بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 28 ديسمبر 2020

فتاوى الدَّرْس الثاني من شِرْح كِتَاب السُّنَّة من سنن أبي داود

 

فتاوى الدَّرْس الثاني

من شِرْح كِتَاب السُّنَّة من سنن أبي داود

وعددها (سبع عشرة) فتوى

 

س11: أحسن الله إليكم وعظَّم لكم الأجر والمثوبة! فضيلة الشيخ يقول السائل: أشهد الله أني أحبكم فيه، ما صحة هذه العبارة: «أهل السُّنَّة يختلفون ولا يتفرقون، فإذا تفرقوا لم يكونوا من أهل السنّة»؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج11: نعم، المقالة صحيحة أن أهل السُّنَّة يختلفون في الرأي والاجتهاد؛ لكنهم لا يتفرقون في القلوب بالبغضاء والشحناء بل هم إخوة وأن اختلفوا في بعض المسائل والاجتهادات فإنهم لا يوجب هذا أن يتباغضوا وأن يتقاطعوا وأن يحتقر بعضهم بعضًا كما هو شأن الجهال الذين إذا اختلفوا في مسألة تعادوا وتقاطعوا واحتقر بعضهم بعضًا وسب بعضهم بعضًا.

مثلًا : إذا اختلفوا في مسألة (اليدين في الصلاة) بعضهم يرى أنها تقبض على الصدر وبعضهم يرى أنها تقبض تحت السُّرَّة، وبعضهم يرى أنها ترسل ولا تقبض، هذه آراء فقهية لأهل العلم، فلا يتعادون بموجب ذلك، وإن كان بعضهم يرى أنه أصوب أو أنه أسعد بالدليل لكن لا يعادي أخاه ما دام الخلاف في مسائل فقهية، مسائل اجتهادية، وليس الاختلاف في العقيدة، العقيدة واحدة وإنما اختلاف فقهي، هذا لا يوجب العداوة بين الإخوان ويوجب الحزازات، إنما هذا يكون عند الجهال أما أهل العلم فهم إخوة وإن اختلفوا في بعض المسائل.

الصحابة رضي الله عنهم كانوا يختلفون في بعض المسائل الفقهية ولا يوجب ذلك بينهم عداوة.

س12: أحسن الله إليكم! سماحة الشيخ يقول السائل: ما الفرق بين القضاء والقدر؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج12: هما شيء واحد، القضاء والقدر شيء واحد.

س13: أحسن الله إليكم! سماحة الشيخ يقول السائل: ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يرد القدر إلا الدُّعاء»؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج13: معناه أن الدُّعاء من القدر فإذا أراد الله لك الخير ألهمك الدُّعاء، فالدُّعاء من القدر؛ لأن الأعمال كلها مقضية ومقدرة.

س14: أحسن الله إليكم! سماحة الشيخ يقول السائل: ما معنى : «أن الأمر أُنف»؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج14: يعني لم يسبق أنه مُقدَّر ، أُنف يعني مستحدث ولم يسبق أنه مُقدَّر، هذا قول القدرية، يقولون: الأمر أُنف لم يسبق أن الله قدَّره وأن الله كتبه وأن الله أوجده، لا، ما يؤمنون بهذا.

س15:أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِلُ: أشكل عليّ معنى المقادير التي تُكتب في اللوح المحفوظ، فهل يتم كتابة كل شيء مثل الحركات والسكون وسقوط ورق الشجر وقطر الأمطار؟ وهل المقصود بالقدر كل فعل يقوم به العبد والكائنات؟ أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيرًا!

ج15: بلا شك، هذا بلا شك أن كل ما يجري في هذا الكون من كبير أو صغير فإنه بقضاء الله وقدره حتى سقوط الأوراق وموت الشجر وحياة الشجر والثمر وغير ذلك كله بقضاء الله وقدره، الحركات والسكون والمشي والجلوس والأكل والشرب كله مُقدَّر، يتسع القضاء والقدر لكل ما يقع وما يحدث.

س16: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، يَقُولُ السّائِلُ: هل القدرية كفار؟

ج16: القدرية إذا أنكروا أن الله علم الأشياء قبل خلقها يكونون كفارًا، أما إذا أقروا بالعلم وأنكروا الكتابة والتقدير فهؤلاء ضلال يُضَلَّلُون، ولا يُكفَّرون.

س17: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشّيخ يَقُولُ السّائِلُ: ما صحة حديث: «خير الأسماء ما عُبِّد وحُمِّد»؟

ج17: ليس حديثًا هذا، هذا ليس حديث، هذا حديث عند العوام.

 «خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن» هذا هو الحديث «خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام»

س18: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، فَضِيلة الشّيخ يَقُولُ السّائِلُ: هل هناك فرق بين الجن والشياطين أم أنهم خلق واحد؟

ج18: الشياطين من الجن، الشياطين مردة الجن، لأن الجن منهم مسلمون ومنهم كفار، منهم مردة، منهم عصاة مثل بني آدم.

 

س19: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، فضيلة الشّيخ يَقُولُ السّائِلُ: لقد حدثت فجوة وفُرقة بين بعض طلاب العلم بسبب تجريح البعض للدعاة والعلماء الموجودين فهل من توجيه من فضيلتكم؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج19: سمعتم الجواب: أنه لا تجوز العداوة بين المؤمنين عمومًا، فكيف بطلبة العلم، طلبة العلم أولى بالتآخي والمحبة فيما بينهم؛ لأنهم إخوة ومنهجهم واحد فكيف يتعادون؟ إذا حدث اختلاف في مسألة ولها وجه من النظر فلا إنكار في مسائل الاجتهاد  كما قال العلماء: مسائل الاجتهاد لا إنكار فيها، ولا توجب العداوة؛ فهذا من الجهل ، حدوث العداوة بمثل هذه الأمور هذا من الجهل أو من الشيطان، فعلى الإخوان وعلى طلبة العلم أن يتركوا هذه العنجهية وهذا التعادي عند أمور اجتهادية وأمور فرعية وأمور يحتمل أن الصواب معك ويحتمل أن الصواب مع أخيك، فلا يكون بينكم جفوة أو يكون بينكم تقاطع في هذه الأمور.

س20: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، يَقُولُ السّائِلُ: من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة وهو من أهل التوحيد هل له خصائص خاصة في هذا اليوم؟

ج20: لا أعلم شيئًا، لكن يوم الجمعة يوم عظيم وهو سيد الأيام، ولكن الوفاة فيه أنا لا أعلم أن لها فضيلة على غيرها.

س21: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، فضيلة الشّيخ يَقُولُ السّائِلُ: هل هناك أدلة مطلقة لهذا الكون قبل العرش والقلم، أم يقال: العرش قبل القلم؟

ج21: هذه مسألة خلافية.

 الناس مختلفون في القلم الذي... كتب القضاء به من الدِّيان

هل كان قبل العرش أو هو بعده... قولان عند أبي العلاء الهمذاني

إلى آخر ما قال ابن القيم، فاختلفوا: هل القلم خُلق أولًا ثم خُلق العرش، أو أن العرش خُلق أولًا؟

الصحيح أن العرش خُلق أولًا.

والحق أن العرش كان قبل لأنه... وقت الكتابة كان ذا أركان

{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف : 54]

وحديث: «إنَّ الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء» فدل على أن العرش قبل القلم.

والمسألة أمرها سهل، سواء قلنا: القلم قبل العرش أو العرش قبل القلم المسألة أمرها سهل ومحتملة وليس لنا مصلحة في أننا نقول هذا أو هذا، لكن من باب العلم فقط ومن باب البحث، وإلا ما يترتب على هذا شيء.

س22: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سماحة الشّيخ يَقُولُ السّائِلُ: ما هي الضوابط للإشهار بأهل البدع والتحذير منهم؟

ج22: أهل البدع الذين لهم نشاط ولهم دعوة يجب إشهارهم ويجب التحذير منهم؛ لئلا يغتر بهم الناس،  لكن كما ذكرتُ لكم بعض الناس يحكم بالبدعة وهو لا يدري، كل شيء عنده بدعة، كل شيء الذي لا يعرفه ولا يعلمه يسميه بدعة، هذا ما يجوز، البدعة كما حددها النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» هذه هي البدعة.

س23: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشِّيخ يَقُولُ السَّائِلُ: ما هو الشاهد من حديث أبي ذر وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهما الذي ذكرا فيه أنهم بنوا له دكانًا من طين؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج23: الشَّاهد من ذلك تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كسائر أصحابه لا يتميز عنهم، مع أنه أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام.

وكما ذكرنا أنه لا بأس أن يخص العالم بمجلس يتميز حتى يعرفه السائل والمتعلم.

س24: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشِّيخ يَقُولُ السّائِلُ: إذا كان الإيمان والكفر يكونان بالقول العمل والاعتقاد فهل يكفر من استهزأ بالله ورسوله ودينه بقلبه؟

ج24: ما لم يتلفظ، إذا ترك هذا خوفًا من الله، وقع في نفسه شيء تردد في شيء ولكنه لم يتلفظ فإنه لا يؤاخذ «عفي لأمتي الخطأ والنسيان وما حدثت بها أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل» الوساوس يحصل والشيطان حريص ولكن الإنسان يملك نفسه ولا يتلفظ ويستغفر الله ويزول عنه هذا بإذن الله.

س25: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، سَمَاحَة الشِّيخ يَقُولُ السَّائِلُ: قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: «من رأى منكم منكرًا فليغيره» الحديث إلى قوله: «وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان» هل معناه أن الذي لا ينكر المنكر ولو معصية ليس عنده إيمان ألبتة، أم ناقص الإيمان؟

ج25: إذا لم ينكر المنكر، إذا قال: ما يخالف، هذا لا بأس به، الزنا لا بأس به، السرقة لا بأس بها ولا يرى أنه منكر هذا كافر مكذِّب لله ولرسوله، فإذا استحل الحرام وحرّم الحلال وقال لا بأس كله سواء ولا ينكر الحرام فإنه يكون كافرًا «ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل»

فالذي يقر الأشياء المحرمة ويراها مباحة أو يراها لا بأس بها يكون كافرًا.

س26: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، يَقُولُ السَّائِلُ: من اعتاد الحلف بغير الله وهو لا يقصد الحلف هل يدخل في الشرك الأصغر؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج26: هذا من لغو اليمين، إذا جرى على لسانه ما صورته اليمين لكنه لم يقصده فهذا من لغو اليمين {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ} [المائدة : 89] {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ } [البقرة : 225]

س27: أَحْسَنَ اللهُ إِليكُم، يسأل السائل عن مرجئة الفقهاء؟

ج27: الذين يقولون إنَّ الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب ولا يدخلون العمل في الإيمان هؤلاء هم مرجئة الفقهاء، الذين يقولون الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب ولا يدخل فيه العمل، هؤلاء مرجئة الفقهاء، ومنهم الحنفية.

ليست هناك تعليقات: