه ، فقال : { كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين } ، وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا ! إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون . وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين } . ص 157 - 158 .
*****
س8 : هناك من يتعلل بتركه للجهاد بأنه يطلب السلامة من الفتنة ، فما قولكم ..؟

ج8 : لمّا كان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله من الابتلاء والمحن ما يعرض به المرء للفتنة : صار في الناس من يتعلل لترك ما وجب عليه من ذلك بأنه يطلب السلامة من الفتنة ، كما قال عن المنافقين : { ومنهم من يقول : ائذن لي ولا تفتني ! ألا في الفتنة سقطوا } الآية . ص 165 - 166 .
س9 : هل تارك الجهاد في سبيل الله ساقط في الفتنة ..؟
ج9 : الله يقول : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كلّه لله } . فمن ترك القتال الذي أمر الله به لئلا تكون فتنة : فهو في الفتنة ساقط بما وقع فيه من ريب قلبه ومرض فؤاده ، وتركه ما أمر الله به من الجهاد . ص 167 .
*****
س10 : ما النصيحة لمن ترك الجهاد بماله أو نفسه ..؟
ج10 : كثيراً ما يشتبه الورع الفاسد بالجبن والبخل ، فإن كلاهما ترك ، فيشتبه ترك الفساد لخشية الله تعالى بترك ما يؤمر به من الجهاد والنفقة : جبناً وبخلاً ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " شرّ ما في المرء شحٌّ هالع وجبنٌ خالع " قال الترمذي حديث صحيح . وكذلك قد يترك الإنسان العمل ظناً أو إظهاراً أنه ورع ، وإنما هو كِبرٌ وإرادة للعلو . ص 291 .
*****
س11 : هل مقصود الجهاد إلزام الناس بفعل الواجبات وترك المحرمات ، والمعاقبة على مخالفة ذلك ..؟
ج11 : العقوبة على ترك الواجبات ، وفعل المحرمات ، هي مقصود الجهاد في سبيل الله ، وهو واجب على الأمّة بالاتفاق ، كما دلّ عليه الكتاب والسنة . ص 308 .
*****
س12 : من بلغته الدعوة فلم يقبل فهل يجب على المسلمين قتاله ..؟
ج12 : كلّ من بلغته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دين الله الذي بعثه به فلم يستجب له ، فإنه يجب قتاله : { حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كلّه لله } . ص 349 .
*****
س13 : هل أوجب ربنا الجهاد في سبيله ، وهل تارك الجهاد ، موصوفٌ بالنفاق ومرض القلب ..؟

ج13 : أكد الإيجاب ، وعظم أمر الجهاد ، في عامّة السور المدنية ، وذمّ التاركين له ، ووصفهم بالنفاق ومرض القلوب . ص 350 .
*****
س14 : هل الجهاد في سبيل الله أفضل ما تطوع به الإنسان ..؟
ج14 : الأمر بالجهاد ، وذكر فضائله في الكتاب والسنة : أكثر من أن يحصر . ولهذا كان أفضل ما تطوع به الإنسان ، وكان باتفاق العلماء أفضل من الحج والعمرة ، ومن الصلاة التطوع ، والصوم التطوع ، كما دلّ عليه الكتاب والسنة . ص 352 .
*****
س15 : ما هي سياحة أمّة الإسلام ..؟
ج15 : في السنن أنه صلى الله عليه سلم قال : " إن لكلّ أمة سياحة ، وسياحة أمتي الجهاد في سبيل الله " . ص 353 .
*****
س16 : هل هناك عملٌ ورد في ثوابه وفضله مثل ما ورد في الجهاد في سبيل الله ..؟
ج16 : لم يرد في ثواب الأعمال وفضلها مثل ما ورد فيه . ص 353 .
*****
س17 : هل نفع الجهادٍ عامٌ أم خاص ..؟
ج17 : نفع الجهاد عامٌ لفاعله ولغيره في الدين والدنيا ، ومشتمل على جميع أنواع العبادات الباطنة والظاهرة ، فإنه مشتملٌ من محبة الله تعالى ، والإخلاص له ، والتوكل عليه ، وتسليم النفس والمال له ، والصبر والزهد ، وذكر الله ، وسائر أنواع العمل : على ما لا يشتمل عليه عملٌ آخر . ص 353 .
*****
س18 : المجاهد في سبيل الله ماذا ينتظره ..؟
ج18 : القائم به من الشخص أو الأمّة بين إحدى الحسنيين دائماً ، إمّا النصر والظفر ، وإمّا الشهادة والجنة . ص 353 .
س19 : ماذا عن موت المجاهد في سبيل الله ..؟
ج19 : موت الشهيد أيسر ميتة ، وهي أفضل الميتات . ص 354 .
*****
س20 : متى يصير دفع العدو متعيّناً على الأمّة كلّها ..؟
ج20 : إذا أراد العدو الهجوم على المسلمين ، فإنه يصير دفعه واجباً على المقصودين كلهم ، وعلى غير المقصودين ، لإعانتهم . ص 358 .
*****
س21 : الجهاد في سبيل الله ، ماذا فيه لمن قام به ..؟

ج21 : الجهاد فيه خير الدنيا والآخرة ، وفي تركه خسارة الدنيا والآخرة ، قال الله تعالى في كتابه : { قل هل تربصون بنا إلاّ إحدى الحسنيين } يعني : إمّا النصر والظفر ، وإمّا الشهادة والجنة . فمن عاش من المجاهدين كان كريماً له ثواب الدنيا ، وحسن ثواب الآخرة ، ومن مات منهم أو قتل فإلى الجنة . ص417.
*****
س22 : للكفار قوّة وتسلطٌ وغلبةٌ على المجاهدين .. فما توجيهكم ..؟
ج22 : اعلموا - أصلحكم الله - أن النصرة للمؤمنين والعاقبة للمتقين ، وأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون . وهؤلاء القوم مقهورون مقموعون . والله سبحانه وتعالى ناصرنا عليهم ، ومنتقم لنا منهم ، ولا حولّ ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم . فأبشروا بنصر الله تعالى وبحسن عاقبته { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } . ص 419 - 420 .
*****
س23 : هناك من يتخلف عن الجهاد لأنه كثير الذنوب ..؟
ج23 : من كان كثير الذنوب فأعظم دوائه الجهاد ، فإن الله عز وجل يغفر ذنوبه ، كما أخبر الله في كتابه بقوله سبحانه وتعالى : { يغفر لكم ذنوبكم } . ص 421 .
*****
س24 : توجيه إلى شباب الإسلام وإلى أمّة الإسلام ، ماذا عليهم ..؟
ج24 : عليكم بالجماعة والائتلاف على طاعة الله ورسوله ، والجهاد في سبيله ، يجمع الله قلوبكم ، ويكفر عنكم سيئاتكم ، ويحصل لكم خير الدنيا والآخرة . ص 423 .
*****
س25 : من يعرض عن الجهاد في سبيل الله ، هل فيه خصلة من خصال المنافقين ..؟
ج25 : الإعراض عن الجهاد ، فإنه من خصال المنافقين ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من مات ولم يغزُ ولم يحدّث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق " رواه مسلم . وقد أنزل الله " سورة براءة " التي تسمى الفاضحة ، لأنها فضحت المنافقين . ص 436 .
*****
س26 : إذا اختلف الناس فلِمن ننظر ؟ ومع من يكون الحق ..؟

ج26 : دلّ عليه قوله تعالى : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } فجعل لمن جاهد فيه هداية جميع سبله تعالى ، ولهذا قال الإمامان عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما : إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغر فإن الحق معهم ، لأن الله يقول : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } . ص 442 .
*****
س27 : ماذا قال أهل النفاق بعد توجه التتار إلى الشام ..؟
ج27 : قال بعضهم : بل المصلحة الاستسلام لهؤلاء ، كما قد استسلم لهم أهل العراق ، والدخول تحت حكمهم . ص 450 - 451 .
*****
س28 : ماذا قال العلماء عن المثبّطين عن الجهاد والمخذّلين عنه ..؟
ج28 : قال تعالى : { قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلمّ إلينا } . قال العلماء : كان من المنافقين من يرجع من الخندق فيدخل المدينة ، فإذا جاءهم أحد قالوا له : ويحك ! اجلس ، فلا تخرج . ويكتبون بذلك إلى إخوانهم الذين بالعسكر : أن ائتونا بالمدينة ، فإنا ننتظركم . يثبطونهم عن القتال . وكانوا لا يأتون العسكر إلاّ أن لا يجدوا بدّاً . فيأتون العسكر ليرى الناس وجوههم . فإذا غفل عنهم عادوا إلى المدينة . فانصرف بعضهم من عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فوجد أخاه لأبيه وأمّه وعنده شواء ونبيذ . فقال : أنت ههنا ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف ؟ فقال : هلمّ إلي ، فقد أحيط بك وبصاحبك .
فوصف المثبطين عن الجهاد - وهم صنفان - بأنهم إمّا أن يكونوا في بلد الغزاة ، أو في غيره ، فإن كانوا فيه عوّقوهم عن الجهاد بالقول أو بالعمل ، أو بهما . وإن كانوا في غيره راسلوهم أو كاتبوهم : بأن يخرجوا إليهم من بلد الغزاة ، ليكونوا معهم بالحصون ، أو بالبعد ، كما جرى في هذه الغزاة . فإن أقواماً في العسكر والمدينة وغيرهما صاروا يعوقون من أراد الغزو ، وأقواماً بعثوا من المعاقل والحصون وغيرها إلى إخوانهم : هلمّ إلينا . ص 455 - 456 .
*****

س29 : وصف الله تعالى المنافقين بقوله : { فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد } فكيف ذلك ..؟
ج29 : السلق بالألسنة الحادّة يكون بوجوه :
تارة يقول المنافقون للمؤمنين : هذا الذي جرى علينا بشؤمكم ، فإنكم أنتم الذين دعوتم الناس إلى هذا الدين ، وقاتلتم عليه ، وخالفتموهم . فإن هذه مقالة المنافقين للمؤمنين من الصحابة .
وتارة يقولون : أنتم الذين أشرتم علينا بالمقام هنا ، والثبات بهذا الثغر إلى هذا الوقت ، وإلاّ فلو كنا سافرنا قبل هذا لما أصابنا هذا .
وتارة يقولون : أنتم - مع قلّتكم وضعفكم - تريدون أن تكسروا ، وقد غركم دينكم ، كما قال تعالى : { إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرّ هؤلاء دينهم ، ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم }
وتارة يقولون : أنتم مجانين ، لا عقل لكم ، تريدون أن تهلكوا أنفسكم والناس معكم .
وتارة يقولون : أنواعاً من الكلام المؤذي الشديد . وهم مع ذلك أشحة على الخير ، أي حراص على الغنيمة والمال الذي قد حصل لكم . ص 457 - 458 .
*****
س30 : هل من علامات الصدق في الإيمان الجهاد في سبيل الله ومواجهة الأحزاب ..؟
ج30 : { ليجزي الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفوراً رحيماً } . بيّن الله سبحانه أنه أتى بالأحزاب ليجزي الصادقين بصدقهم ، حيث صدقوا في إيمانهم ، كما قال تعالى : { إنما المؤمنون الذي آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون } . فحصر الإيمان في المؤمنين المجاهدين ، وأخبر أنهم هم الصادقون في قولهم آمنا . ص 461 .
*****
*****
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين .
 

ليست هناك تعليقات: