بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 2 أبريل 2014

القول الحميد على من أجاز تهنئة اليهود والنصارى بعيد

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } (آل عمران:102) , { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } (النساء:1) , { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } (الأحزاب: 70 , 71) , أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله , وخيرَ الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار.
اعلموا أيها الإخوة حفظكم الله تعالى وأثابكم على ما تقدمونه وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم .. أن هذا الرجل المدعو سلمان العودة هو رجل ساقط من قديم .. وقد بين علماءنا حفظهم الله طريقة هذا الرجل وكثرة تلونه وتلبسه بألبسة وألوان أهل البدع .. فحاله معروف ومكشوف .. ولا يخفى على من له أدنى دراية بأحوال أهل البدع والأهواء , من كل سلفي غيور على دينه وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وهو من دعاة الضلال الذين ابتليت بهم الأمة .. ولا أجد ما ينطبق عليه سوى قول الشافعي رحمه الله :
ولا خير في ود امرئ متلونٍ ***** إذا الريح مالت مال حيث تميل

فالرجل يميل حسب مصلحته وحسب حاجته وحسب تياره ,, فتراه هو ومن كان على شاكلته يميلون حتى مع العلمانيين واللبراليين .. ولا حساسية لديهم في هذا .. أفنتعجب أن يبيح هو وأمثاله مثل هذه الأمور ويبيحون للمسلمين تهنئة الكفار بأعيادهم المبتدعة؟! ,, لا والله؛ لأنهم خرجوا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلا نستغرب منهم مثل هذه الأمور. وإلا فهل يغيب عنه هو وأمثاله -في تجويزهم لمثل هذه الأمور-,, هل يغيب عنهم حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: (نذر رجل أن ينحر إبلاً ببوانة , فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا, قال: هل كان فيها عيد من أعيادهم؟, قالوا: لا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوف بنذرك, فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله, ولا فيما لا يملك ابن آدم), رواه أبو داود برقم ( 3313 ), وصححه الحافظ في تلخيص الحبير ( 4 / 180 ), والألباني رحمه الله في صحيح أبي داود ( 2 / 637 ).
فإن قالوا: هذا في مسألة الوفاء بالنذر؛ كما هي عادتهم في تحريف الاستدلال بالنصوص, قلنا لهم أن المشاركة معهم في أعيادهم وتهنئتهم بها داخل في هذا النهي من باب أولى, وهذا من باب النهي عن الأخف, بالنهي عن الأغلظ.
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى العبد المؤمن عن فعل العبادة والطاعة في أي مكان من أماكن الجاهلية والشرك والمعاصي, فمن باب أولى يا سلمان العودة هداك الله أن لا يهنأ الكفار على أعيادهم الباطلة والمبتدعة, لما يترتب عليه من إقرارهم على كفرهم والرضى به, وما فيه من إذلال للمسلمين هداك الله, فالمسلم عزيز بعبادة الله وطاعته ولا يذل لأعداء الله الكافرين. فما الذي حمل سلمان العودة على تجويز تهنئتهم بباطلهم, فإن كان سيقول أن هذا من باب إظهار سماحة الإسلام ومن تأليف قلوبهم فهذا باطل صريح وكذب على الله وكذب على رسوله صلى الله عليه وسلم, لأن الله تعالى هو الذي شرع الدين للناس وهو الأعلم بسماحته حيث أظهره على الدين كله ورضيه لعباده, وبين سبحانه وتعالى بأنه عدو للكافرين, أفبعد هذا يقول العودة وأمثاله أن لا سماحة في الدين إلا بتهنئة الكفار هذا هو الباطل يا سلمان العودة.

وإن كان العودة سيستدل بقوله تعالى: {لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الممتحنة:8) , ويقول بأن التهنئة داخلة في البر والعدل مع الذين لم يقاتلونا فقد كذب, وإنَّما يكون البر بالتعامل معهم على وفق الشريعة الإسلامية ومنها عدم ظلمهم وعدم أخذ حقوقهم بغير حق وعدم التعدي على المستأمنين منهم والمعاهدين, وعدم التعدي على من سالمنا منهم حتى يصدر منهم ما ينقض السلم بيننا وبينهم ومع ذلك أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في حين نقضهم للميثاق الذي بينهم وبين المسلمين ألا يفجأهم بحرب ولكن يعلمهم بأن الميثاق الذي بينهم وبين المسلمين قد انتهى بسبب صدور ما ينقضه من جانبهم, وذلك حتى لا تلصق التهم جزافاً بالإسلام والمسلمين بأنَّهم خونة أو ما أشبه ذلك؛ فقال تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} (الأنفال:58).

فأين يجد سلمان العودة وأمثاله أن من البر والعدل مع الذين لم يقاتلونا ولم يظاهروا على إخراجنا؛ أن نهنأهم بأعيادهم الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان .. {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} (النور:16).

وبعد أيها الإخوة السلفيون بارك الله فيكم فحال هذا الرجل لا يخفى على كل سلفي غيور مهما لبس هو وأمثاله من دعاة الإخوان المسلمين .. في مشارق الأرض ومغاربها, فالله الله في التمسك بدينكم وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
أبو حمود هادي بن قادري بن حسين محجب
01-13-2010