بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 20 فبراير 2015

جزء من مقدمة كتابي الصواعق السلفية في الرد علي كتاب لكل ما نقول نقول وبيان ما فيه من التدليس والأباطيل والحزبية (قضية الخروج علي الحاكم الجائر) (1)

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله

فهذه جزء من مقدمة كتابي الصواعق السلفية في الرد علي كتاب
لكل ما نقول نقول
وبيان ما فيه من التدليس والأباطيل والحزبية
(قضية الخروج علي الحاكم الجائر)
(1)







قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "ليس لأحد أن يحتج بقول أحد في مسائل النزاع، وإنما الحجة النص والإجماع ودليل مستنبط من ذلك تقرر مقدماته بالأدلة الشرعية، لا بأقوال بعض العلماء، فإن أقوال العلماء يحتج لها بالأدلة الشرعية لا يحتج بها على الأدلة الشرعية"اهـ (مجموع الفتاوى26/202)


الصواعق السلفية
في الرد علي كتاب
لكل ما نقول نقول
وبيان ما فيه من التدليس والأباطيل والحزبية
(قضية الخروج علي الحاكم الجائر)
(1)


كتبه
أبولبيب السلفي
محمد السيد لبيب السيد
غفر الله له ولوالديه ولزوجته ولجميع المسلمين

إصدارات مدونة
أهل الحديث والأثر برأس الترعة
http://mahmaed.blogspot.com/


حقوق الطبع محفوظة
لمدونة
أهل الحديث والأثر برأس الترعة
http://mahmaed.blogspot.com/

قال شيخ الأسلام ابن تيمية رحمه الله
لا تجد قط مبتدعاً إلا وهو يحب كتمان النصوص التي تخالفه ويبغضها، ويبغض إظهارها وروايتها والتحدث بها، ويبغض من يفعل ذلك"اهـ (مجموع الفتاوى 20/161) 

"من قال بالكتاب والسنة والإجماع؛ كان من أهل السنة والجماعة"اهـ (مجموع الفتاوى 3/346)

•       كذلك "من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة، أو ما أجمع عليه سلف الأمة؛ خلافاً لا يعذر فيه؛ فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع"اهـ (مجموع الفتاوى 24/172)
•       و "من تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة؛ ردوا عليه، ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً؛ نسبوه إلى البدعة أيضاً"اهـ (درء تعارض العقل والنقل 1/145)
•       و "من تعبد بعبادة ليست واجبة ولا مستحبة، وهو يعتقدها واجبة أو مستحبة؛ فهو ضال مبتدع"اهـ (مجموع الفتاوى 1/160)

•       وكذلك من "جعل شخصاً من الأشخاص غير رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ من أحبه ووافقه؛ كان من أهل السنة والجماعة، ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة - كما يوجد ذلك في الطوائف من اتباع أئمة في الكلام في الدين، وغير ذلك - كان من أهل البدع والضلال والتفرق"اهـ (مجموع الفتاوى 3/347) (( [26]

•       لذا كان من "طريقة السلف ( [27]) والأئمة؛ أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل، ويراعون أيضاً الألفاظ الشرعية؛ فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً"اهـ (درء تعارض العقل والنقل 1/145)

•       فمن عدل عن ذلك، وخالف طريقتهم "كان مخطئاً في ذلك؛ بل مبتدعاً، وإن كان مجتهداً مغفوراً له خطؤه"اهـ (مجموع الفتاوى 13/361) (( [28]





بسم الله الرحمن الرحيم
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب: قال : سمعت رسول الله يقول : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . رواه البخاري ومسلم


المقدمة

قال الإمام الإمام ابن قتيبة - رحمه الله –

سيوافق قولي هذا من الناس ثلاثة: 
رجلاً منقاداً سمع قوماً يقولون فقال كما قالوا ،فهو لا يرعوي ولا يرجع ؛ لأنه لم يعتقد الأمر بنظر فيرجع عنه بنظر. 
ورجلاً تطمح به عزة الرياسة وطاعة الإخوان وحب الشهرة ، فليس يرد عزته ولا يثني عنانه إلا الذي خلقه إن شاء، لأن في رجوعه إقرارَه بالغلط ، واعترافه بالجهل ، وتأبى عليه الأنفة ، وفي ذلك أيضاً تشتت جمع ، وانقطاع نظام ، واختلاف إخوان ، عقدتهم له النِحلة، والنفوس لا تطيب بذلك ، إلا من عصمه الله ونجاه. 
ورجلاً مسترشداً يريد الله بعمله ، لا تأخذه فيه لومة لائم ، ولا تدخله من مفارقٍ وحشة ، ولا تلفته عن الحق أنفة ، فإلى هذا بالقول قصدنا وإياه أردنا ) . الرد على الجهمية والمُشبهة ص21

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فبين يديك يا طالب الحق والرشاد رد علمي علىٰ بعض من ينتسبون للسلفية، نناقش فيه بعض أقوالهم المخالفة لمنهج السلف الصالح؛ قيامًا بواجب النصيحة، وخروجًا من إثم كتمان العلم، وحتىٰ لا يغتر بهم من لا يعرف حالهم. 
ونحن - علم الله - ما نريد إلا نبذ الفرقة والاختلاف، وبيان أن الطريق واحد والمنهج واحد، وأن العيب ليس في السلفية؛ إنما في الأشخاص المنتمين لها، فكل يضع تصورًا للسلفية علىٰ حسب فهمه المعلول، فتفرقت بهم السبل وحادوا عن الصواب وتنابزوا بالألقاب، بل وأكثر من ذلك، تبادلوا الشتم والسباب.
«فلما نكب هؤلاء عن طريقة أهل الحق والتحقيق، ولجئوا فيما ينتحلونه إلىٰ ركن غير وثيق، استعنا بالله علىٰ رد أباطيلهم، وإزهاق أضاليلهم، إبراء للذمة ونصحًا للأمة، سالكين في ذلك سبيل من سلف، سائلين الله تعالىٰ أن يجنبنا الزلل والجنف، والله المسئول المرجو الإجابة أن يمدنا بالإصابة، وأن يجزل لنا الأجر والإثابة، وأن يجعله لوجهه خالصًا، وأن ينفع به من قرأه ونظر فيه، وأن يقمع به صاحب الباطل ومبتغيه».
أخي الكريم: 
قد تستنكر ما أقول ولا تقبله لشهرة من أتكلم فيه أو سمته الظاهر، أو مكانته في النفوس، أو ما أشبه ذلك، كما قد تجد في كلامي شدة وفي أسلوبي حدة، فلا يصدنك ذلك عن قبول الحق والرجوع إلىٰ الجادة، فإن الحكمة ضالة المؤمن؛ والله المستعان.

كتبه
أبولبيب السلفي
محمد السيد لبيب السيد
غفر الله له ولوالديه ولزوجته ولجميع المسلمين







قال الإمام أحمد –رحمه الله تعالي-:
"الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم ، يدعون من ضل إلي الهدي ، ويصبرون منهم علي الأذى ، يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من ضال تائه قد هدوه ، فما أحسن أثرهم علي الناس ، وأقبح أثر الناس عليهم!
ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ، الذين عقدوا ألوية البدعة ، وأطلقوا عنان الفتنة ، فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون علي مخالفة الكتاب ، يقولون علي الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم ، يتكلمون بالمتشابه من الكلام ، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم ، فنعوذ بالله من فتنة المضلين"
مقدمة الإمام أحمد لـ"الرد علي الزنادقة والجهمية"(ص6-7)






















الخير كله في اتباع من سلف
قال ابن تيمية ؟: «من المعلوم بالضرورة -  لمن تدبر الكتاب والسنة وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف -، أن خير قرون هذه الأمة في الأعمال والأقوال والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة، أن خيرها القرن الأول، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كما ثبت ذلك عن النبي ﷺ من غير وجه، وأنهم أفضل من الخلف في كل فضيلة؛ من علم وعمل وإيمان وعقل ودين وبيان وعبادة، وأنهم أولىٰ بالبيان لكل مشكل، هذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام وأضله الله علىٰ علم، وما أحسن ما قاله الشافعي ؟ في رسالته: هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل وكل سبب ينال به علم أو يُدرك به هدىٰ، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا» اهـ [«مجموع الفتاوىٰ» (4/158)].





بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (سورة آل عمران:102)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (سورة النساء:1)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (سورة الأحزاب:71:70)
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
(بعض أقوال أئمة السلف في الاتباع ونبذ ما خالف الدليل
من أقوالهم وأقوال غيرهم)
* قال الإمام ابن سيرين رحمه الله تعالى: ( كانوا يرون أنهم على الطريق ماداموا على الأثر) رواه الإمام الدارمي في "مقدمة سننه"(140-141) وغيره بإسناد صحيح .

* وقال الإمام مالك رحمه الله تعالى: ( سلِّموا للسنة ولا تعارضوها). أخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(برقم395) بإسناد حسن إن شاء الله.
* وقال: ( إنما أنا بشر أخطىء وأصيب فانظروا قولي، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به، وما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه) رواه ابن عبد البر في "الجامع"(1435-1436).

* وقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى: (إذا قلتُ قولا يخالف كتاب الله تعالى، وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي ). ذكره الفلاني في "الإيقاظ"(ص50).

* وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى: ( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول) رواه الآجري في "الشريعة"(برقم127)، وابن عبد البر في "الجامع"(برقم2077) وغيرهما بإسناد حسن .

* وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: (لقد ضل من ترك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول من بعده) أخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(برقم398) بإسناد صحيح.
* وقال رحمه الله: (إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت) رواه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"(برقم406) بإسناد صحيح. 

* وقال الإمام البخاري رحمه الله: سمعت الحميدي يقول: كنا عند الشافعي رحمه الله، فأتاه رجل فسأله عن مسألة فقال: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسله كذا وكذا، فقال رجل للشافعي: ما تقول أنت؟! فقال: ( سبحان الله! تراني في كنيسة؟! تراني في بيعة؟! تراني على وسطي زنار؟! أقول لك قضى رسول الله صلى الله عليه وسله وأنت تقول: ما تقول أنت؟! ). أخرجه البيهقي في "مناقب الشافعي"(1/473-474) وغيره، وهو صحيح.

* وقال الإمام الشافعي رحمه الله: ( أجمع العلماء أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد )"إعلام الموقعين"(2/361).

* وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : ( رأي الشافعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله عنده رأي، وهو عندي سواء، وإنما الحجة في الآثار) رواه ابن عبد البر في "الجامع"(2107).
وآثار السلف في هذا كثيرة لا تكاد تحصى كثرة.
* قال العلامة عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى:( فيجب على من نصح نفسه إذا قرأ كتب العلماء ونظر فيها وعرف أقوالهم: أن يعرضها على ما في الكتاب والسنة؛ فإن كل مجتهد من العلماء ومن تبعه وانتسب إلى مذهبه  لا بد أن يذكر دليله، والحق في المسألة واحد، والأئمة مثابون على اجتهادهم، فالمنصف يجعل النظر في كلامه وتأمله طريقا إلى معرفة المسائل واستحضارها ذهنا وتمييزا للصواب من الخطأ بالأدلة التي يذكرها المستدلون، ويعرف بذلك من هو أسعد بالدليل من العلماء فيتبعه، والأدلة على هذا الأصل في كتاب الله أكثر من أن تُحصر).

* وقال الإمام ابن أبي العز رحمه الله تعالى في كتابه "الاتباع":(..وهذا في كل مسألة حصل فيها اختلاف، وليس الصواب وقفا على أحدهم بعينه والخطأ وقفا على الباقين، ومن اعتقد هذا فليراجع عقله، فإن هذه غفلة عظيمة، وإذا كان الأمر كذلك؛ فما من إلا وقد فاته الصواب ولو في مسألة قد خالفه فيها غيره فحكم بها وأفتى أن تكون تلك المسألة هي التي أخطأ فيها إمامه، فعليه أن يعرضها على الدليل، ولا يقتصر على ما قاله أصحابه في الكلام عليها، لاحتمال أن يكون عند من خالفه من الدليل ما ليس عندهم، لأنا أُمرنا أن نرد ما تنازعنا فيه إلى الله ورسوله، والإخلال بهذا الواجب هو الذي أوجب الافتراق المذموم، وهذه كانت طريقة الصحابة والتابعين وتابعيهم أهل القرون الثلاثة المفضلة، أعني رد المتنازَع فيه إلى الله والرسول...).
فالواجب على من كان ناصحا لنفسه أن ينظر إلى أدلة ما قيل لا إلى من قال! إذ أن أقوال أهل العلم إنما يُستعان بها على فهم الأدلّة ، ولا يُحتجّ بها، وهذا أصل عظيم لا يخفى عنك يا طالب العلم.
* قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله:( ..والقول لا يصح لفضل قائله، وإنما يصح بدلالة الدليل عليه، وقد ذكر ابن مزين عن عيسى بن دينار عن ابن القاسم عن مالك قال:ليس كلما قال رجل قولا- وإن كان له فضل- يُتّبع عليه )"الجامع لبيان العلم وفضله"(2/117-118). 
ومجرّد إحسان الظن بطائفة من أهل العلم لا يجعلهم متَّبَعِين فيما ذهبوا إليه دون نظر في أدلة الخلاف، وهناك من قد يكون أقام الدليل على خلاف مذهبهم..وسالكُ هذا المسلك على خطر عظيم!
* قال العلامة إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله:( والعلماء يجري عليهم الخطأ وليسوا بمعصومين، ومن حسن الظن بهم دون نظر في الكتاب والسنة هلك)"الدرر السَّنية"(1/539). 
* وقال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله:(...ثم لإحسان الظن بهم قد وقفوا عند أقوالهم ولم يتجاوزوها، فصارت حجابا لهم وأيَّ حجاب!!)"طريق الهجرتين"ص(215). 
والواقع في هذه الورطة،من جملة المعرضين عن الحق القويم،من جرّاء ما وقع فيه من التفريط.
* قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:(..لكن ينبغي أن يعرف أن عامة من ضل في هذا الباب أو عجز فيه عن معرفة الحق، فإنما هو لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسول، وترك النظر والاستدلال الموصل إلى معرفته ، فلما أعرضوا عن كتاب الله ضلوا، كما قال تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)، قال ابن عباس:تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه ألا يضل في الدنيا والآخرة.ثم قرأ هذه الآية )"الفتاوى"(3/314).
(..فالحاصل مما تقدم أن تحكيم الرجال من غير التفات إلى كَوْنِهم وسائل للحكم الشرعي المطلوب  شرعا ضلال، ولا توفيق إلا بالله، وإن الحجة القاطعة والحاكم الأعلى هو الشرع لا غيره)"الاعتصام"(3/460) .
فعليك أيها المتبع ألا تقع في الحيرة  !! وأنت على معرفة بهذه الأصول العظيمة... وعليك اتِّباع الحجة والسعي وراءها..وأن تحذر من أعداء الاتباع وشُبَهِهِم وما ينصبونه للناس من مكائد لصدهم عن هذا السبيل. (زجر الرعاع عن بدعة اشتراط الكثرة)
أبو حاتم يوسف بن العيد بن صالح الجزائري




قال ابن تيمية -رحمه الله-: "دين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله وسنة نبيه وما اتفقت عليه الأمة فهذه الثلاثة هي أصول معصومة وما تنازعت فيه الأمة ردوه إلى الله والرسول، وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصًا يدعو إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ينصب لهم كلامًا يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصًا أو كلامًا يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون"اهـ (مجموع الفتاوى 20/ 164) 

وقال -رحمه الله-: "من المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنة وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف، أن خير قرون هذه الأمة في الأعمال والأقوال والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة، أن خيرها القرن الأول ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كما ثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير وجه وأنهم أفضل من الخلق في كل فضيلة من علم وعمل وإيمان وعقل ودين وبيان وعبادة وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل، هذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام وأضله الله على علم، وما أحسن ما قاله الشافعي -رحمه الله- في رسالته هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل وكل سبب ينال به علم أو يُدرك به هدى ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا"اهـ (مجموع الفتاوى 4/158)

وقال -رحمه الله-: "واعلم -رحمك الله- أن الخصومة في الدين ليست من طريق أهل السنة، وأن تأويل من تأول القرآن بلا سنة تدل على معنى ما أراد الله منه، أو أثر عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعرف ذلك بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن أصحابه فهم شاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم وشهدوا تنزيله، وما قصه الله له في القرآن وما عنى به، وما أراد به أخاص هو أم عام؟ فأما من تأوله على ظاهره بلا دلالة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من الصحابة، فهذا تأويل أهل البدع"اهـ (مجموع الفتاوى 7/390-391)

وقال -رحمه الله-: "فعلى كل مؤمن أن لا يتكلم في شيء من الدين إلا تبعًا لما جاء به الرسول ولا يتقدم بين يديه؛ بل ينظر ما قال فيكون قوله تبعًا لقوله وعمله تبعًا لأمره، فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين؛ فلهذا لم يكن أحد منهم يعارض النصوص بمعقوله، ولا يؤسس دينًا غير ما جاء به الرسول، وإذا أراد معرفة شيء من الدين والكلام فيه نظر فيما قاله الله والرسول فمنه يتعلم، وبه يتكلم، وفيه ينظر ويتفكر، وبه يستدل، فهذا أصل أهل السنة. وأهل البدع لا يجعلون اعتمادهم في الباطن ونفس الأمر على ما تلقوه عن الرسول؛ بل على ما رأوه أو ذاقوه ثم إن وجدوا السنة توافقه وإلا لم يبالوا بذلك فإذا وجدوها تخالفه أعرضوا عنها تفويضًا أو حرفوها تأويلًا"اهـ (مجموع الفتاوى 13/62)

وقال -رحمه الله-: "ينبغي لمن أراد أن يعرف دين الإسلام أن يتأمل النصوص النبوية، ويعرف ما كان يفعله الصحابة والتابعون، وما قاله أئمة المسلمين، ليعرف المجمع عليه من المتنازع فيه"اهـ (الرد على الإخنائي ص 419)

وقال -رحمه الله-: "ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة، أهل البيت وغيرهم، قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونًا بالظن ونوع من الهوى الخفي، فيحصل بسبب ذلك ما لا ينبغي اتباعه فيه وإن كان من أولياء الله المتقين. ومثل هذا إذا وقع؛ يصير فتنة لطائفتين: طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه، وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحًا في ولايته وتقواه بل في بره وكونه من أهل الجنة، بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان، وكلا هذين الطرفين فاسد. والخوارج والروافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا، ومن سلك طريق الاعتدال عظم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه وأعطى الحق حقه فيعظم الحق ويرحم الخلق"اهـ (4/543-544) 

وقال -رحمه الله-: "وأصل وقوع أهل الضلال في مثل هذا التحريف، الإعراض عن فهم كتاب الله تعالى كما فهمه الصحابة والتابعون، ومعارضة ما دل عليه بما يناقضه وهذا هو من أعظم المحادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم"اهـ (درء التعارض 5/383) 

وقال ابن رجب -رحمه الله-: "وإنما القطعيات ما جاء عن الله ورسوله من الآيات المحكمات البينات والنصوص الواضحات، فترد إليها المتشابهات، وجميع كتب الله المنزلة متفقة على معنى واحد، وإن ما فيها محكمات ومتشابهات، فالراسخون في العلم يؤمنون بذلك كله، ويردون المتشابه إلى المحكم، ويكلون ما أشكل عليهم فهمه إلى عالمه، والذين في قلوبهم زيع يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فيضربون كتاب الله بعضه ببعض، ويردون المحكم، ويتمسكون بالمتشابه ابتغاء الفتنة، ويحرفون المحكم عن مواضعه، ويعتمدون على شبهات وخيالات لا حقيقة لها، بل هي من وسواس الشيطان وخيالاته  يقذفها في القلوب، فأهل العلم وإلايمان يمتثلون في هذه الشبهات ما أمروا به من الاستعاذة بالله  والانتهاء عما ألقاه الشيطان، وقد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك من علامات الإيمان، وغيرهم فيصغون إلى تلك الشبهات، ويعبرون عنها بألفاظ مشتبهات، لا حرمة لها في نفسها، وليس لها معنى يصح، فيجعلون تلك الألفاظ محكمة لا تقبل التأويل، فيردون كلام الله ورسوله إليها، ويعرضونه عليها، ويحرفونه عن مواضعه لأجلها"اهـ (الفتح 5/105)

فهؤلاء يعتمدون على رأيهم وعقولهم وكتب الأدب واللغة، أما الحديث والآثار فلا يلتفتون إليها، وإن فعلوا وجهوها على ما يريدون ويعتقدون، لا على فهم السلف ومرادهم؛ ولذلك إذا تدبرت حججهم وجدت دعاوى لا يقوم عليها دليل. 
قال ابن تيمية -رحمه الله-: "يأخذ المسلمون جميع دينهم من الاعتقادات والعبادات وغير ذلك من كتاب الله وسنة رسوله وما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها، وليس ذلك مخالفًا للعقل الصريح، فإنّ ما خالف العقل الصريح فهو باطل، وليس في الكتاب والسنة والإجماع باطل، ولكن فيه ألفاظ قد لا يفهمها بعض الناس أو يفهمون منها معنى باطلًا، فالآفة منهم لا من الكتاب والسنة"اهـ (مجموع الفتاوى 11/490)

وهذا ما حدث؛ فهؤلاء النابتة فهموا من بعض الألفاظ ما لم يفهمه السلف الصالح ولا قالوا به، زاعمين أن عندهم من التحقيق ما يفوق ما عند السلف. "ومن آتاه الله علمًا وإيمانًا؛ علم أنه لا يكون عند المتأخرين من التحقيق إلا ما هو دون تحقيق السلف لا في العلم ولا في العمل، ومن كان له خبرة بالنظريات والعقليات وبالعمليات علم أن مذهب الصحابة دائما أرجح من قول من بعدهم، وأنه لا يبتدع أحد قولًا في الإسلام إلا كان خطأ، وكان الصواب قد سبق إليه من قبله"اهـ (مجموع الفتاوى 7/436)

وقال: "ومعلوم أن السابقين الأولين أعظم اهتداء واتباعًا للآثار النبوية، فهم أعظم إيمانًا وتقوى"اهـ (مجموع الفتاوى 2/227) 

وقال -رحمه الله-: "فتعين أن يكون الحق مذهب السلف أهل الحديث والسنة والجماعة"اهـ (درء التعارض 1/203)

فلو كان عند هؤلاء شيء من العلم والفهم لعلموا أن الاقتداء بالسلف الصالح "خير من الاقتداء بمن بعدهم ومعرفة إجماعهم ونزاعهم في العلم والدين خير وأنفع من معرفة ما يذكر من إجماع غيرهم ونزاعهم وذلك أن إجماعهم لا يكون إلا معصومًا، وإذا تنازعوا فالحق لا يخرج عنهم"اهـ (مجموع الفتاوى 13/24) 

قال ابن تيمية -رحمه الله-: "وقد ثبت في موضع غير هذا، أن اجتهادات السلف من الصحابة والتابعين كانت أكمل من اجتهادات المتأخرين وأن صوابهم أكمل من صواب المتأخرين"اهـ (منهاج السنة 6/80)

وقال: "ثم إن من عجيب الأمر: أن هؤلاء المتكلمين المدَّعين لحقائق الأمور العلمية والدينية المخالفين للسنة والجماعة يحتج كل منهم بما يقع له من حديث موضوع أو مجمل لا يُفْهَمُ معناه. وكلما وجد أثرًا فيه إجمال نزَّله على رأيه ... وهذه الآثار حق، لكن يُنَزِّلُ كل منهم ذاك الذي لم يحدث به على ما يدعيه هو من الأسرار والحقائق"اهـ (مجموع الفتاوى 4/82-84)

وقال -رحمه الله-: "ومن لم يقف إلا على كتب الكلام، ولم يعرف ما قاله السلف وأئمة السنة في هذا الباب، فيظن أن ما ذكروه هو قول أهل السنة، وهو قول لم يقله أحد من أهل السنة"اهـ (مجموع الفتاوى 7/120) 

وقال -رحمه الله-: "أهل البدع إنما دخل عليهم الداخل لأنهم أعرضوا عن هذه الطريق وصاروا يبنون دين الإسلام على مقدمات يظنون صحتها -إما في دلالة الألفاظ وإما في المعاني المعقولة- لا يتأملون بيان الله ورسوله. وكل مقدمات تخالف بيان الله ورسوله فإنها تكون ضلالًا، ولهذا تكلم أحمد في رسالته المعروفة في الرد على من يتمسك بما يظهر له من القرآن من غير استدلال ببيان الرسول والصحابة والتابعين؛ وكذلك ذكر في رسالته إلى أبي عبد الرحمن الجرجاني في الرد على المرجئة، وهذه طريقة سائر أئمة المسلمين لا يعدلون عن بيان الرسول إذا وجدوا إلى ذلك سبيلًا؛ ومن عدل عن سبيلهم وقع في البدع التي مضمونها أنه يقول على الله ورسوله ما لا يعلم، أو غير الحق، وهذا مما حرمه الله ورسوله"اهـ (مجموع الفتاوى 7/286)

قال ابن القيم -رحمه الله-: "ليس العلم كثرة النقل والبحث والكلام، ولكن نور يميز به صحيح الأقوال من سقيمها، وحقها من باطلها، وما هو من مشكاة النبوة مما هو من آراء الرجال"اهـ (اجتماع الجيوش الإسلامية ص 88)

"فليحذر العبد مسالك أهل الظلم والجهل الذين يرون أنهم يسلكون مسالك العلماء، تسمع من أحدهم جعجعة ولا ترى طحنًا، فترى أحدهم أنه في أعلى درجات العلم وهو إنما يعلم ظاهرًا من الحياة الدنيا ولم يحم حول العلم الموروث عن سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، وقد تعدى على الأعراض والأموال بالقيل والقال، فأحدهم ظالم جاهل لم يسلك في كلامه مسلك أصاغر العلماء، بل يتكلم بما هو من جنس كلام العامة الضلال والقصاص الجهال، ليس في كلام أحدهم تصوير للصواب ولا تحرير للجواب كأهل العلم أولي الألباب، ولا عند خوض العلماء أهل الاستدلال والاجتهاد، ولا يحسن التقليد الذي يعرفه متوسطة الفقهاء لعدم معرفته بأقوال الأئمة ومآخذهم. والكلام في الأحكام الشرعية لا يقبل من الباطل والتدليس ما يتفق على أهل الضلال والبدع الذين لم يأخذوا علومهم عن أنوار النبوة، وإنما يتكلمون بحسب آرائهم وأهوائهم، فيتكلمون بالكذب والتحريف فيدخلون في دين الإسلام ما ليس منه، وإن كانوا لضلالهم يظنون أنه منه، وهيهات هيهات، فإن هذا الدين محفوظ بحفظ الله له"اهـ (الرد على البكري ص 74)  

إن الكثير من طلبة العلم اليوم -بسبب تدليسكم وتلبيسكم- لا يعرفون اعتقاد أهل السنة والجماعة كما يجب، أو يعرفون بعضه ويجهلون بعضه.
ومن المعلوم أن أساس البدع والضلالات؛ القول على الله بلا علم، فإن هذا من أشد المحرمات تحريمًا وأعظمها إثمًا، فلماذا إذًا لا تلزمون غرز السلف الصالح في الاعتقاد والعمل والفهم والاستدلال، وإن أردتم الاستشهاد بقول أحد من العلماء فلتحرروا مذهبه وتسبروا جميع أقواله فيها، بعد جمعها ومعرفة سياقها ولحاقها. 
فهذا صنيع أهل السنة المتبعين لكتاب ربهم ولسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ولهدي السلف الصالح، لا يأتون بالعجائب ولا يفرحون بالغرائب، وإنما قيام الدين عندهم على التسليم والاتباع، فالعلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولوا العرفان.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: "ثم من طريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنًا وظاهرًا، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"اهـ (مجموع الفتاوى 3/157)

وقال -رحمه الله-: "وهذه الأمور كلها إذا تدبرها المؤمن بعقله تبين له أن مذهب السلف هو المذهب الحق؛ الذي لا عدول عنه؛ وأن من خالفهم لزمه فساد معلوم بصريح المعقول وصحيح المنقول كسائر ما يلزم الأقوال المخالفة لأقوال السلف والأئمة والله أعلم"اهـ (مجموع الفتاوى 7/ 585)

وقال ابن بطة -رحمه الله-: فمن لم يشفه القرآن ولم تنفعه السنة وما فيهما من النور والبيان والهدى والضياء، وتنطع وتعمق وقال برأيه وقاس على الله وعلى رسوله بفعله وهواه، داخل الله في عمله، ونازعه في غيبه، ولم يقنع بما كشف له عنه، حتى خالف الكتاب والسنة وخرق إجماع الأمة وضل ضلالًا بعيدًا، وخسر خسرانًا مبينًا، واتبع غير سبيل المؤمنين وولَّاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرًا"اهـ (الإبانة 2/773) 
وقال الذهبي - رحمه الله -: "فينبغي للمسلم أن يستعيذ من الفتن ولا يشغب بذكر غريب المذاهب لا في الأصول ولا في الفروع، فما رأيت الحركة في ذلك تحصل خيرًا بل تثير شرًا وعداوة ومقتًا للصلحاء والعباد من الفريقين، فتمسك بالسنة والزم الصمت ولا تخض فيما لا يعنيك وما أشكل عليك فرده إلى الله ورسوله، وقف وقل: الله ورسوله أعلم"اهـ  (سير أعلام النبلاء 20/142)

فنسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يهدي ضال المسلمين، وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه، إنه على كل شيء قدير.  

فصل
الرد علي المخالف أصل من أصول الدين

وقال ابن القيم: «من حق الله علىٰ عباده رد الطاعنين علىٰ كتابه ورسوله ودينه، ومجاهدتهم بالحجة والبيان والسيف والسنان والقلب والجنان، وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان» اهـ [«هداية الحيارىٰ» (صـ10)].

وقد رد السلف الصالح رضوان الله عليهم علىٰ كل من خالف السنة وربما أغلظوا في الرد؛ لأن السنة مهابة في نفوسهم، والحق أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم وأهليهم( ).
قال ابن عبد البر ؟: «هذا كثير في كتب العلماء، وكذلك اختلاف أصحاب رسول الله ﷺ والتابعين ومن بعدهم من الخالفين، وما رد فيه بعضهم علىٰ بعض، لا يكاد يحيط به كتاب فضلًا عن أن يجمع في باب، وفيما ذكرنا منه دليل علىٰ ما عنه سكتنا، وفي رجوع أصحاب رسول الله ﷺ بعضهم إلىٰ بعض ورد بعضهم علىٰ بعض دليل واضح علىٰ أن اختلافهم عندهم خطأ وصواب، ولولا ذلك كان يقول كل واحد منهم: جائز ما قلت أنت، وجائز ما قلت أنا، وكل نجم يُهتدىٰ به، فلا علينا شيء من اختلافنا» اهـ [«بيان جامع العلم وفضله» (2/ 919)].

وقال ابن تيمية: «ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين، حتىٰ قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا صام وصلىٰ واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل» اهـ [«مجموع الفتاوىٰ» (28/231)].

والرد علىٰ المخالف من النصيحة وليس من الغيبة. قال أبو حاتم ابن حبان؟: «احتج بهذا الخبر( ) جماعة ممن ليس الحديث صناعتهم، وزعموا أن قول أئمتنا: «فلان ليس بشيء» و«فلان ضعيف» وما يشبه هذا من المقال غيبة إن كان فيهم ما قيل، وإلا فهو بهتان عظيم، ولو تملق قائل هذا إلىٰ باريه في الخلوة وسأله التوفيق لإصابة الحق لكان أولىٰ به من الخوض فيما ليس من صناعته؛ لأن هذا ليس بالغيبة المنهي عنها، وذلك أن المسلمين قاطبة ليس بينهم خلاف أن الخبر لا يجب أن يسمع عند الاحتجاج إلا من الصدوق العاقل، فكان في إجماعهم هذا دليل علىٰ إباحة جرح من لم يكن بصدوق في الرواية، علىٰ أن السنة تصرح عن المصطفىٰ ﷺ بضد ما انتحل مخالفونا فيه... ثم ذكر آثارًا بسنده، ... فقال: حدثنا عمر بن محمد بن بجير بن راشد، قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عفان، قال: كنت عند إسماعيل بن عُلية، فحدث رجل بحديث، فقلت: لا تحدث عن هذا فإنه ليس بثبت، فقال: قد اغتبته، فقال إسماعيل بن علية: ما اغتابه، ولكنه حكم أنه ليس بثبت. 
وقال: حدثني محمد بن المنذر بن سعيد، قال: حدثنا أبو زرعة، قال: سمعت أبا مُسهر يُسأل عن الرجل يخلط ويهم ويُصحِّف، فقال: بَيِّنْ أمره. قلت لأبي مسهر: أترىٰ ذلك من الغيبة؟ قال: لا. 
وقال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: سمعت معاذ بن شعبة يقول: قال أبو داود: جاء عبّاد بن حبيب إلىٰ شعبة فقال: إن لي إليك حاجة، فقال: ما هي؟ فقال: تكف عن أبان بن أبي عياش، فقال: أنظرني ثلاثًا، وجاء بعد الثالث، فقال: يا عبّاد، نظرت فيما قلت فرأيت أنه لا يحل السكوت عنه. 
وقال: حدثنا محمد بن زياد الزيادي، قال: حدثنا أحمد بن علي، عن مكي بن إبراهيم، قال: كان شعبة يأتي عمران بن حدير فيقول: تعال نغتاب ساعة في الله نذكر مساوئ أصحاب الحديث.
قال أبو حاتم: فهؤلاء أئمة المسلمين وأهل الورع في الدين أباحوا القدح في المحدثين وبينوا الضعفاء والمتروكين وأخبروا أن السكوت عنه ليس مما يحل وأن إبداءه أفضل من الإغضاء عنه، وقد تقدمهم فيه أئمة قبلهم ذكروا بعضه وحثوا علىٰ أخذ العلم من أهله» اهـ [«المجروحين» (صـ17 - 21)].

وقال الدارقطني ؟: «فإن ظن ظان أو توهم متوهم أن التكلم فيمن روىٰ حديثًا مردودًا غيبة له، يقال له: ليس هذا كما ظننت، وذلك أن إجماع أهل العلم علىٰ أنه واجب ديانة ونصيحة للدين وللمسلمين، وقد حدثنا القاضي أحمد بن كامل، ثنا أبو سعيد الهروي، ثنا أبو بكر بن خلاد، قال: قلت ليحيىٰ بن سعيد القطان: أما تخشىٰ أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله ؟ قال: لأن يكون هؤلاء خصمائي أحب إلي من أن يكون النبي ﷺ خصمي يقول لي: لِمَ لمْ تذب الكذب عن حديثي. قال: وإذا كان الشاهد بالزور في حق يسير تافه حقير يجب كشف حاله، فالكذب علىٰ رسول الله ﷺ أحق وأولىٰ؛ لأن الشاهد إذا كذب في شهادته لم يَعدُ كذبه المشهود عليه، والكاذب علىٰ رسول الله ﷺ يحل الحرام ويحرم الحلال، ويتبوأ مقعده من النار بكذبه علىٰ رسول الله ﷺ... ثم قال: حدثنا محمد بن خلف، ثنا عمر بن محمد بن الحكم النسائي، ثنا محمد بن يحيىٰ، عن محمد بن يوسف، قال: كان سفيان الثوري يقول: «فلان ضعيف، وفلان قوي، وفلان خذوا عنه، وفلان لا تأخذوا عنه»، وكان فلان لا يرىٰ ذلك غيبة» اهـ [«الضعفاء والمتروكين» (صـ11 - 13)].


فصل
إجماع العلماء على التحذير من أهل البدع والأهواء
قال أبو عثمان الصابوني ؟ حاكيًا مذهب السلف أصحاب الحديث: «واتفقوا مع ذلك علىٰ القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم، والتقرب إلىٰ الله بمجانبتهم ومهاجرتهم» اهـ [«عقيدة السلف وأصحاب الحديث» (صـ123)].

وقال البغوي رحمه الله: وقد مضىٰ الصحابة والتابعون وأتباعهم وعلماء السنة علىٰ هذا مجمعين متفقين علىٰ معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم» اهـ [«شرح السنة» (1/226 - 227)].

وقال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله يقول: «أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم» اهـ [«الإبانة» (2/475)].

وقال ابن تيمية: «فلا بد من التحذير من تلك البدع وإن اقتضىٰ ذلك ذكرهم وتعيينهم» اهـ [«مجموع الفتاوىٰ» (28/233)].

وقال ؟: «إن أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية - بالسنة والإجماع -» اهـ [«مجموع الفتاوىٰ» (20/103)].

وقال في معرض رده علىٰ الاتحادية: «ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم أو ذب عنهم أو أثنىٰ عليهم أو عظم كتبهم أو عرف بمساعدتهم أو كره الكلام فيهم أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يُدرىٰ ما هو؟ أو من قال: إنه صنف هذا الكتاب، وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق، بل يجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون علىٰ القيام عليهم؛ فإن القيام علىٰ هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان علىٰ خلق من المشايخ والعلماء، والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادًا ويصدون عن سبيل الله...» اهـ [«مجموع الفتاوىٰ» (2/132)].
وقال الشيخ محمد حسني القاهري

فإن من أعظم أصول الشريعة وقواعد الملة: حفظ الدين –بحدوده ومعالمه-، وصيانته من كل دخيل: من خطأ، أو زلة، أو مخالفة؛ والذب عن حياضه ضد كل متعد عليها، ساع إلي تعكيرها
من مقدمة "الآيات البينات في كشف حقيقة الموازنات" (ص12)

ال العلامة ابن القيم –رحمه الله-:
"قوام الدين بالعلم والجهاد، ولهذا كان الجهاد نوعين: جهاد باليد والسنان؛ وهذا المشارك فيه كثير،والثاني: الجهاد بالحُجَّة والبيان؛ وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرسل، وهو جهادالأئمة، وهو أفضل الجهادين؛ لعظم منفعته، وشدَّة مؤنته، وكثرة أعدائه، قال تعالى في سورة الفرقان وهي مكية: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً* فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً﴾فهذا جهادٌ لهم بالقرآن وهو أكبرُ الجهادين، وهو جهاد المنافقين أيضاً،فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين، بل كانوا معهم في الظاهر، وربماكانوا يقاتلون عدوهم معهم ومع هذا فقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ومعلومٌ أن جهاد المنافقين بالحجة والقرآن"مفتاح دار السعادة" (1/ 271)

وقال –رحمه الله-:
"والجهاد بالحجة واللسان مقدم على الجهاد بالسيف والسنان ولهذا أمر به تعالى في السور المكية- حيث لا جهاد باليد- إنذارا وتعذيراً فقال تعالى: ﴿فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً﴾[الفرقان: 52].
وأمر تعالى بجهاد المنافقين والغلظة عليهم مع كونهم بين أظهر المسلمين في المقام والمسير فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾فالجهاد بالعلم والحجة جهاد أنبيائه ورسله وخاصته من عباده المخصوصين بالهداية والتوفيق والاتفاق"
(مقدمة منظومته الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية)

قال الشيخ بكر أبو زيد –رحمه الله تعالي
فهذه أبحاث من ضنائن العلم وغواليه؛ لأنها تحمل إعلان الصوت الإسلامي عالياً، والقلم له راقماً، بإظهار شعار من شعائر علماء الأمة الإسلامية، وبيان وظيفة من وظائفه الملية، وتقرير أصل من أصولها التعبدية هو:
"مشروعية الرد علي كل مخالف بمخالفته"، وأخذه بذنبه، وإدانته بجريرته، "ولا يجني جان إلا علي نفسه".
كل هذا "لحراسة الدين" وحمايته من العاديات عليه، وعلي أهله، من خلال هذه "الوظيفة الجهادية" التي دأبها: الحنين إلي الدين، والرحمة بالإنسانية؛ لتعيش تحت مظلته: تكف العدوان، وتصد المعتدين، وتقيم سوق الأمر بالمعروف، ورأسه "التوحيد" والنهي عن المنكر وأصله "الشرك".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالي- في بيان منزلة هذه الوظيفة:
"فالمرصدون للعلم، عليهم للأمة حفظ الدين وتبليغه، فإذا لم يبلغوهم علم الدين، أو ضيعوا حفظه، كان ذلك من أعظم الظلم للمسلمين، ولهذا قال تعالي: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ". فإن ضرر كتمانهم تعدي إلي البهائم وغيرها، فلعنهم اللاعنون حتي البهائم" انتهي.
الرد علي المخالف من أصول الإسلام" (ص8)

وقال العلامة عبد الله أباطين –رحمه الله-(ت 1282هـ) في معرض رده علي داود بن جرجيس:
"فرأيت أنه يتعين علي مثلي بيان تلبيسه وتمويهه لعل الله أن يحشرنا في زمرة الذين ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين" ا.هـ تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس" (ص20)

وقال الشيخ العلامة عبد السلام ابن برجس –رحمه الله تعالي- في تقدمته لكتاب "تحفة الطالب والجليس" للعلامة عبد اللطيف آل الشيخ:
"فإن الله سبحانه نصب في كل زمان رجالاً يحمون شريعته، وينصرون ملته، ويجاهدون فيه حق جهاده، إذا انتهكت حرماته غضبوا غضب الأسد، وإذا سلك سبيله فرحوا فرح الوالد بالولد.
أسبل الله عليهم من العلم النافع والعمل الصالح ما أهلهم للقيام بهذه المسؤولية العظيمة، والمهمة الجسيمة.
فاستخدموا هذا السلاح الذي أسبل الله عليهم أذياله في هداية الخلق، وإرشادهم إلي الطريق السوي، والنهج المرضي.
كما استخدموه أيضاً في استئصال شبه المنحرفين، والقضاء علي بدع المبتدعين".
ثم شرع –رحمه الله- في بيان مقصد أهل السنة وغرضهم من الرد علي المخالفين، فقال:
"وكان مقصودهم بالرد علي هؤلاء القيام بالميثاق الذي أخذه الله تعالي علي أهل العلم في قوله: "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه" الآية، والخوف من الوقوع في جريمة كتم العلم وإخفائه.
وكان من مقصودهم أيضاً نصح الأمة، والأخذ بحجزها عن السقوط في المهالك، سواء في ذلك المردود عليه منهم أو غيره؛ فالمردود عليه بإيضاح الحق له، وقيام الحجة عليه، وغيره بتحذيره من اتباع الأهواء، والسقوط في شَرَكها.
قال شيخ الإسلام أبو العباس –رحمه الله تعالي- في وصف أهل السنة والجماعة، ومرادهم بالرد علي المنحرفين:
"وأئمة السنة والجماعة، وأهل العلم والإيمان فيهم العلم والعدل والرحمة، فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة.
ويعدلون علي من خرج منها ولو ظلمهم، كما قال الله تعالي: (يا أيها الذين ىمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي).
ويرحمون الخلق فيريدون لهم الخير والهدي والعلم، ولا يقصدون الشر لهم ابتداءً، بل إذا عاقبوهم، وبينوا خطأهم وجهلهم وظلمهم كان قصدهم بذلك بيان الحق ورحمة الخلق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا" ا.هـ من الرد علي البكري"تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس" (ص5-6)

وقال ابن القيم: "ولقد اشتد نكير السلف والأئمة لها، وصاحوا بأهلها في أقطار الأرض، وحذروا فتنتهم أشد التحذير، وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش والظلم والعدوان، إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد" (مدارج السالكين. 1/ 372)

ومن أولويات إعلاء كلمة الله –عز وجل- بالحجة والبيان: حراسة سنة الرسول صلي الله عليه وسلم،
قال الحافظ ابن كثير –رحمه الله- وهو يتكلم عن جهود المحدثين في حفظ السنة النبوية، عند قوله تعالي: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) الآية، قال:
"كل ذلك صيانة للجناب النبوي، والمقام المحمدي، خاتم الرسل وسيد البشر (صلي الله عليه وسلم) أن ينسب إليه كذب، أو يحدث عنه بما ليس عنه" ا.هـ تفسير القرآن العظيم" (5/ 169)




ولله در العلامة الإمام ابن القيم –رحمه الله تعالي
لأجاهدن عداك ما أبقيتني....ولأجعلن قتالهم ديـداني
ولأفضحنهم على روس الملا....ولأفرين أديمهم بلسـاني
ولأكشفن سرائرًا خفيت على....ضعفاء خلقك منهم ببيان
ولأتبعنهم إلى حيث انتـهوا....حتى يقـال أبعد عبـادان
ولأرجمنهم بأعـلام الهدى....رجم المريد بثاقب الشهبان
ولأقعدن لهم مراصد كيدهم....ولأحضرنهم بكل مكـان
ولأجعلن لحومهم ودماءهم....في يوم نصرك أعظم القربان
ولأحملن عليـهم بعسـاكر....ليست تفر إذا التقى الزحفان
بعساكر الوحيين والفطرات والـ....معقول والمنقول بالإحسان
حتى يبين لمن له عقل من الـ....أولى بحكم العقل والبرهان
ولأنصحـنّ الله ثم رسـوله....وكتابه وشـرائع الإيمـان
إن شاء ربي ذا يكون بحـوله....أو لم يشأ فالأمـر للرحمن
الكافية الشافية بشرح الشيخ خليل هراس" (1/ 429)

فهذه هي الغاية من حراسة جناب دين رب العالمين من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والقبول إنه علي كل شئ قدير




السبت، 14 فبراير 2015

اسأل الله ان يبارك فيها


الأمور التي تعين الوالدان على تحفيز أولادهم على حفظ القرآن الكريم

الأمور التي تعين الوالدان على تحفيز أولادهم على حفظ القرآن الكريم
السؤال:أحسن الله إليكم ماهي الأمور التي تعين الوالدان على تحفيز أولادهم على حفظ القرآن الكريم ؟
الجواب:أعظم الأمور الدعاء إلى الله سبحانه تعالى بأن يشرح صدر الأولاد.

والثاني:الحرص.


والثالث:تهيئة الجو لهم بإراحتهم والتقسيم بين الدرس الرسمي النظامي وبين حلق التحفيظ لما لا يتعارض مع الدرس النظامي ،لأن كثيرا من الناس يحتج بهذه الحجة وإذاحصل في المساء فلا بأس طيب

وإن حصل مثلا يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع (كلمة غير واضحة)حتى يعني لا يكثر عليه فلابأس بذلك .

ثم بعد ذلك الأمر الثالث:المتابعة له في ماحفظ والمراجعات.نعم.

للشيخ د: محمد بن هادي المدخلي وفقه اللهنوع الملفأسم الملفحجم الملفعدد المشاهدات  shk_mohd_hadi_omoor_tohafez_alabnaa_3la_hifz_kitab _allah.mp3‏ 528.2 كيلوبايت 132