بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 24 أبريل 2014

الأقوال السنية في بيان أهمية حراسة دين رب البرية


الأقوال السنية في بيان أهمية حراسة دين رب البرية

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، أما بعد:

"فإن من أعظم أصول الشريعة وقواعد الملة: حفظ الدين –بحدوده ومعالمه-، وصيانته من كل دخيل: من خطأ، أو زلة، أو مخالفة؛ والذب عن حياضه ضد كل متعد عليها، ساع إلي تعكيرها"(1).
قال الشيخ محمد أبو شهبة –رحمه الله- في "دفاع عن السنة" (ص7):
"وقد مُني الإسلام من قديم بأعداء لا ينامون، يضمرون له الكيد وينسجون الخيوط ويحيكون المؤامرات لذهاب دولته وسلطانه".
فهذا حال أعداء الإسلام من قديم، يواصلون الليل بالنهار، ويتركون الأهل والأوطان، في سبيل تشكيك المسلمين في دينهم وعقيدتهم، لا يرغبون في شئ سواه.
ولكن الله –تبارك وتعالي- قيض لدينه خيرة خلقه بعد الأنبياء، قوم ورثوا رسول الله صلي الله عليه وسلم وصحابته من بعده، لا يخلي الله منهم زمناً من الأزمان ولا قطراً من الأقطار.
أخرج ابن عدي في "الكامل" (1/ 153)، والخطيب في "الجامع" (134)، وفي "شرف أصحاب الحديث" (47)، والهروي في "ذم الكلام" (705) بأسانيد ضعيفة يقوي بعضها بعضاً، أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "يحمل هذا العلم من خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين".
قال الإمام أحمد –رحمه الله تعالي-:
"الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم ، يدعون من ضل إلي الهدي ، ويصبرون منهم علي الأذى ، يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من ضال تائه قد هدوه ، فما أحسن أثرهم علي الناس ، وأقبح أثر الناس عليهم!
ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ، الذين عقدوا ألوية البدعة ، وأطلقوا عنان الفتنة ، فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون علي مخالفة الكتاب ، يقولون علي الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم ، يتكلمون بالمتشابه من الكلام ، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم ، فنعوذ بالله من فتنة المضلين"(2).
قال الشيخ محمد أبو شهبة –رحمه الله-: "وقد قيض الله سبحانه للسنن والأحاديث من نافح عنها ورد كيد الكائدين لها ولن يخلو عصر من العصور من عالم ينفي عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين ... ولا يزال في كل قطر من أقطار الإسلام من شغف بالسنن والأحاديث، وتعمق في دراستها، وجاهد في رد الشبهات عنها، وألفوا في هذا السبيل المؤلفات القيمة –من علماء الأزهر وغيرهم من الحجاز والشام والهند والمغرب" ا.هـ
ولعظم حراسة الدين فرض الله تعالي علي نبيه صلي الله عليه وسلم مجاهدة المشركين بالقرآن، وذلك في قوله تعالي: "فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا" [الفرقان: 52].
قال الحافظ ابن كثير –رحمه الله-: " (وجاهدهم به) يعني بالقرآن"(3) ا.هـ
وقال الشيخ السعدي –رحمه الله-: " (وجاهدهم) بالقرآن (جهاداً كبيراً) أي: لا تبق من مجهودك في نصر الحق وقمع الباطل إلا بذلته ولو رأيت منهم من التكذيب والجراءة ما رأيت، فابذل جهدك واستفرغ وسعك ولا تيأس من هدايتهم ولا تترك إبلاغهم لأهوائهم"(4).
وقال العلامة ابن القيم –رحمه الله-:
"قوام الدين بالعلم والجهاد، ولهذا كان الجهاد نوعين: جهاد باليد والسنان؛ وهذا المشارك فيه كثير،والثاني: الجهاد بالحُجَّة والبيان؛ وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرسل، وهو جهادالأئمة، وهو أفضل الجهادين؛ لعظم منفعته، وشدَّة مؤنته، وكثرة أعدائه، قال تعالى في سورة الفرقان وهي مكية: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً* فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً﴾فهذا جهادٌ لهم بالقرآن وهو أكبرُ الجهادين، وهو جهاد المنافقين أيضاً،فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين، بل كانوا معهم في الظاهر، وربماكانوا يقاتلون عدوهم معهم ومع هذا فقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ومعلومٌ أن جهاد المنافقين بالحجة والقرآن"(5).
وقال –رحمه الله-:
"والجهاد بالحجة واللسان مقدم على الجهاد بالسيف والسنانولهذا أمر به تعالى في السور المكية- حيث لا جهاد باليد- إنذارا وتعذيراً فقال تعالى: ﴿فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً﴾[الفرقان: 52].
وأمر تعالى بجهاد المنافقين والغلظة عليهم مع كونهم بين أظهر المسلمين في المقام والمسير فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾فالجهاد بالعلم والحجة جهاد أنبيائه ورسله وخاصته من عباده المخصوصين بالهداية والتوفيق والاتفاق".(6)

"وقد عد علماء الإسلام مجاهدة أهل البدع الظاهرين أعظم من مجاهدة الكفار المحاربين؛ وذلك لأن الكفار المحاربين يفسدون الدين من الخارج، وأما هؤلاء فإنهم يفسدون الدين من الداخل .. قال شيخ الإسلام: "الراد علي أهل البدع مجاهد، حتي كان يحيي بن يحيي يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد" (نقض المنطق. ص/ 12).
قال الحميدي: "والله لأن أغزو هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم، أحب إليَ من أن أغزو عدتهم من الأتراك الكفار" (أحاديث ذم الكلام وأهله 2/ 71) وقال ابن هبيرة: "قتال الخوارج أولي من قتال المشركين والحكمة فيه أن في قتالهم حفظ رأس مال الإسلام وفي قتال أهل الشرك طلب الربح وحفظ رأس المال أولي" (الفتح. 12/ 301).
وقال شيخ الإسلام: "ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما ألئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً" (الفتاوي 28/ 232).
وقال في (نقض المنطق. ص/156): "من الحكايات المشهورة التي بلغتنا أن الشيخ أبا عمرو ابن الصلاح أمر بانتزاع مدرسة معروفة من أبي الحسن الآمدي –وهو من أئمة المتكلمين- وقال: أخذها منه أفضل من أخذ عكا" ا.هـ
وكانت عكا يومئذ تحت سلطان النصاري الإفرنج.
وقال أبو الفضل الهمداني: "مبتدعة الإسلام والواضعون للأحاديث أشد من الملحدين، لأن الملحدين قصدوا إفساد الدين من الخارج، وهؤلاء قصدوا إفساده من الداخل". (الموضوعات لابن الجوزي: 1/ 51).
وقال ابن القيم: "ولقد اشتد نكير السلف والأئمة لها، وصاحوا بأهلها في أقطار الأرض، وحذروا فتنتهم أشد التحذير، وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش والظلم والعدوان، إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد" (مدارج السالكين. 1/ 372).(7)
وقال العلامة عبد الله أباطين –رحمه الله-(ت 1282هـ) في معرض رده علي داود بن جرجيس:
"فرأيت أنه يتعين علي مثلي بيان تلبيسه وتمويهه لعل الله أن يحشرنا في زمرة الذين ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين" ا.هـ(8)
وقال الشيخ العلامة عبد السلام ابن برجس –رحمه الله تعالي- في تقدمته لكتاب "تحفة الطالب والجليس" للعلامة عبد اللطيف آل الشيخ:
"فإن الله سبحانه نصب في كل زمان رجالاً يحمون شريعته، وينصرون ملته، ويجاهدون فيه حق جهاده، إذا انتهكت حرماته غضبوا غضب الأسد، وإذا سلك سبيله فرحوا فرح الوالد بالولد.
أسبل الله عليهم من العلم النافع والعمل الصالح ما أهلهم للقيام بهذه المسؤولية العظيمة، والمهمة الجسيمة.
فاستخدموا هذا السلاح الذي أسبل الله عليهم أذياله في هداية الخلق، وإرشادهم إلي الطريق السوي، والنهج المرضي.
كما استخدموه أيضاً في استئصال شبه المنحرفين، والقضاء علي بدع المبتدعين".
ثم شرع –رحمه الله- في بيان مقصد أهل السنة وغرضهم من الرد علي المخالفين، فقال:
"وكان مقصودهم بالرد علي هؤلاء القيام بالميثاق الذي أخذه الله تعالي علي أهل العلم في قوله: "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه" الآية، والخوف من الوقوع في جريمة كتم العلم وإخفائه.
وكان من مقصودهم أيضاً نصح الأمة، والأخذ بحجزها عن السقوط في المهالك، سواء في ذلك المردود عليه منهم أو غيره؛ فالمردود عليه بإيضاح الحق له، وقيام الحجة عليه، وغيره بتحذيره من اتباع الأهواء، والسقوط في شَرَكها.
قال شيخ الإسلام أبو العباس –رحمه الله تعالي- في وصف أهل السنة والجماعة، ومرادهم بالرد علي المنحرفين:
"وأئمة السنة والجماعة، وأهل العلم والإيمان فيهم العلم والعدل والرحمة، فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة.
ويعدلون علي من خرج منها ولو ظلمهم، كما قال الله تعالي: (يا أيها الذين ىمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي).
ويرحمون الخلق فيريدون لهم الخير والهدي والعلم، ولا يقصدون الشر لهم ابتداءً، بل إذا عاقبوهم، وبينوا خطأهم وجهلهم وظلمهم كان قصدهم بذلك بيان الحق ورحمة الخلق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا" ا.هـ من الرد علي البكري".(9)
وقال الشيخ بكر أبو زيد –رحمه الله تعالي- في "الرد علي المخالف":
"فهذه أبحاث من ضنائن العلم وغواليه؛ لأنها تحمل إعلان الصوت الإسلامي عالياً، والقلم له راقماً، بإظهار شعار من شعائر علماء الأمة الإسلامية، وبيان وظيفة من وظائفه الملية، وتقرير أصل من أصولها التعبدية هو:
"مشروعية الرد علي كل مخالف بمخالفته"، وأخذه بذنبه، وإدانته بجريرته، "ولا يجني جان إلا علي نفسه".
كل هذا "لحراسة الدين" وحمايته من العاديات عليه، وعلي أهله، من خلال هذه "الوظيفة الجهادية" التي دأبها: الحنين إلي الدين، والرحمة بالإنسانية؛ لتعيش تحت مظلته: تكف العدوان، وتصد المعتدين، وتقيم سوق الأمر بالمعروف، ورأسه "التوحيد" والنهي عن المنكر وأصله "الشرك".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالي- في بيان منزلة هذه الوظيفة:
"فالمرصدون للعلم، عليهم للأمة حفظ الدين وتبليغه، فإذا لم يبلغوهم علم الدين، أو ضيعوا حفظه، كان ذلك من أعظم الظلم للمسلمين، ولهذا قال تعالي: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ". فإن ضرر كتمانهم تعدي إلي البهائم وغيرها، فلعنهم اللاعنون حتي البهائم" انتهي.(10)
فهذا غرضهم من الرد علي المخالفين، كما هو الغرض من تقرير التوحيد:
فقد قال الحافظ ابن كثير –رحمه الله- عند قوله تعالي: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" [البقرة: 21] في معرض كلامه عن تحريم الحلف بغير الله –عز وجل-: "وهذا كله صيانة وحماية لجناب التوحيد" ا.هـ(11)
ومن أولويات إعلاء كلمة الله –عز وجل- بالحجة والبيان: حراسة سنة الرسول صلي الله عليه وسلم،
قال الحافظ ابن كثير –رحمه الله- وهو يتكلم عن جهود المحدثين في حفظ السنة النبوية، عند قوله تعالي: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) الآية، قال:
"كل ذلك صيانة للجناب النبوي، والمقام المحمدي، خاتم الرسل وسيد البشر (صلي الله عليه وسلم) أن ينسب إليه كذب، أو يحدث عنه بما ليس عنه" ا.هـ(12)
ولله در العلامة الإمام ابن القيم –رحمه الله تعالي- إذ يقول معاهداً ربه –عز وجل- على نصرة دينه، وجهاد أهل الأهواء والبدع، وفضح أمرهم على رؤوس الخلائق كما في نونيته:
لأجاهدن عداك ما أبقيتني....ولأجعلن قتالهم ديـداني
ولأفضحنهم على روس الملا....ولأفرين أديمهم بلسـاني
ولأكشفن سرائرًا خفيت على....ضعفاء خلقك منهم ببيان
ولأتبعنهم إلى حيث انتـهوا....حتى يقـال أبعد عبـادان
ولأرجمنهم بأعـلام الهدى....رجم المريد بثاقب الشهبان
ولأقعدن لهم مراصد كيدهم....ولأحضرنهم بكل مكـان
ولأجعلن لحومهم ودماءهم....في يوم نصرك أعظم القربان
ولأحملن عليـهم بعسـاكر....ليست تفر إذا التقى الزحفان
بعساكر الوحيين والفطرات والـ....معقول والمنقول بالإحسان
حتى يبين لمن له عقل من الـ....أولى بحكم العقل والبرهان
ولأنصحـنّ الله ثم رسـوله....وكتابه وشـرائع الإيمـان
إن شاء ربي ذا يكون بحـوله....أو لم يشأ فالأمـر للرحمن(13)
وفي الصحيحين من رواية أبي موسي الأشعري –- أن النبي صلي الله عليه وسلم سئل عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياءً أي ذلك في سبيل الله؟
فقال صلي الله عليه وسلم: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".
فهذه هي الغاية من حراسة جناب دين رب العالمين من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
نسأل الله أن يفهمنا حقيقة الدين وأن يعلمنا ما ينعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً وأن يرزقنا الإخلاص والقبول إنه علي كل شئ قدير،
وصلي الله علي نبينا محمد وعلي أبويه إبراهيم وإسماعيل وعلي سائر النبيين.

وكتب/ أحمد بن سالم الورداني
عامله الله بلطفه الخفي
ظهر يوم الخميس الموافق
7/ رمضان/ 1433
26/ 7/ 2012

(1): من مقدمة محمد حسني القاهري لـ "الآيات البينات في كشف حقيقة الموازنات" (ص12).
(2): مقدمة الإمام أحمد لـ"الرد علي الزنادقة والجهمية"(ص6-7).
(3): "تفسير القرآن العظيم" (6/ 17).
(4): "تيسير الكريم الرحمن" (2/ 931).
(5): "مفتاح دار السعادة" (1/ 271).
(6): "مقدمة منظومته الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية"
(7): "الإخوان المسلمون بين الابتداع الديني والإفلاس السياسي" للشيخ علي السيد الوصيفي (ص16 – 17).
(8): "تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس" (ص20).
(9): "تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس" (ص5-6).
(10): "الرد علي المخالف من أصول الإسلام" (ص8).
(11): "تفسير القرآن العظيم" (1/ 195).
(12): "تفسير القرآن العظيم" (5/ 169).
(13): "الكافية الشافية بشرح الشيخ خليل هراس" (1/ 429).


نقلا عن  ملتقى أهل الإسناد

نصيحة في زمن الغربة

الحمد لله ،والصلاة والسلام علي رسول الله ، وعلي آله وصحبه ومن اهتدي بهداه .
 أنها نصيحة غالية في زمن الغربة في وصف هؤلاء الغرباء ،
 قال الإمام العلامة العلم ابن القيم الجوزية (رحمه الله تعالي) 
{وترك الأنتساب إلي احد غير الله ورسوله ، لا شيخ ولا طريقة ولا مذهب ولا طائفة ، بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلي الله بالعبودية له وحده وإلي رسوله بالأتباع لما جاء به وحده ، وهؤلاء هم القابضون علي الجمر حقا ، وأكثر الناس لائم لهم ، فلغربتهم بين هذا الخلق يعدونهم أهل شذوذ وبدعة ومفارقة للسواد الأعظم }مدارج السالكين(١٩٧/٣)نقلا عن كتاب مدارك النظر في السياسة للشيخ الرمضاني الجزائري ص٣٧٠ وما بعدها.......
 وقال أيضا رحمه الله تعالي {فالمؤمنون قليل في الناس ، والعلماء قليل من المؤمنين ، وهؤلاء قليل في العلماء ، وإياك أن تغتر بما يغتر به الجاهلون ، فإنهم يقولون : لو كان هؤلاء علي حق لم يكونوا أقل الناس عددا ، والناس علي خلافهم فاعلم أن هؤلاء هم الناس ، ومن خالفهم فمشبهون بالناس ، وليسوا بناس فما الناس إلا أهل الحق ، وإن كانوا أقلهم عددا}مفتاح دار السعادة(١٤٧/١)
 لا تحزن أيها السلفي أنك في زمن الغربة وأن الله معنا ولا تنخدع بما انخدع به الشباب من كثرة عددهم وثناءهم علي بعضهم .
 انظر إلي قول ابن عون (رحمه الله){رحم الله رجلا لزم هذا الأثر ورضي به ، وإن استثقله واستبطأه}الإبانة لابن بطة(٢٧٠)
وأنظر هذه الجوهرة الغالية للإمام شمس الدنيا محمد بن أدريس الشافعي{عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا}سير أعلام النبلاء(٧٠/١٠)
قال الشيخ أبوقدامة المصري -حفظه الله-.....
فاثبت علي الحق المبين وإن تكن ** فردا أمام كتائب البطلان **
لايستخفك مرجف بسوادهم ** إذ لا اعتبار بكثرة الأبدان ** 
فالحق ينصر عاجلا أو آجلا ** وسيبهت البطال بالبرهان 
..قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-{لا عيب علي من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه ، واعتزي إليه ، بل يجب قبول ذلك منه بالأتفاق ، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا}الفتاوي(١٤٩/٤)

صدق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهذه حقيقة الرافضة

بسم الله الرحمن الرحيم 
 والصلاة و السلام علي رسول الله - صلي الله عليه وعلي آله و صحبه وسلم -
 أما بعد -
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-{إذ صار لليهود دولة بالعراق و غيره ، تكون الرافضة اعظم أعوانهم ، فهم دائما يوالون الكفار }منهاج السنة النبوية (٣٧٨/٣) قلت: صدق رحمه الله عندما غزا الكفار العراق أفتي السستاني عليه من الله ما يستحق و هو أكبر مرجع في العراق بعدم مقاومة ومجاهدة هؤلاء وأنتظروهم بالورود وأثنوا عليهم . أمنوا الكفار وقتلوا أهل السنة .صدق شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-

أصحاب الحديث هم أهل الحق والعقيدة الصحيحة


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
قال الإمام أبو المظفر السمعاني (رحمه الله)
أبي الله أن يكون الحق والعقيدة الصحيحة إلا مع أهل الحديث ؛ لأنهم أخذوا دينهم وعقائدهم خلفا عن سلف ،
وقرنا عن قرن ، بإسناد متصل إلي أن انتهوا إلي التابعين ، وأخذ التابعون من أصحاب النبي _ صلي الله عليه وسلم _
ولا طريق إلي معرفة ما دعا إليه رسول الله _ صلي الله عليه وسلم _ الناس من الدين المستقيم ، والصراط القويم
إلا هذا الطريق الذي سلكه أصحاب الحديث
(الانتصار لأهل الحديث ، ص44)
وهذا فيه رد علي أهل الاحزاب والديمقراطية الذين أتبعوا هواهم وادعوا متابعة السلف أصحاب الحديث وهم أكثر الناس مخالفة

أحسن طرق تفسير القرآن العظيم


أحسن طرق تفسير القرآن العظيم


أن أصح الطرق لتفسير القرآن الكريم أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد بسط في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة، فإنها شارحة للقرآن وموضحة له. بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي -رحمه الله تعالى-: كل ما حكم به رسول الله فهو مما فهمه من القرآن، قال الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾ [النساء:105].
وقال تعالى: ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [النحل:64]، وقال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل:44].
ولهذا قال رسول الله : (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) يعني السنة، والسنة أيضاً تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن، إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن.
وقد استدل الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك.
السنة وحي من الله، والسنة نوعان:
النوع الأول: الأحاديث القدسية التي يضيفها النبي إلى ربه ويقول فيها: (قال الله)، فهذا من كلام الله لفظاً ومعنى كالقرآن، فالقرآن كلام الله لفظاً ومعنى خلافاً للأشاعرة الذين يقولون: إن كلام الله معنى قائم بالنفس، وخلافاً للمعتزلة الذين يقولون: القرآن مخلوق.
وهذا كفر وضلال، ولهذا كفر الأئمة والعلماء من قال: القرآن مخلوق، وتكفيرهم لقائل ذلك هو على وجه العموم، أما الشخص المعين فلا بد من أن تقوم عليه الحجة، فمن قال: إن القرآن مخلوق فهو كافر.
والأشاعرة يقولون: القرآن كلام الله، وكلام الله معنى قائم بنفسه ليس بحرف ولا صوت، أما الحروف والأصوات فهي مخلوقة، وليس في المصحف شيء من كلام الله؛ لأن كلام الله معنى قائم بنفسه، وما في المصحف هو عبارة عن كلام الله، وهذا الذي ذهب إليه الأشاعرة يوافق المعتزلة في نصف مذهبهم؛ لأن المعتزلة يقولون: القرآن لفظه ومعناه مخلوق.
والأشاعرة يقولون: لفظه مخلوق ومعناه قائم بنفسه تعالى ليس بمخلوق، وهذا من أبطل الباطل، فالقرآن كلام الله لفظه ومعناه.
فيجب على كل مسلم أن يعتني بهذا القرآن العظيم، فإنه سعادة الأمة وفلاحها ونجاحها.
فالنوع الأول من السنة؛ هو الأحاديث القدسية التي يقول فيها النبي : (قال الله)، كحديث أبي ذر عن النبي فيما يرويه عن ربه أنه قال: (يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا).
فهذا كلام الله لفظه ومعناه وهو كالقرآن، إلا أنه يختلف عن القرآن في الأحكام، فالقرآن يتعبد بتلاوته، والحديث القدسي لا يتعبد بتلاوته، والقرآن لا يمسه إلا المتوضئ، والأحاديث القدسية يمسها غير المتوضئ، والقرآن معجز في لفظه ومعناه، والحديث القدسي ليس كذلك.
والنوع الثاني: الأحاديث النبوية التي ليست قدسية، وهذه الأحاديث معناها وحي من الله تعالى، ولفظها من النبي ، ولهذا تنسب إلى الرسول، مثل قول الرسول : (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، ومعناها من الله؛ لأنها وحي ثان، قال تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم:3-4].
وما ذكره بعض مؤلفي كتب علوم القرآن كـالسيوطي في الإتقان وغيره من أن الحديث القدسي لفظه من النبي ومعناه من الله فإنه خطأ يتمشى على مذهب الأشاعرة، والسيوطي -رحمه الله- ليس عنده تحقيق في هذا، فهذا قد يشكل على بعض الطلبة إذا وجده في الإتقان للسيوطي وفي غيره من كتب أصول التفسير، فمن وجد ذلك فليعلم أن هذا يتمشى على مذهب الأشاعرة.
والصواب أن الحديث القدسي لفظه ومعناه من الله كالقرآن، إلا أن الأحكام تختلف كما تقدم. وما قاله النبي في شئون الحياة العادية لا يعتبر من الوحي، كأن ينزل في المكان الفلاني، ويبول في المكان الفلاني، ويجلس في المكان الفلاني، ونحو ذلك.
فالصواب في هذه المسألة: أن هذه من الأمور العادية، ولا يشرع الاقتداء به فيها، وقد كان ابن عمر -ا- يتتبع الأماكن التي يتنزل فيها النبي اجتهاداً منه، فكان ينزل في المكان الذي كان ينزل فيه النبي ، وقد ذكر البخاري شيئاً من هذا، فقال: كان ابن عمر يتتبع أماكن كثيرة.
ولكنه خالف في هذا كبار الصحابة كـالصديق وعمر وغيرهم؛ فإنهم لم يتتبعوا النبي في هذه الأماكن، ولهذا لما رأى عمر -- قوماً يأتوا إلى الشجرة التي بايع عندها النبي أصحابه أمر بقطعها.
والمقصود أن الأمور العادية التي كان يفعلها النبي على سبيل العادة ليست من التشريع. وأما ما كان يفعله مع زوجاته فإنه ينظر فيه، فإن كان على سبيل التشريع فإنه يقتدى به فيه، مثل معاملته لزوجاته ونحو ذلك، ومثله ما كان يفعله في البيت من الطهارة والغسل ونحو ذلك مما نقله إلينا أزواجه . وكلام الله في القرآن يتفاضل، هذا هو الصواب.
فسورة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ تعدل ثلث القرآن، وآية الكرسي أفضل آية في كتاب الله، والفاتحة أفضل سورة في كتاب الله، فكلام الله يتفاضل، وبعضه أفضل من بعض، وإذا كان القرآن كلام الله يتفاضل فالحديث القدسي كذلك يتفاضل.
قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: والغرض أنك تطلب تفسير القرآن منه، فإن لم تجده فمن السنة. فأول طريقة من طرق التفسير أن يفسر القرآن بالقرآن.

تفسير القرآن بأقوال الصحابة
قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: فإن لم تجده فمن السنة، كما قال رسول الله لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: (فبم تحكم؟ قال: بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: اجتهد رأيي، قال: فضرب رسول الله في صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله).
وهذا الحديث في المسند والسنن بإسناد جيد كما هو مقرر في موضعه. هذا الحديث سنده جيد كما ذكر المؤلف -رحمه الله-، وجود سنده كذلك شيخ الإسلام وابن القيم، وفيه أن الإنسان يعمل بكتاب الله، فإن لم يجد فإنه يعمل بالسنة، فإن لم يجد فإنه يجتهد، ولما بعث النبي معاذاً قال له: (بم تقضي؟ قال: بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي ...).
وأما نحن فإننا إذا بحثنا ولم نجد في السنة دليلاً فإننا نأخذ بأقوال الصحابة إذا لم تتعارض، فقول الصحابي إذا لم يعارضه قول صحابي آخر يؤخذ به، فإن عارضه قول صحابي آخر تساقطا، فحينئذٍ يرجع إلى أصول الشريعة وقواعدها.

ذكر بعض أئمة التفسير من الصحابة
قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: وحينئذ إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك؛ لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح، لاسيما علماءهم وكبراءهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين والأئمة المهتدين المهديين وعبد الله بن مسعود --.
قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير: حدثنا أبو كريب حدثنا جابر بن نوح حدثنا الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: قال عبد الله -يعني ابن مسعود-: والذي لا إله غيره ما نزلت آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت، ولو أعلم أحداً أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته.
هذا من حرص الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- على العلم، فـعبدالله بن مسعود -- يحلف أنه ما من آية إلا وهو يعلم أين نزلت وفيم نزلت وفيمن نزلت، يقول: ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه حتى أتعلم منه وأستفيد منه.
وجابر بن عبد الله -كما ذكر البخاري في صحيحه- رحل إلى عبدالله بن أنيس من المدينة إلى الشام في طلب حديث واحد، واشترى لهذه المهمة بعيراً، وكانت المسافة شهراً كاملاً.
فهذا هو حرص الصحابة الكرام، ولهذا بلغوا تلك المنزلة، فجابر يشتري لهذه المهمة بعيراً مع قلة ذات اليد، والآن الكتب كلها موجودة، والصحاح والسنن كلها مدونة، والحمد لله، وكل شيء الآن متوفر، والمهم هو الحرص والعناية والتفهم.
قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: وقال الأعمش -أيضاً- عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئونا أنهم كانوا يستقرئون من النبي ، وكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعاً.
وبهذا فضلوا على من بعدهم، فتعلموا العلم والعمل جميعاً، ونحن الآن ينقصنا العمل والتطبيق.

ابن عباس ترجمان القرآن
قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله وترجمان القرآن ببركة دعاء رسول الله له حيث قال: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل).
وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشار وحدثنا وكيع حدثنا سفيان عن الأعمش عن مسلم قال عبد الله -يعني ابن مسعود-: نعم ترجمان القرآن ابن عباس. ثم رواه عن يحيى بن داود، عن إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود أنه قال: نعم الترجمان للقرآن ابن عباس. مسلم بن صبيح هو غير الربيع بن صبيح.
ومسلم بن صبيح يروي عن أبي الضحى، وأبو الضحى يروي، عن مسروق، عن ابن مسعود، وفي بعض الطرق: (عن أبي الضحى عن ابن مسعود) وهذا إسناد منقطع؛ لأن أبا الضحى لم يسمع من ابن مسعود، بل بينهما واسطة.
وقوله: نعم الترجمان للقرآن ابن عباس هذه شهادة من ابن مسعود لابن عباس -ا-.
قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: ثم رواه عن بندار عن جعفر بن عون عن الأعمش به كذلك، فهذا إسناد صحيح إلى ابن مسعود أنه قال عن ابن عباس هذه العبارة، وقد مات ابن مسعود -- في سنة اثنتين وثلاثين على الصحيح، وعمر بعده عبد الله بن عباس ستاً وثلاثين سنة، فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود؟!
يعني: إذا كان ابن مسعود شهد لابن عباس بقوله: نعم ترجمان القرآن ابن عباس في حياته ثم توفي وعاش بعده ابن عباس ستاً وثلاثين عاماً وهو يتعلم ويجتهد فكيف سيكون علمه؟!
وقد كان عند النبي وهو صغير، لكنه كان حريصاً على العلم، وقد أخذ من الصحابة، وكان له زميل من الأنصار في أول الطلب، فقال زميله من الأنصار: يا ابن عباس! تظن الناس يحتاجون إلينا! فتركه ابن عباس وانصرف الأنصاري، وقال: الناس ليسوا بحاجة إلينا، والصحابة كثيرون.
فشمر ابن عباس في طلب العلم، فكان يأتي إلى الصحابة في بيوتهم، وكان إذا بلغه حديث عن بعض الصحابة أو أراد أن يأخذ العلم منه أتى إلى بابه، ثم توسد ذراعه ونام تحت الباب حتى يخرج، فإذا خرج قال: ما لك يا ابن عم رسول الله؟ ألا أخبرتني؟ ألا طرقت علي فأخرج؟ وما زال يجتهد ويحرص ويجد ويجتهد ويستغل الوقت في الأخذ عن الصحابة حتى بلغ شأناً عظيماً في العلم، ومات كثير من الصحابة وبقي، فصار مرجع الناس في العلم، وصار الناس يأتون إليه من كل مكان، وكان يجلس للناس بعد صلاة الفجر، فيأتيه أهل التفسير، ثم يأتيه أهل الحديث، ثم يأتيه أهل اللغة، ثم يأتيه جميع أصحاب الفنون حتى يرتفع الضحى.
وذلك الأنصاري الذي تركه لم يكن عنده شيء من العلم، فلما رأى حال ابن عباس ورأى ما أوتي من العلم ومجيء الناس إليه قال لبعض أصحابه: هذا أعقل مني يعني ابن عباس؛ لأنه بقي في طلب العلم.
قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: وقال الأعمش عن أبي وائل: استخلف علي عبد الله بن عباس على الموسم، فخطب الناس فقرأ في خطبته سورة البقرة -وفي رواية سورة النور- ففسرها تفسيراً لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا، ولهذا غالب ما يرويه إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير في تفسيره عن هذين الرجلين: عبد الله بن مسعود وابن عباس.
السدي الكبير ثقة يروي عن ابن عباس وعن ابن مسعود، فهو يروي عن أبي مالك عن أبي صالح عن ابن عباس، ويروي عن عروة عن ابن مسعود عن ناس من أصحاب النبي ، هذا هو سند السدي الكبير.
وقوله: استخلف علي عبد الله بن عباس على الموسم أي: جعل ابن عباس أميراً على الحج في خلافته.
نقلا عن  ملتقى أهل الإسناد

الجمعة، 18 أبريل 2014

المعتقد الصحيح في السيد المسيح

- المعتقد الصحيح في السيد المسيح -

{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ } [مريم: 34]

الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين ؛ وبعد :
فالمقرر عند ذوي العقول الصحيحة و الطباع السليمة أن رب الموجودات وواجدها واحد أحد لا ند له ولا يكافئه أحد؛ بل إن هذا مما لا ينبغي أن يختلف فيه ذوي العقول ولا يتنازع به ذوي الفهوم، والأدلة لتقرير هذا الأصل العظيم أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تنكر، فمن أدلته  دليل التمانع و بيان ذلك: أنّه لو تعلّقت إرادة أحدهما بإيجاد جسم متحرّك وأراد الآخر سكونه، فلا يخلو إمّا أن يقع مرادهما معا او لا يقع مراد كليهما وهذا غلط ففيه اجتماع المتناقضين او يقع مراد احدهما فأن حصل فالأخر عاجز والعاجز ليس بإله، ،قال عز وجل: {
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92) } [ المؤمنون ]
فإذا تفرد الرب بشؤون الكون وتدبير أموره استحق التفرد بإخلاص العبادة له بكل صورها، ونتج عن ذلك عدم صحة صرف شيء من أنواع العبادة ومعتقدات الإلهية إلى غيره جل وعلا، وإن كان غير ذلك لحصل الفساد {
لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } [ الأنبياء /22 ]
وهذا هو مدار دعوة الأنبياء كلهم كما قال تعالى {
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ } [الأنبياء/ 25] وقال تعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } [النحل/ 36].
وعيسى عليه السلام من هؤلاء الانبياء الذين ارسلهم الله تعالى ليدعو الى افراد الله في العبادة، ففي إنجيل مرقس [12- 28-30] ما نصه مما نسب إلى عيسى عليه السلام: (
إن أول كل الوصايا هي : اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا واحد ، و تحب الرب إلهك من كل قلبك و من كل نفسك ومن كل فكرك و من كل قدرتك )
وفي رقم -32- ما نصه : (
فقال له الكاتب : جيد يا معلم قلت و قد نطقت بالحق لأن الله واحد ولا إله غيره )
وفي إنجيل لوقا [4 :10] مما نسب إلى عيسى عليه السلام : (
اذهب يا شيطان لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإيّاه وحده تعبد )
والخلاصة : إن الأدلة على أن الخالق الواحد الفرد هو المستحق لكل صروف العبادة و أنواع الذلة والخضوع من دون غيره ظاهرة قوية لا ترد ولا تدفع، وقد دَلَّ على هذه الحقيقة الناصعة نصوص الوحي الصحيحة والفطر السليمة والعقول الصريحة.
 ونبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم رسول من أولي العزم الذين أرسلهم الله تعالى إلى خلقه لهدايتهم ولإخراجهم من الظلمات إلى النور ، قال ربنا سبحانه وتعالى: {
وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ }[البقرة/253] اصطفاه الله لرسالته وفضله على كثير من العالمين، وأوجب علينا احترامه والإيمان به، فمن أنكر شيئاً من ذلك لم يكن مؤمناً كما قال ربنا سبحانه وتعالى{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }[ البقرة/136] .
 وقد أعطاه الله من المعجزات الكثيرة فخلقه من غير أب بقدرته و إرادته كما قال تعالى: {
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [آل عمران /59] .
  ثم رفعه إليه، ليعيده في آخر الزمان فتنة ومحنة واختباراً للناس، فيعيدهم إلى التوحيد الحق ويخلصهم من الشرك و التثليث و الضلال الخبيث، فلم يُصلب ولم يقتله اليهود كما يدعي الغششة.
قال تعالى: {
الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }[النساء/157] فالذي يدّعي أنه صلب أو قتل فلا دليل معه إلا إتباعه للظنون والأوهام كما قال تعالى. بل رفعه إليه وطهره كما قال تعالى : {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ } [آل عمران/55] .
فليس عيسى عليه السلام بإله ولم يخبر قومه بأنه إله، ولم يطلب منهم عبادته، بل طلب منهم إفراد الله بالعبادة و إخلاصها له  وكان ذلك واضحا في الأدلة التي سقناها أول المقالة، ومنها ايضا ما جاء في إنجيل متى [26-36] مما ينسب إلى عيسى عليه السلام: (
فقال للتلاميذ: اجلسوا ههنا حتى أمضي وأصلي هناك ) ، فلئن كان إلها فلمن كان يصلى ؟!
وفي إنجيل يوحنا [8 – 40] قول عيسى عليه السلام: (
ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله ) ، وفي إنجيل يوحنا [20 – 17 ] قول عيسى عليه السلام: ( اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إنِّي أصعد إلى أبي و أبيكم و إلهي و إلهكم ) فهذه الأدلة المتضافرة – وغيرها أكثر - تدل بشكل ظاهر على بشرية عيسى عليه السلام، و أنه رسول أرسله الله تعالى لإخراج الناس من الضلال إلى الهدى، ولكن لما غلا فيه بعض الناس خلعوا عليه أوصاف الإلهية والربوبية تعالى ربنا عن كل هذا التخليط والتلبيس.
وفي إنجيل متى [27 – 46]: (
صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: إيلي، إيلي، لما شبقتني؟ أي: إلهي ، إلهي، لماذا تركتني) فواضح منه اعتبار الله إله له، على ما في الجملة من الغلط المنسوب الى عيسى ؛ فهل كان يشك بربه جل وعلا ليقول هذا الكلام ؟ ومن ثم إن مدّعي قصة الصلب يدّعون معرفة عيسى عليه السلام بها قبل حدوثها؛ فلم هذه الشكاية منه في هذا المقام؟ ونقاش ادعاء الصلب و الفداء طويل ليس هذا مقامه، والقصد هنا أن نبرهن على بشرية عيسى عليه السلام  وعبوديته لله وأنه رسول له.
 وفي إنجيل يوحنا [17-3] قوله عليه السلام : (
هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته )
أما ادعاء البعض أن عيسى إله، أو أنه صلب على الخشبة وأوذي الأذى الشديد، وأن ذلك كان فداء منه للبشرية و تخليصاً لها من ذنوبها ومعاصيها، فهذا كله مما لا أثارة عليه من علم، وهذا كله مجرد دعاوى مجردة عن البرهان الذي يخامر العقول والألباب ويحصل اليقين والايمان، ولنقاش كل ذلك بسط ليس هذا محله.
نعم فعيسى عليه السلام  بريء من هذا المعتقد الفاسد فهو لم يقل أنه إله ولم يطلب من الناس عبادته بل وجههم إلى عبادة الله وحده عز وجل، قال  تعالى:{
وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ}
[المائدة /116] .


وأخيراً { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } [آل عمران/64]

نقلا عن شبكة سحاب

شَمُّ النِّسِيْمِ !

شَمُّ النِّسِيْمِ !

الحمد لله وحده،  والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
لما كانت المشابهة في الظاهر تورث مودة ومحبة ومولاة في الباطن .. جاءت سنة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالنهي عن مشابهة الكافرين ومخالفة سننهم .
فقال صلى الله عليه وسلم : ((خالفوا المشركين : وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب )) . [رواه البخاري]
وفي رواية لمسلم : (( جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى خالفوا المجوس )) .

وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم )) [متفق على صحته ]
وقال عليه الصلاة والسلام : ((صلوا في نعالكم ولا تشبهوا باليهود )) [رواه الطبراني في الكبير ، وصححه الشيخ ناصر في صحيح الجامع 3790 ].
وقال صلى الله عليه وسلم : (( إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله )) [رواه مسلم]
حتى لما وافق يهود الحق في صيامهم يوم عاشوراء قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ معلناً مخالفتهم والتشبه بهم : (( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع )) [رواه مسلم]
فمخالفة هؤلاء سنة ماضية، لأنه يخشى على من تشبه بالمشركين أن يضم إليهم .
فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( ... وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم )) [صححه الألباني في صحيح الجامع 2831]
قال شيخ الإسلام معقباً على الحديث: (( هذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله تعالى { وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ }. [الاقتضاء 1 /314].
هذا؛ وقد تكلم العلماء أنه ينبغي علينا مخالفة أهل الكفر والإلحاد في الصغير والكبير قدر المستطاع، حتى أنهم ذكروا أن  من سنن الكفار وضع خط تحت الكلام المهم، فخالفنهم بوضع خط أعلاه كما يوجد في آيات السجدة في المصحف .
فإن جاءت الشريعة بما مر ذكره من مخالفة المشركين في هيئة المأكل والمشرب، وتغير لون الشعر، والصلاة في النعال، حتى الخط الذي يوضع تحت الكلام المهم ! .
فهل يلتبس على مسلم بعد هذا أن الشريعة نهت عن مشاركة أهل الكفر في أعيادهم، ومنها " شَمُّ النِّسِيْمِ " الذي قيل أن سببه : احتفال النصارى بموت الرسول صلى الله عليه وسلم ـ ولا يصح ـ ؟!
قال ابن القيم - رحمه الله -: (( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه )) .[ أحكام أهل الذمة 1 / 441 ] .
وبين شيخ الإسلام ـ عليه الرحمة ـ نكتة في عدم موافقة هؤلاء في أعيادهم فقال فيكتابه : " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم: (( أن مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل خصوصا إذا كانوا مقهورين تحت ذل الجزية والصغار فانهم يرون المسلمين قد صاروا فرعا لهم في خصائص دينهم فإن ذلك يوجب قوة قلوبهم وانشراح صدورهم وربما أطعمهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء وهذا أيضا أمر محسوس لا يستريب فيه عاقل فكيف يجتمع ما يقتضي إكرامهم بلا موجب مع شرع الصغار في حقهم )) .
قلت : وتأمل الذي ذكره شيخ الإسلام مع قول الرب تعالى : { رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [الممتحنة : 5] .
هذا ؛ وقد قال بعض العلماء الحكمة من وراء أخراج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للحائض والنفساء في صلاة العيد وليس عليهنّ صلاة، بأنه أراد بذلك تكثير سواد المسلمين وإلقاء الرعب في قلوب الكافرين والمنافقين .
فإياك يا عبد الله أن تكون بخروجك مع أهل الصليب في هذا اليوم، واحتفالك معهم بهذا العيد ! ممن يكثر سواد الكافرين، ويلقى بسببك الرعب في قلوب المسلمين ! .
وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم

وكتب
أبو صهيب وليد بن سعد
القاهرة ، الجمعة 23 جمادى الآخرة 1434
3 / 5 / 2013
 

الأربعاء، 2 أبريل 2014

الرد المفحم على دعاة الخروج والمظاهرات من فتاوى علماء الأمة وأئمتها

- السياسة ودعوة الرسل "اللحيدان".
الشريط:
حفظ
2-
حكم الإنقلابات و الثورات على الدول" اللحيدان"
حفظ

3-
متى يجوز الخروج على الحاكم؟"صالح آل الشيخ"
حفظ

4-
إشغال الناس بالسياسة"الفوزان"
حفظ

5-
الهزيمة النفسية لدى المسلم"الفوزان"
حفظ

6-
الخوارج و الحكم بغير ما أنزل الله"العثيمين"
حفظ

7-
الرد على من أجاز الخروج على الوالي الفاسق"العثيمين"
حفظ

8-
لا ينبغي إقحام العامة في الأمور السياسية"العثيمين"
حفظ

9-
من خرج عن الدولة ليشق الصف"ابن باز"
حفظ

10-
المظاهرات"ابن باز"
حفظ

11-الخروج على الحكام بذكر المعايب"الراجحي"حفظ

12-
المخالف في طاعة الولاة ليس من أهل السنة"الراجحي"
حفظ

13-
توحيد الحاكمية" البرجس"
حفظ

14-
من مات و ليس في عنقه بيعة "عبدالمحسن العباد"
حفظ

القول الحميد على من أجاز تهنئة اليهود والنصارى بعيد

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } (آل عمران:102) , { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } (النساء:1) , { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } (الأحزاب: 70 , 71) , أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله , وخيرَ الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار.
اعلموا أيها الإخوة حفظكم الله تعالى وأثابكم على ما تقدمونه وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم .. أن هذا الرجل المدعو سلمان العودة هو رجل ساقط من قديم .. وقد بين علماءنا حفظهم الله طريقة هذا الرجل وكثرة تلونه وتلبسه بألبسة وألوان أهل البدع .. فحاله معروف ومكشوف .. ولا يخفى على من له أدنى دراية بأحوال أهل البدع والأهواء , من كل سلفي غيور على دينه وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وهو من دعاة الضلال الذين ابتليت بهم الأمة .. ولا أجد ما ينطبق عليه سوى قول الشافعي رحمه الله :
ولا خير في ود امرئ متلونٍ ***** إذا الريح مالت مال حيث تميل

فالرجل يميل حسب مصلحته وحسب حاجته وحسب تياره ,, فتراه هو ومن كان على شاكلته يميلون حتى مع العلمانيين واللبراليين .. ولا حساسية لديهم في هذا .. أفنتعجب أن يبيح هو وأمثاله مثل هذه الأمور ويبيحون للمسلمين تهنئة الكفار بأعيادهم المبتدعة؟! ,, لا والله؛ لأنهم خرجوا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلا نستغرب منهم مثل هذه الأمور. وإلا فهل يغيب عنه هو وأمثاله -في تجويزهم لمثل هذه الأمور-,, هل يغيب عنهم حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: (نذر رجل أن ينحر إبلاً ببوانة , فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا, قال: هل كان فيها عيد من أعيادهم؟, قالوا: لا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوف بنذرك, فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله, ولا فيما لا يملك ابن آدم), رواه أبو داود برقم ( 3313 ), وصححه الحافظ في تلخيص الحبير ( 4 / 180 ), والألباني رحمه الله في صحيح أبي داود ( 2 / 637 ).
فإن قالوا: هذا في مسألة الوفاء بالنذر؛ كما هي عادتهم في تحريف الاستدلال بالنصوص, قلنا لهم أن المشاركة معهم في أعيادهم وتهنئتهم بها داخل في هذا النهي من باب أولى, وهذا من باب النهي عن الأخف, بالنهي عن الأغلظ.
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى العبد المؤمن عن فعل العبادة والطاعة في أي مكان من أماكن الجاهلية والشرك والمعاصي, فمن باب أولى يا سلمان العودة هداك الله أن لا يهنأ الكفار على أعيادهم الباطلة والمبتدعة, لما يترتب عليه من إقرارهم على كفرهم والرضى به, وما فيه من إذلال للمسلمين هداك الله, فالمسلم عزيز بعبادة الله وطاعته ولا يذل لأعداء الله الكافرين. فما الذي حمل سلمان العودة على تجويز تهنئتهم بباطلهم, فإن كان سيقول أن هذا من باب إظهار سماحة الإسلام ومن تأليف قلوبهم فهذا باطل صريح وكذب على الله وكذب على رسوله صلى الله عليه وسلم, لأن الله تعالى هو الذي شرع الدين للناس وهو الأعلم بسماحته حيث أظهره على الدين كله ورضيه لعباده, وبين سبحانه وتعالى بأنه عدو للكافرين, أفبعد هذا يقول العودة وأمثاله أن لا سماحة في الدين إلا بتهنئة الكفار هذا هو الباطل يا سلمان العودة.

وإن كان العودة سيستدل بقوله تعالى: {لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الممتحنة:8) , ويقول بأن التهنئة داخلة في البر والعدل مع الذين لم يقاتلونا فقد كذب, وإنَّما يكون البر بالتعامل معهم على وفق الشريعة الإسلامية ومنها عدم ظلمهم وعدم أخذ حقوقهم بغير حق وعدم التعدي على المستأمنين منهم والمعاهدين, وعدم التعدي على من سالمنا منهم حتى يصدر منهم ما ينقض السلم بيننا وبينهم ومع ذلك أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في حين نقضهم للميثاق الذي بينهم وبين المسلمين ألا يفجأهم بحرب ولكن يعلمهم بأن الميثاق الذي بينهم وبين المسلمين قد انتهى بسبب صدور ما ينقضه من جانبهم, وذلك حتى لا تلصق التهم جزافاً بالإسلام والمسلمين بأنَّهم خونة أو ما أشبه ذلك؛ فقال تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ} (الأنفال:58).

فأين يجد سلمان العودة وأمثاله أن من البر والعدل مع الذين لم يقاتلونا ولم يظاهروا على إخراجنا؛ أن نهنأهم بأعيادهم الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان .. {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} (النور:16).

وبعد أيها الإخوة السلفيون بارك الله فيكم فحال هذا الرجل لا يخفى على كل سلفي غيور مهما لبس هو وأمثاله من دعاة الإخوان المسلمين .. في مشارق الأرض ومغاربها, فالله الله في التمسك بدينكم وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
أبو حمود هادي بن قادري بن حسين محجب
01-13-2010

الإرهاب المقدس في الإنجيل المحرف

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ أما بعد :

طبعاً النصارى يصرون على أن الديانةالنصرانية هي دين التسامح والمحبة، إذاً ماهي دلائلهم ، طبعاً ليس لهم دليل سوى الأكاذيب ويكذبون سوى عن أنفسهم وينشرون ديانتهم من باب التقية وتحريف الذي عندهم وتحسنه أمام الناس كي يظهر بشكل محبب ، فتعالوا أنتم يا نصارى ويا من ينكر أن في ديانة النصرانية ليس فيها تطرف والإرهاب ، وأقول لهم من باب النصح أن سبب كل هاته التفجيرات والتطرف والإرهاب جائت من عندهم من الإنجيل المحرف عند النصارى والنصارى أخدوها عند الياهود قتلت الأنبياء والصالحين .
وهناك كثير من الأدلة من كلامي هذا فيالإنجيل المحرف الذي هو فيه فقط سوى القتل والتعدي على الناس بل حتى الحيوانات لم تسلم منهم والدليل :
في انجيل متى 10: 34-35 " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا"
وفي انجيل لوقا 22: 37 .. : لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً".
وفي انجيل لوقا 12: 49-53 "جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟ أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا“
وفي انجيل متى 10: 34-35 " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا”
وفي سفر حزقيال 9: 6 وَاضْرِبُوا لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ.
وفي سفر إرمياء 48/10 "ملعون من يمنع سيفه عن الدم"
وفي سفر إشعيا 13 : 16 يقول الرب : "وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم"
ففي سفر هوشع 13 : 16 يقول الرب : "تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها بالسيف يسقطون تحطم أطفالهم والحوامل تشق"

ولنرى شكل آخر من أشكال التطرف بل حتى الحيوانات لم تسلم من تطرفهم:


في سفر يشوع 6: 22-24 " وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. .. وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ"
في سفر صموئيل الأول 15: 3 - 11 "فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ"

أهاذا هو دينكم هاااا أهذا الذي تفتخرون به تفتخرون بدين الإرهاب والتطرف ، وتدخلون سوى من باب سفك الدماء والقتل بدون أي حق وتنسبون هذا بدون حق زوراً وكذباً بدين الإسلام .
فتقوا الله يا أيها الناس واعلموا أنه لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله وأن عيسى عبده ورسوله ، فالدنيا ماضية ، فكيف ستقفون أمام الله جل وعلا بقلبكم غير سليم مليء بالشركيات والتطرف والإرهاب والحقد على الله ولجميع عباده ومخلوقاته وتحبون الصليب حباً جماص وتقدسونه وهو مجر ادات يعذب بها مثل المشنقة والكرسي الكهربائي ، إتقوا الله وعلوا أن الله يمهل ولا يهمل فاليوم الحساب آت وإن وعده عق وناره وجنته حق .

وأختم بقول هذا وأحمده وأستغفره واتوب إله في الدنيا والآخرة ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين

شبكة سحاب السلفية

أقوال أهل العلم في تكفير الخوارج من عدمه

موقف أهل السنة والجماعة من فرقة الخوارج :


يعتقد أهل السنة والجماعة أن الخوارج أصحاب مذهب فاسد ، وأنهم ابتدعوا في الدين وشقُّوا عصا المسلمين .
وللعلماء في تكفير الخوارج قولان مشهوران (1) ،والصحيح منهما هو عدم تكفيرهم(2)، وقد اتفق الصحابة على قتالهم ومع هذا لم يكفِّروهم (3) ، ولم يقاتلوهم حتى سفكوا الدم الحرام ، وأغاروا على أموال المسلمين ، فقاتلهم المسلمون لرفع ظلمهم وبغيهم لا لأنهم كفّار ولهذا لم تُسْبَ حريمهم ولم تُغْنَمْ أموالهم(4) .
ومما يدل على أن الصحابة لم يكفّروا الخوارج أنهم كانوا يصلون خلفهم ، وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وغيره من الصحابة يصلّون خلف نجدة الحروري ، وكانوا أيضاً يحدِّثونهم ويفتونهم ويخاطبونهم كما يخاطب المسلمُ المسلمَ ، كما كان عبدالله بن عباس يجيب نجدة الحروري لما أرسل إليه يسأله عن مسائل ، وحديثه في البخاري ، وكما أجاب نافعَ بن الأزرق عن مسائل مشهورة ، وكان نافعٌ يناظره في أشياء في القرآن ، كما يتناظر المسلمان.
ومازالت سيرة المسلمين على هذا ، ما جعلوهم مرتدين (5) .
والنبي صلى الله عليه وسلم لم يخرجهم من الإسلام ؛ بل جعلهم من أمَّته ولم يقل : إنهم مخلّدون في النار فهذا أصل عظيم ينبغي مراعاته .
ومازال الأئمة في كل زمان ومكان ، يجاهدون من خرج عن طاعة إمام المسلمين والعلماء يجاهدون معهم ويحضونهم على ذلك ، ويصنِّفون التصانيف في فضل ذلك وفي فضل من قام فيه لا يشك أحد منهم في ذلك (6) .

ويرى أهل العلم أنه واجب على المسلمين في كل عصر إذا تحققوا من وجود هذا المذهب الخبيث أن يعالجوه بالدعوة إلى الله أولاً ، وتبصير الناس بذلك ، فإن لم يمتثلوا قاتلوهم دفعاً لشرّهم (7) .





(1) السيوطي : شرح النسائي 7/85 .
(2) النووي : شرح مسلم 7/170 ، ابن تيمية : منهاج السنة 5/248 ، المناوي : فيض القدير 3/50 ، الدرر السنية 9/290 .
(3) ابن تيمية : منهاج السنة 5/248.
(4) الشيخ زيد بن فياض : الروضة الندية شرح الواسطية ص 392 .
(5) ابن تيمية : منهاج السنة 5/248.
(6) الدرر السنية 9/290 .
(7) الشيخ صالح الفوزان : لمحة عن الفرق الضالة ص 42

منقول من كتاب الخوارج والفكر المتجدد للشيخ عبدالمحسن بن ناصر ال عبيكان صفحة 11

---------
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ( 28/518 ) :

فَإِنَّ الْأُمَّةَ مُتَّفِقُونَ عَلَى ذَمِّ الْخَوَارِجِ وَتَضْلِيلِهِمْ وَإِنَّمَا تَنَازَعُوا فِي تَكْفِيرِهِمْ عَلَى قَوْلَيْنِ مَشْهُورَيْنِ فِي مَذْهَبِ مَالِكٍ وَأَحْمَد وَفِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَيْضًا نِزَاعٌ فِي كُفْرِهِمْ .

وَلِهَذَا كَانَ فِيهِمْ وَجْهَانِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْأُولَى :

أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ بُغَاةٌ .

وَالثَّانِي : أَنَّهُمْ كُفَّارٌ كَالْمُرْتَدِّينَ ، يَجُوزُ قَتْلُهُمْ ابْتِدَاءً ، وَقَتْلُ أَسِيرِهِمْ ، وَاتِّبَاعُ مُدْبِرِهِمْ ، وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ اُسْتُتِيبَ كَالْمُرْتَدِّ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ .ا.هـ
---------
وقال في في الفتاوى (13/210) :

فَإِنَّ الْخَوَارِجَ خَالَفُوا السُّنَّةَ الَّتِي أَمَرَ الْقُرْآنُ بِاتِّبَاعِهَا وَكَفَّرُوا الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ أَمَرَ الْقُرْآنُ بِمُوَالَاتِهِمْ وَلِهَذَا تَأَوَّلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةَ : " وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلَّا الْفَاسِقِينَ . الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ " [ البقرة : 26 - 27 ] وَصَارُوا يَتَتَبَّعُونَ الْمُتَشَابِهَ مِنْ الْقُرْآنِ فَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ مِنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ مِنْهُمْ بِمَعْنَاهُ وَلَا رُسُوخٍ فِي الْعِلْمِ وَلَا اتِّبَاعٍ لِلسُّنَّةِ وَلَا مُرَاجَعَةٍ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يَفْهَمُونَ الْقُرْآنَ .ا.هـ.
---------
وقال رحمه الله في منهاج السنة (5/247) :

ومما يدل على أن الصحابة لم يكفروا الخوارج أنهم كانوا يصلون خلفهم وكان عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - وغيره من الصحابة يصلون خلف نجدة الحروري وكانوا أيضا يحدثونهم ويخاطبونهم كما يخاطب المسلم المسلم كما كان عبدالله بن عباس يجيب نجدة الحروري لما أرسل إليه يسأله عن مسائل وحديثه في البخاري ، وكما أجاب نافع بن الأزرق عن مسائل مشهورة وكان نافع يناظره في أشياء بالقرآن كما يتناظر المسلمان وما زالت سيرة المسلمين على هذا ما جعلوهم مرتدين كالذين قاتلهم الصديق .

هذا مع أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتالهم في الأحاديث الصحيحة وما روي من أنهم شر قتلى تحت أديم السماء خير قتيل من قتلوه في الحديث الذي رواه أبو أمامة رواه الترمذي وغيره أي أنهم شر على المسلمين من غيرهم فإنهم لم يكن أحد شرا على المسلمين منهم لا اليهود ولا النصارى فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم مكفرين لهم وكانوا متدينين بذلك لعظم جهلهم وبدعتهم المضلة ومع هذا فالصحابة - رضي الله عنهم - والتابعون لهم بإحسان لم يكفروهم ولا جعلوهم مرتدين ولا اعتدوا عليهم بقول ولا فعل بل اتقوا الله فيهم وساروا فيهم السيرة العادلة .ا.هـ.
---------
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (12/314) :
وَذَهَبَ أَكْثَرُ أَهْل الْأُصُول مِنْ أَهْل السُّنَّة إِلَى أَنَّ الْخَوَارِج فُسَّاق وَأَنَّ حُكْم الْإِسْلَام يَجْرِي عَلَيْهِمْ لِتَلَفُّظِهِمْ بِالشَّهَادَتَيْنِ وَمُوَاظَبَتِهِمْ عَلَى أَرْكَان الْإِسْلَام ، وَإِنَّمَا فُسِّقُوا بِتَكْفِيرِهِمْ الْمُسْلِمِينَ مُسْتَنِدِينَ إِلَى تَأْوِيل فَاسِد وَجَرَّهُمْ ذَلِكَ إِلَى اِسْتِبَاحَة دِمَاء مُخَالِفِيهِمْ وَأَمْوَالهمْ وَالشَّهَادَة عَلَيْهِمْ بِالْكُفْرِ وَالشِّرْك .ا.هـ.
---------
وذكر في الفتح ( 12/313 ) جملة من العلماء الذين قالوا بتكفير الخوارج كالبخاري حيث قرنهم بالملحدين وأفرد عنهم المتأولين بترجمة قال فيها :
باب من ترك قِتال الخوارج للتألف ولئلا ينفرَ الناسُ عنه .

وممن يرى بتكفير الخوارج كما ذكر الحافظ أبوبكر بن العربي فقال الحافظ :
وَبِذَلِكَ صَرَّحَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ فَقَالَ : ‏الصَّحِيح أَنَّهُمْ كُفَّار لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَام " وَلِقَوْلِهِ : " لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْل عَاد " ،‏ وَفِي لَفْظ " ثَمُود " ،‏ وَكُلّ مِنْهُمَا إِنَّمَا هَلَكَ بِالْكُفْرِ ،‏ وَبِقَوْلِهِ : " هُمْ شَرُّ الْخَلْق " وَلَا يُوصَف بِذَلِكَ إِلَّا الْكُفَّار ،‏ وَلِقَوْلِهِ : " إِنَّهُمْ أَبْغَضُ الْخَلْق إِلَى اللَّه تَعَالَى " ،‏ وَلِحُكْمِهِمْ عَلَى كُلّ مَنْ خَالَفَ مُعْتَقَدهمْ بِالْكُفْرِ وَالتَّخْلِيد فِي النَّار فَكَانُوا هُمْ أَحَقَّ بِالِاسْمِ مِنْهُمْ .ا.هـ.

وكذا قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي " الْمُفْهِم " : ‏
وَالْقَوْل بِتَكْفِيرِهِمْ أَظْهَرُ فِي الْحَدِيث .
وقال أيضا :
فَعَلَى الْقَوْل بِتَكْفِيرِهِمْ يُقَاتِلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَتُسْبَى أَمْوَالُهُمْ وَهُوَ قَوْل طَائِفَة مِنْ أَهْل الْحَدِيث فِي أَمْوَال الْخَوَارِج ،‏ وَعَلَى الْقَوْل بِعَدَمِ تَكْفِيرهمْ يُسْلَك بِهِمْ مَسْلَك أَهْل الْبَغْي إِذَا شَقُّوا الْعَصَا وَنَصَبُوا الْحَرْب .ا.هـ.

وممن ذهب إلى تكفيرهم من المعاصرين سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
.
شبكة سحاب السلفية

كيف يعلم الأب أبناءهُ التوحيد ؟ للشيخ محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيــــــــــم

كيف يعلم الأب أبناءه التوحيد؟

سئل العلامة محمد بن صالح العثيمين
- رحمه الله -

كيف يعلم الأب أبناءه التوحيد؟

فأجـــــــــــــــــــاب يعلمهم التوحيد كما يعلمهم غيره من أمور الدين ، ومن أحسن ما يكون في هذا الباب كتاب ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، إذا حفظوه عن ظهر قلب وشرح لهم معناها على الوجه المناسب لإفهامهم وعقولهم صار في هذا خير كثير ؛ لأنها مبنية على السؤال والجواب وبعبارة واضحة سهلة ليس فيها تعقيد ، ثم يريهم من آيات الله ليطبق ما ذكر في هذا الكتاب الصغير: الشمس يقول: من الذي جاء بها ؟ القمر ، النجوم ، الليل ، النهار، ويقول لهم : الشمس من الذي جاء بها ؟ الله. القمر ؟ الله . الليل؟ الله. النهار؟ الله. كلها جاء بها الله عز وجل ، حتى يسقي بذلك شجرة الفطرة ؛ لأن الإنسان بنفسه مفطور على توحيد الله عز وجل ، كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أوينصرانه أو يمجسانه ).

وكذلك يعلمهم الوضوء، كيف يتوضؤون بالفعل، يقول : الوضوء هكذا ويتوضأ أمامهم ، وكذلك الصلاة ، مع الاستعانة بالله تعالى ، وسؤاله عز وجل الهداية لهم، وأن يتجنب أمامهم كل قول مخالف للأخلاق أو كل فعل محرم ، فلا يعودهم الكذب ولا الخيانة ولا سفاسف الأخلاق ، حتى وإن كان مبتلىً، بها كما لو كان مبتلىً بشرب الدخان فلا يشربه أمامهم ؛ لأنهم يتعودون ذلك ويهون عليهم . وليعلم أن كل صاحب بيت مسؤول عن أهل بيته ؛ لقوله تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً ) .ولا يكون وقايتنا إياهم النار إلا إذا عودناهم على الأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة ، ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكد ذلك في قوله: (الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته) .
وليعلم الأب أن صلاحهم مصلحة له في الدنيا والآخرة، فإن أقرب الناس إلى آبائهم وأمهاتهم هم الأولاد الصالحون من ذكور وإناث (وإذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به،أو ولد صالح يدعو له ). نسأل الله تعالى أن يعيننا جميعاً على ما حملنا من الأمانة والمسؤولية.

(سلسلة نورعلى الدرب شريط رقم 350 الوجه أ)


موقف بسيط من الإمام السعدي -رحمه الله- كبير في القدر،لابنته الصغيرة يرويه الشيخ عبد الرزاق البدر

يقول الشيخ عبد الرزاق البدر في شرح  الأدب المفرد

[ بَابُ: مَسْحِ رَأْسِ الصَّبِيِّ]
قال الإمام البخاري -رحمه الله-:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: "كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ يَنْقَمِعْنَ مِنْهُ، فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ، فَيَلْعَبْنَ مَعِي" .

================================================== ==

ثم أورد -رحمه الله- هذا الحديث؛ حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-؛ قالت: ((كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ))؛ المراد بالبنات: بنات يُصنعن في ذاك الوقت من القطن، قماش يُخاط، ويكون له طرفان كاليدين وأيضا جزء مرتفع كالرأس لكن لا يكون فيه عينين ولا وفم ولا أنف ولا أذن، وإنما جزء مرتفع كأنه رأس وطرفان كأنهما يدين وأيضا في الأسفل مثل القدمين. من القطن؛ لين وجميل.
فالصغيرات يحببن ويفضلن اللعب بالبنات.

وأيضا: تربيتهن على اللعب بالبنات فيه فائدة؛ لماذا؟ لأن في هذا غرسٌ للأمومة ومعاني الأمومة منذ الصغر، حتى تنشأ تحب الأمومة وتحب أن يكون لها أطفال وتحب أن تكون مربية وتحب أن تكون -أيضا- حَسَنة التعامل مع الأطفال، ولديها صبر، فمن الصغر تُعطى هذه البنات من القطن، يصنعها لهن الكبار من النساء، ثم يلعبن بها، فينشأن، ويسمين: "هذه بنتي فلانة"، هذه بنتي فلانة.." ويكون بينهما جلسات جميلة ويتزاورن ويتداعبن، وكل واحدة تتحدث عن بنتها.. إلى غير ذلك من المعاني التي هي –حقيقةً- جميلة جدًّا في الصغيرات.

هذه المعاني الجميلة الآن في زماننا غُزيت؛ غُزيت البنات الصغيرات من بنات المسلمين في هذه اللعب غزوًا مَشينًا، واستغلَّ أعداء الدين هذه الحاجة في الصغيرات إلى هذه اللعب؛ فأنزلوا في الأسواق بنات مجسمّات على صورة البنت حقيقة؛ لها عين، ولها فم، ولها أنف، ولها أذن، وأيضا تتكلم أحيانا وتبكي. وأيضا: يُؤتى بها من المصانع وهي مُتَعرِيَّة، لابسة لباس متعري، الثوب إلى نصف الساق، من أعلى اللباس إلى الكتف، متعرية تماما، والصدر مفتوح، حتى تُعطى الصغيرة هذه اللعبة وتنشأ والتعري منغرس فيها من خلال اللعبة التي أُعطيت لها، فتنشأ وهي منفكة من الحشمة منفكة من الستر، وتميل إلى التعري، لأن هذه اللعب تغرس فيها هذه المعاني.

أيضا: يجعلون في بعض اللعب (مثل: بعض السيارات التي للصغار) يجعلون شابٌّ وشابَّةٌ بألبسةٍ مُتَعرِّية وإلى جَنْب بعض؛ حتى يغرسوا في بنات المسلمين هذا الانحراف وهذا الانحلال من الخُلق ومن الشرف. هذا غزو..!

ولهذا ينبغي أن يُراعى في لعب البنات ما كان عليه نساء الصحابة، مثل هذه اللعب من القطن، ولا يكون فيها مثل هذه المخالفات سواء الصور المجسمة أو الألبسة المتعرية.

وأيضا: يجعلون هذه اللعب يصاحبها موسيقى حتى تنشأ الصغيرة تحب التصاوير وتحب الموسيقى وتحب التعري.

وهذا غــــزوٌ فكــــريّ؛ غزوٌ للعقول!

ولا ينبغي لألوياء الأمور والأمهات أن يُغفلوا هذا الجانب، بعض الأمهات لا تبالي، تقول: "أنا أريد أن تفرح ابنتي.. وأريد أن تنبسط"، اجعليها تنبسط بدون مخالفة، والأمر متيسِّر ولله الحمد.

عائشة -رضي الله عنها- تقول: ((كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ -البنات على الطريقة التي أشرت إليها- عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي)) أي: صغيرات يلعبن معي لعبة البنات.

وجاء في بعض الأحاديث أنّ عائشة -رضي الله عنها- تضع بناتها (اللُّعب) خلف سِترٍ في البيت، ومرة والنبي -صلى الله عليه وسلم- عندها انكشف الستر بالهواء فرأى النبي صلى الله عليه وسلم اللّعب -بناتها-، وهي كانت تضعها وراء الستر حياءً من النبي صلى الله عليه وسلم، فانكشف، فوجد بين اللعب لعبة على شكل حصان وكان على جنبتيه مثل الجناحين، فقال لها: ما هذا؟ قالت: حصان، قال: وما هذا الذين بجنبيه؟ قالت: جناحان، فقال لها -صلى الله عليه وسلم-: حصان وله جناحان؟ فقالت: أمَا علمتَ أنّ سليمان -عليه السلام- كان له حصان له جناحان؟ قالت: فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى رأيتُ نواجذه، هذا أيضا من رحمته بالصغار وتلطفه معهم ومتابعتهم في هذه المشاعر الجميلة.
إذا رأى الإنسان بناته (أو صغيراته) يلعبن هذه اللعب يقف عندهن بعض المرات.

الشيـخ عبـد الرحمـن بـن سـعدي -رحمه الله-: مرة كانت ابنته الصغيرة -إذ ذاك- ومعها صغيرة مثلها في السن، في حوش المنزل. وهو العالم الكبير والقاضي والإمام والخطيب، فكان سيخرج من البيت فإذا ابنته وصغيرة مثلها في السن يلعبن هذه اللعب وجعلن مخططا كأنه غرفة، وأشياء كأنها الشاي والقهوة وجالسات يلعبن لعب البنات، فلما أراد أن يخرج قالت الصغيرة الأخرى (ليست ابنة الشيخ) له: لماذا لا تزورنا؟" قال: "غدا إن شاء الله أزوركم"، فلما خرج وجاء إلى البيت وقف عند الباب وأخذ يطرق الباب وينادي باسم صديقة ابنته، ففتحت الباب وقالت: "تفضل.." وجاء وجلس معهم في مكانهم وجلسوا وكأنهم يعطونه القهوة ويتحدثون معه، ويحدثونه بلعبهم ثم قام، ولما أراد أن يقوم قالت له ابنته: أنا لم تستضف عندي، قال: غدا أكون في ضيافتك"، ولمَّا جاء غدا طرق الباب وأخذ ينادي باسم ابنته وفتحت الباب، وقالت: "تفضل.." وأدخلته في الغرفة هذه وجلس معهم وأخذ يلاطفهن ويتحدث معهن.. هذا لا يأخذ من الإنسان ثلاث دقائق أو أربع دقائق.
وابنته ترويها الآن في أحد الكتب مسرورة، وهي كبيرة الآن، حصل مرة واحدة في الصغر لكن أدخل عليها سرورا كبيرا جدا.


فمثل هذه الأمور لا يهملها الإنسان؛ إذا رأى بناته يعطيهن شيء من وقته؛ أربع دقائق، خمس دقائق.. بالكثير عشر دقائق، لكنها تفعل الشيء الكثير في قلب الصغير.

فهنا النبي -صلى الله عليه وسلم- تروي عنه عائشة هذا المعنى.
قالت: ((كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ يَنْقَمِعْنَ مِنْهُ)) حياءً، ((يَنْقَمِعْنَ مِنْهُ))؛ يختفين ويهربن عن وجهه، ((يَنْقَمِعْنَ مِنْهُ))؛ يختفين عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فكان صلى الله عليه وسلم ((فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ))؛ يذهب إليهن ويجمعهن ويقول: اذهبن عند عائشة، ((فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ، فَيَلْعَبْنَ مَعِي)).
فهذا كله من الرحمة بالصغير.
شبكة سحاب السلفية