بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 1 يناير 2021

فتاوى الدرس الرابع من شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري

 

فتاوى الدرس الرابع

من شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري

وعددها: ( تسع عشرة )  فتوى

س59: أثابكم الله! هذا سائل يقول: لماذا أورد الإمام البخاري رحمه الله في [صحيحه: كتاب الإيمان] في مقدمة كتابه قبل أبواب الطهارة والصلاة؟

ج59: لأن الإيمان هو الأصل، لأن الإيمان هو الأصل، وما عداه تابع له.

س60: أثابكم الله! هذا سائل يقول: لماذا أفرد  الإمام البخاري [كتاب الإيمان] عن [كتاب التوحيد] وهل هناك فرق بين الإيمان والتوحيد؟

ج60: التوحيد هو رأس الإيمان، هذا خصوص وعموم، التوحيد هو رأس الإيمان، فبينهما خصوص وعموم.

س61: أثابكم الله! هذا سائل يقول: ما هو الضابط في الردود على أهل البدع؟

ج61: الرد على أهل البدع وأهل المخالفات أمر واجب، لكن لا بد أن يكون الرد عن علم وحجة شرعية وهذا لا يكون إلا بعد التعلم، ما هو من حق كل أحد أن يرد، فقد يرد ردًا يصير أسوأ من كلام المردود عليه، بسبب الجهل، فلا بد من التعلم أولًا، لا تشتغلوا بالردود قبل التعلم، اتركوا الردود لأهل العلم، تعلموا أنتم فإذا تعلمتم إن شاء الله وتمكنتم من العلم وعرفتم إقامة الحجج والبراهين ورد الباطل فهذا ميدان ينتظركم!

 أما إنسان يدخل في الردود وهو ما تمكن وغير مؤهل فلا يصلح لهذا؛ لأنه يفسد أكثر مما يصلح، فتنبهوا لهذا، وإلا الرد مطلوب {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] الرد مطلوب لكن بعد التعلم وإقامة الحجج على المردود عليه ومعرفة الخطأ؛ لأن بعض الناس يعتقد الشيء خطأ وهو ما هو خطأ ويروح يرد عليه وما هو خطأ لجهله بذلك، فلا بد من تشخيص الخطأ أولًا ثم الرد عليه بعلم {نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الأنعام: 143] بعلم، ما هو بغيرة أو بعجلة، لا، الغيرة مطلوبة، لكن الغيرة لا بد أن تكون مع علم، أن تكون الغيرة مع علم ومع حكمة {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] ولا يمكن أن يجادل بالتي هي أحسن إلا بالعلم.

س62: أثابكم الله! هذا سائل يقول: ما حكم وضع المُحرِم للكمامة الطبية؟

ج62: لا مانع من ذلك، وضع الكمامة الطبية على أنفه وهو محرم لا مانع منه؛ لأن الممنوع للمحرم الذكر تغطية الرأس «ولا تخمروا رأسه» الممنوع هو تغطية الرأس، أما تغطية الوجه أو الفم أو الأنف فلا مانع من ذلك.

س63: أثابكم الله! هذا سائل يقول أن وضعه الصحي يستوجب عليه وضع قطرة في العين أثناء الصيام وقد يصل طعمها إلى الحلق فما الحكم؟

ج63: إذا كان يصل طعمها إلى الحلق فلا يضعها، يخليها في الليل، إلا إن كان مريضًا من العين فالمريض رخص الله له بالإفطار فيتعالج ويقضي هذا اليوم.

أما إذا كان ما هو ضروري وضع القطرة في النهار، يضعها في الليل، يؤجلها.

س64: أثابكم الله! هذا سائل يسأل عن سنة الظهر القبلية هل تكون بسلامين أم بسلام واحد؟

ج64: الأفضل أن تكون بسلامين، والسنة القبلية للظهر أو الراتبة القبلية للظهر أكثرها أربع ركعات بسلامين، وكذلك البعدية بعد الظهر الأفضل أربع ركعات بسلامين.

س65: أثابكم الله! هذا سائل يقول: نرجو توضيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: في الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب!

ج65: وضحهم النبي صلى الله عليه وسلم ليش تسأل؟ وضحهم الرسول صلى الله عليه وسلم سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم فوضحهم، «هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون» تركوا المحرم وهو التطير وتركوا المكروه وهو سؤال الناس الرقية والكي، الكي أيضًا مكروه إلا عند الحاجة إليه فتزول الكراهة.

قلت لكم قبل أن الكراهة تزول عند الحاجة، والحرام يزول عند الضرورة، هذه قاعدة عند أهل العلم، الكراهة تزول عند الحاجة والتحريم يزول عند الضرورة.

 

س66: أثابكم الله! هذا سائل يقول: أشكل عليّ إضافة المرجئة إلى السنّة وأهلها في عبارة: مرجئة أهل السنة!

ج66: أبدًا لا يشكل عليك، هم عقيدتهم عقيدة أهل السنة، الإيمان بالله والتوحيد ، عقيدتهم عقيدة أهل السنّة لكن أخطأوا في هذه المسألة فقط، فهذا يجعلهم من أهل السنة وخطأهم هذا لا يخرجهم عن أهل السنّة؛ لأنهم مع أهل السنة في كل الأبواب في العقيدة.

س67: أثابكم الله! هذا سائل يسأل عن حكم إقامة الأفراح وعمل العقيقة في المسجد؟ يقصد العقد عقد الزواج.

ج67: لا ما هو بالسؤال كذا، أعد السؤال.

السؤال: يقول: ما حكم إقامة الأفراح وعمل العقيقة في المسجد؟

الجواب: لا يجوز هذا، أنك تذبح العقيقة في المسجد؟ أو قصده تطبخ وتؤكل في المسجد؟ الأكل في المسجد لا بأس مع حفظ المسجد من التلوث، فإن كان قصده أن العقيقة بعدما تطبخ تؤكل في المسجد فما في مانع مع التحفظ عن تلويث المسجد.

والأفراح ما تقام في المسجد يعني الزواج حفل الزواج ما يقام في المسجد.

سؤال: وعقد الزواج؟

الجواب: العقد ما هو من الأفراح، العقد يجوز في المسجد، عقد الزواج يجوز في المسجد، أما عقد البيع لا، ما يجوز في المسجد، عقد البيع عقد الإيجار، العقود الدنيوية ما تجوز في المسجد، أما عقد النكاح فلا بأس.

س68: أثابكم الله! هذا سائل يسأل عن حكم إلقاء الموعظة عند دفن الميت في المقبرة؟

ج68: المداومة على ذلك ليس من السنّة أما إذا عُمل لسبب جاءوا متقدمين أو القبر لم يتكامل إعداده جلسوا لا بأس أن طالب العلم ينتهز الفرصة ويعظهم بدل ما يتكلمون ويروحون ويجيئون ويضحكون يستغل الفرصة ويعظهم إذا كان هذا لسبب، أما بدون سبب فلا.

س69: أثابكم الله! هذا سائل يسأل عن قول الله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا} [الحجرات: 14] يقول: هل نفى الله عنهم الإيمان الكامل؟ أم لم يبلغوا درجته؟

ج69: نعم نفى الله عنهم كمال الإيمان، لأنهم زكوا أنفسهم وقالوا: آمنا، مع أنهم إنما أسلموا، يعني دخلوا في الإسلام ولما يتمكن الإيمان من قلوبهم فهو ادعوا منزلة لم يصلوا إليها، ما هو معناه أنهم كفار لا، هم مسلمون وعندهم إيمان لكنه إيمان ضعيف.

س70: أثابكم الله! هذا سائل يقول: هل يجوز رد السلام على الكافر إذا بدأ بالسلام؟

ج70: هذا في الحديث: «لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام فإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم»

س71: أثابكم الله! هذا سائل يقول: ماذا يفعل من وقع في غيبة كثير من المسلمين كيف يكفر عن هذا الذنب؟

ج71: عليه التوبة إلى الله وإن كان يتمكن من طلب المسامحة ممن اغتابه فإنه يطلب منه المسامحة وإذا لم يتمكن يستغفر له ويثني عليه مع التوبة إلى الله عز وجل.

س72: أثابكم الله! هذا سائل يسأل عن حكم حل السحر بالسحر مثله عند الضرورة؟

ج72: هذا تكرر منكم كثير ومن غيركم لا يجوز هذا، سبب واحد أفتى بهذا، هذا أمر لا يجوز بالإجماع عند أهل العلم، ومن قال هذا أخطأ، لأن كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والضرورة لا تبيح عمل الكفر والسحر، السحر كفر، يكره أن يقذف في النار، يكره أن يردد عن دينه كما يكره أن يقذف في النار. السحر ردة ولا يجوز وأن يعمله الإنسان أو يرضى به.

 والسحر حرام والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لا تداووا بحرام» وهو أعظم المحرمات، «تداووا ولا تداووا بحرام» وفي حديث ابن مسعود في [البخاري] قال: إن الله لم جعل شفاءكم بما حرم عليكم».

 فالحرام لا يتعالج به، إنما يتعالج بما أباح الله من الأدوية «ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله»  «ليس منا من سحر أو سُحِر له» فالذي يطلب من الساحر هذا سُحِر له، ما يجوز هذا أبدًا.

س73: أثابكم الله! هذا سائل يقول: هل المنافقين في العمل في هذا الزمان هل يقع عليهم قول الله عز وجل: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: 145]؟

ج73: الآية عامة في المنافقين إلى أن تقوم الساعة، كل من تظاهر بالإسلام وهو يبطن الكفر فهو في الدرك الأسفل من النار.

أما الذي عنده صفة من صفات المنافقين وهو مؤمن فهذا يكون ناقص الإيمان؛ لأن هناك فرقًا بين النفاق الأكبر الاعتقادي والنفاق العملي.

 النفاق العملي قد يحصل من المؤمن قد يكذب قد يغش فيحصل من المؤمن شيء من صفات المنافقين، وعليه التوبة إلى الله من ذلك فهذا نفاق عملي، أما النفاق الاعتقادي فلا يحصل للمسلم أبدًا، وإنما هو من الكفار فقط.

س74: أثابكم الله! هذا سائل يقول أنه ورد في الحديث: أنه من عوقب في الدنيا لا يعاقبه الله في الآخرة؟

ج74: هذا يرجع إلى الخلاف بين العلماء، هل الحدود زواجر وإلا جوابر؟ بعضهم يقول إنها زواجر فقط، وبعضهم يقول: إنها جوابر، فإذا أقيمت فلن يعذب في الآخرة.

ولعل الصواب إن شاء الله أنه إن تاب إلى الله وأقيم عليه الحد فإنه يسقط عنه عذاب الآخرة، أما إذا أقيم عليه الحد وهو لم يتب من هذا الذنب فهذا أمره إلى الله عز وجل.

س75: أثابكم الله! هذا سائل يقول أنكم ذكرتم حفظكم الله! شرطًا آخر وهو التوبة فهل يضاف إليها رد الحقوق لأصحابها؟

ج75: نعم لازم من شروط التوبة إذا كانت بين العبد وبين الناس أخذ حقوقهم أو اغتابهم فلا بد أن يرد عليهم حقوقهم.

س76: أثابكم الله! هذا سائل يسأل عن كتابة أو قول: ما شاء الله تبارك الله وكذلك لا إله إلا الله كتابتها على المباني والسيارات؟

ج76: لا أصل لكتابة الأذكار أو الآيات على المباني أو على السيارات لا أصل لهذا، وهذا أيضًا يعرضها للامتهان، يعرض هذه الأذكار للامتهان وما كان هذا من عمل السلف ما كانوا يكتبون إلى عهد قريب، ما كانوا يكتبون الأذكار على السيارات أو على الدواب أو على المباني، إنما يكتبونها في قلوبهم وألسنتهم.

س77: أثابكم الله! هذا سائل يقول: كيف يكون للكفار عهد وهو يقتلون المسلمين في كل مكان؟

ج77: العهد لا بد أن يكف القتل وإلا أيش فائدة العهد، فإذا قتلوا المسلمين انتقض عهدهم، العهد إنما يُراد لكف القتال.

لكن هل باستطاعة المسلمين أن يقاتلوا الكفار؟ ما باستطاعة المسلمين أنهم يقاتلون الكفار الآن، لازم يكون عند المسلمين قوة تضاهي أو تعادل أو تزيد على قوة الكفار {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] لازم يكون عند المسلمين استعداد.

أما إذا لم يكن عندهم استعداد فعليهم الصبر والتحمل إلى أن ييسر الله لهم الاستعداد والفرج.

 

ليست هناك تعليقات: