بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 30 يناير 2015

مكانة الرسول ﷺ وكيف تنصره ؟

الخطبة الأولى.
إن الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِلْ فلا هادي له، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
أما بعد: فإن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله إن لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مكانةً عظيمةً, ومنزلةً رفيعةً,لم يبلغها أحدٌ من الخلقِ, فهو سيدُ ولدِ آدمَ يوم القيامة, آدمُ ومن دونه تحت لوائه صلى الله عليه وسلم, ولقد أوتي الشفاعةَ العظمى التي اعتذر عنها ألوا العزم من الرسل, والتي اختصه الله بها وآثره بها على العالمين, ولقد كرمه ربه عز وجل واختصه بمكرومات جزيلة,لم يعطها لأحد من قبله من الأنبياء, صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين, وكلُّهم له منزلةٌ رفيعةٌ عند ربه, فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ)م, وفي حديث جابر: (وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ) متفق عليه.
وقال تعالى في بيان منزلته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبيان صفاته الكريمة:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة/128]، وقال عز وجل: { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران/164]، ويقول عز وجل في بيان منزلته العظيمة وصفاته الكريمة: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب/45، 46]، وأقسم الله سبحانه وتعالى بعظيم قدره فقال: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر/72]، يقول ابن كثير رحمه الله تعالى: (أَقْسَمَ تَعَالَى بِحَيَاةِ نَبِيّه صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ وَفِي هَذَا تَشْرِيف عَظِيم وَمَقَام رَفِيع وَجَاه عَرِيض)، (عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ: مَا خَلَقَ اللَّه وَمَا ذَرَأَ وَمَا بَرَأَ نَفْسًا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا سَمِعْت اللَّه أَقْسَمَ بِحَيَاةِ أَحَد غَيْره).
ويقول عز وجل مبيناً عنايته برسوله ورعايته له وحفاوته به: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ _أي: ما تركك ربك_  وَمَا قَلَى _أي: وما أبغضك_ (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى _أي: وللدَّار الآخرة خير لك من هذه الدار_  (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى/1-5] فذكر الله عز وجل بعد ذلك ما أعد الله سبحانه وتعالى له من الرضا والعطاء والنعيم وأموراً اختص بها نبينا عليه الصلاة والسلام ثم عدد الله ما أفاض عليه من النعم ورعاه وهو يتيم وآواه إلى أن اصطفاه لرسالته فأنزل عليه الكتاب والحكمة وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيماً.
رسولنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أفضل الناس نسباً فعن وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ)م.
وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكرم الناس خلقاً يقول عز وجل: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم/4]، قالت عائشة: (كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ)م.
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران/159]، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ: «إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقًا»)ق، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا)ق.
كما كان كاملاً في شجاعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَشْجَعَ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاجِعًا، وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ: «لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا» قَالَ: «وَجَدْنَاهُ بَحْرًا، أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ» قَالَ: وَكَانَ فَرَسًا يُبَطَّأُ)خ.م، فلما ركبه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصبح سريعاً وهذا من دلائل نبوته وهذه الحادثة تدل على منتهى شجاعة النبي عليه الصلاة والسلام.
ومن حديث البراء رضي الله تعالى عنه في قصة حنين قَالَ الْبَرَاءُ: (كُنَّا وَاللهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ _أي: اشتدت الحرب والقتال_ نَتَّقِي بِهِ، وَإِنَّ الشُّجَاعَ مِنَّا لَلَّذِي يُحَاذِي بِهِ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)م، وكذلك كان عليه الصلاة والسلام أعلم الناس بالله وأشدهم له خشية كما في حديث أنس أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ)ق.
فرسولنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أفضل الرسل, له فضائل كثيرة ومحاسن عديدة بشّر به الرسل من قبله وجاء ذكره في التوراة والإنجيل وله علينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حقوقاً كثيرة فمن حقوقه طاعته واتباعه واتباع ما جاء به من عند الله سبحانه وتعالى ومن حقوقه علينا الإيمان به وأنه رسول الله حقاً أرسله الله إلى الإنس والجن بشيراً ونذيراً والإيمان بعصمته فيما بلغه عن ربه وأنه خاتم النبيين وأنه قد بلغ رسالته على أكمل الوجوه ومن حقوقه وجوب تعزيره أي: نصرته وتوقيره والتأدب معه عليه الصلاة والسلام وألا نرضى عليه السوء ونبغض كل من يتعرض له أو يسبه ولو كان أقرب قريب ومن حقوق المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الأمة الاحتكام إليه في كل أمر يختلفون فيه من العقائد والأخلاق والعبادات والمعاملات وسائر شؤون الحياة ومن حقوقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجوب محبته أكثر من النفس والمال والولد والناس أجمعين ومن حقوقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أمته أن يصلوا ويسلموا عليه كما أمرهم بذلك ربهم ومن حقوقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الأمة الإسلامية احترام أصحابه وأهل بيته وزوجاته وموالاتهم وبيان فضائلهم ومزاياهم العظيمة والذبّ عن أعراضهم وبيان مكانتهم عند الله وعند رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخيار هذه الأمة, وبغض من يتعرض لصحابته الكرام أو أحد منهم فنسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا احترام هذا الرسول الكريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومحبته واتباعه وأن يثبتنا على ذلك وأن يوفق الأمة الإسلامية جميعاً أن تجتمع على كلمة الحق على كتاب ربها وسنة نبييها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن يعزها الله بهذا الدين الحق الذي أعز الله به محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه وأظهرهم الله على ملل الكفر كلها كما قال: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة/33، والصف/9].
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم



الخطبة الثانية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه: عباد الله إن الناظر في حال الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم من ملل الكفر يجدهم ممن يبغضون ديننا أشد البغض ويكرهون رسولنا أشدّ الكراهية فهم يطعنون في ديننا وفي رسولنا ليل نهار لا يوقفهم شيءٌ عن ذكر ذلك وما ظهر من استهزائهم برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه الأيام ليس هو وليد الليلة بل هم على هذا ويتدينون بذلك ويبغضوننا ويبغضون ديننا ولا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمّة فمن أحسن الظن بهم أو أحبهم فهذا قد أخلّ بدينه يقول عز وجل: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ} [النساء/89]، ويقول عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [آل عمران/118]، وما فعلوه من استهزاء ورسومات يوضح للمخدوعين بهم شيئاً من موقفهم منّا ومن ديننا ومن نبيّنا، فهل آن لهؤلاء المتشبهين بالكفار أن يرجعوا إلى دينهم؟ وهل آن للذين يحبونهم أن يتركوا مودتهم ويبغضونهم؟.
إن ما فعله هؤلاء الكفار ليدل على ضعف المسلمين وما هم فيه من ذل ووهن حتى فعل أولئك الأفاعيل ولا يخافون أحداً, ولن تظهر العزة للمسلمين حتى يرجعوا إلى دينهم ويعودوا لسنة نبيهم هذا هو الحل في إذلال الكفار أن ترجعوا إلى دينكم ليس أن تتشبهوا بالكفار ومخالفة هديه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمقاطعات والمظاهرات وغيرها, ليس من نصرة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نشر الشعارات التي مكتوب فيها (إلا محمد) وهي عبارة لا تجوز فليس تحريم السب مقتصراً على نبينا وحده بل سبّ الله أعظم، وكذلك سبّ دينه وسبّ صحابته وأتباعه وسب العلماء والعبّاد وغير هؤلاء هو حرام.
وليست نصرة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتفجيرات والاغتيالات وقتل الأبرياء والنساء, ليس من نصرة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نقض العهود والمواثيق، وإخفار ذمّة أولي الأمر، وتشويه صورة الإسلام بالغدر والخيانة.

إن نصرة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو بالرجوع إلى الدّين والتمسك بهديه وسنته عليه الصلاة والسلام، إن كنت تريد نصرة نبينا عليه الصلاة والسلام صدقاً وحقاً؛ فاقتد به واتبعه واعمل بحقوقه، تريد نصرة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حقق التوحيد بإخلاص العبادة لله عز وجل وافرد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمتابعة التامة، وحافظ على الصلوات حيث ينادى بها واعمل بأوامره وابتعد عن نواهيه, تريد نصرة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حافظ على صلاة الفجر في المسجد واعمل بسنته واترك المحدثات والبدع وكل من يدعوا إليها, هذه هي نصرة النبي عليه الصلاة والسلام, عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)د.
للشيخ خالد بن ضحوي الظفيري