بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 28 ديسمبر 2020

فتاوى الدَّرْس الثالث مِنْ شَرْحِ كِتَابِ السُّنَّة من سُنَن أبي داود

 

فتاوى الدَّرْس الثالث

مِنْ شَرْحِ كِتَابِ السُّنَّة من سُنَن أبي داود

وعددها (سبع عشرة) فتوى

س28: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم وعظّم لَكُم الأجْرَ والمثوبة، سَمَاحَة الشِّيخ يَقُولُ السّائِلُ: هل صحيح بأن مولود المسلمين يكون شفيعًا لوالديه فيدخلهما الجنة؟

ج28: نعم، الشَّفاعة ثابتة، الأنبياء يَشْفَعُون والمؤمنون يَشْفَعُون، والأطفال الذين هم الأفراط يَشْفَعُون لآبائهم الشَّفاعة ثابتة، لكن لا تكون إلا بإذن الله، لا تكون الشفاعة إلا بشرطين:

الشرط الأول: إذن الله للشَّافع أن يشفع.

الشرط الثاني: رضا الله عن المشفوع فيه بأن يكون من أهل الإيمان، فلا تجوز الشفاعة في المشركين والكفار {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر : 48] {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر : 18]

فالشَّفاعة إنما تكون لعصاة المؤمنين، وتكون بإذن الله سبحانه وتعالى، والشُّفعاء كثيرون، الملائكة يَشْفَعُون، والأنبياء يَشْفَعُون، والأولياء يَشْفَعُون، والأطفال (الأفراط) يَشْفَعُون.

 لكن كل هذا بالشرطين:

إذن الله للشِّافع أن يشفع.

 ورضاه عن المشفوع فيه بأن يكون من عصاة الموحدين الذين استحقوا العذاب فيشفع لهم الشَّافع بإذن الله فينجون من العذاب، الشَّفاعة ثابتة وحق.

س29: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِلُ: كيف نجمع بين القولين: «إن الغلام الذي قتله الخضر خُلق كافرًا» وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة»؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج29: هذا تغيرت فطرته، هذا الغلام تغيرت فطرته بعد ولادته فصار كافرًا.

س30: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، فضيلة الشِّيخ يَقُولُ السَّائِلُ: ما قولكم فيمن يقول: إنَّ عبد الله أبا النبي صلى الله عليه وسلم ليس بكافر ويستدل بأن قوله: «إنَّ أبي وأباك في النار» كان تطييبًا لخاطر ذلك الرجل؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج30: تطييب لخاطر الرجل بالحكم على شخص أنه في النار؟ هذا يُطَيِّب خاطره؟ لا، هذا إخبار من الرسول صلى الله عليه وسلم وإزالة لما وقع في نفسه من التأثر فكل من مات على الكفر فهو في النار، أبو إبراهيم الخليل أليس في النار؟ ابن نوح أليس في النار؟

 فالكلام على عمل الإنسان ما هو على نسبه أو حسبه، الكلام على عمل الإنسان نفسه، فمن مات على الكفر فهو من أهل النار، ومن مات على الإيمان فهو من أهل الجنة، أليس أبا لهب في النار؟ بنص القرآن مع أنه عم الرسول صلى الله عليه وسلم، الكلام ما هو على النسب، الكلام على العمل.

س31: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِلُ: هل يوصف الله عز وجل بالملل وبالحَنَّان والمنَّان؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج31: المنَّان نعم من أسماء الله، ولكن الحنَّان لم يثبت هذا أنه من أسماء الله، والملل والاستهزاء والسخرية هذه من باب المقابلة والمجازاة «إن الله لا يمل حتى تملوا» فإذا مل العبد مل الله عنه من باب المجازاة له، {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} [التوبة : 79] من باب المجازاة لما سخروا سخر الله منهم، {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة : 15] لما استهزئوا بأولياء الله استهزأ الله بهم من باب الجزاء والمقابلة.

س32: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِلُ: ما حكم من يقول: بحق محمد صلى الله عليه وسلم أو بحق القرآن يريد التوسل إلى الله عز وجل؟ وما هي الكيفية والأمور الصحيحة التي يتوسل بها إلى الله سبحانه وتعالى؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج32: هذا لم يرد، السؤال بحق النبي أو بحق فلان هذا لم يرد، لكن الطريق الصحيح أن تقول: اللهم بإيماني برسولك، أن تتوسل بإيمانك بالرسول أو اتباعك للرسول، أو بمحبتك للرسول تتوسل بعملك مع الرسول صلى الله عليه وسلم في محبته في طاعته في الاقتداء به.

س33: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشِّيخ سَائِلةٌ تَسْأل وتقول:  هل يجوز للمرأة المعذورة شرعًا الجلوس في ساحة المسجد لحضور اختبارات الدورة؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج33: لا تدخل في المسجد، وإنما تكون خارج المسجد يكون لها غرفة أو مكان خارج المسجد أو تكون في سيارة خارج المسجد وتتلقى الامتحان وتُراقب يصير معها مراقبة تراقبها.

س34: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشِّيخ يَقُولُ السَّائِلُ: ما الفرق بين الشرك الأصغر والشرك الأكبر؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج34: الشرك الأكبر يُخرج من الملة وينافي الإيمان ويكون صاحبه خالدًا مخلدًا في النار.

أما الشِّرك الأصغر فلا يُخرج من الملة ولا ينافي أصل الإيمان، وإنما ينافي كمال الإيمان، ينقص الإيمان، صاحبه لا يخلد في النار.

س35: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشِّيخ يَقُولُ السّائِلُ: ما المقصود بالكف عما جرى بين الصحابة رضوان الله تعالى عليهم؟ وهل معناه أننا لا نقرأ ما ذكر عنهم في كتب التاريخ؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج35: الكف ألا تدخل في الحكم عليهم تُخطئ بعضهم وتُصَوِّب بعضهم بل تكف عن ذلك.

أما قراءة التاريخ من أجل الترضي عنهم والاعتذار لهم ومعرفة فضلهم ومكانتهم فهذا أمر مطلوب، لماذا تقرأ ما شجر بينهم  وما حصل من الاختلاف ولا تقرأ مناقبهم وفضائلهم ومنزلتهم عند الله سبحانه وتعالى؟ فلا تقرأ الحروب التي جرت بينهم فقط، وإنما تقرأ فضائلهم ومناقبهم وما لهم من الكرامة عند الله سبحانه وتعالى، لا تقتصر على قراءة التاريخ فيما جرى بينهم، بل اقرأ أيضًا فضائلهم ومناقبهم وما عند الله لهم من الكرامة حتى تعذرهم فيما وقع منهم.

س36: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ سائلة تسأل وتقول: ما الفرق بين دعاء الصفة المنهي عنه مثل: يا رحمة الله، وبين الاستغاثة بالصفة مثل: أستغيث برحمتك وأعوذ بوجهك، مع أن الدعاء والاستغاثة والاستعاذة كلها طلب؟

ج36: هذا توسل، أعوذ برحمتك، أعوذ برضاك من غضبك هذا من باب التوسل بالأسماء والصفات.

أما يا رحمة الله هذا دعاء، وليس توسلًا.

الفرق بينهما أن هذا دعاء وهذا توسل، والتوسل مطلوب، ودعاء غير الله هذا غير جائز.

س37: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشِّيخ سائلة تسأل وتقول: ما حكم الحج بدون محرم بالنسبة لنساء جدة ومع المخيمات؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج37: المسافة القريبة مع النساء لا بأس، المسافة القريبة التي لا تُعد سفرًا، لا بأس وإذا كانت مع جماعة لا تحتاج إلى محرم.

أما المسافة البعيدة ثمانين كيلو فأكثر فهذه تحتاج إلى محرم.

س38: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشِّيخ يَقُولُ السَّائِلُ: أشكل عليّ حديث: «لا يرد القضاء إلا الدُّعاء»؟

ج38: يا أخي الدُّعاء من القضاء لا يتعارض بينهما إذا قدّر الله أنك تدعو دعوت الله عز وجل، فالدعاء من القضاء والقدر ولا تعارض بينهما.

س39: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ سائل يسأل يقول:  ما الحكمة من ذكر المصنف حديث: «أبي وأباك في النار» في هذا الباب؟

ج39: من باب القضاء والقدر وأن من قُدّر أنه من أهل النار صار من أهل النار، لما قدّر الله أنه من أهل النار عمل بعمل أهل النار، عمل بالشرك ومات على الشرك، ففيه الإيمان بالقضاء والقدر.

س40: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: كيف يكون الهجر؟ وهل له ضوابط؟ وما هي تلك الضوابط؟

ج40: الهجر هو الترك وعدم مجالسة أهل الشرّ وأهل الضلال؛ لئلا تتأثر بهم فتهجرهم بمعنى أنك لا تجالسهم ولا تسألهم، لا تتصل بهم؛ لئلا يشوشوا عليك ويشبهوا عليك، ابتعد عنهم مثلما يبتعد السليم من المريض المعدي، أليس يعمل حجر صحي للمرضى لئلا تنتقل أمراضهم إلى الأصحاء؟ كذلك أصحاب البدع مرضى أشد من مرضى الأجسام، فينبغي أن يعزلوا وأن يُتجنب مجالستهم والاختلاط بهم.

س41: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: إذا رأيت امرأة متكشفة في السوق، ما الطريقة الصحيحة لنصحها؟ وهل إذا أنكرت بقلبي ولم أنكر بلساني أأثم؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج41: أنت لن تستطيع أن تحيط بالنساء الكثيرات في السوق الكاشفات لوجوههن، ما تستطيع أنك تنهى كل واحدة على حدة، لكن إذا كان هناك وعظ عام وتذكير عام أو تبلغ من لهم سلطة على السوق ليعالجوا هذه القضية فاعمل هذا، أما أنك كل امرأة توقفها؟ النساء كثيرات والسفور كثير الآن، لكن عليك بالوعظ والتذكير العام، أو أن تبلغ من لهم سلطة على السوق يعالجون هذه القضية.

س42: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السَّائِل: هل يمكن رؤية الله عز وجل في المنام وهل يكون هو الله على الحقيقة أو يسمع صوتًا فقط؟ وهل يكون ذلك من كرامة الأولياء؟

ج42: التفصيل في هذا لا ينبغي لكن ثبت أن الله يرى في المنام يراه بعض عباده الصالحين على ما يشاء سبحانه وتعالى هذا من حيث الجملة، أما من حيث التفاصيل هل يرى كذا، هل يرى كذا، هذا لا داعي له.

س43: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: ماذا يقول العلماء فيمن يقول بأن دعوى أن الإيمان يستلزم العمل دعوى لا أصل لها ويقول بأن السلف فرقوا بين الإيمان والعمل؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج43: يا إخوان هذه فتنة، هذه فتنة اتركوها، السلف وعلماء أهل السنة والجماعة قرروا أن العمل من الإيمان من حقيقة الإيمان ولا يكون إيمان بدون عمل أبدًا، خذوا هذا المبدأ وهذه القاعدة واتركوا  هذه الفلسفات وهذه الشبهات لا تلفتوا إليها، أنتم تدرسون العقيدة الواسطية والحموية والتدمرية وتدرسون شرح الطحاوية مع أن شرح الطحاوية فيه شيء من الإرجاء؛ لأنه على مذهب الحنفية، لكن الواسطية والحموية وكتب العقيدة المعروفة ليس فيها فرق بين الإيمان والعمل لا يُفرِّقون بين الإيمان والعمل لا يقولون الإيمان شيء والعمل شيء آخر، كل كتب العقيدة التي بأيديكم -والحمد لله- على مذهب أهل السنة والجماعة فلا تلتفتوا إلى هؤلاء الذين ابتلوا بالخوض والبحث في هذه المسألة.

س44: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: سمعت قولًا مفاده أن عذاب القبر فقط يعرض على الميت والعذاب الحقيقي هو يوم القيامة وجزاكم الله خيرًا!

ج44: يؤتى للميت بنوع من عذاب يوم القيامة، عذاب القبر نوع من عذاب يوم القيامة، وأنموذج منه.

ليست هناك تعليقات: