بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 1 يناير 2021

فتاوى الدرس السَّادِس من شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري

 

فتاوى الدرس السَّادِس

من شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري

وعددها: (خمس وعشرون) فتوى

س113: أحسن الله إليكم وبارك فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين! نبدأ بهذا السؤال الذي يقول فيه صاحبه: حفظك الله فضيلة الشيخ! كيف الجمع بين الآية قول الله تعالى: {وإن طائفتان} وحديث: «وقتاله كفر»؟

ج113: نعم قلنا: كفر أصغر، هو كفر، لكنه كفر أصغر، مسلم لكن عنده كفر وكفر أصغر، المسلم قد يكون عنده كفر أصغر، يكون المؤمن عنده أكفر أصغر، لا يتنافى مع الإيمان.

س114: وهذا سائل يقول: قول المؤلف: «كفر بعد كفر» دلالة على أن كفران العشير شأنه كبير أكبر من فعل الكبيرة أي أن فاعلته تكون أكثر إثمًا من هذه التي ارتكبت كبيرة معينة، فهل هذا صحيح؟

ج114: الكبائر تتفاوت يا إخوان ما هي الكبائر على حد سواء بعضها أشد من بعض، في أكبر الكبائر، وفي السبع الموبقات، الكبائر تتفاوت بعضها أشد من بعض، وكفران العشير هو من الكبائر الشديدة.

س115: حفظكم الله! وهذا سائل يقول: ما رأي فضيلتكم في قول من يقول أن هناك أحاديث ينبغي أن تحذف من [صحيح البخاري]؟

ج115: هذا لا يعرف صحيح البخاري ولا له قيمة عنده، وإلا لو كان يعرف قدر نفسه أولًا ما تكلم بهذا الكلام، تتكلم في صحيح البخاري؟ من أنت حتى تتكلم في صحيح البخاري الذي أجمعت الأمة على قبوله وأنه أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل؟ فكونه يجيء واحد إما ضال صاحب فكر خبيث وإلا جاهل ما هو بضال لكنه جاهل يتكلم بما لا يعرف فلا يجوز الطعن في [صحيح البخاري] ولا في غيره من كتب الحديث بغير علم، لا يتكلم الإنسان بدون علم!  أو ينقل كلام الذي لا يدري، يقول إن فلانا يقول كذا، لا تنقل كلام الناس وأنت ما تعرف خل كلام الناس بذممهم لا تنقله أنت وتحمل الإثم!

 

س116: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: ما رأي فضيلتكم في قول من يقول أن ما يخرج عن العمل القلبي ويتعاده إلى العمل البدني فهو شرط كمال في الإيمان؟

ج116: هذا تفصيل باطل، ولا دليل عليه هذه فلسفة لا دليل عليها، وصار المتعالمون الآن يتكلمون في المسائل الكبار التي توقف عنها الأئمة يتكلمون فيها وهم لا يعلمون فهذا كلام باطل، فالأعمال ليست شرط كمال في الإيمان وإنما هي من الإيمان، لا إيمان بدون عمل، ولا عمل بدون إيمان لا بد منهما {آمنوا وعملوا الصالحات} لا بد منهما مع بعضها.

س117: حفظكم الله! وهذا عطف على سؤال سابق يقول: سمعت بعضهم يقول أن أكثر أهل الجنة من النساء؛ لأنهن أكثر أهل النار ابتداء؟

ج117: يعني بعكس الحديث؟ جاء بعكس الحديث، من  أين جاء بالكلام هذا؟ نعم

السؤال: لأنهن أكثر أهل النار ابتداء بسبب كفران العشير وكثرة اللعن لكن مردهن إلى الجنة ما دمن مسلمات موحدات؟

الجواب: هذا لا يعارض فيه أحد، أنهن وإن كن من أكثر أهل النار فلا يمنع أن يدخلن الجنة فالمسلم يدخل النار أيضًا بسبب ذنوبه وكبائره ومنه النساء.

سؤال: فهل يفهم من ذلك أنهن أكثر أهل الجنة؟

الجواب: ما قال هذا أحد، ما قال هذا أحد، وهذا خلاف كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، الواجب عليكم يا إخوان أن تتأدبوا ولا تتكلموا بشيء لا تعرفونه ولا تعارضون أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.

س118: حفظكم الله تعالى! وهذا سائل يقول: هل صاحب الشرك الأصغر مثل صاحب الكبيرة بأنه تحت المشيئة أم أنه لا بد أن يدخل النار؟

ج118: هذه مسألة خلافية، هل الذي عنده شرك أصغر لا يدخله العفو وأنه يعذب بقدر شركه لكنه لا يخلد في النار كما يخلد صاحب الشرك الأكبر؟ أو أنه قابل للمغفرة: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] هذا خلاف بين العلماء.

س119: حفظكم الله تعالى! وهذا سائل يقول: هل يدخل الله عز وجل الناس الجنة والنار قبل يوم القيامة؟ وهل يوجد من ينعم في الجنة أو يعذب في النار الآن؟

ج119: هذا في البرزخ في القبر نعم، في البرزخ نعم يأتيه من عذاب النار إن كان والعياذ بالله من أهل النار! ويكون قبره حفرة من حفر النار، ويأتيه من الجنة إن كان من أهل الجنة ويكون قبره روضة من رياض الجنة، هذا في القبر.

أما في الدنيا قبل الموت لا، أمور الآخرة لا يأتي منها شيء في الحياة الدنيا، إنما في البرزخ؛ لأن الدور ثلاث: دار الحياة الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار (دار الآخرة)

س120: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: ما حكم التحاكم إلى المحاكم التي تحكم بالقوانين الوضعية لاسترداد جزء من حقه؟ لأنه كما تعلمون بعض الدول لا تطبق الأحكام الشرعية، فما حكم التقدم بشكوى لأخذ حقه أو جزء منه؟

ج120: ابتداء لا يجوز التحاكم إلى غير كتاب الله وسنة رسوله عند الاختيار لا يجوز أبدًا، لا يجوز التحاكم  إلى غير شرع الله عند الاختيار والإمكان.

أما إذا اضطر الإنسان في بلد كافر ويضيع حقه لا مانع أن يطالب بحقه  وينقذ حقه من الظالم.

أما أن يطالب بحق غيره لأن القانون يحكم له ظلمًا وينتهز الفرصة فهذا لا يجوز، لكن إذا كان سيضيع حقه في بلاد كافرة ولو تركه لضاع يطالب بحقه وينقذ حقه من الظالم.

س121: حفظكم الله تعالى! وهذا سائل يقول: تقدم له شاب مستقيم ولكنه ولد بغير نكاح شرعي فهل يقبله على موليته؟

ج121: أيش أدراك أنه ولد بغير نكاح شرعي؟ لا تفتش عن الناس، إما أن تزوجه وإما أن تتركه ولا تقل الكلام هذا، إذا صار ما لك فيه رغبة فاتركه حتى ولو كان من نكاح شرعي ولو كان من أشرف الناس ما دام ما لك رغبة فيه اتركه، دون أن تقول أن فلانا ما هو ولد شرعي وفلان كذا.

س122: حفظكم الله تعالى! وهذا سائل يقول: ما حكم كفارة العهد؟ وإذا عاهدت الله سبحانه وتعالى على عمل وقصرت فيه فهل علي كفارة؟

ج122: العهد يمين، كفارة العهد كفارة يمين {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل: 91] فالعهد يمين فيه كفارة يمين إذا نقضه.

سؤال: وإذا كانت هناك كفارة فهل يسقط عني العمل الذي عاهدت عليه بعد أداء الكفارة؟

الجواب:  ينحل، ينحل اليمين إذا نقضها انحلت ويكفر لأنها انحلت وزالت.

س123: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: إذا كان تارك صيام شهر رمضان متكاسلًا لا يكفر فما الفرق بين أركان الإسلام الخمسة وبين بقية الواجبات الأخرى؟ ولم سميت أركان الإسلام؟

ج123: أركان الإسلام لأنه يقوم عليها الإسلام مثلما يقوم البناء على الأعمدة فكذلك الإسلام يقوم على هذه الأعمدة الخمسة الأساسات، وفيه فرق بين الأركان بعضها عملي وبعضها اعتقادي، فالاعتقاد لا يجوز التساهل فيه ولا يعذر أحد في تركه بالكسل، أما العملي فهذا محل بحث ومحل تفصيل.

س124: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: شاع عند البعض أنكم -حفظكم الله- تعذرون من لم يبلغه القرآن والسنة كعباد القبور لجهلهم، وهل عباد القبور يقال أنهم مشركون كلهم؟

ج124: هذا كذب! هذا كذب! أنا أقول: لا، ما يعذرون لأنهم يعيشون في بلاد الإسلام ويقرؤون القرآن صباحًا ومساء ويسمعون القرآن وعندهم الدروس وعندهم الإذاعات التي تبث البرامج الدينية فهم ليسوا جهالًا لكنهم معاندون ويقولون: نحن على ما كان عليه آباؤنا لا نترك ما عليه آباؤنا وأهل بلدنا! هذا الذي يقولونه، هؤلاء يعذرون بالجهل؟ لا، أنا ما قلت هذا، هذا كذب!

سؤال: وهل يقال لهم مشركون؟

الجواب: نعم، الذي يعبد غير الله يقال له مشرك، ودعوة غير الله  بعدها غير الشرك؟ الذي يدعو غير الله أو يذبح لغير الله أو ينذر لغير الله أو يستغيث بغير الله هذا مشرك.

س125: حفظكم الله تعالى! وهذا سائل يقول: هل لو قال الإنسان لنفسه أنه كفر بسبب الوساوس التي تتحدث بها نفسه؟

ج125: الوساوس لا تضر ولا يكفر بها الإنسان ما لم يتكلم أو يعمل «عفي لأمتي الخطأ والنسيان وما حدثت بها أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل»

س126: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: ما حكم السفر إلى بلاد الكفر إن كان فيها أقليات مسلمة في بعض مناطقها وبالإمكان إقامة الصلوات الخمس جماعة في مسجد أما بالنسبة للفتن فهي موجودة كما هو الحال في غالب بلاد المسلمين؟

ج126: بلاد الكفر لا يجوز الاستيطان فيها والبقاء فيها إلا للعاجز الذي لا يقدر على الهجرة، الذي لا يقدر على الهجرة يبقى إلى أن ييسر الله له ويهاجر يكون ينوي الهجرة بقلبه متى ما تيسر، لا يجوز له هذا إلا عند العجز {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ} [النساء: 98، 99] فلا يجوز الاستيطان في بلاد الكفار مع الاستطاعة الانتقال إلى بلاد المسلمين.

أما كونه يسافر لا للاستيطان وإنما للتجارة أو لدعوة إلى الله أو لعلاج ثم يرجع  فلا بأس لأجل الحاجة.

س127: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: إذا علم ضرر بعض المأكولات على الجوانب الصحية وثبت ضررها فما حكم تناولها؟ وهل يؤجر الإنسان بتركها؟

ج127: لا يجوز له أن يأكل ما فيه ضرر، {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] لا يجوز للإنسان أن يأكل ما يضره أو يشرب ما يضره،  {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29]  والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن المحرمات وزجر عنها فلا يجوز للمسلم أن يتناولها ويتساهل فيها.

س128: حفظكم الله تعالى وبارك فيكم! وهذا سائل يقول: رجل يفعل أهل بيته الشرك كدعاء غير الله والذبح لغير الله وهو يعلم بذلك ولم ينصح لهم ولم ينههم عن هذا الشرك بل يسر لهم الوصول إليه فما حكم مثل هذا الرجل؟

ج128: حكمه واضح، أنه تارك لما أوجب الله عليه من دعوة أهل بيته وذريته {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ}  [طه: 132] {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6] {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] فواجب عليه أن يقوم على أهل بيته لأن ما يفعل في بيته هو المسئول عنه؛ لأنه راع «كلكم راع والرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته، وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» فهو مسئول أمام الله عن ذلك، وإذا تعاون معهم وأقرهم على ذلك فحكمه حكمهم والعياذ بالله!

س129: أحسن الله إليكم وهذا سائل يقول: هل يرى الناس ربهم في عرصات يوم القيامة قبل دخول الجنة؟ وهل تتعارض رؤية الله قبل دخول الجنة، مع قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] والزيادة هي رؤية الله في الجنة؟

ج129: أما رؤية الله للمؤمنين بعد دخولهم الجنة فهذه متواترة وهي من صلب العقيدة يجب الإيمان بها.

أما رؤية الله في عرصات القيامة فهذه محل خلاف بين العلماء والله أعلم.

وأما رؤية الله في الدنيا فهذه لا يمكن أبدًا، لا يمكن أن يرى الله في الدنيا.

س130: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: يدعي البعض أن مسألة العذر بالجهل خلافية فما هو الحق مع التفصيل؟

ج130: أولًا اشتغال طلبة العلم والمبتدئين بهذه المسألة العظيمة لا ينبغي، لا ينبغي لهم أن يشتغلوا بهذا، لأنهم يسهلون على الناس الكفر والشرك يقولون أنتم جهال ولا عليكم فينبغي أنهم يمسكون عن هذا الشيء لا يفتحوا للناس الأبواب التي تسهل عليهم  البقاء على الشرك والكفر، بل يحذرون وينذرون من هذا ويخوفون الناس ما يقولون لهم: والله أنتم جهال والجاهل معذور وما أشبه ذلك! هذه مسألة خطيرة لا ينبغي الدخول فيها إلا لأهل الاختصاص وأهل العلم! وأما الطلبة والمبتدئون فلا يجوز لهم الدخول والخوض في مسألة العذر بالجهل فهذه تحتاج إلى تحرير وإلى شروط وضوابط لا يعرفها إلا خواص العلماء.

س131: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: امرأة طلبت الخلع من زوجها فاشترط الزوج أن يعطى مائة ألف ريال مقدار تكاليف الزواج ومنها المهر، مع أن التكاليف الحقيقية ما يقارب السبعين ألف فهنا أمامه ثلاثة أمور:  إما أن يعطى الزوج المهر فقط؟ أم يعطى تكاليف الزوج الحقيقية؟  أم يعطى كل ما يطلبه؟

ج131: هذه مسألة قضائية يرجع فيها إلى المحكمة تبت فيها، أما من حيث العموم فلا مانع أن المرأة إذا كرهت زوجها وأرادت التخلص منه أنها تفتدي منه {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} [البقرة: 229] فيما افتدت به هذا عام يشمل القليل والكثير فإذا أصلحوا على هذا ولو كان كثيرًا لكن الأفضل من حيث الأفضلية الأفضل أنه ما يأخذ أكثر مما أعطاها هذا هو الأفضل أما أنه يجوز له يأخذ أكثر فهذا يجوز، لقوله تعالى: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ } [البقرة: 229] هذا عام.

س132: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول يسأل عن ماهية كتاب [الأدب المفرد] للإمام البخاري وهل اشترط فيه الصحة كما هو الحال في [جامعه]؟

ج132: كتاب الأدب المفرد يروي فيه البخاري الصحيح وغير الصحيح، ولا يشترط الصحة فيه مثلما يشترط في [الجامع].

س133: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: ماذا يفعل الإنسان في المسألة أو المسائل التي فيها خلاف بين العلماء؟

ج133:  الحمد لله هو بعافية يدرس الخلاف ويدرس الأدلة إذا كان يعرف وإذا كان ما يعرف يصبر وينتظر حتى يعرف ولا يدخل فيها وهو لا يعرف.

س134: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: قلتم حفظكم الله أن الأحنف بن قيس تابعي على أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم؟

ج134: لقيه غير مؤمن به وقت اللقاء، فلا يدخل في الصحبة.

س135: يقول: فما الراجح فيمن لقي النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به ثم ارتد ثم آمن بعد موته صلى الله عليه وسلم؟

ج125: إذا ثبتت له الصحبة ثم ارتد ثم تاب من الردة هذا موضع خلاف بين العلماء، من العلماء من يقول: إنه إذا تاب تاب الله عليه ورجعت إليه أعماله التي قبل الردة ويثاب عليها، ومنهم من يقول: إنه تبطل أعماله ويستأنف من جديد، يستأنف الأعمال من جديد بعد التوبة، هذا محل خلاف بين العلماء.

س136: حفظكم الله تعالى! وهذا سائل يقول: إذا كان القتال بين فريقين مسلمين هذا لا يجوز لكن لو أحد الفريقين يقاتل دفاعا عن الحق، فهل يجوز هذا القتال؟

ج136: هذا قتال أهل البغي، نعم يجوز قتال البغاة وإن كانوا مسلمين بل يجب قتال البغاة وقتال الخوارج لكف شرهم عن المسلمين وإن كانوا هم في أنفسهم مسلمون لأجل كف عدوانهم عن المسلمين يقاتلون بقدر ما يكف شرهم عن المسلمين، ثم يمسك عنهم.

س137: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «القاتل والمقتول في النار» مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد شهد لكثير من الصحابة الذين وقعوا في معركة الجمل بالجنة؟

ج137: هذا عام ما يشمل أهل الجمل، وقلنا لكم أن الحرب التي وقعت في وقعة الجمل ليست باختيار الفريقين وإنما الذي شبه هم أهل الفتنة الذين قتلوا عثمان هم الذين شبوا القتال في الجمل دون اختيار من الطائفتين أو رضا من الطائفتين، فالإثم عليهم والعياذ بالله..

واللهُ تَعَالَىٰ أَعْلَمُ

وَصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ

ليست هناك تعليقات: