بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 28 ديسمبر 2020

فتاوى الدَّرس الرَّابع من شرح كتاب السُّنَّة من سنن أبي داود

 

فتاوى الدَّرس الرَّابع

من شرح كتاب السُّنَّة من سنن أبي داود

وعددها (عشرون) فتوى

س45: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم وعظّم لكم الأجر والمثوبة! سَمَاحَة الشِّيخ يَقُولُ السَّائِل: هل الجهمية موجودون الآن؟ أم أنهم من الطوائف التي لم تعد موجودة في هذا العصر؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج45: الجهمية موجودة، وموجودة كتبها ولم تنقرض، موجودة بكثرة، موجود من يعتنق مذهب الجهمية وينكر الأسماء والصفات، وكتبهم موجودة وخطرهم عظيم على المسلمين فيجب الحذر منهم ومعرفة مذهبهم ومعرفة الرد عليهم.

س46: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشِّيخ يَقُولُ السَّائِل: قد مرّ بنا حديث أن ما بين السماء والأرض كإحدى أو اثنتين أو ثلاث وسبعين سنة ثم السماء فوقها كذلك، حتى عد سبع سماوات، وجاء في حديث آخر أن ما بين السماء الدنيا والسماء الأولى خمسمائة عام؟

ج46: نعم ورد هذا وهذا ولا تنافي بين بضع وسبعين أو خمسمائة عام هذا يقولون بحسب السير السريع والسير البطيء والله أعلم.

وأيضًا بضع وسبعين لا يفيد الحصر، العدد لا يفيد الحصر ولا يمنع أن يكون هناك ما هو أكثر من هذا العدد.

س47: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشِّيخ يَقُولُ السَّائِل: ما رأي سماحتكم فيمن يقول: يلزم من إثبات صفات الله كاليد والوجه والساق أنه مجسم؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج47: لا نقول بهذا، هذا كلام الجهمية، يلزم من إلزام الصفات أن الله جسم، نقول: الجسم لم يرد نفيه ولا إثباته في القرآن والسنة، فنحن نمسك عن ذكر الجسم؛ لأنه لم يرد نفيه ولا إثباته، فلا ننفيه ولا نثبته.

 

س48: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: حديث: «ويحك أتدري ما الله؟ إن عرشه على سماواته لهكذا» وقال بأصابعه مثل القبة؟

ج48: توضيح من الرسول صلى الله عليه وسلم هذا توضيح، كمل.

السائل: هل في هذا الحديث ما يدل على جواز التشبيه في بعض الحالات؟

الشيخ: جواز التقريب، الحديث فيه جواز تقريب المعاني الغائبة بأشياء حاضرة من باب التقريب  لا من باب أن هذا مثل هذا تمامًا، بل هذا من باب التقريب وضرب الأمثلة مثل ما شبه النبي صلى الله عليه وسلم رؤية الله برؤية القمر والشمس من باب التقريب {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت : 43] فالله يضرب الأمثال والرسول صلى الله عليه وسلم يضرب الأمثال؛ لأجل تقريب المعاني للأفهام بشيء يعرفونه يشبهه بشيء يعرفونه من أجل يتضح هذا الأمر.

س49: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: هل يجوز أن يقسم أحد على الله مستدلًا بحديث: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج49: نعم، الإقسام على الله أن يفعل الخير، شوف فرق، أن يفعل الخير هذا جائز ؛ لأنه حسن ظن بالله أما الإقسام على الله ألا يفعل الخير وألا يغفر لفلان فهذا لا يجوز؛ لأنه سوء ظن بالله عز وجل وقنوط من رحمة الله، فالحلف على الله ألا يفعل الخير أو لا يرزق فلانًا أو لا يغفر له هذا لا يجوز، لأنه سوء ظن بالله وسوء أدب مع الله وفيه قنوط من رحمة الله.

وأما الحلف على الله بأن يفعل الخير فهذا جائز؛ لأنه حسن ظن بالله عز وجل.

س50: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سائل يسأل عن معنى الآية: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف : 106] وجزاكم الله خيرًا!

ج50: هذا والله أعلم في الكفار أنهم يؤمنون بتوحيد الربوبية ويكفرون بتوحيد الألوهية {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ} أي إيمان بالربوبية {إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} في الألوهية، وهذا من التناقض كيف يؤمنون بالربوبية ولا يؤمنون بالألوهية؟ هذا تناقض.

س51: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشِّيخ يَقُولُ السَّائِل: أشكل عليّ الحديث الذي فيه: «فبنينا له دكانًا من طين فجلس عليه» ما علاقة هذا الحديث بباب القدر وجزاكم الله خيرًا؟!

ج51: نعم هذا فيه: تلقي العلم وإكرام المعلم وأنه لا بأس أن يكون المعلم على مكان مرتفع لأن هذا يكون أبلغ للناس.

س52: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، يَقُولُ السّائِل: رجل جامع زوجته في نهار رمضان، علمًا بأنهما كانا في سفر ولم يكونا صائمين، فما حكم ذلك؟

ج52: لا بأس، المسافر يأكل ويشرب ويجامع ما في بأس، أباح الله له الإفطار في سفره فيفطر بالأكل والشرب والجماع لا بأس بذلك.

س53: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: قال عليه الصلاة والسلام: «وستفترق  هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة» هل يجوز الحكم على طائفة معينة في هذا الزمان بأنها من الفرق الهالكة؟

ج53: نعم من خالف مذهب أهل السُّنَّة والجماعة فهو من الفرق الهالكة، لا نجاة إلا لأهل السُّنة والجماعة ومن عداها فهو متوعد بالنار «كلها في النار إلا واحدة» قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: «من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» ولذلك سميت الفرقة الناجية؛ لأنها نجت من هذا الوعيد.

س54: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، يَقُولُ السّائِل: ما حكم تارك الصلاة عمدا؟ وما هي عقوبته وما حاله في القبر؟ وما نصيحتكم لمن يترك الصلاة؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج54: من ترك الصلاة متعمدًا فإن كان جاحدًا لوجوبها فهو كافر عند جميع أهل العلم، وإن كان مقرًا بوجوبها وتركها تكاسلًا فالصحيح أنه يكفر أيضًا وإن خالف بعض العلماء لكن الصحيح أنه يكفر كفرًا أكبر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة» رواه مسلم، «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» رواه أهل السنن، وهذا واضح في كفر تارك الصلاة الكفر الأكبر المخرج من الملة.

س55: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: إذا مات الكافر فهل يجوز الحكم عليه بأنه في النار؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج55: الكفار في النار على وجه العموم، ولكن الشخص المعين لا ندري ماذا خُتم له هل هو تاب أو ما تاب؛ فلذلك لا ندري، نقول: هو في نظرنا أنه من أهل النار، أما عند الله فربما تاب قبل أن يموت.

س56: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، يَقُولُ السّائِل: سماحة الشيخ كيف نتعامل مع من يشرك بالله من المسلمين، هل يطبق عليهم تعريف الإسلام البراءة من الشرك وأهله؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج56: هذا تناقض أن تقول من يكفر بالله من المسلمين ، الذي يكفر بالله ليس من المسلمين، إذا ارتكب ناقضًا من نواقض الإسلام لا يقال إنه من المسلمين يقال من المرتدين، يقال من ارتكب ناقضًا من نواقض الإسلام فإنه يكون من المرتدين عن دين الإسلام إلا أن يكون جاهلًا أو معذورًا أو مكرهًا، فهذا شيء آخر.

س57: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل:  ما صحة هذه المقولة: «نحن ندافع القضاء والقدر فإذا وقع نسلم له» وجزاكم الله خيرًا!

ج57: نعم أنت تعمل الأسباب، ندافع يعني نعمل الأسباب  التي تدفع عنا المكروه وإذا وقع مع المدافعة فهذا قضاء الله وقدره «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قَدْر الله أو- قَدّر الله وما شاء فعل » هذا صحيح.

س58: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: تخصيص قراءة سورة الجمعة ليلة الجمعة من أجل تذكير الناس هل من السنّة أم لا؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج58: لا، ليس من السُّنّة أن تقرأ سورة الجمعة في الفجر، إنما تقرأها في الجمعة في صلاة الجمعة تقرأ بسورة ((الجمعة)) و((المنافقون)) أو بـ ((سبح)) و ((الغاشية))، أما الفجر فالسُّنة أن يقرأ فيه ((ألم تنزيل السجدة)) في الأولى، وفي الثانية تقرأ فيها ((هل أتى على الإنسان حين من الدهر))  بكاملها هذه السُّنة.

أما من يقرؤون سورة الجمعة في الفجر هذا خلاف السُّنّة.

س59: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: أرجو تقديم نصيحة لمن  يطلق بصره في النساء السافرات في الأسواق وغيرها؟ وكيف السبيل إلى غض البصر؟ وما معنى أن للإنسان النظرة الأولى؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج59: قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور :30- 31]

غض البصر أن تكفه عن النظر إلى ما حرّم الله وهذا باستطاعتك، باستطاعتك أن تغض بصرك، لا يكلفك الله إلا ما تستطيع، باستطاعتك أن تغض بصرك.

وأما «لك النظرة الأولى» النظرة غير المقصودة، إذا وقع نظرك من غير قصد على امرأة  فالنظرة الأولى هذه معفوة؛ لأنها ليست باختيارك، أما إن كررت النظر وعدت بعد ذلك تكون مؤاخذًا؛ لأنك تعمدت النظر.

ففي فرق بين النظر المتعمد والنظر غير المتعمد، ويسمى نظر الفَجأة أو الفُجاءة.

س60: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: ما حكم قول: «يا ساتر العيوب» في الدعاء؟

ج60: هذا من باب وصف الله بأنه ساتر، يستر على عباده، ومن أسمائه «الستير» فهو يستر على عباده، «من ستر مسلمًا ستره الله» الله يستر على عباده.

س61: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، يَقُولُ السّائِل: ما حكم سماع الأغاني وما الدليل على ذلك؟ وما نصيحتكم لمن يسمع الأغاني؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج61: سماع الأغاني حرام والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} [لقمان : 6]  ولهو الحديث هو الغناء كما جاء ذلك عن ابن مسعود وغيره من أهل العلم في تفسير الآية.

وكذلك من الدليل على تحريم الغناء ما جاء في [صحيح البخاري] أن قومًا في آخر الزمان يستحلون الحِر يعني الزنا- والحرير فيلبسه الرجال، والخمر، والمعازف، والمعازف هي آلات الغناء وآلات اللهو، فاللهو محرم، وهو لهو الحديث {مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا} [لقمان : 6]

س62: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، يَقُولُ السّائِل: هل من أسماء الله الفرد؟

ج62: يوصف بأنه فرد ولكن أن يقال من أسمائه الفرد لا، لكن يوصف بأنه فرد يعني واحد، فالمعنى صحيح، لكن الاسم توقيفي ما يسمى الله إلا بما سمى به نفسه، ولم يسم نفسه بالفرد، لكن هذا من باب الإخبار تُخبر عن الله بأنه فرد يعني واحد.

س63: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: هل يجب على العامي إذا استفتى عالمًا أن يسأل عن الدليل؟

ج63: العامي لا يسأل عن الدليل؛ لأنه لا يعرف الدليل، يسأل عن الحكم، أما طالب العلم الذي يطلب العلم فيسأل عن الدليل ليستفيد، أما العامي ما يعرف الدليل، حاجته في بيان الحكم فقط.

س64: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، يَقُولُ السّائِل: هل الرقية توقيفية أم يجوز التجربة بحكم أنها للتداوي وليس للتعبد؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج64: كيف توقيفية؟ الرقية بالقرآن وبالأدعية الموافقة للكتاب والسنة ولو لم يرد لفظها ما دامت موافقة ولو لم يرد لفظها لا بأس بذلك فليست توقيفية

واللهُ تَعَالَىٰ أَعْلَمُ.

وَصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ

ليست هناك تعليقات: