بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 1 يناير 2021

فتاوى الدرس الثالث من شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري

 

فتاوى الدرس الثالث

من شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري

وعددها: (إحدى عشرة)  فتوى

س48: سلمكم الله وبارك فيكم! فضيلة الشيخ هذا سائل يقول: ذكر العلماء أن مرتكب الكبيرة لا يكفر بارتكابها ما لم يستحلها ما هو ضابط الاستحلال؟ هل هو بالقلب أم بالقول؟ أم بتكرار عملهما؟ أم بالقرينة؟ وهل يدخل في ذلك قنوات السحر والشعوذة وقنوات الدعارة والمجون والغناء؟ وجزاكم الله خيرًا!

ج48: نعم، من أصول أهل السنة والجماعة أن مرتكب الكبيرة التي دون الشرك لا يكفر بها ولا يخرج بها من الإسلام، لكن ينقص إيمانه، ينقص بذلك إيمانه ولا يخرج من الإيمان، هذا من أصول أهل السنة والجماعة خلافًا للخوارج والمعتزلة.

فالخوارج يكفرونه بالكبيرة، والمعتزلة يخرجونه من الإسلام ولا يدخلونه في الكفر ويقولون: هو في منزلة بين المنزلتين، وإذا مات ولم يتب فهو مخلد في النار، يوافقون  الخوارج في الآخرة وهذا ضلال والعياذ بالله!

وفي مقابلهم المرجئة الذين يقولون ما يضر مع الإيمان معصية ومرتكب الكبيرة التي دون الشرك يقولون مؤمن كامل الإيمان، وهذا غلط، بل يقولون أهل السنة والجماعة يقولون مرتكب الكبيرة التي دون الشرك لا يكفر خلافًا للخوارج، لكن ينقص إيمانه خلافًا للمرجئة فهم تبرؤوا من طريقة طائفتين، وهذا على مقتضى الكتاب والسنة، هذه عقيدة أهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة، إلا إذا استحلها، إذا استحل الربا، استحل الزنا، استحل الخمر، إذا قال: هي حلال، فهذا كافر بالإجماع.

أما إذا ارتكبها وهو يكرهها ويعلم أنها حرام ويوقن أنها حرام لكن ارتكبها بدافع الشهوة أو بتغرير النفس والشيطان مع اعترافه بالخطأ فهذا لا يكفر، لكن ينقص إيمانه، هذه مسألة عظيمة جدًا!

س49: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: هل ورد قول: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين} وقول: ((يا معلم إبراهيم علمنا ويا مفهم سليمان فهمنا)) بعد الصلوات الخمس؟

ج49: لا أعلم هذا، تخصيصه يعني، تخصيص هذا الذكر بعد الصلوات الخمس لا أذكر له دليلًا، أما أنه يقوله من غير تخصيص بوقت فهذا شيء طيب.

س50: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: من لم يحكم بغير ما أنزل الله فهل في هذا الأمر تفصيل؟

ج50: نعم، فصّل العلماء في هذه المسألة، فقالوا: من لم يحكم بما أنزل الله وهو يستحل هذا ويرى أنه جائز وأنه يجوز له الحكم بغير ما أنزل الله، أو أن غير ما أنزل الله أنه أفضل مما أنزل الله أو مساوي فهذا يكفر بالإجماع، يكفر الكفر الأكبر بالإجماع. أما من يرى أن ما أنزل الله هو الحق وأنه يجب الحكم به لكنه خالف ذلك لغرض إما لطمع دنيوي وإما لهوى في نفسه في بعض المسائل فهذا مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب ولا يكفر.

س51: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: رجل ذهب عند ساحر وعمل سحرًا ثم تاب بعد ذلك فهل عليه أن يرجع عند الساحر؛ ليفك السحر أم لا؟

ج51: لا يجوز له أن يذهب إلى الساحر مرة ثانية، في الأولى ذهب وتاب من ذلك وعرف أنه أخطأ فلا يرجع إلى الساحر مرة ثانية يقول يفك عني الساحر، لأنه إذا رجع إليه لفك السحر فقد رضي بالسحر، بل قال صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من سَحَر أو سُحِر له» فلا يجوز الرجوع إلى الساحر، لكن يعالج السحر بما أباح الله جل وعلا من الأدوية ومن الرقية الشرعية بالدعاء.

س52: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ! وهذا سائل يقول: أشكل عليّ قوله في الحديث: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» فإذا قلنا إن النفي هنا لكمال الإيمان فيكون بذلك أن الذي يقدم حب والديه وولده على الرسول صلى الله عليه وسلم مؤمنًا لكن ناقصًا للإيمان، أليس كذلك؟ ويبني على هذا أنه إذا تعارض أمر لوالديه وأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم قدم أمر والديه.

ج52: ما هو الكلام على تقديم أمر الوالدين على أمر الله لا، الكلام في المحبة فقط، هو لا يقدم أمر الوالدين وإن كان يحبهما ويحب الولد لا يقدم أمرهما على أمر الله عز وجل، وإنما الكلام في المحبة في القلب لا في الأعمال، فافرق بين هذا وهذا.

س53: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يسأل عن تفسير قول الله عز وجل: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41]

ج53: قيل المراد والله أعلم ننقصها من أطرافها بالفتوح وانتشار الإسلام ، وقيل ننقصها من أطرافها بموت العلماء.

س54: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: هل الوقت المعلن لصلاة الفجر في تقويم [أم القرى] هو الوقت الصحيح، أم أن هناك فرقًا بين الوقت الصحيح والوقت الموجود في التقويم؟

ج54: هذا ترويج وشبهة روجها بعض المتعالمين أن تقويم [أم القرى] فيه خطأ، وقالوا أن فيه ثلث ساعة زيادة ويؤخرون الصيام، المشكلة يؤخرون الصيام بعد الناس ويجامعون نساءهم بعد الناس بثلث ساعة، يا أخي طابق تقويم أم القرى على الواقع طابقه وشفت، نحن طبقناه وكل طابقه فلم يتبين فيه خطأ، نصلي الآن على تقويم [أم القرى] ونخرج وقد ظهر النور ظهورًا واضحًا، شيء واضح هذا، لا تصدق فلان وعلان، انظر إلى الواقع، يؤذن على تقويم [أم القرى] ننتظر ثلث ساعة أو نصف ساعة على الأكثر ونصلي فإذا خرجنا وإذا هو نهار واضح، فلم ندرك عليه خطأ، ما أدركنا عليه خطأ والمسلمون يعملون بهذا ولا أدركوا عليه خطأ.

س55: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يسأل: ما حكم رفع اليدين عند التكبير في صلاة الجنائز؟

ج55: سنة، رفع اليدين مع التكبير في صلاة الجنائز وفي الفريضة والنافلة في المواضع التي ورد الرفع فيها سنة، وإذا لم يرفع يديه فالصلاة صحيحة.

س56: أحسن الله إليكم! هذا سائل يسأل ما حكم قول:  (الصلاة خير من النوم) في أذان الفجر، هل هي مستحبة أم سنة؟

ج56: مستحبة في الأذان الأخير إذا كان هناك أذانان أذان أول وأذان أخير تكون في الأذان الأخير علامة على طلوع الفجر.

س57: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يسأل: سمعت أحد المسئولين في وزارة  الصحة يحذر من الأماكن المزدحمة بالخطر عن مرض أنفلونزا الخنازير، فما هو حكم الذهاب إلى مكة لأجل العمرة وصلاة التراويح والإكثار من ذلك؟ وهل يأخذ حكم الطاعون؟

ج57: نعم ما منعوا من الذهاب إلى مكة ولا منعوا من الصلاة في المسجد الحرام إنما يقولون تجنب الزحامات، من باب التوقي، وإلا الصلاة ما منعوا منها ولا منعوا من الذهاب إلى مكة ولا منعوا من الحج والعمرة، إنما يقولون: اذهب لكن توقى الزحامات، لا تدخل فيها، ابتعد عن الزحامات؛ لأن اجتناب الزحامات حتى لو ما فيه حمى خنازير، اجتناب الزحامات مطلوب، ما تدخل الزحامات وتضايق الناس وتضايق نفسك، فإذا كان مع هذا يخاف من المرض لا شك أنه يتأكد تجنب الزحامات.

س58: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: ما حكم الصف في المقبرة لاستقبال المعزين؟

ج58: لا، المقبرة ليست محل ترتيب للتعزية أما لو أحد عزاك في المقبرة أو في الطريق ما فيه مانع، لكن أن ترتب هذا فيصير ترتيب للناس أو يقولون ابنوا لهم سقيفة يجلسون فيها للتعزية فهذا لا يجوز، التعزية أصلًا ما هي بلازمة، ما هي بلازمة التعزية، لكن إذا حصلت من دون ترتيب وبدون محل معين فلا بأس بذلك.

ليست هناك تعليقات: