بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 28 ديسمبر 2020

فتاوى الدَّرس الخامس من شرح كتاب السُّنّة من سنن أبي داود

 

فتاوى الدَّرس الخامس

من شرح كتاب السُّنّة من سنن أبي داود

وعددها (عشرون) فتوى

س65: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ وعظّم لكم الأجر والمثوبة! يَقُولُ السّائِل: سماحة الشيخ ما هو الشاهد من حديث جابر رضي الله عنه: «إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون»  لباب الشفاعة؟

ج65: بيان للجنّة، بيان ما في الجنّة من المآكل والمشارب، تابع هو تابع للأحاديث ما هو مستقل، ما أورده مستقلًا وإنما أورده في سياق الأحاديث  التي وردت في الشفاعة.

س66: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: ما روي عن مجاهد رحمه الله تعالى من أن النبي صلى الله عليه وسلم يقعد على العرش وأن ذلك هو المقام المحمود هل يصح منه شيء؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج66: نعم هذا صححه ابن جرير وغيره من الأئمة أن المقام المحمود أن الله يجلس محمدًا صلى الله عليه وسلم معه على العرش، وهذا راجع إلى الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء لا إنكار في هذا، المهم ثبوته عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا ثبت فنحن نؤمن به ولا نتدخل أو نستغرب شيئًا، فالله جل وعلا هو الذي قضاه ورضيه وأكرم به نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم.

س67: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السَّائِل:  ما حكم التسمي بهذه الأسماء: عبد الحق، فضل الحق، شمس الحق؟

ج67: الحق من أسماء الله، يجعلونه من أسماء الله؛ ولذلك يُعبِّدون له عبد الحق، وشمس الحق هذه ليست مثل عبد الحق، شمس الحق يعني الشيء البيّن، أنه شيء بيّن مثل الشمس بيّن حقًا مثل الشمس.

س68: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، يَقُولُ السّائِل: هل الشفاعة العظمى يشترط فيها الرضا من الله عز وجل؟

ج68: نعم ؛ ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لا يشفع ابتداء وإنما يسجد بين يدي ربه يستأذنه فإذا أذن له شفع، وأما الرضا فهذه شفاعة عامة للمؤمن والكافر، ما يشترط لها الرضا، وليست هذه لدخول الجنّة، وإنما هي لإراحة أهل الموقف فقط إما إلى الجنّة وإما إلى النار.

س69: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: هل ثبتت شفاعة أهل الأعراف؟

ج69: لا أعرف شيئًا منها، وأهل الأعراف -والله أعلم- هم الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم {لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُون} [الأعراف : 46] لم يدخلوا الجنة ولكن يطمعون في دخولها.

س70: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل:  هل المسافة من جدة إلى مكة في هذه الأيام مسافة سفر يترتب عليها أحكام السفر؟

ج70: لا، تقاربت مكة وجدة لم يبق بينهما مسافة خالية من المباني تبلغ ثمانين كيلو، وتقاربت فصار ما بين مكة وجدة ليس مسافة قصر بسبب تقارب بينان البلدتين، كانت في الأول مسافة قصر لما كانت مكة صغيرة وكانت جدة أيضًا صغيرة وبينهما مسافة تبلغ ثمانين كيلو أو مائة كيلو فهي مسافة قصر في الزمان السابق، لكن بعد تطور العمران واتساعه لم يبق بينهما مسافة.

س71: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سائل يسأل يقول: سماحة الشيخ: هل يدخل إزالة الشعر بالليزر (بالكي) الذي يمنع من الدخول في السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج71: السبعين الألف صعبة أن الإنسان يكون منهم، لا يكون منهم إلا بأعمالهم وهم المقربون،  السبعون الألف هم المقربون وبعدهم الأبرار، وبعدهم بقية الأمة، ما هو المسألة بس أنه يترك الكي ويصير من السبعين، لازم يعمل أعمال السبعين الألف، يعمل أعمالهم، أما الكي بالليزر ما أدري أنا ما أعرف حقيقته، فإذا كان فيه نار فهو مكروه، إذا كان فيه نار وإحراق بالنار فهو مكروه.

س72: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: من هم الذين أثبتوا الشفاعة مطلقًا ومن هم الذين أنكروا الشفاعة مطلقًا؟ وما حكم من أنكر الشفاعة؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج72: الذين أنكروا الشفاعة مطلقًا هم الخوارج والمعتزلة الذين يحكمون بكفر صاحب الكبيرة يقولون: صاحب الكبيرة  كافر ولا يدخل الجنة  وإنما يُخلّد في النار، ولذلك نفوا الشفاعة، قالوا: من دخل النار فهو كافر ولا يخرج منها هذا على مذهبهم الباطل.

والذين أثبتوا الشفاعة مطلقًا هم الخرافيون والصوفية الذين يطلبون الشفاعة من القبور ومن الأضرحة ومن الأموات هؤلاء أثبتوها مطلقًا بدون شروط.

والذين توسطوا هم أهل السُّنّة والجماعة فأثبتوها على موجب الأدلة الواردة فيها، لم يثبتوها مطلقًا ولم ينفوها مطلقًا وإنما أثبتوها على ضوء الأدلة الواردة في الكِتاب والسُّنّة.

س73: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ سائلة تسأل وتقول:  سماحة الشيخ أشكل عليّ تشبيه صوت الله عز وجل بصوت جرّ السلسلة؟

ج73: ما هو بهذا تشبيه صوت الله، هذا تشبيه الوحي نزول الوحي، تشبيه نزول الوحي والله أعلم! تشبيه النزول نزول الوحي.

س74: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ سائلة تقول: قول النبي عليه الصلاة والسلام: «أنا أول شافع وأول مشفع» هل يدل على أن طلب الدعاء منه وهو حي لا يسمى شفاعة وما المقصود ؟

ج74: طلب الدُّعاء هذا شفاعة، الدُّعاء لأخيك هذا شفاعة له عند الله سبحانه وتعالى ويُطلب من أهل الصلاح وأهل التقوى يُطلب منهم الدُّعاء إذا كانوا أحياء وحاضرين.

 أما أن يُطلب الدعاء من الميت أو من الغائب فهذا لا يجوز.

س75: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ سائل يسأل ويقول: صلينا الجنازة على رجل وطفل، وعند الدفن طلب أقارب الرجل الميت أن يدفن الطفل مع صاحبهم في قبر واحد فما حكم ذلك؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج75: هذا لا يجوز إلا في حالة الضرورة، في حالة الضرورة لا بأس بدفن الاثنين والثلاثة أو أكثر في قبر واحد إذا كثر الأموات وشق أن يحفر لكل واحد قبر فلا بأس أن يُجمع في القبر أكثر من واحد؛ لأجل الضرورة.

أما في حالة السعة والاختيار فكل ميت يُدفن في قبر مستقل الصغار والكبار.

س76:  أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: معلوم أن بركة الرسول صلى الله عليه وسلم ذاتية لكن لماذا لم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يتمسحون به كما يتمسحون بما انفصل من جسده صلى الله عليه وسلم؟

ج76: لأن هذا شيء لم يشرعه الرسول صلى الله عليه وسلم لهم، ما شرع لهم أن يتمسحوا به وهم وقَّافون عند أوامر الله ورسوله، ما يعملون شيئا إلا بأمر، والرسول لم يأمرهم أن يتمسحوا به.

س77: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ سائل يسأل: ما حكم من قال للرسول صلى الله عليه وسلم: «يا رسول الله ادع الله لي بالرحمة» ولم يقدم أي عبادة له، هل مجرد هذا الطلب شرك أكبر؟

ج77: الرسول عليه الصلاة والسلام ميت {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر : 30] فالرسول ميت ومدفون تحت الأرض مثل غيره من الأموات، والميت لا يُطلب منه شيئا؛ لأنه لا يقدر على شيء، لا يقدر على الدعاء إذا مات الإنسان انقطع عمله الأنبياء وغيرهم إذا مات الإنسان أي إنسان انقطع عمله والدعاء عمل، فلا يطلب من الميت دعاء؛ لأنه لا يقدر عليه.

س78: سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: هل من حضر مجلسًا واحدًا لأحد المشايخ يقول هذا شيخي؟

ج78: ما في مانع، إذا تعلم عليه واستفاد منه ما في مانع.

س79: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ تقول السائلة: أنا مُدرِّسة تحفيظ في مسجد ويوجد في المسجد غرفة داخل المسجد هل يجوز الجلوس فيها أثناء الحيض من أجل تعليم القرآن الكريم؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج79: لا، لا يجوز للمرأة الحائض أن تدخل المسجد والمراد بالمسجد كل ما حال وحاشه سور المسجد، كل ما حاشه سور المسجد فهو من المسجد والغرفة التي بابها على المسجد هذه من المسجد.

أما الغرفة المجاورة التي بابها خارج المسجد وهي مجاورة فقط فهذه ليست من المسجد هذه كما لو كان بيتك بجانب المسجد ما بينكم إلا جدار.

س80: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: هل يجوز رضاعة الكبير؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج80: لا، لا تجوز رضاعة الكبير، الرضاعة في الحولين فقط، {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة : 233] «الرضاعة من المجاعة» «لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء وكان قبل الفطام»

أما إرضاع الكبير لأجل أن يكون محرمًا للمرضعة فهذا لا يجوز عند جماهير أهل العلم.

وأما قضية سالم مولى أبي حذيفة فهذه قضية عين خاصة بها فقط.

س81: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: ما حكم قراءة قصص الروايات التي تتحدث عن قصص بوليسية من أجل التسلية؟

ج81: الكذب لا يجوز، ولا يُعوّد الإنسان نفسه الكذب ويأتي بقصص خيالية مكذوبة، يشغل الناس بها ويشغل نفسه ويُعوّد نفسه الكذب.

س82: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: ما حكم صلاة المسافر خارج المملكة أثناء إقامته عشرين يومًا، هل تُجمع أو تُقصر؟

ج82: المقيم إقامة تزيد على أربعة أيام يأخذ أحكام المقيمين ينقطع السفر فيتم الصلاة ويصلي كل صلاة في وقتها كما لو كان في بلده فهذه إقامة تقطع السفر هذا عند جمهور أهل العلم.

س83: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: إذا اختلف العلماء في حكم ما، فعلى قول من نأخذ؟

ج83: تأخذ ما قام عليه الدليل، تأخذ من أقوال العلماء الذي عليه الدليل؛ لأنك مكلف بالدليل {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [النساء : 59]

فتأخذ من أقوال أهل العلم ما قام عليه الدليل وترجح بالدليل؛ لأنك مأمور باتباع الدليل ولم تؤمر بأخذ أقوال الناس.

س84: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِل: أمي تصوم الاثنين والخميس صيام نذر مدى الحياة، فهل يجوز لها إذا كانت مدعوة لغداء أو أنها مريضة أن تفطر ذلك اليوم؟ وإذا عجزت فماذا تفعل؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج84: صوم التطوع لا يلزم إكماله، يجوز للإنسان أنه يقطعه ويأكل في النهار، وإذا دعي فهو مخير، إذا دعي أجيب الدعوة ثم هو مخير بين أن يأكل ويفطر وبين أن يستمر على الصيام ويدعو لصاحب المحل وينصرف، يدعو له وينصرف كما ورد في الحديث.

واللهُ تَعَالَىٰ أَعْلَمُ.

وَصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ

ليست هناك تعليقات: