بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 1 يناير 2021

فتاوى الدرس السَّابِع من شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري

 

فتاوى الدرس السَّابِع

من شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري

وعددها: (ثلاث عشرة) فتوى

س138: أحسن الله إليكم وبارك فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين! هذا سائل يقول: عرض علينا أحد البنوك أن يعطينا سلعة وهي من الأرز أو غيره من السلع بأن نأخذ منه كمية من الأرز بمبلغ ثم نرد هذا المبلغ على كل شهر في خلال عام أو أكثر والزيادة عن كل عام 4.7 من قيمة هذه السلعة، وبالفعل أردنا أن نرى هذه السلعة فقالوا: لو أردتم أن تأخذوها فلكم ذلك وإن أردتم أن نبيعها لكم فعلنا، فهل هذا يعد بيعًا بالتقسيط كما بينوا لنا أم أن هذا الأمر فيه ربا؟

ج138: هذا ليس فيه ربا إذا كان عندهم السلعة مملوكة لهم عندهم اشتريتموهم بثمن مؤجل على أقساط أكثر من الثمن الحال لا بأس، هذا بيع وشراء، {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275] هذا بيع، النبي صلى الله عليه وسلم اشترى بالأجل كان يستدين على إبل الصدقة البعير بالبعيرين، فزيادة الثمن من أجل التأجيل لا مانع منها، فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم.

الحاصل أنه إذا كانت السلع موجودة عندهم اشتريتموها وقبضتموها ونقلتموها من مكانهم وبعتموها في مكان آخر واستفدتم من ثمنها ثم إذا حل الأجل تسددون للبنك لا بأس بذلك، هذه معاملة صحيحة وليست ربا.

س139: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يسأل عن صيام ما بعد نصف شهر شعبان؟

ج139: النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا انتصف شعبان فلا تصوموا» الذي يصوم من أول شعبان يواصل صيامه أما الذي ما بدأ يصوم إلا عقب النصف، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تصوموا» إذا كان ما بدأ إلا بعد النصف.

س140: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يسأل فيقول: ما الفرق بين الإرادة الشرعية والإرادة الكونية؟

ج140: الإرادة الكونية لا بد من وقوعها، وقد يحبها الله وقد لا يحبها، وأما الإرادة الشرعية فالله يحبها ولكن لا يلزم وقوعها قد تقع وقد لا تقع.

س 141: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: هل القدر يتغير؟

ج 141: يا إخوان القدر هذا من شأن الله ما ندخل فيه، هذا من الأسرار الإلهية، لا ندخل فيه، نؤمن به يجب علينا أن نؤمن بالقضاء والقدر ولا ندخل فيه ونتساءل  ما تصل إلى نتيجة؛ لأن هذا سر، هذا سر من أسرار الله عز وجل وهو من شأن الله أنت ما عليك إلا الإيمان بالقضاء والقدر والعمل الصالح والتوبة من الذنوب هذا الذي عليك، أما أنك تسأل عن القدر وأيش كذا وأيش كذا؟ هذا ما يصلح.

س 142: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: ما موقف المسلم من الفتاوى المعاصرة؟

ج 142: يأخذ الصحيح المواقف للكتاب والسنة ويترك الخطأ هذا موقف المسلم من الفتاوى، فإن كان عنده علم ويميز يأخذ الصحيح وإن كان ما عنده علم ولا يميز بين الخطأ والصواب فيسأل أهل العلم.

س 143: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: هل من العقوق أن أرفض توصيل والدتي إلى الزواج مع العلم بأن هذا الزواج يوجد به موسيقى وأغاني؟

ج 143: لا، هذا من النصيحة لها، أنك ما تعينها على المعصية، تقول لها: لا يا والدتي هذا ما يصلح! ولا أذهب بك إليه لأن هذا فيه معاصي ومنكرات وعليكِ ضرر منه وأنا لا أرضى لك بالضرر فيبين لها هذا، أما أنه يقول: ما أنا ذاهب بك فقط! تغضب عليه لكن إذا بين لها وشرح لها فهذا أطيب لخاطرها وأقنع لها.

س 144: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: ما معنى الإلحاد في الحرم: هل هو نية الإيذاء بالحرم وأهله؟ أم نية العصيان وهو في مكة بأي معصية؟

ج 144: كلاهما، كلاهما، الإلحاد في الحرم هو المعصية في الحرم سواء بالمعاصي المتعلقة بالشخص أو المعاصي المتعلقة بالآخرين كظلمهم وأخذ أموالهم ومضايقتهم وما أشبه ذلك كل معصية في الحرم فهي من الإلحاد والإلحاد في اللغة هو الميل عن الشيء وفي الشرع الإلحاد هو الميل عن طاعة الله عز وجل.

س145: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يسأل عن حكم استعمال حبوب المنع أي منع الحيض في رمضان لتتمكن المرأة من الصيام؟

ج145: الأحسن لها ألا تستعملها وأن تترك الأمور على ما هي عليه؛ لأن هذه الحبوب تضر بصحتها فالأولى أن تتركها وأن تفطر في أيام الحيض، تترك الأمور على طبيعتها أحسن فإن كانت أصرت إلا تأخذها لأجل تصوم فلتستشر طبيبًا في نوع الحبوب ما تأخذ أي حبوب تستشر الطبيب على الحبوب المناسبة التي لا تسبب لها آثار سيئة في صحتها.

س146: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول عن طريق الشبكة العالمية (العنكبوتية) هل الله عز وجل يخلق اختيار العبد بما أن أفعال العبد مخلوقة والاختيار فعل من أفعال العبد؟

ج 146: بلا شك، {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96] فالله يخلق العبد نفسه ويخلق إرادته ويخلق أفعاله {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر: 62]

س147: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: هناك عبارة تتردد كثيرًا وهي قولهم: الله ما رأيناه ولكن بالعقل عرفناه؟

ج147: نعم هذا في الدنيا، الله ما رأيناه ولا أحد يراه في الدنيا، حتى موسى عليه السلام كليم الله لما قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143]  لأن أحدًا لا يرى الله في الدنيا، ما يستطيع البشر أن يروا الله في الدنيا ما عندهم استطاعة ولا مقدرة ولا قوة، الجبل لما تجلى الله له اندك وصار ترابًا {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143] فكيف الإنسان؟ ففي الدنيا ما يمكن، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج ما رأى الله على الصحيح ما رأى الله بعينه وإنما رآه بقلبه وبصيرته.

أما في الجنة فالمؤمنون يرون ربهم كما تواتر بذلك الآيات والأحاديث، المؤمنون.

 أما الكفار فلا يرون الله لا في الدنيا ولا في الآخرة قال تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] حرمهم الله عز وجل؛ لأنهم لما لم يؤمنوا به في الدنيا حرمهم من رؤيته في الآخرة.

سؤال: بالعقل عرفناه؟

الجواب: إي نعم بأدلة العقل، نعم  بأدلة العقل إذا نظرت في الكون نظرت في خلق السماوات والأرض والنجوم والسحاب والرياح والبحار والأشجار ألا يدلك هذا على قدرة الله سبحانه وتعالى وعلى الإيمان به؟ بلى.

الأدلة على نوعين:

أدلة كونية مرئية بالبصر.

وأدلة قرآنية وحي من الله عز وجل. كلها تدل على الله سبحانه وتعالى.

س148: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: لقد ذكرتم حفظكم الله ورعاكم عن بعض كبائر الذنوب الذي يقترفها أن هذا موجب لدخوله النار، فهل الأولى أن يقال في حق فاعل الكبيرة: أنه يستحق دخول النار أفضل من أن يقال أوجب ذلك له دخول النار؟

ج148: كله سواء، يستحق أو أوجب كله سواء، لكن إذا كانت المعصية دون الشرك فهي تحت المشيئة، إن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له، {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]

س149: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يسأل عن هذه الآية نفسها، هل الشرك الأصغر مثل الرياء في قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ} [النساء: 48]؟

ج149: نعم الشرك الأصغر مثل الرياء، الرياء من أنواع  الشرك الأصغر، وهو يحبط العمل الذي وقع فيه، العمل الذي فيه رياء هذا لا يقبله الله، عمل باطل، لكنه لا يخرج من الدين وأعماله الأخرى ما تبطل إنما يبطل العمل الذي وقع فيه الرياء خاصة.

س150: أحسن الله إليكم! وهذا سائل يقول: انتشر بين كثير من العالم أن الساعة ستقوم في عام 2012 ويقول الغرب حسبما يدعون أن هذا كان على دراسات للطبيعة.

ج150: هؤلاء ما لهم شغل! هؤلاء ما لهم شغل! تركوا العلم النافع الذي لهم فيه مصلحة وخير وصاروا يشتغلون بالحدس والتخمين والظنون، الساعة لا يمكن معرفة وقت قيامها أبدًا؛ لأن الله جل وعلا اختص بعلم ذلك، هو الذي يعلم متى تقوم الساعة ولم يبين هذا لملائكته ولا لرسله ولا لأحد من الخلق، ولذلك جبريل لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أخبرني متى الساعة؟» قال: «ما المسئول عنها وهو محمد صلى الله عليه وسلم- بأعلم من السائل» وهو جبريل، أنا وأنت لا نعرف متى تقوم الساعة، وليس لنا مصلحة في معرفة وقت قيام الساعة، إنما مصلحتنا في العمل الصالح والاستعداد لها هذا هو مصلحتنا، أما وقت قيامها فهذا ليس لنا فيه مصلحة.

ليست هناك تعليقات: