بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 16 سبتمبر 2016

الأدلة من الكتاب والسنة لتحريم الديمقراطية وإفرازاتها من الانتخابات والحزبية والتعددية السياسية

الانتخابات سبب للإشراك بالله رب العالمين وحدوث البدع والمنكرات:

التشريع من خصائص رب العالمين وأصحاب الانتخابات يشرعون لأنفسهم، ومع هذا لا يتحاكمون إلى شرع الله بل يتحاكمون إلى قوانينهم الوضعية التي ما أنزل الله بها من سلطان.
قال الله تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ الله وَلَوْلا كَلِمَةُ الفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ[الشورى].
وقال الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ قُلِ الله يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ[سورة يونس]
وقال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا[سورة النساء].
وقال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا الله وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ الله وَرَسُولَهُ فَإِنَّ الله شَدِيدُ العِقَابِ[سورة الأنفال].
وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ الله وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَنْ يَضُرُّوا الله شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ الله ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ الله لَهُمْ[سورة محمد].
فالانتخابات والحزبية من تشريع البشر المنابذ لشرع الله وألصقوا الانتخابات بدين الله وحكمه زورًا وبهتانًا وكذبًا ودجلًا على المسلمين بل والطامة الكبرى أنهم جعلوها من الشورى ومن نصرة الدين ونصرة الإسلام، وهذا مما لا يأذن به الله تعالى ولا يرضاه، ولا كان من سنة رسول الله ولا من سنة الخلفاء الراشدين من بعده ولا من فعل السلف الصالح؛ بل هي نظام غربي كفري وثني طاغوتي، وقانون وضعي تنفق عليه ملايين الدولارات من دول الكفر؛ ومعلوم أن دول الكفر لا تنصر الإسلام بل هي تحاربه وتعمل بكل ما أُتيت من قوة على سلخ المسلمين من دين الله الحق وتعمل على تمزيق المسلمين فرقًا وأحزابًا متناحرة وتساعد على نشر الفساد والإلحاد والاختلاط والإباحية وغير ذلك من المكائد والمؤامرات الخبيثة؛ فمتى كان الذئب يومًا  ما  راعيًا للغنم؟!! ؛ وما تبع من تبع الكفار بنظامهم الكفري الوثني من علماء المسلمين إلا لأنهم فتنوا في دينهم وغرهم بريق الدينار والدرهم حتى انسلخوا من شرع الله وحكمه وآياته؛ فمثلهم كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.
يقول الله تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[سورة الأعراف].
ويقول الله تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ الله وَالله لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ[سورة الجمعة].

الانتخابات سبب لوقوع الضلال في الأرض:

قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ[سورة الأنعام].
قال ابن القيم  رحمه الله تعالى  في كتابه زاد المعاد: اعلم أن الإجماع والحجة والسواد الأعظم هو العالم صاحب الحق، وإن كان وحده، وإن خالفه أهل الأرض.
لكن الانتخابات لا تؤمن إلا بالكثرة وأن الحق مع الكثرة ولوا كانوا فساقًا أو كفارًا فجارًا ولا عبرة في نظام الانتخابات بالحق بل العبرة بالكثرة، والكثرة ضالة.

الانتخابات سبب لضياع الولاء والبراء:

ديننا الإسلامي يحثنا على الولاء للمؤمنين الصادقين والبراء من المبتدعة والفجار والكفار وسائر المبطلين، ويحثنا الإسلام على أن ننزل الناس منازلهم حتى لا يختلط الحابل بالنابل والحق بالباطل.
قال الله تعالى: ﴿أَفَنَجْعَلُ المُسْلِمِينَ كَالمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ[سورة القلم].
وقال الله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ[سورة الجاثية].
وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ الله وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الغَالِبُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا الله إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ[سورة المائدة].
ويقول الله تعالى: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ المُتَّقِينَ كَالفُجَّارِ[سورة ص].
لكن الانتخابات عندها المسلم والكافر والفاسق والمؤمن والمطرب الساقط والممثل المائع والعالم الرباني كلهم سواء ولا فرق.

الانتخابات سبب لتمكين الكافرين وتسلطهم على المسلمين:

قال الله تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ الله لِلْكَافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنِينَ سَبِيلًا[سورة النساء].
لكن في شرع الانتخابات والديمقراطية والتعددية السياسية يحق لليهودي أو النصراني أو الزنديق أو الفاسق أو الفاجر أو الملحد أو الحداثي أو العلماني أن يرشح نفسه أو يرشح غيره ويختاره ليكون واليًا على المسلمين وهو فيه ما فيه من البلاء.

الانتخابات سبب لمساواة المرأة بالرجل وتحميلها فوق طاقتها وإهدار حشمتها وعفافها وحيائها وكرامتها:

قال الله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ... الآية[سورة النساء آية 34]. وقال الله تعالى: ﴿وللرجال عليهن درجة. وقوله تعالى: ﴿وليس الذكر كالأنثى.
و عَنْ أَبِى بَكْرَةَ قَالَ لَقَدْ نَفَعَنِى الله بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ الله ‑ صلى الله عليه وسلم ‑ أَيَّامَ الجَمَلِ، بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ ألحَقَ بِأَصْحَابِ الجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ قَالَ لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ الله ‑ صلى الله عليه وسلم ‑ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً». [أخرجه البخاري والبيهقي وأخرجه الترمذي وأحمد بنحوه].
لكن في شرع الانتخابات الظالم تكون المرأة سواء كالرجل لها ماله وعليها ما عليه؛ وهذا ظلم للمرأة، وقد استوصى صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرًا وأكرمها غاية الإكرام أُمًا وزوجةً وأُختًا وبنتًا وأعطاها حقها كاملًا مكملًا وهو أرحم الناس بالناس وأرحم بالأمة  ولا مقارنة  من الصحف الصفراء والقوانين الوضعية الشرقية منها والغربية؛ والتي تعمل على (تحرير المرأة) من القيم النبيلة والمبادئ الإسلامية السامية والفضيلة والعفاف والحشمة، والحقيقة أنهم لا يطالبون بحقوق المرأة الشرعية بل يطالبون بحقوق شهواتهم وتنفيذ خططهم في إفساد المسلمين وتمييعهم؛ وحالهم كما قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ الله عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَالله لا يُحِبُّ الفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ الله أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ المِهَادُ[سورة البقرة].
ويقول الله تعالى: ﴿ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن... الآية ومن المضارة بهن مساواتهن بالرجال وتحميلهن ما لا يطقن وتركهن عرضة للفساد والاختلاط.
والخلاصة أن ما يحدث في المجتمع من فساد عريض إنه مشترك بين الرجال والنساء إلا من رحمه الله؛ والذنب الأكبر هو ذنب الرجال، لأنهم مطالبون بحماية المرأة وصيانتها وإكرامها والقيام برعايتها وتربيتها؛ ولا بارك الله بمالٍ من وظيفةٍ اختلاطية.
ولله در القائل:
أصون عرضي بمالي لا أدنسه


لا بارك الله بعد العرض بالمال

فهنيئا للمرأة المسلمة المتمسكة بدينها، فهي في مأمن من ذلك كله، وهذه ثمرة الاستقامة، وهي ثمرة يهون في سبيلها كل تعب وعناء.
فإلى الاستقامة على دين الله.. وإلى محاربة من يستغل المرأة لأي غرض غير شرعي.

الانتخابات تُحكم الطاغوت (القانون الوضعي)، وترد الأدلة الصحيحة الصريحة من الكتاب والسنة:

لسنا بحاجه إلى تكميل الدين بالديمقراطية والانتخابات والقوانين الوضعية لأن ديننا كامل لا يحتاج إلى تكميل، ولأن الانتخابات والديمقراطية ترد الأدلة الصحيحة الصريحة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى: ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا[آية 3 سورة المائدة].
وقوله تعالى: ﴿وَالله يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الحِسَابِ[سورة الرعد].
وقوله تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ الله يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ[سورة آل عمران].
وقوله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الجاهِلِيَّةِ يَبْغونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله حُكمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[سورة المائدة].
وقوله تعالى: ﴿وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا[سورة الكهف].
وقوله تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ[سورة الأنعام].
وقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ[سورة العنكبوت].
وقوله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانًا لِكلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ[سورة النحل].
وقوله تعالى: ﴿إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ لله يَقُصُّ الحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الفَاصِلِينَ[سورة الأنعام].
فالانتخابات والديمقراطية لا مستند لها ولا مرجع إلا القانون الوضعي الذي ما أنزل الله به من سلطان ولا تحكم كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وإنما تحكم العقل والمنطق، والهوى والغوى والردى، وتحكيم الطاغوت (القانون الوضعي) يعتبر كفرًا مخرجًا من الملة لأنها تتنافى تماما مع دين الإسلام لما تقدم من الأدلة وغيرها  إلا غير المعتقد بها  فإنه لا يكفر لكنه فاسق ظالم لنفسه وعلى خطر عظيم يجب عليه التوبة والتمسك بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على فهم السلف الصالح.
قــال الله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ الله فَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ[سورة المائدة].
وقال الله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ الله فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِـمُونَ[سورة المائدة].
وقال الله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ الله فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ[سورة المائدة].
وقال  صلى الله عليه وسلم : «وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلاَّ هالك» أخرجه ابن ماجه من حديث أبي الدرداء، وصححه الألبانِيُّ في السلسلة الصحيحة. [886].
قال مالك بن أنس: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.
ورأى سعيد بن المسيب رجلًا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين، يكثر فيهما الركوع والسجود، فنهاه. فقال: يا أبا محمد يعذبني الله على الصلاة؟! قال: لا، ولكن يعذبك على خلاف السنة.
ودخل أبو الدرداء على أم الدرداء غاضبًا، فقالت: ما لك؟ فقال: والله ما أعرف فيهم شيئًا من أمر محمد ‑صلى الله عليه وسلم‑ إلاَّ أنَّهم يصلون جميعًا. [أخرجه البخاري].
وقال الأوزاعي: اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم.
قال الإمام الشافعي  رحمه الله تعالى : من استحسن فقد شرع.
وقال الإمام أحمد: لا يوفق صاحب بدعة للتوبة. وهذا لأنه مستحل لها ومعاند للحق وأهله.
وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة. [أخرجه الدارمي بإسناد صحيح].
وعن أنس بن مالك قال: قدم رسول الله ‑صلى الله عليه وسلم‑ المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما. فقال: «ما هذان اليومان؟ » قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : «إنَّ الله قد أبدلكم بِهما خيرًا منهما؛ يوم الأضحى ويوم الفطر» [أخرجه أبو داود].
وقال عبدالله بن مسعود: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم. [أخرجه الدرامي].
وقال أبي قلابة: ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف. أي استحل الخروج على الحاكم المسلم؛ وهذا حاصل في الأحزاب الحديثة المحدثة، وغاية الانتخابات الخروج على الحاكم المسلم؛ وكل حزب من الأحزاب المحدثة هدفه الوصول لسدة الحكم.
ويقول سفيان الثوري: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، المعصية يُتاب منها والبدعة لا يُتاب منها.
وقال حسان بن عطية: ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة.
وعلى ما سبق من الأدلة والآثار نجد أن من ابتدع بدعة فقد أتهم شرع الله بالنقص واتهم الرسول بعدم البلاغ سواء بدعة حسنة أو بدعة سيئة كلها هوى وغوى ونذير فتنة وشر على الناس أجمعين إلا من عصمهُ الله تعالى.
ويقول ابن القيم في كتابه زاد المعاد: من أنشأ أقوالًا أو أسس قواعد حسب فهمه وتأويله لم يجب على الأمة اتباعها ولا التحاكم إليها حتى تعرض على قول النبي صلى الله عليه وسلم، فإن طابقته ووافقته وشهد لها بالصحة قبلت حينئذٍ، وإن خالفته وجب ردها واطراحها وعدم الأخذ بها فإن لم يتبين فيها أحد الأمرين جعلت موقوفة ولم يجب العمل بها.
وقال الإمام الأوزاعي: عليك بآثار من سلف؛ وإياك وأرآء الرجال وإن زخرفوا لك القول.
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِىَ الله عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ الله ‑صلى الله عليه وسلم‑: «مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ». رَوَاهُ البُخَارِىُّ ومسلم. وفي روايةٍ لمسلمٍ:
«من عمل عملًا ليس عليه أمرُنا فهو ردٌ».
فمن لا يكفه القرآن والسنة فلا كفاه الله؛ ومن لا يكفه دين الله فالنار تكفيه.

الانتخابات تمزق وحدة المسلمين، وتبدد قوتهم، وتحرض على الخروج على الحاكم المسلم:

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى الله ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ[سورة الأنعام].
وقال الله تعالى: ﴿مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ[سورة الروم].
و عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله ‑صلى الله عليه وسلم‑ يَقُولُ «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ». [أخرجه مسلم].
فالانتخابات كالحزبية  وهما مقرونان دائمًا إذا رفع أحدهما رفع الآخر وهما من الديمقراطية والتعددية السياسية التي تجعل المسلمين شذر مذر وتشتت وحدتهم وتهدر تراحمهم وتعاطفهم وتوادهم وتكافلهم وتولد العدواة والشحناء والصراع والقتل والقتال والسب والهجر وقطيعة الأرحام وسوء الجوار وإساءة الأخلاق وإهدار الأوقات في المهاترات والجدال والضياع والكلام الفارغ؛ وكل هذا وغيرهٌ من التعاون على الإثم والعدوان والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله شَدِيدُ العِقَابِ[سورة المائدة]. وغير ذلك من أضرار الانتخابات لابارك الله فيها ولا كثر أهلها والدعاة إليها.
ويزعم الدعاة إلى هذا الشر أنهم على هدى وأنهم ينصرون الإسلام والدين وأنهم مجاهدون في سبيل الله؛ وتالله وبالله إنهم لمجاهدون في سبيل الطاغوت، ومجاهدون في سبيل تمزيق صف المسلمين ووحدتهم، ومجاهدون في سبيل نشر مكائد ودسائس اليهود والنصارى، ومجاهدون في سبيل الصدً عن سبيل الله، ومجاهدون في سبيل محاربة الحق وأهله  علموا هذا أم لم يعلموا  قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ الله يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ الله عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ[سورة فاطر].
وقال الله تعالى: ﴿فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الله وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ[سورة الأعراف].
وقال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ[سورة الزخرف].
وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ * فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ * فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ * أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ[سورة المؤمنون].
وقوله تعالى: ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ الله أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ الله وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ الله لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ الله قَوِيٌّ عَزِيزٌ * لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِالله وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الله أَلا إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ المُفْلِحُونَ[سورة المجادلة].
وكما قيل: الهوى يعمي ويَصُم.


ويقول ابن القيم الجوزية  رحمه الله تعالى :
فالكفر ليس سوى العناد ورد ما


جاء الرسول به لقول فلان

لو قلت هذا البحر قال مكذبا


هذا السراب يكون بالقيعان

أو قلت هذي الشمس قال مباهتا


الشمس لم تطلع إلى ذا الآن

أو قلت قال الله قال رسوله


غضب الخبيث وجاء بالكتمان

أو حرّف القرآن عن موضوعه


تحريف كذاب على القرآن

فالقصد دفع النص عن مدلوله


كي لا يصول إِذا التقى الزحفان

هذا ونصر الدين فرض لازم


لا للكفاية بل على الأعيان

بيد وأما باللسان فإن عجز


ت فبالتوجه والدعاء بحنان

ما بعد ذا والله للإيمان حبـ


ـة خردل يا ناصر الإِيمان

يا رب وانصر خير حزبينا على


حزب الضلال وعسكر الشيطان

يا رب واجعل حزبك المنصور أهـ


ـل تراحم وتواصل وتدان

يا رب واحمهم من البدع التي


قد أحدثت في الدين كل زمان

يا رب جنبهم طرائقها التي


تفضي بسالكها إلى النيران

يا رب واهدهم بنور الوحي كي


يصلوا إليك فيظفروا بجنان

يا رب كن لهم وليا ناصرا


واحفظهم من فتنة الفتان

وانصرهم يا رب بالحق الذي


أنزلته يا منزل القرآن

يا رب إنهم هم الغرباء قد


لجئوا إليك وأنت ذو الإِحسان

يا رب قد عادوا لأجلك كل


هذا الخلق إلا صادق الإيمان

يا رب ثبتهم على الإِيمان واجـ


ـعلهم هداة التائه الحيران

وأقم لأهل السنة النبوية الـ


أنصار وانصرهم بكل زمان

وأعزهم بالحق وانصرهم به


نصرا عزيزًا أنت ذو السلطان

واغفر ذنوبهم وأصلح شأنهم


فلأنت أهل العفو والغفران

كيف يتم تغيير الواقع؟!

إن تغيير الواقع المُر والأليم لا يكون بفعل أشد مرارة منه وألما؛ وهذا لعموم الأدلة منها قول الزُّهْرِىُّ لاَ يَحِلُّ شُرْبُ بَوْلِ النَّاسِ لِشِدَّةٍ تَنْزِلُ، لأَنَّهُ رِجْسٌ قَالَ الله تَعَالَى: ﴿أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ، وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِى السَّكَرِ: إِنَّ الله لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ. [أخرجه البخاري].
وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ الله لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ الله بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ[سورة الرعد]. فتوبوا إلى ربكم وفروا إليه، وتخلصوا من ذنوبكم والله لن يتركم أعمالكم وسيصلح أحوالكم وسيولي عليكم خياركم، وكذلك يكون تغيير الواقع بدعوة الناس للرجوع إلى الله تعالى بعد التخلص من الخرافات والخزعبلات والبدع والشركيات؛ ثم تعليم الناس الخير والعلم النافع؛ والمناصحة لولاة الأمور بالحسنى لا بالتشهير بهم في مجالس القات والأسواق و على المنابر والصحف والمنشورات الحركية والإنترنت وغير ذلك من وسائل الإعلام.
وما قام على باطل فهو باطل.

كيف تتم البيعة للحاكم المسلم؟!

البيعة للحاكم المسلم هي الولاء له بالطاعة في المعروف، وإذا طلب البيعة فبايعه كما شرع الله، وليست البيعة في صندوق الانتخابات؛ والذي يختار الحاكم المسلم هم خير الناس وأتقى الناس وأفضل الناس من العلماء والصالحين من أهل الحل والعقد، وليس كل من هب ودب، لما سبق بيانه لأن أكثر الناس على ضلالة؛ والطائفة المنصورة والجماعة المحمودة هي ما وافقت الحق ولوا كنت وحدك، والعبرة بالكيف وليست العبرة بالكم.
روى الإمام مسلم في صحيحه فقال: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَقَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الكَعْبَةِ قَالَ دَخَلْتُ المَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ الله بْنُ عَمْرِو بْنِ العَاصِ جَالِسٌ فِى ظِلِّ الكَعْبَةِ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ فَأَتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله ‑صلى الله عليه وسلم‑ فِى سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِى جَشَرِهِ إِذْ نَادَى مُنَادِى رَسُولِ الله ‑صلى الله عليه وسلم‑ الصَّلاَةَ جَامِعَةً. فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ الله ‑صلى الله عليه وسلم‑ فَقَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِىٌّ قَبْلِى إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِى أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِىءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَتَجِىءُ الفِتْنَةُ فَيَقُولُ المُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِى. ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِىءُ الفِتْنَةُ فَيَقُولُ المُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ. فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِالله وَاليَوْمِ الآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِى يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ؛ وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ». فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ أَنْشُدُكَ الله آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ الله ‑صلى الله عليه وسلم‑ فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ وَقَالَ سَمِعَتْهُ أُذُنَاىَ وَوَعَاهُ قَلْبِى. فَقُلْتُ لَهُ هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالبَاطِلِ وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا وَالله يَقُولُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا قَالَ: فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ الله وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ الله.

أهم الفوارق بين الديمقراطية والشورى:

                 1-    الشورى كلمة عربية قرآنية جاء ذكرها في أكثر من موضع في كتاب الله وهي من دين الإسلام، والديمقراطية كلمة غربية خبيثة المنبت والمنشأ لا قرار لها ولا أصل ولا وجود لها في اللغة العربية ولا في دين الله تعالى وهي من تشريع اليهود والنصارى.
                 2-    الشورى من تشريع الله بينما الديمقراطية من تشريع البشر، وهي حكم الشعب نفسه بنفسه.
                 3-    الشورى تقرر أن السيادة والحاكمية لله وحده، بينما الديمقراطية تقرر أن السيادة والحاكمية للشعب والأكثرية.
                 4-    الشورى تحل الحلال وتحرم الحرام، بينما الديمقراطية تخوض في كل شيء وليس هناك شيء مقدس عندها.
                 5-    تخضع الشورى لأهل الحل والعقد من العلماء والصالحين فقط، بينما الديمقراطية تخضع لجميع فئات الناس من النطيحة والمتردية والملاحدة والزنادقة والصوفية والرافضة واليهود والنصارى وسائر أهل الباطل.
                 6-    تدور الشورى حول الحق والصواب وهي تنشيط وترغيب له، بينما الديمقراطية لا يهمها الحق بل يهمها الكثرة من الناس ولوا فيهم ما فيهم.
                 7-    تسير الشورى وفق قواعد وضوابط الشرع، بينما الديمقراطية تسير وفق قواعد وضوابط القانون الوضعي.
وعلى الفوارق السابقة فإن من يسوي بين الديمقراطية والشورى كمن يسوي بين الظلمات والنور، وبين الباطل والحق  الذي لا بديل عنه  والذي قامت به السماوات والأرض.
ومما سبق نجد أن من يقيس الديمقراطية بالشورى، فقياسه فاسد؛ قال محمد بن سيرين: أول من قاس إبليس وما عُبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس. [أخرجه الدارمي].
وقال الشَّعْبِىِّ: وَالله لَئِنْ أَخَذْتُمْ بِالمَقَايِيسِ لَتُحَرِّمُنَّ الحَلاَلَ وَلَتُحِلُّنَّ الحَرَامَ. [أخرجه الدارمي].
وحال الدعاة للديمقراطية بما فيها من الانتخابات والحزبية كما قال القائل:
لكنها الحزبية المساخه


من دخلته كثرت أوساخه


منقول