بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

[أقوال العلماء] فيمن يؤم الناس وهم له كارهون

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مسألة مهمة تتعلق بأئمة المساجد ومن يؤم الناس فكثيرا ما ينشب خلاف بين الإمام والمأمومين بسبب من الأسباب المتعلقة بدينه أو صلاحه وورعه أو معامالاته .... فعن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم : العبد الآبق حتى يرجع ، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ، وإمام قوم وهم له كارهون ] صحيح الترغيب والترهيب (1/328ح487)

قال ابن قدامة في المغني (2/32) :
وإن كان ذا دين وسنة فكرهه القوم لذلك لم تكره إمامته .هـ

قال الشوكاني في نيل الأوطار (3/217) :
والاعتبار بكراهة أهل الدين دون غيرهم حتى قال الغزالي في الإحياء : لو كان الأقل من أهل الدين يكرهونه فالنظر إليهم .هـ

قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (1/127) وفي الفتاوى(23/373) لما سئل :
في رجل يؤم قوما وأكثرهم له كارهون ؟
الجواب : إن كانوا يكرهون هذا الإمام لأمر في دينه مثل كذبه ، أو ظلمه ، أو جهله ، أو بدعته ونحو ذلك ، ويحبون الآخر لأنه أصلح في دينه منه مثل أن يكون أصدق ، وأعلم ، وأدين فإنه يجب أن يولى عليهم هذا الإمام الذي يحبونه وليس لذلك الإمام الذي يكرهونه أن يؤمهم كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم : رجل أم قوما وهم له كارهون ، ورجل لا يأتي الصلاة إلا دبارا ، ورجل اعتبد محررا . و الله أعلم . هـ

وقال الشيخ ابن عثيمين (4/354) :
لكن ظاهر الحديث الكراهة مطلقا وهذا أصح ، لأن الغرض من صلاة الجماعة هو الائتلاف والاجتماع وإذا كان هذا هو الغرض فمن المعلوم أنه لا ائتلاف ولا اجتماع إلى شخص مكروه عندهم . هـ

قال الشيخ العلامة سماحة الوالد بن باز رحمه الله كما في فتاويه :
قال العلماء: يعني إذا أمهم بغير حق. إذا كرهوه بحق، إذا كرهوه بحقٍ فإنه لا يؤمهم، يكرهونه في بدعته، أو لشحناء بينه وبينهم، لا يؤمهم، أما إذا كان، لا، هو مستقيم ومن أهل السنة وليس به بأس ولكن كرهوه لأنه يدعوهم إلى الله، لأنه يعلمهم لأنه يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، لا، هذا لا عبرة بكراهتهم، يؤمهم ولا عبرة بكراهتهم، لكن إن كرهوه بحق لأنه صاحب خصومة بينه وبينهم، شحناء، أو لأنه صاحب بدعة، أو يرون منه معاصي ظاهرة كالإسبال وحلق اللحية لا يؤمهم؛ لأنه عليه مؤاخذة في هذا ... هـ

قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله :
أما إذا كان الإمام ذا دين وسنة , وكرهوه لذلك ; لم تكره الإمامة في حقه , وإنما العتب على من كرهه . وعلى كل ; فينبغي الائتلاف بين الإمام والمأمومين , والتعاون على البر والتقوى , وترك التشاحن والتباغض تبعا للأهواء والأغراض الشيطانية ; فيجب على الإمام أن يراعي حق المأمومين , ولا يشق عليهم , ويحترم شعورهم , ويجب على المأمومين أن يراعوا حق الإمام , ويحترموه , وبالجملة ; فينبغي لكل منهما أن يتحمل ما يواجهه من الآخر من بعض الانتقادات التي لا تخل بالدين والمروءة , والإنسان معرض للنقص : ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلا أن تعد معايبه ..هـ

فصل يؤم قوما أكثرهم له كارهون[1]

(1194) فصل: يكره أن يؤم قوما أكثرهم له كارهون؛ لما روى أبو أمامة [رضي الله عنه]، قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (ثَلَاثَةٌ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ آذَانَهُمْ: الْعَبْدُ الْآبِقُ حَتَّى يَرْجِعَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)،قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وعن عبد الله بن عمرو [رضي الله عنهما]، أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: (ثَلَاثَةٌ لَا تُقْبَلُ مِنْهُمْ صَلَاةٌ: مَنْ تَقَدَّمَ قَوْمًا هُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وَرَجُلٌ يَأْتِي الصَّلَاةَ دِبَارًا-وَالدِّبَارُ: أَنْ يَأْتِيَ بَعْدَ أَنْ يَفُوتَهُ الْوَقْتُ-وَرَجُلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّرًا) (رواه أبو داود).

وقال علي [رضي الله عنه] لرجل أم قومًا وهم له كارهون: إنك لخروط[2].

قال أحمد-رحمه الله-: إذا كرهه واحد أو اثنان أو ثلاثة فلا بأس، حتى يكرهه أكثر القوم، وإن كان ذا دين وسنة فكرهه القوم لذلك، لم تكره إمامته.

قال منصور: أما إنا سألنا أمر الإمامة، فقيل لنا: إنَّمَا عُنِيَ بهذا الظلَمَة فأمَّا من أقام السنة فإنَّمَا الإثم على من كرهه.

منقول

[1] انظر (المغني/ ج:3- ص:71/ دار عالم الكتب/ ت: التركي)

[2] الدابة الجموح الذي يجتذب رسنه من يد ممسكه ثم يمضي عائرًا خارطًا