بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

التنبيه على بدعية: الزيادة على لفظ"بسم الله" في أول الطعام ومعه الرد على من ادعى خلاف هذا

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الألباني –رحمه الله تعالى- في «سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها» (1/152-153)
تحت حديث(71): [كان إذا قرب إليه الطعام؛ يقول: بسم الله , فإذا فرغ؛ قال: اللهم أطعمتَ، وأسقيتَ، وأقنيتَ، وهديتَ، وأحييتَ, فلك الحمد على ما أعطيت]
وفي هذا الحديث أن التسمية في أول الطعام بلفظ (بسم الله) لا زيادة فيها ؛ وكل الأحاديث الصحيحة التي وردت في الباب -كهذا الحديث- ليس فيها الزيادة , ولا أعلمها وردت في حديث , فهي بدعة عند الفقهاء بمعنى البدعة وأما المقلدون فجوابهم معروف: (شو فيها).
فنقول: فيها كل شيء، وهو الاستدراك على النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي ما ترك شيئاً يقربنا إلى الله إلا أمرنا به وشرعه لنا , فلو كان ذلك مشروعاً ليس فيه شيء؛ لفعله ولو مرة واحدة , وهل هذه الزيادة إلا كزيادة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من العاطس بعد الحمد؟! وقد أنكرها عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- كما في «مستدرك الحاكم» (4/365) , وجزم السيوطي في «الحاوي للفتاوي» ( 1 / 338 ) بأنها بدعة مذمومة , وقال ابن عابدين في «الحاشية» (1/541) بكراهيتها؛ فهل يستطيع المقلدون الإجابة عن السبب الذي حمل السيوطي على الجزم بذلك !! قد يبادر بعض المغفلين منهم فيتهمه - كما هي عادتهم - بأنه وهابي! مع أن وفاته كانت قبل وفاة محمد بن عبد الوهاب بنحو ثلاث مئة سنة!!
ويذكرني هذا بقصة طريفة في بعض المدارس في دمشق , فقد كان أحد الأساتذة المشهورين من النصارى يتكلم عن حركة محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية , ومحاربتها للشرك والبدع والخرافات، ويظهر أنه أطرى في ذلك، فقال بعض تلامذته : يظهر أن الأستاذ وهابي!!
و قد يسارع آخرون إلى تخطئة السيوطي , و لكن أين الدليل؟!‎والدليل معه، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم- : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " . متفق عليه، وهو مخرج في «غاية المرام» (رقم5) ، وفي الباب غيره مما سنجمعه في كتابنا الخاص بالحدثات، والمسمى بـ «قاموس البدعة» , نسأل الله تعالى أن ييسر لنا إتمامه بمنه وفضله اهـ.
وقال العلامة الألباني في سلسلة الصحيحة حديث رقم(344)
[يا غلام إذا أكلت فقل :بسم الله و كل بيمينك و كل مما يليك]
و في الحديث دليل على أن السنة في التسميةعلى الطعام
إنما هي
" بسم الله "
فقط
و مثله حديث عائشة مرفوعا :
" إذا أكل أحدكم طعاما فليقل : بسم الله
فإن نسي في أوله ، فليقل : بسم الله في أوله و آخره " .
أخرجه الترمذي و صححه
و له شاهد من حديث ابن مسعود تقدم ذكره مخرجا برقم(196).
و حديث عائشة قواه الحافظ في " الفتح " ( 9 / 455)
و قال :
" هو أصرح ما ورد في صفة التسمية "
قال :"
و أما قول النووي في آداب الأكل من "الأذكار":(صفة التسمية من أهم ماينبغي معرفته و الأفضل أن يقول : بسم الله الرحمن الرحيم فإن قال :بسم الله كفاه و حصلت السنة).فلم أر لما ادعاه من الأفضلية دليلا خاصا.
و أقول : لا أفضل من سنته صلى الله عليه وسلم وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فإذا لم يثبت في التسمية على الطعام إلا "بسم الله"
فلا يجوز الزيادة عليها فضلا عن أن تكون الزيادة أفضل منها!
لأن القول بذلك خلاف ما أشرنا إليه من الحديث :
"و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم"اهـ.
وقال الشيخ الألباني -رحمه الله- معلقًا على الحديث: ((إذا حدثتكم حديثًا فلا تزيدن علي ...)) إلي آخر الحديث. السلسلة الصحيحة (1 /2/ 680): وفي الحديث آداب ظاهرة، وفوائد باهرة؛ أهمها:
[النهي عن الزيادة في حديثه صلى الله عليه وسلم، وهذا وإن كان معناه في رواية حديثه ونقله؛ فإنه يدل على المنع من الزيادة فيه تعبدًا قصدًا للاستزادة من الأجر بها من باب أولى.
وأبرز صور هذا: الزيادة على الأذكار والأوراد الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم؛ كزيادة "الرحمن الرحيم" في التسمية على الطعام.
فكما أنه لا يجوز للمسلم أن يروى قوله صلى الله عليه وسلم المتقدم (344 ):
"قل: بسم الله" بزيادة "الرحمن الرحيم"؛ فكذلك لا يجوز له، أن يقول هذه الزيادة على طعامه؛ لأنه زيادة على النص فعلاً، فهو بالمنع أولى؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم: "قل: باسم الله" تعليم للفعل، فإذا لم يجز الزيادة في التعليم الذي هو وسيلة للفعل؛ فلأن لا يجوز الزيادة في الفعل -الذي هو الغاية- أولى وأحرى.
ألست ترى إلى ابن عمر -رضي الله عنه- أنه أنكر على من زاد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحمد عقب العطاس، بحجة أنه مخالف لتعليمه صلى الله عليه وسلم، وقال له: "وأنا أقول: الحمد لله، والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولكن ليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا إذا عطس أحدنا أن يقول: الحمد لله على كل حال".
أخرجه الحاكم (4 / 265-266)، وقال: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي.
فإذا عرفت ما تقدم من البيان؛ فالحديث من الأدلة الكثيرة على رد الزيادة في الدين والعبادة.
فتأمل في هذا، واحفظه؛ فإنه ينفعك -إن شاء الله تعالى- في إقناع المخالفين، هدانا الله وإياهم صراطه المستقيم.]اهـ.
جمع

سلطان الجهني
منقول من سحاب