بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 29 يناير 2014

فَإِنَّ الْأُمَّةَ مُتَّفِقُونَ عَلَى ذَمِّ الْخَوَارِجِ وَتَضْلِيلِهِمْ



قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ( 28/518 ) :

فَإِنَّ الْأُمَّةَ مُتَّفِقُونَ عَلَى ذَمِّ الْخَوَارِجِ وَتَضْلِيلِهِمْ
وَإِنَّمَا تَنَازَعُوا فِي تَكْفِيرِهِمْ عَلَى قَوْلَيْنِ مَشْهُورَيْنِ فِي مَذْهَبِ مَالِكٍ وَأَحْمَد وَفِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَيْضًا نِزَاعٌ فِي كُفْرِهِمْ .
وَلِهَذَا كَانَ فِيهِمْ وَجْهَانِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْأُولَى
:

أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ بُغَاةٌ
.

وَالثَّانِي : أَنَّهُمْ كُفَّارٌ كَالْمُرْتَدِّينَ ، يَجُوزُ قَتْلُهُمْ
ابْتِدَاءً ، وَقَتْلُ أَسِيرِهِمْ ، وَاتِّبَاعُ مُدْبِرِهِمْ ، وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ اُسْتُتِيبَ كَالْمُرْتَدِّ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ .ا.هـ. كلامه

قال الإمام الآجري- رحمه الله- في الشريعة
- :
لم يختلف العلماء قديما و حديثا أن الخوارج قوم سوء، عصاة لله عز و جل و
لرسوله صلى الله عليه و سلم، وإن صلوا و صاموا و اجتهدوا في العبادة، فليس ذلك بنافع لهم، و إن أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس ذلك بنافع لهم؛ لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون... والخوارج الشراة الأنجاس الأرجاس ومن كان على مذهبهم و سائر الخوارج يتوارثون هذا المذهب قديما و حديثا، ويخرجون على الأئمة و الأمراء، ويستحلون قتل المسلمين.

والحكم بتكفيرهم هو الذي عليه جمهور الامه
.

ودليل ذلك الأحاديث الواردة في حقهم ومن ذلك
:

‏عَنْ ‏سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ ، ‏قَالَ ‏عَلِيٌّ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
‏: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏يَقُولُ ‏: ‏يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ ‏سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ،‏ ‏يَمْرُقُونَ ‏مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا ‏يَمْرُقُ ‏السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ‏
رواه البخاري (6930) ، ومسلم (1771
) .

وحديث ذي الخويصرة عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم
:
إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ ‏‏لَا يُجَاوِزُ
‏حَنَاجِرَهُمْ ،‏ ‏يَمْرُقُونَ ‏مِنْهُ كَمَا ‏يَمْرُقُ ‏ ‏السَّهْمُ مِنْ ‏ ‏الرَّمِيَّةِ .
رواه البخاري (6933) ، ومسلم (1761
) .

وقد ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح ( 12/313 ) جملة من العلماء الذين قالوا بتكفير الخوارج كالبخاري حيث قرنهم بالملحدين
.

وممن يرى بتكفير الخوارج كما ذكر الحافظ أبوبكر بن العربي فقال الحافظ
:

وَبِذَلِكَ صَرَّحَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ فِي شَرْح
التِّرْمِذِيّ فَقَالَ : ‏الصَّحِيح أَنَّهُمْ كُفَّار لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَام " وَلِقَوْلِهِ : " لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْل عَاد " ،‏ وَفِي لَفْظ " ثَمُود " ،‏ وَكُلّ مِنْهُمَا إِنَّمَا هَلَكَ بِالْكُفْرِ ،‏ وَبِقَوْلِهِ : " هُمْ شَرُّ الْخَلْق " وَلَا يُوصَف بِذَلِكَ إِلَّا الْكُفَّار ،‏ وَلِقَوْلِهِ : " إِنَّهُمْ أَبْغَضُ الْخَلْق إِلَى اللَّه تَعَالَى " ،‏ وَلِحُكْمِهِمْ عَلَى كُلّ مَنْ خَالَفَ مُعْتَقَدهمْ بِالْكُفْرِ وَالتَّخْلِيد فِي النَّار فَكَانُوا هُمْ أَحَقَّ بِالِاسْمِ مِنْهُمْ .ا.هـ.

وكذلك ممن قال بتكفيرهم السبكي ،‏ قال الحافظ
:
وَمِمَّنْ جَنَحَ إِلَى ذَلِكَ مِنْ أَئِمَّة الْمُتَأَخِّرِينَ الشَّيْخ تَقِيّ الدِّين السُّبْكِيّ فَقَالَ فِي فَتَاوِيه
:
اِحْتَجَّ مَنْ كَفَّرَ الْخَوَارِج وَغُلَاة الرَّوَافِض بِتَكْفِيرِهِمْ
أَعْلَام الصَّحَابَة لِتَضَمُّنِهِ تَكْذِيب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهَادَته لَهُمْ بِالْجَنَّةِ ،‏ قَالَ : وَهُوَ عِنْدِي اِحْتِجَاج صَحِيح .ا.هـ.

وكذا قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي " الْمُفْهِم " : ‏

وَالْقَوْل بِتَكْفِيرِهِمْ أَظْهَرُ فِي الْحَدِيث
.

وقال أيضا
:
فَعَلَى الْقَوْل بِتَكْفِيرِهِمْ يُقَاتِلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَتُسْبَى
أَمْوَالُهُمْ وَهُوَ قَوْل طَائِفَة مِنْ أَهْل الْحَدِيث فِي أَمْوَال الْخَوَارِج ،‏ وَعَلَى الْقَوْل بِعَدَمِ تَكْفِيرهمْ يُسْلَك بِهِمْ مَسْلَك أَهْل الْبَغْي إِذَا شَقُّوا الْعَصَا وَنَصَبُوا الْحَرْب .ا.هـ.

وممن ذهب إلى تكفيرهم أيضا الحسن بن محمد بن علي ورواية عن الإمام الشافعي ورواية عن الإمام مالك وطائفة من أهل الحديث
.
[
انظر الإبانة الصغرى 152 ، الشفا 2/1057 ، المغني 12/239
]

وممن ذهب إلى تكفيرهم من المعاصرين سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله
- .

أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بظهور هذه الفرقة الضالة وأنهم باقون إلى
قيام الساعة ووصفهم لنا بصفات تلازمهم في كل زمان ومكان يخرجون فيه، ومن ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث علي بن أبي طالب رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليهم وسلم يقول يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة.

ففي هذا الحديث: بين النبي صلى الله عليه وسلم بعض صفات الخوارج بأنهم
:

أولاً: (أحداث أسنان): والمراد بذلك حداثة السن أي أنهم صغار ليسوا كالكبار
في رجاحة العقل ومعرفة الأمور بل هم أقرب إلى الطيش والعجلة والحماس المذموم.

ثانياً: من صفاتهم أنهم (سفهاء الأحلام) والسفيه: ضد الرشيد والمراد
بالأحلام العقول والمعنى: أن عقولهم رديئة قد جانبوا الرشد والصواب والطريقة المرضية.

ثالثاً: أنهم (يقولون من خير قول البرية) والمعنى والله أعلم: أنهم يتلون
القرآن ويحتجون بما جاء فيه من الآيات لكنهم كما قال الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنه: (إنهم. أي الخوارج. انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين) ولهذا كان رضي الله عنه: يراهم شرار خلق الله.

وكذلك الصحابي الجليل عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما- وصف حال الخوارج
مع القرآن فقال: (يؤمنون بمحكمه ويضلون عن متشابهه، وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عن(وكانت البدع مثل بدعة الخوارج، إنما هي من سوء فهمهم للقرآن، ولم يقصدوا معارضته لكن فهموا منه ما لم يدل عليه فظنوا أنه يوجب تكفير أرباب الذنوب، إذ المؤمن هو البر التقي، قالوا: فمن لم يكن برا تقيا فهو كافر وهو مخلد في النار. ثم قالوا: وعثمان وعلي من والاهما ليسوا بمؤمنين لأنهم حكموا بغير ما أنزل الله، فكانت بدعتهم لها مقدمتان:

الأولى: أن من خالف القرآن بعمل أو برأي أخطأ فيه فهو كافر
.

الثانية: أن عثمان وعلياً ومن والاهما كانوا كذلك....) إلى أن قال رحمه
الله: ولهذا يجب الاحتراز من تكفير المؤمنين بالذنوب والخطايا فإنهم (أي بدعة الخوارج) أول بدعة ظهرت في الإسلام فكفر أهلها المسلمين واستحلوا دماءهم وأموالهم.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث صحيحة في ذمهم والأمر
بقتالهم)أ.هـ وأيضا من صفاتهم التي جاءت في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) وهذا بيان لضعف إيمانهم وعدم تمسكهم بالدين فشبه: دخولهم في الدين ثم خروجهم منه بمروق السهم من الرمية.

وفي نهاية الحديث: حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالقتل لشدة خطرهم وشناعة
جرمهم فقال: (أينما لقيتموهم فافقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة)، وجاء في لفظ آخر عند الشيخين (لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)، وفي سنن أبي داود (طوبى لمن قتلهم وقتلوه)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (اتفق على قتالهم سلف الأمة وأئمتها)، قال ابن هبيرة رحمه الله: (إن قتال الخوارج أولى من قتال المشركين إذ إن في قتالهم حفظ رأس مال الإسلام، وفي قتال أهل الشرك طلب الربح، وحفظ رأس المال أولى)أ.هـ.

وما أشبه الليلة بالبارحة ولكل قوم وارث، لقد سلك مسلك الخوارج في وقتنا
الحاضر أناس من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا غلو في التكفير، واستباحوا دماء المعصومين وزعزعوا الأمن، وروعوا الآمنين. وشوهوا صورة الإسلام لدى العالمين.

فسبحان الله: ماذا يريد هؤلاء المفتونون ولأي شيء يهدفون؟! كفروا الحكام
وطعنوا في العلماء الكرام، وعقوا الآباء والأمهات ويتموا البنين والبنات، وأزهقوا الأرواح البريئة، وأتلفوا الأموال المعصومة باعوا أنفسهم للشيطان وأعوانه، فأظهر لهم أن التفجير جهاداً والإفساد إصلاحاً.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح (12/314
) :
وَذَهَبَ أَكْثَرُ أَهْل الْأُصُول مِنْ أَهْل السُّنَّة إِلَى أَنَّ
الْخَوَارِج فُسَّاق وَأَنَّ حُكْم الْإِسْلَام يَجْرِي عَلَيْهِمْ لِتَلَفُّظِهِمْ بِالشَّهَادَتَيْنِ وَمُوَاظَبَتِهِمْ عَلَى أَرْكَان الْإِسْلَام ، وَإِنَّمَا فُسِّقُوا بِتَكْفِيرِهِمْ الْمُسْلِمِينَ مُسْتَنِدِينَ إِلَى تَأْوِيل فَاسِد وَجَرَّهُمْ ذَلِكَ إِلَى اِسْتِبَاحَة دِمَاء مُخَالِفِيهِمْ وَأَمْوَالهمْ وَالشَّهَادَة عَلَيْهِمْ بِالْكُفْرِ وَالشِّرْك .ا.هـ.

وقَالَ اِبْن بَطَّال
:
ذَهَبَ جُمْهُور الْعُلَمَاء إِلَى أَنَّ الْخَوَارِج غَيْر خَارِجِينَ
عَنْ جُمْلَة الْمُسْلِمِينَ لِقَوْلِهِ " يَتَمَارَى فِي الْفُوق " لِأَنَّ التَّمَارِي مِنْ الشَّكّ ، وَإِذْ وَقَعَ الشَّكّ فِي ذَلِكَ لَمْ يُقْطَع عَلَيْهِمْ بِالْخُرُوجِ مِنْ الْإِسْلَام ، لِأَنَّ مَنْ ثَبَتَ لَهُ عَقْد الْإِسْلَام بِيَقِينٍ لَمْ يَخْرُج مِنْهُ إِلَّا بِيَقِينٍ .ا.هـ.

وكذلك الإمام النووي في شرح مسلم (2/50) قال
:
الْمَذْهَب الصَّحِيحَ الْمُخْتَارَ الَّذِي قَالَهُ الْأَكْثَرُونَ
وَالْمُحَقِّقُونَ : أَنَّ الْخَوَارِجَ لَا يُكَفَّرُونَ كَسَائِرِ أَهْل الْبِدَعِ .ا.هـ.

وقال ابن قدامة في المغني (8/106
) :
الْخَوَارِجُ الَّذِينَ يُكَفِّرُونَ بِالذَّنْبِ ، وَيُكَفِّرُونَ
عُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ ، وَكَثِيرًا مِنْ الصَّحَابَةِ ، وَيَسْتَحِلُّونَ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَمْوَالَهُمْ ، إلَّا مَنْ خَرَجَ مَعَهُمْ ، فَظَاهِرُ قَوْلِ الْفُقَهَاءِ مِنْ أَصْحَابِنَا الْمُتَأَخِّرِينَ أَنَّهُمْ بُغَاةٌ ، حُكْمُهُمْ حُكْمُهُمْ .
وَهَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَالشَّافِعِيِّ ، وَجُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ ، وَكَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ .ا.هـ
.


المهم من هذا هون ان الخوارج كما (قال الشيخ ربيع على انهم يردون النصوص
الشرعية بحجج واهية فلا هم للاسلام نصروا ولا للعدوكسرو الى غير ذلك من اقوال العلماء فما كان في هذا النقل من الصواب فمن الله وما كان فيه من خطا فمن نفسي والشيطان واستغفر الله واتوب اليه



شبكةالربانيون

الثلاثاء، 28 يناير 2014

آخر فتاوى العلماء في فرقة التبليغ بدر بن علي بن طامي



آخر فتاوى العلماء
 في
 فرقة التبليغ
بدر بن علي بن طامي



موقع الإسلام العتيق





صادف دخولي بعض المجالس كلمة للشيخ نظام اليعقوبي في قناة البحرين ! ، وبين يديه كتاب عنوانه ( جماعة التبليغ ! ) ولم أدرك منه إلا ثلاث دقائق تقريباً ، قرأ فيها كلاماً لشيخنا ابن باز - رحمه الله تعالى - يثني فيه على جماعة التبليغ وينسب الثناء عليهم فيه إلى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى  ، فأقول :
 أما كلام شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى في ثنائه على فرقة التبليغ بادئ الأمر ، وكذا شيخه الإمام محمد بن إبراهيم فهو ثابت عنهما بلا شك ، ولكنه من قديم قولهما واستقر مذهب الشيخين على إبطال مذهب فرقة التبليغ ، والتحذير منه .
أما شيخ مشايخنا الإمام محمد بن إبراهيم : فقد كتب في مجموع فتاويه (1/267-268 ) رسالة هذا نصّها : ( من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السمو الملكي خالد بن سعود رئيس الديوان الملكي الموقّر ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد تلقيت خطاب سموكم رقم (36/4/5- د ) في : (21/1/1382هـ ) ، وما برفقة وهو الالتماس المرفوع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظّم من محمد عبدالحامد القادري ، وشاه أحمد نوراني ، وعبدالسلام القادري ، وسعود أحمد الدهلوي ، حول طلبهم المساعدة في مشروع جمعيتهم ، التي سمّوها : ( كلية الدعوة والتبليغ الإسلامية ) ، وكذلك الكتيبات المرفوعة ضمن رسالتهم ، وأعرض لسموكم أن هذه الجمعية لا خير فيها ، فإنها جمعية بدعة وضلالة ، وبقراءة الكتيبات المرفقة بخطابهم وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك ، الأمر الذي لا يسع السكوت عنه ، ولذا فسنقوم إن شاء الله بالرد عليها بما يكشف ضلالها ويدفع باطلها ، ونسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ، والسلام عليكم ورحمة الله ( ص - م -405 ، في : 29/1/1382هـ ) .
والفتوى القديمة كانت بتاريخ : 19/5/1373هـ ، ولهذا لم ينشرها الشيخ محمد ابن قاسم في " مجموع الفتاوى " ولشيخنا حمود التويجري كلاماً حسناً في نقض هذا الاحتجاج في كتابه الماتع " القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ " فليراجع .
أما شيخنا الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى : فقد أثنى عليه بادئ الأمر مع التحذير مما عندهم من أخطاء حتى استقرت فتاوى الشيخ من بعد عام 1407 تقريباً على ذمهم والتحذير منهم ، فقد أجاب - وأنا أسمع بمسجد في الطائف عام 1419هـ - عن سؤال هذا نصّه : ( نسمع يا سماحة الشيخ عن جماعة التبليغ وما تقوم به من دعوة ، فهل تنصحني بالانخراط في هذه الجماعة ، أرجو توجيهي ونصحي ، وأعظم الله مثوبتكم ) .
فقال شيخنا : كل من دعا إلى الله فهو مبلغ : ( بلّغوا عنّي ولو آية ) ، لكن جماعة التبليغ المعروفة الهندية عندهم خرافات ، عندهم بعض البدع و الشركيات ، فلا يجوز الخروج معهم ، إلاّ إنسان عنده علم يخرج لينكر عليهم ويعلمهم ، أمّا إذا خرج يتابعهم ، لا ،، لأن عندهم خرافات وعندهم غلط ، عندهم نقص في العلم ، لكن إذا كان جماعة تبليغ غيرهم أهل بصيرة وأهل علم يخرج معهم للدعوة إلى الله أو إنسان عنده علم وبصيرة يخرج معهم للتبصير والإنكار والتوجيه إلى الخير ، وتعليمهم ، حتى يتركوا المذهب الباطل ، ويعتنقوا مذهب أهل السنة . انتهى .
[ والكلام موثق بالصوت في شريط بعنوان :   القول البليغ في ذم جماعة التبليغ ] .
ونشرت مجلة " الدعوة " في عددها 1437 ، وتاريخ : 3 / 11 / 1414 هـ  : فتوى لشيخنا يقول السائل فيها : ( خرجت مع جماعة التبليغ للهند والباكستان ، وكنّا نجتمع ونصلّي في مساجد يوجد بها قبور ، وسمعت أن الصلاة في المسجد الذي يوجد به قبر باطلة ، فما رأيكم في صلاتي ، وهل أعيدها ؟ ، وما حكم الخروج معهم لهذه الأماكن ؟ ).
فأجاب - رحمه الله - : بسم الله والحمد لله : جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة ، فلا يجوز الخروج معهم إلاّ لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير ، لأنهم نشيطون في عملهم ، لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنة ، رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه ، وأمّا الصلاة في المساجد التي فيها القبور فلا تصح ، والواجب عليك إعادة ما صليت فيها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) متفق على صحته ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإنّي أنهاكم عن ذلك ) أخرجه مسلم في " صحيحه " ، والأحاديث في هذا الباب كثيرة ، انتهى .
وقال الشيخ في بعض مجالسه : إن ما نشر في " مجلة الدعوة " يعتبر ناسخاً لكل ما قلته في جماعة التبليغ .
وسئل شيخنا - رحمه الله - بمجموعة أسئلة موجهة لهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ، برقم (17776) وتاريخ : 18/3/1416هـ ، ومن هذه الأسئلة سؤال هذا نصّه :  ( قرأت لسماحتكم عدّة فتاوى وتحثون عليها طلاّب العلم للخروج مع جماعة التبليغ ، والحمد لله خرجنا معهم واستفدنا الكثير ، ولكن يا شيخي الفاضل رأيت بعض الأعمال لم ترد في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل : (1) التحلّق في المسجد من شخصين أو أكثر ، فيتذاكرون العشر السور الأخيرة من القران والمواظبة ، على هذا العمل بهذه الطريقة في كل مرة نخرج فيها ، (2) والاعتكاف يوم الخميس بصفة مستمرة ، (3) تحديد أيام للخروج وهي ثلاثة أيام في الشهر وأربعين يوماً كل سنة وأربعة أشهر في العمر ، (4) والدعاء الجماعي المستمر بعد كل بيان .
فكيف يا شيخي الفاضل إذا خرجت مع هذه الجماعة ، أتعامل مع هذه الأعمال والأفعال التي لم ترد في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، علماً يا شيخي الفاضل أنه من الصعب تغيير هذا المنهج وهذه هي طريقتهم فنرجوا التوضيح ) .
فأجابوا جزاهم الله خيراً :
ما ذكرته من أعمال هذه الجماعة كلّه بدعة فلا تجوز مشاركتهم حتى يلتزموا بمنهج الكتاب والسنة ويتركوا البدع .
 انتهت الفتوى بتوقيع : ( شيخنا ابن باز ، وشيخنا صالح الفوزان ، وشيخنا عبدالعزيز آل الشيخ ، والشيخ بكر أبو زيد ) .
ولشيخنا فتاوى ومقالات أخر اكتفيت بما تقدم لتأخر التاريخ عن كلّ فتوى أو مقالة فيها الثناء على هذه الفرقة .
وثبت عندي أن الشيخ ابن باز رحمه الله أوصى الشيخ القائم على جمع " فتاويه ومقالاته " بأن يخرج أي فتوى فيها الثناء على هذه الفرقة .
فعلى هذا آمل أن تصل هذه الأسطر للشيخ نظام اليعقوبي وأن لا يغتر هو أو كاتب الكتاب بما يتناقله التبليغيون إلى اليوم من هذه الفتاوى القديمة ليغرروا بها الناس ، والله المستعان .
فائدة :  سئل شيخنا العلامة الفقيه عبدالرزاق عفيفي رحمه الله تعالى عن هذه الفرقة فقال : ( الواقع أنهم مبتدعة محرفون وأصحاب طريق قادرية وغيرها ، وخروجهم ليس في سبيل الله ، ولكنه في سبيل إلياس ، وهم لا يدعون إلى الكتاب والسنة ، ولكن يدعون إلى إلياس شيخهم في بنجلادش !! ، أمّا الخروج بقصد الدعوة إلى الله ، أو الخروج في سبيل الله وليس هذا هو خروج جماعة التبليغ ، وأنا أعرف التبليغ من زمان قديم وهم المبتدعون في أي مكان كانوا هم ، في مصر وإسرائيل وأمريكا والسعودية وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس ) .
[ فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبدالرزاق عفيفي ( 1/174) ] .

الأحد، 26 يناير 2014

فتــــــاوى حول قضـــــــايا منهجــــــــــيّة معاصرة لكبـــــــــار أهل العلم

فتــــــاوى حول قضـــــــايا منهجــــــــــيّة معاصرة
لكبـــــــــار أهل العلم


الثناء على الدولة السعودية  - حكم الخروج للجهاد في العراق - المظاهرات - الإرهاب - السمع والطاعة - العمليات الانتحارية   -  جماعة التبليغ (الأحباب)
 جماعة الإخوان المسلمين - الرؤى والأحلام - القصص والقصّاصون
 محمد أمان الجامي - السلفية والسلفيون - حسن البنا - سيد قطب
 أسامة بن لادن - الموازنات بين الحسنات والسيئات - الأناشيد - التمثيل

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
بين يديك مذكرة مختصرة اشتملت على فتاوى لثلة من كبار أهل العلم في قضايا معاصرة اضطرب فيها كثير من الناس،  والله المسئول أن ينفع بها وأن يجعلها حياة وذكرى. إنه جواد كريم.
والحمد لله رب العالمين .

1.حكم الأناشيد المسماة بالإسلامية
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين السؤال التالي :
ما حكم الاستماع للأناشيد ؟ هل يجوز للداعية الاستماع إلى الأناشيد الإسلامية ؟
الجواب : الأناشيد الإسلامية كنتُ سمعتها من قديم وليس فيها شئ ينفّر ، وسمعتها أخيراً فوجدت أنها ملحّنة مطربة على سبيل الأغاني المصحوبة بالموسيقى وهي على هذا الوجه لا أرى للإنسان أن يستمع إليها . وأما إذا جاءت عفوية بدون تطريب ولا تلحين ، فإن الاستماع لا بأس به ، ولكن بشرط ألا يجعلها ديدناً يستمع إليها دائماً . وشرط آخر ألا يجعل قلبه لا ينتفع إلا بها ، ولا يتعظ إلا بها ، لأن كونه يجعلها ديدناً فإنه يترك ما هو أهم . وكونه لا يتعظ ولا ينتفع إلا بها يعدل به عن أعظم موعظة وهي جاءت في كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإذا استمع إليها أحياناً أو أنه كان يقود سيارته في البرّ ، وأراد أن يستعين بذلك على المشي والسير فهذا لا بأس له . اهـ . (راجع كتاب القول المفيد في حكم الأناشيد صفحة 39) .

وسئل سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ – حفظه الله – السؤال التالي :
ما حكم التصفيق للنساء في الأعراس عندما يصاحبها إنشاد الأناشيد الإسلامية ؟
الجواب : أولاً ما يسمى بالأناشيد الإسلامية واستعماله في حفلات الزواج هذا غير مشروع ، فإن الإسلام دين جدّ وعمل وما يسمى بالأناشيد الإسلامية ، هذا استعمال للأذكار في غير محلها ولا ينبغي للناس أن يستعملوا ما يسمى بالأناشيد الإسلامية لأن فيها أشياء من ذكر الله في هذا الحفل وما يصاحبها من تصفيق ونحو ذلك ، فإن هذه الأناشيد والتصفيق وما يصاحبها هذه من أخلاق الصوفية ، والله جل وعلا قد قال عن المشركين (وما كان صلاتهم عن البيت إلا مكاءً وتصديةً) فالتصفيق مع هذه الأناشيد الإسلامية غير مشروعة لأنها عبارة عن غناء لكنه منسوب إلى الإسلام ولا يصح هذا . (راجع مجلة الدعوة عدد 1706 وتاريخ 15/5/1420هـ ) .

2. حكم التمثيل
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – السؤال التالي :
كان كعب بن زهير رضي الله عنه يقف أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول : ( بانت سعاد فقلبي اليوم متبول . . ) وهو لم يرَ سُعاد , ولم يحدث له أي شيء مما يذكره في القصيدة عن سعاد مما اعتبر ذلك كذباً , والتمثيل ضرب من هذه الضروب فما رأيك؟
الجواب : هذا ليس تقمُصاً للشخصية , إنما التقمص كقول أحدهم : أنا أبو بكر أنا عمر أنا عائشة فقد كذب , والله أعلم . (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز المجلد (5) صفحة (272) .


3. جماعة التبليغ
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله –   السؤال التالي :
خرجت مع جماعة التبليغ للهند والباكستان ، وكنا نجتمع ونصلي في مساجد يوجد بها  قبور ، وسمعت أن الصلاة في المسجد الذي يوجد به قبر باطلة فما رأيكم في صلاتي وهل أعيدها؟ وما حكم الخروج معهم لهذه الأماكن؟
الجواب : بسم الله ، والحمد لله ، أما بعد :
جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير ؛ لأنهم نشيطون في عملهم ، لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم ، وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنة . رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه . أما الصلاة في المساجد التي فيها القبور فلا تصح ، والواجب إعادة ما صليت فيها ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :  لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد  متفق على صحته ، وقوله صلى الله عليه وسلم :  ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك  أخرجه مسلم في صحيحه . والأحاديث في هذا الباب كثيرة . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم .
[مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز المجلد (8) صفحة (331)] .


4. جماعة الإخوان المسلمين
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله السؤال التالي:
سماحة الشيخ حركة ( الإخوان المسلمين) دخلت المملكة منذ فترة وأصبح لها نشاط واضح بين طلبة العلم، ما رأيكم في هذه الحركة؟ وما مدى توافقها مع منهج السنة والجماعة؟
جواب: حركة الإخوان المسلمين ينتقدها خواص أهل العلم . لأنه ليس عندهم نشاط في الدعوة إلى توحيد الله وإنكار الشرك وإنكار البدع، لهم أساليب خاصة ينقصها عدم النشاط في الدعوة إلى الله ، وعدم التوجيه إلى العقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة . فينبغي للإخوان المسلمين أن تكون عندهم عناية بالدعوة السلفية ، الدعوة إلى توحيد الله ، وإنكار عبادة القبور والتعلق بالأموات والاستغاثة بأهل القبور كالحسين أو الحسن أو البدوي ، أو ما أشبه ذلك ، يجب أن يكون عندهم عناية بهذا الأصل الأصيل ، بمعنى لا إله إلا الله ، التي هي أصل الدين ، وأول ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم في مكة دعا إلى توحيد الله ، إلى معنى لا إله إلا الله ، فكثير من أهل العلم ينتقدون على الإخوان المسلمين هذا الأمر ، أي : عدم النشاط في الدعوة إلى توحيد الله ، والإخلاص له ، وإنكار ما أحدثه الجهال من التعلق بالأموات والاستغاثة بهم ، والنذر لهم والذبح لهم ، الذي هو الشرك الأكبر ، وكذلك ينتقدون عليهم عدم العناية بالسنة : تتبع السنة ، والعناية بالحديث الشريف ، وما كان عليه سلف الأمة في أحكامهم الشرعية ، وهناك أشياء كثيرة أسمع الكثير من الإخوان ينتقدونهم فيها ، ونسأل الله أن يوفقهم ويعينهم ويصلح أحوالهم . راجع (مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- 8/41)

وسُئل رحمه - الله تعالى-  السؤال التالي :
أحسن الله إليك حديث النبي صلى الله عليه وسلم في افتراق الأمم قوله: (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) الحديث. فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع، وجماعة الإخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق للعصا على ولاة الأمر.. هل هاتان الفرقتان تدخلان في الفِرق الهالكة؟
الجواب: تدخل في الاثنتين والسبعين، ومن خالف عقيدة أهل السنة والجماعة دخل في الاثنتين والسبعين ، المراد بقوله (أمتي) أي أمة الإجابة أي استجابوا لله وأظهروا اتباعهم له, ثلاث وسبعون فرقة, الناجية السليمة التي اتبعته واستقامت على دينه، واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع أقسام .
السائل: يعني هاتان الفرقتان من ضمن الاثنتين والسبعين ؟
الجواب: نعم من ضمن الاثنتين والسبعين .
(من شريط أحد دروس المنتقى في مدينة الطائف قبل وفاته بسنتين  رحمه الله ) .

وقال فضيلة الشيخ العلامة صالح اللحيدان حفظه الله:
(الإخوان وجماعة التبليغ ليسوا من أهل المناهج الصحيحة فإن جميع الجماعات والتسميات ليس لها أصل في سلف هذه الأمة . وأول جماعة وُجدت وحملت الاسم جماعة الشيعة تسموا بالشيعة . وأما الخوارج فما كانوا يسمُّون أنفسهم إلا بأنهم  المؤمنون...) [ راجع كتاب الإجابات المهمة في المشاكل الملمة (حاشية صفحة 119) ] .
وقال الشيخ العلامة  محمد بن إبراهيم  رحمه الله:   
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأَمير خالد بن سعود رئيس الديوان الملكي الموقر:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فقد تلقيت خطاب سموكم رقم 37/4/5/د في 21/1/1382هـ وما برفقه وهو الالتماس المرفوع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم من محمد عبدالحامد القادري وشاه أَحمد نوراني وعبد السلام القادري وسعود أَحمد دهلوي حول طلبهم المساعدة في مشروع جمعيتهم التي سموها ((كلية الدعوة والتبليغ الإسلامية)) وكذلك الكتيبات الثلاثة المرفوعة ضمن رسالتهم. وأَعرض لسموكم أَن هذه جمعية لا خير فيها، فإنها جمعية بدعة وضلالة. وبقراءة الكتيبات المرفقة بخطابهم وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك الأَمر الذي لا يسع السكوت عنه. ولذا فسنقوم إن شاءَ الله بالرد عليها بما يكشف ضلالها ويدفع باطلها. ونسأَل الله أَن ينصر دينه ويعلي كلمته. والسلام عليكم ورحمة الله. (ص/م/405 في 29/1/1382هـ). (راجع فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله -1/267-268) .





5. ما معنى السلفية وما حكم الانتساب إليها

سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السؤال التالي :
الفتوى رقم ( 1361 )
السؤال : ما هي السلفية وما رأيكم فيها ؟
الجواب : السلفية: نسبة إلى السلف، والسلف: هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى رضي الله عنهم الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير في قوله: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته) رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري ومسلم ، والسلفيون : جمع سَلفي نسبة إلى السلف، وقد تقدم معناه ، وهم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما، فكانوا بذلك أهل السنة والجماعة .
       
        عضو...              عضو...      نائب رئيس اللجنة...          الرئيس
عبد الله بن قعود... عبد الله بن غديان... عبد الرزاق عفيفي... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

وقال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - : ( إن السلف هم أهل القرون المفضلة ، فمن اقتفى أثرهم وسار على منهجهم فهو (سلفي) ومن خالفهم في ذلك فهو من (الخلف)  . [نقلاً عن تعليق الشيخ حمد بن عبد المحسن التويجري على العقيدة الحموية ص 203]
6. السمع والطاعة
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز السؤال التالي :
نطلب من سماحة الوالد كلمة توجيهية حول البيعة لولاة الأمر في المملكة العربية السعودية؟
فأجاب رحمه الله: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد : الواجب على جميع المسلمين في هذه المملكة السمع والطاعة لولاة الأمور بالمعروف كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة ، الواردة والثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز لأحد أن ينزع يداً من طاعة بل يجب على الجميع السمع والطاعة لولاة الأمور بالمعروف ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة ، ومات ، مات ميتة جاهلية) الواجب على المؤمن هو السمع والطاعة بالمعروف ، وأن لا يخرج عن السمع والطاعة بل يجب عليه الإذعان والتسليم بما قاله النبي عليه الصلاة والسلام ، وهذه الدولة السعودية – دولة إسلامية والحمد لله تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتأمر بتحكيم الشرع وتحكّمه بين المسلمين ، فالواجب على جميع الرعية ، السمع والطاعة لها بالمعروف والحذر من الخروج عليها والحذر من معصيتها بالمعروف ، أما من أمر بالمعصية – فالمعصية لا يطاع أحد فيها لا من الملوك ولا من غير الملوك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنما الطاعة بالمعروف ، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) فإذا أمر ملكٌ أو رئيس جمهورية أو وزير أو والد أو والدة أو غيرهم بمعصية كشرب الخمر أو كل الربا ، لم يجز الطاعة في ذلك بل يجب ترك المعصية وأن لا يستهين أحد في معصية ، وطاعة الله مقدمة إنما الطاعة في المعروف هكذا جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام . ( راجع شريط أهداف الحملات الإعلامية ضد حكام وعلماء بلاد الحرمين ) .
7. الإرهــــــاب والأعمال التخريبية
فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز –رحمه الله– حول حادث التفجير الذي وقع في مدينة الرياض بحي العليا وهذا نصها :
لا شك أن هذا الحادث أثيم ومنكر عظيم يترتب عليه فساد عظيم وشرور كثيرة وظلم كبير ، ولا شك أن هذا الحادث إنما يقوم به من لا يؤمن بالله واليوم الآخر ، لا تجد من يؤمن بالله واليوم الآخر إيمانا صحيحا يعمل هذا العمل الإجرامي الخبيث الذي حصل به الضرر العظيم والفساد الكبير ، إنما يفعل هذا الحادث وأشباهه نفوس خبيثة مملوءة من الحقد والحسد والشر والفساد وعدم الإيمان بالله ورسوله نسأل الله العافية والسلامة ونسأل الله أن يعين ولاة الأمور على كل ما فيه العثور على هؤلاء والانتقام منهم لأن جريمتهم عظيمة وفسادهم كبير ولا حول ولا قوة إلا بالله ، كيف يقدم مؤمن أو مسلم على جريمة عظيمة يترتب عليها ظلم كثير وفساد عظيم وإزهاق نفوس وجراحة آخرين بغير حق ، كل هذا من الفساد العظيم وجريمة عظيمة ، فنسأل الله أن يعثرهم ويسلط عليهم ويمكن منهم ، ونسأل الله أن يخيبهم ويخيب أنصارهم ، ونسأل الله أن يوفق ولاة الأمر للعثور عليهم والانتقام منهم ومجازاتهم على هذا الحدث الخبيث وهذا الإجرام العظيم . وإني أوصي وأحرض كل من يعلم خبراً عن هؤلاء أن يبلغ الجهات المختصة ، على كل من علم عن أحوالهم وعلم عنهم أن يبلغ عنهم؛ لأن هذا من باب التعاون على دفع الإثم والعدوان وعلى سلامة الناس من الشر والإثم والعدوان ، وعلى تمكين العدالة من مجازاة هؤلاء الظالمين الذين قال الله فيهم وأشباههم سبحانه :  إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ  إذا كان من تعرض للناس بأخذ خمسة ريالات أو عشرة ريالات أو مائة ريال مفسدا في الأرض ، فكيف من يتعرض بسفك الدماء وإهلاك الحرث والنسل وظلم الناس ، فهذه جريمة عظيمة وفساد كبير . التعرض للناس بأخذ أموالهم أو في الطرقات أو في الأسواق جريمة ومنكر عظيم ، لكن مثل هذا التفجير ترتب عليه إزهاق نفوس وقتل نفوس وفساد في الأرض وجراحة للآمنين وتخريب بيوت ودور وسيارات وغير ذلك ، فلا شك أن هذا من أعظم الجرائم ومن أعظم الفساد في الأرض ، وأصحابه أحق بالجزاء بالقتل والتقطيع بما فعلوا من جريمة عظيمة . نسأل الله أن يخيب مسعاهم وأن يعثرهم وأن يسلط عليهم وعلى أمثالهم وأن يكفينا شرهم وشر أمثالهم وأن يسلط عليهم وأن يجعل تدبيرهم تدميرا لهم وتدميرا لأمثالهم إنه جل وعلا جواد كريم ، ونسأل الله أن يوفق الدولة للعثور عليهم ومجازاتهم بما يستحقون . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز المجلد (9) صفحة (254) .

8. فتوى ابن باز والشيخ مقبل في ابن لادن
قال الشيخ عبد العزيز بن باز في كلمته التي ألقاها في الجامع الكبير بالرياض في 1/5/1417هـ    رحمه الله  :
(أما ما يقوم به الآن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم ، وهم دعاة شر عظيم ، وفساد كبير ، والواجب الحذر من نشراتهم ، والقضاء عليها ، وإتلافها ، وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن ؛ لأن الله أمر بالتعاون على البر والتقوى لا بالتعاون على الفساد والشر ، ونشر الكذب ، ونشر الدعوات الباطلة التي تسبب الفرقة واختلال الأمن إلى غير ذلك . هذه النشرات التي تصدر من الفقيه ، أو من المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر والفرقة يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها ، ويجب نصيحتهم وإرشادهم للحق ، وتحذيرهم من هذا الباطل ، ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذا الشر ، ويجب أن ينصحوا ، وأن يعودوا إلى رشدهم ، وأن يدَعوا هذا الباطل ويتركوه . ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدَعوا هذا الطريق الوخيم ، وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه ، وأن يعودوا إلى رشدهم ، وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم ، والله سبحانه وعد عباده التائبين بقبول توبتهم ، والإحسان إليهم ، كما قال سبحانه :  قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ   لا تُنْصَرُونَ  وقال سبحانه :  وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  والآيات في هذا المعنى كثيرة) .   [مجلة البحوث الإسلامية العدد (50) ص7- 17 إشراف الشيخ عبد الله بن جبرين وآخرين].  و[مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز  المجلد (9) صفحة (100) ]
وفي لقاء مع علامة اليمن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي   رحمه الله في جريدة  الرأي العام الكويتية بتاريخ 19/12/1998 العدد : 11503 قال الشيخ مقبل -رحمه الله-( أبرأ إلى الله من ابن لادن فهو شؤم وبلاء على الأمة وأعماله شر).


9. حكم سفر الشباب للجهاد في العراق
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ السؤال التالي :
لا يخفى على سماحتكم ما يجري في أرض العراق من انفلات ودمار ألقى ويلقي بتداعياته على أبناء المسلمين غير أن هناك من شبابنا من تراوده نفسه للسفر إلى هناك.. للجهاد ومقاومة المحتلين ونصرة إخوانهم المسلمين.. ما مشروعية سفرهم إلى العراق؟
فأجاب: أقول إن سفرهم لا يصلح لأن في العراق أموراً خفية لا يدري الإنسان عن وضعها.. أنا أدعو الجميع إلى الدعاء باجتماع كلمتهم وأما الخروج السفر والمشاركة واقتحام الأمور فلا يصح.. مع كل هذا لا يقبل ولا يليق بشبابنا السفر للعراق أنصحهم بعدم الذهاب بل أحذرهم أيضاً .
ومن يحرضهم للسفر للعراق ويشجعهم على هذا الطريق؟
أرجو ممن يحرض شبابنا أن يتبصّر في الواقع ويعلم أن تحريضهم خطأ.
(المصدر: صحيفة عكاظ (الاثنين 17/09/1427هـ) العدد : (1940) .

10. الثناء على المملكة العربية السعودية
قال الشيخ عبد العزيز بن باز في الجامع الكبير بالرياض في 1/5/1417هـ :
وهذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق ، ونصر بها الدين ، وجمع بها الكلمة ، وقضى بها على أسباب الفساد وأمّن الله بها البلاد ، وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله ، وليست معصومة ، وليست كاملة ، كلٌّ فيه نقص فالواجب التعاون معها على إكمال النقص ، وعلى إزالة النقص ، وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة ، والزيارة الصالحة ، لا بنشر الشر والكذب ، ولا بنقل ما يقال من الباطل ؛ بل يجب على من أراد الحق أن يبين الحق ويدعو إليه ، وأن يسعى في إزالة النقص بالطرق السليمة وبالطرق الطيبة وبالتناصح والتواصي بالحق هكذا كان طريق المؤمنين وهكذا حكم الإسلام ، وهكذا طريق من يريد الخير لهذه الأمة ، أن يبين الخير والحق وأن يدعو إليه ، وأن يتعاون مع ولاة الأمور في إزالة النقص ، وإزالة الخلل ، هكذا أوصى الله جل وعلا بقوله سبحانه :  وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ  . ويقول سبحانه :  وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ  فالدين النصيحة ، الدين النصيحة ، فمن أهم الواجبات التعاون مع ولاة الأمور في إظهار الحق ، والدعوة إليه ، وقمع الباطل والقضاء عليه وفي نشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة بالطرق الشرعية . ويجب على الرعية التعاون مع ولاة الأمور ، ومع الهيئات ، ومع كل داع إلى الحق ، يجب التعاون على الحق وعلى إظهاره والدعوة إليه ، وعلى ترك الفساد والقضاء عليه ، هذا هو الواجب على جميع المسلمين ، بالطرق التي شرعها الله في قوله سبحانه :  (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)  وفي قوله سبحانه :  (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا)  . وفي قوله سبحانه :  (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)  وفي قوله سبحانه :  (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)  الآية . وفي قوله عز وجل لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون :  (فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) . ( راجع مجلة البحوث الإسلامية العدد (50) ص (12) 1417هـ 1418هـ ).


11. من كلام الشيخ  ابن باز ابن عثيمين في بعض مقالات سيد قطب   
قال سيد قطب في كتابه " التصوير الفني في القرآن " ص200: " لنأخذ موسى إنه مثال للزعيم المندفع العصبي المزاج ....". وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله معلقاً على هذا الكلام: "الاستهزاء بالأنبياء ردَّة مستقلة ".  (من شريط أقوال العلماء في مؤلفات سيد قطب: تسجيلات منهاج السنة السمعية بالرياض) .
وقال في "كتب وشخصيات" ص242:  "إن معاوية وزميله عَمْراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع . وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك عليٌ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل فلا عجب أن ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح".
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله معلقاً على هذا الكلام: " كلامٌ قبيح, هذا كلامٌ قبيح, سب لمعاوية, و سب لعمرو بن العاص". وقال عن هذه الكتب: " ينبغي أن تمزق " (من شريط أقوال العلماء في مؤلفات سيد قطب:تسجيلات منهاج السنة بالرياض) .
وقال سيد في كتابه دراسات إسلامية ص13:"و كانت ثورةً على طاغوت التعصب الديني و ذلك منذ إعلان حرية الاعتقاد في صورتها الكبرى, قال تعالى: (لا إكراه في الدِّين قد تبين الرشدُ من الغيّ ) و قال تعالى: (و لو شاء ربُّك لآمن مَن في الأرضِ كلهم جميعاً أفأنت تُكرهُ الناس حتى يكونوا مُؤمنين) لقد تحطم طاغوت التعصب الديني لتحل محله السماحة المطلقة, بل لتصبح حماية حرية العقيدة و حرية العبادة واجباً مفروضاً على المسلم لأصحاب الديانات الأخرى في الوطن الإسلامي".
وقد سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: نسمع و نقرأ كلمة "حرية الفِكر", و هي دعوة إلى حرية الاعتقاد, فما تعليقكم على ذلك؟
فأجاب: "تعليقنا على ذلك أنَّ الذي يجيز أن يكون الإنسان حر الاعتقاد, يعتقد ما شاء من الأديان فإنه كافر, لأن كل مَن اعتقد أن أحداً يسوغ له أن يتدين بغير دين محمد صلى الله عليه وسلم, فإنه كافر بالله عز و جل يُستتاب, فإن تاب و إلا وجب قتله ". مِن مجموع فتاوى و رسائل فضيلة الشيخ محمد العثيمين (3/99) .

12. التحذير من  بعض مقالات حسن البنا

المقالة الأولى: قاعدة ( نجتمع على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) .
قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله في معرض رده على الصابوني : ( نقل في المقال المذكور عن الشيخ حسن البنا رحمه الله ما نصه : ( نجتمع على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضناً بعضاً فيما اختلفنا فيه ) فرد قائلاً رحمه الله : والجواب أن يقال : نعم يجب أن نتعاون فيما اتفقنا عليه من نصر الحق والدعوة إليه والتحذير مما نهى الله عنه ورسوله ، أما عذر بعضنا لبعض فيما اختلفنا فيه فليس على إطلاقه بل هو محل تفصيل ، فما كان من مسائل الاجتهاد التي يخفى دليلها فالواجب عدم الإنكار فيها من بعضنا على بعض ، أما ما خالف النص من الكتاب والسنة فالواجب الإنكار على من خالف النص بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن عملا بقوله تعالى :  وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ  وقوله سبحانه :  وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ  وقوله عز وجل :  ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ  وقول النبي صلى الله عليه وسلم : "  من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان  وقوله صلى الله عليه وسلم : " من دل على خير فله مثل أجر فاعله  " أخرجهما مسلم في صحيحه . والآيات والأحاديث في هذا كثيرة . ( راجع مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز المجلد (3) صفحة (58) .

المقالة الثانية : قرر حسن البنا أن خصومتنا مع اليهود ليست خصومة دينية (انظر الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ [1/409] وقد سئل الشيخ ابن باز السؤال التالي:
ما حكم الشرع فيمن يقول : إن خصومتنا مع اليهود ليست دينية وقد حث القرآن على مصافاتهم ومصادقتهم ، وجعل بيننا وبينهم اتفاقاً فقال : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية ، وحينما أراد القرآن أن يتناول قضية اليهود تناولها من وجهة اقتصادية وسياسية فقال : (فبظلم من الذي هادوا. . . إلى نهاية الآية ) . ما حكم الشرع في هذه المقولة يا شيخنا ؟
فأجاب سماحته رحمه الله بقوله : هذه مقالة باطلة خبيثة ، اليهود من أعدى الناس للمؤمنين ، هم من أشر الناس ، بل هم أشد الناس عداوة للمؤمنين مع الكفار كما قال تعالى : (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) فاليهود والوثنيون هم أشد الناس عداوة للمؤمنين . وهذه المقالة خاطئة ظالمة ، قبيحة ، منكرة ، ... والدعوة إلى الله بالحسنى ليست خاصة باليهود ولا بغيرهم ، بل الدعوة إلى الله مع اليهود ومع الوثنيين ومع الشيوعيين ومع غيرهم ، يقول الله جل وعلا : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) . هذا عام للكفار ولغير الكفار .قال تعالى : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) ليس خاصاً بهم ، ولكن من باب التنبيه على أنهم وإن كانوا يهوداً أو  نصارى فإنهم يُجادلُون بالتي هي أحسن ، لأن هذا أقرب إلى دخولهم الإسلام وإلى قبولهم الحق ، إلا إذا ظلموا ، . . . (إلا من ظلم) ، الظالم له ما يستحق من الجزاء . فالحاصل : أن الدعوة بالتي هي أحسن  عامة لجميع الكفار ولجميع المسلمين . الدعوة بالتي هي أحسن ، ليست خاصة باليهود ولا بالنصارى ولا بغيرهم . فهذا الكلام الذي نقلته عن هذا الشخص ، غلط . نسأل الله للجميع الهداية . (نقلاً عن شريط مسجل بتاريخ 28/7/1412هـ لسماحة الشيخ ابن باز ) .

13. إبطال منهج الموازنات بين الحسنات والسيئات

سُئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله السؤال التالي:
بالنسبة لمنهج أهل السنة في نقد أهل البدع وكتبهم؛ هل من الواجب ذكر محاسنهم ومساوئهم، أم فقط مساوئهم ؟
فأجاب - رحمه الله - :
كلام أهل العلم نقد المساوئ للتحذير، وبيان الأخطاء التي أخطؤوا فيها للتحذير منها، أما الطيب معروف، مقبول الطيب، لكن المقصود التحذير من أخطائهم، الجهمية.. المعتزلة.الرافضة. .. وما أشبه ذلك.فإذا دعت الحاجة إلى بيان ما عندهم من حق؛ يُبين، وإذا سأل السائل: ما عندهم من الحق ؟ ماذا وافقوا فيه أهل السُنة ؟ والمسؤول يعلم ذلك؛ يُبين، لكن المقصود الأعظم والمهم بيان ما عندهم من الباطل؛ ليحذره السائل ولئلا يميل إليهم.
فسأله آخر: فيه أناس يوجبون الموازنة: أنك إذا انتقدت مبتدعاً ببدعته لتحذر الناس منه يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه ؟
فأجاب الشيخ رحمه الله: لا؛ ما هو بلازم، ما هو بلازم، ولهذا إذا قرأت كتب أهل السنة؛ وجدت المراد التحذير، اقرأ في كتب البخاري " خلق أفعال العباد "، في كتاب الأدب في " الصحيح "، كتاب " السنة " لعبدالله ابن أحمد، كتاب " التوحيد " لابن خزيمة، " رد عثمان بن سعيد الدارمي على أهل البدع ".. إلى غير ذلك. يوردونه للتحذير من باطلهم، ما هو المقصود تعديد محاسنهم.. المقصود التحذير من باطلهم، ومحاسنهم لا قيمة لها بالنسبة لمن كفر، إذا كانت بدعته تكفِّره؛ بطلت حسناته، وإذا كانت لا تكفره؛ فهو على خطر؛ فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها، اهـ.
(وكلام الشيخ رحمه الله هذا مسجل من دروس الشيخ رحمه الله التي ألقاها في صيف عام 1413هـ في الطائف) .

قال الإمام العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله في " لقاء الباب المفتوح "(61ـ70) (ص153 ): "عندما نريد أن نقوِّم الشخص، فيجب أن نذكر المحاسن والمساوئ، لأن هذا هو الميزان العدل وعندما نحذِّر من خطأ شخص, فنذكر الخطأ فقط، لأن المقام مقام تحذير ومقام التحذير ليس من الحكمة فيه أن نذكر المحاسن، لأنك إذا ذكرت المحاسن فإن السامع سيبقى متذبذباً، فلكل مقام مقال."

14. التحذير من التوسع في تأويل الرؤى والأحلام
قال سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية في مُعبّري الرؤى والأحلام:
أما المعبرون فالواجب عليهم تقوى الله عز وجل والحذر من الخوض في هذا الباب بغير علم فإن تعبير الرؤى فتوى لقوله - تعالى -:( يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون ). ومعلوم أن الفتوى بابها العلم لا الظن والتخرص ثم أيضًا تأويل الرؤى ليس من العلم العام الذي يحسن نشره بين المسلمين ليصححوا اعتقاداتهم وأعمالهم بل هي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مبشرات " وكما قال بعض السلف: الرؤيا تسر المؤمن ولا تضره .
هذا وإن التوسع في باب تأويل الرؤيا حتى سمعنا أنه يخصص لها في القنوات الفضائية وكذلك على الهواتف وفي الصحف والمجلات والمنتديات العامة من المنتجعات وغيرها أماكن خاصة بها جذبًا للناس وأكلاً لأموالهم بالباطل كل هذا شر عظيم وتلاعب بهذا العلم الذي هو جزء من النبوة قيل لمالك - رحمه الله -: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال: أبالنبوة يلعب. وقال مالك: لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها فإن رأى خيرًا أخبر به وان رأى مكروهًا فليقل خيرًا أو ليصمت. قيل: فهل يعبرها على الخير وهي عنده على المكروه لقول من قال: إنها على ما أولت عليه.  فقال: لا.  ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة . فيجب على المسلمين التعاون في منع هذا الأمر كل حسب استطاعته ويجب على ولاة الأمور السعي في غلق هذا الباب لأنه باب شر وذريعة إلى التخرص والاستعانة بالجن وجر المسلمين في ديار الإسلام إلى الكهانة والسؤال عن المغيبات زيادة على ما فيها من مضار لا تخفى من إحداث النـزاعات والشقاق والتفريق بين المرء وزوجه والرجل وأقاربه وأصدقائه كل هذا بدعوة أن ما يقوله العابر هو: تأويل الرؤيا فيؤخذ على أنه حق محض لا جدال فيه وتبنى عليه الظنون وهذا من أبطل الباطل.. كيف وصدّيق هذه الأمة بل خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين لما عبر الرؤيا قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا )) ونحن لا نعلم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم خير القرون وأحرَصهم على هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وأتقاهم لله وأخشاهم له لا نعلم أنهم عقدوا مجالس عامة لتأويل الرؤى ولو كان خيرًا لسبقونا إليه.
وإني إبراءً للذمة ونصحًا للأمة لأحذر كل من يصل إليه هذا البيان من التعامل مع هؤلاء أو التعاطي معهم والتمادي في ذلك بل الواجب مقاطعتهم والتحذير من شرهم عصمنا الله وإياكم من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن وألزمنا وإياكم كلمة التقوى ورزقنا اتباع سّنة سيد المرسلين واقتفاء آثار السلف الصالحين وحشرنا وإياكم في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . [مجلة البحوث العدد 67ص 7-18]
15. فتاوى في الدعوة إلى الله بالقصص
سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان السؤال التالي :
 لقد ذكر السلف القصَّاص وذموهم فما هي طريقتهم وما موقفنا تجاههم ؟
فأجاب: حذَّر السلف – رحمهم الله- من القصَّاص لأنهم في الغالب يتوخون في كلامهم ما يؤثر على الناس من القصص والآثار التي لم تصح ولا يعتمدون على الدليل الصحيح ولا يعنون في تعليم الناس أحكام دينهم وأمور عقيدتهم لأنهم ليس عندهم فقه ويمثلهم في وقتنا الحاضر جماعة التبليغ بمنهجهم المعروف مع ما عندهم من تصوف وخرافة وكذلك هم في الغالب يعتمدون على نصوص الوعيد فيقنِّطون الناس من رحمة الله تعالى . (راجع كتاب الأجوبة المفيدة ص 109) .
وسئل حفظه الله - السؤال التالي :
اتخذ بعض الدعاة أسلوباً لهداية الشباب في هذا الوقت، وذلك بسرد قصص أصحاب المخدرات وأهل الفجور وعقوق الوالدين، وذلك أمام الكثير من الشباب لكي تكون سببا في توبتهم، فهل هذا الفعل سائغ؟ وهل كان عليه عمل السلف الصالح؟
فأجاب: أخشى أن يكون هذا من إشاعة الفاحشة إذا ذكر تعاطي المخدرات وعقوق الوالدين، يكفي أن تأتي بالنصوص في النهي عن عقوق الوالدين والوعيد على ذلك والأدلة على تحريم المسكرات والوعيد   عليها، والمخدرات أشد من المسكرات، وأنه لا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه وأن يتعاطى ما يضر بصحته "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما"، يكفي أن يؤتى له بالأدلة من الكتاب والسنة دون أن يؤتى بصور وقصص إما أن تكون مُختلَقة وليست بصحيحة وإما أنها واقعة ويكون ذكرها من باب إفشاء المنكر . راجع: (كتاب الأجوبة المهمة على المسائل المدلهمة رقم السؤال 155 رقم الصفحة 146) .





16. حكم العمليّات الانتحارية (وهي ما تسمى الاستشهادية)
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز السؤال التالي :
ما حكم من يُلَغِّم نفسه ليقتل بذلك مجموعة من اليهود ؟
فأجاب : الذي أرى قد نبّهنا غير مرة أن هذا لا يصلح لأنه قاتل نفسه والله يقول : (ولا تقتلوا أنفسكم) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قتل نفسه بشئ عُذّب به يوم القيامة) ، يسعى في هدايتهم وإذا شرع الجهاد جاهد مع المسلمين ، وإن قُتل فالحمد لله ، أما أنه يقتل نفسه يحط (أي يَضَع) اللغم في نفسه حتى يُقتل معهم هذا غلط لا يجوز أو يطعن نفسه معهم لا يجوز ، ولكن يجاهد حيث شرع الجهاد مع  المسلمين ، أما عمل أبناء فلسطين هذا غلط ما يصلح إنما الواجب عليهم الدعوة إلى الله والتعليم والإرشاد والنصيحة من دون هذا العمل.  (راجع شريط فتاوى العلماء في الجهاد) .

17. حكم المظاهرات
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - السؤال التالي :
هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة وهل من يموت فيها يعتبر شهيداً ؟
فأجاب : لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية ، المكاتبة ، والنصيحة ، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا ، والله المستعان .  [ راجع شريط  (فتاوى العلماء في طاعة ولاة الأمر)] .

18. تزكية أهل العلم للشيخ محمد أمان الجامي
في خطاب لسماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رقم 64 في 9/1/1418هـ قال عن الشيخ محمد أمان: { معروفٌ لديَّ بالعلم و الفضل و حسن العقيدة، و النشاط في الدعوة إلى الله سبحانه والتحذير من البدع و الخرافات غفر الله له و أسكنه فسيح جناته و أصلح ذريته وجمعنا وإياكم و إياه في دار كرامته إنه سميع قريب }.

وقال فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان في كتابه المؤرخ 3/3/1418هـ قائلاً: {الشيخ محمد أمان كما عرفته: إن المتعلمين وحملة الشهادات العليا المتنوعة كثيرون, و لكن قليلٌ منهم من يستفيد من علمه ويستفاد منه، و الشيخ محمد أمان الجامي هو من تلك القلة النادرة من العلماء الذين سخَّروا علمهم و جهدهم في نفع المسلمين و توجيههم بالدعوة إلى الله على بصيرة من خلال تدريسه في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف وفي جولاته في الأقطار الإسلامية الخارجية و تجواله في المملكة لإلقاء الدروس و المحاضرات في مختلف المناطق يدعو إلى التوحيد و ينشر العقيدة الصحيحة ويوجِّه شباب الأمة إلى منهج السلف الصالح ويحذِّرهم من المبادئ الهدامة و الدعوات المضللة. و من لم يعرفه شخصياً فليعرفه من خلال كتبه المفيدة وأشرطته العديدة التي تتضمن فيض ما يحمله من علم غزير و نفع كثير }. والله الهادي إلى سواء السبيل