بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

ما كان بين الصحابة وأهل بيت النبوة من الود والمحبة والولاء والرحمة



يخفى ما يتوهمه البعض من عداوة بين الصحابة وآل البيت رضي الله عن الجميع ، وأن الصحابة قد ظلموا أهل البيت ، وأن أهل البيت لا يحبون الصحابة بسبب ذلك .
 لكن ثبت في كتب الشيعة المعتبرة ما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ما كان بين الصحابة وأهل بيت النبوة هو علاقة عنوانها الود والمحبة والولاء والرحمة تحقيقاً لقوله تعالى { أشداء على الكفار رحماء بينهم } .
 وسنقتصر في إثبات هذه الحقيقة على ما أوردته كتب الشيعة المعتمدة عندهم.
 فأئمة أهل البيت مدحوا الصحابة جملة ، كما في كتاب نهج البلاغة (143) وهو من الكتب المعتبرة عند الشيعة ، وكتاب الإرشاد للمفيد (126) أن الإمام الأول عند الشيعة علي رضي الله عنه مدح الصحابة قائلاً : لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم ، فما أرى أحداً يشبههم منكم! لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم! كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم! إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفاً من العقاب، ورجاء للثواب" .
 ومدح المهاجرين في جوابه لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بقوله: فاز أهل السبق بسبقهم، وذهب المهاجرون الأولون بفضلهم (نهج البلاغة 383).كما مدح الأنصار من أصحاب محمد عليه السلام بقوله هم والله ربوا الإسلام كما يربي الفلو ..." وهذا النص وما سبقه موجود في كتاب نهج البلاغة (557).
 وروى المجلسي الذي يسمى "خاتمة المجتهدين" و"إمام الأئمة في المتأخرين"، رواية وصفها أنها "موثوقة" في كتابه " حياة القلوب " عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لأصحابه: أوصيكم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، لا تسبوهم، فإنهم أصحاب نبيكم، وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا في الدين شيئاً، ولم يوقروا صاحب بدعة، نعم! أوصاني رسول الله صلى الله عليه و سلم في هؤلاء" . (حياة القلوب للمجلسي2 /621).
 وكان علي بن الحسين (زين العابدين) يدعو للصحابة بقوله : فاذكرهم منك بمغفرة ورضوان اللهم وأصحاب محمد خاصة، الذين أحسنوا الصحابة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكاتفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الحق عليك، وكانوا من ذلك لك وإليك، واشكرهم على هجرتهم فيك ديارهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثرة في اعتزاز دينك إلى أقله، اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان } خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحروا جهتهم، لو مضوا إلى شاكلتهم لم يثنهم ريب في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفوِ آثارهم والائتمام بهداية منارهم مكانفين وموازرين لهم، يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يتفقون عليهم، ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم" (صحيفة زين العابدين 13).
 وقال الإمام الحادي عشر الحسن العسكري في تفسيره (65): إن كليم الله موسى سأل ربه هل في أصحاب الأنبياء أكرم عندك من صحابتي؟ قال الله: يا موسى! أما عملت أن فضل صحابة محمد صلى الله عليه و سلم على جميع صحابة المرسلين كفضل محمد صلى الله عليه و سلم على جميع المرسلين والنبيين" .
 وقال أيضاً "إن رجلاً ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين أو واحداً منهم يعذبه الله عذاباً لو قسم على مثل عدد خلق الله لأهلكهم أجمعين" (تفسير الحسن العسكري 196).
 وأورد العياشي في تفسيره (1 /109) رواية عن الإمام محمد الباقر تنفي ما يدعيه الشيعة من وقوع أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في النفاق ، وتثبت لهم الإيمان ومحبة الله عز وجل ، وهذه الرواية أوردها العياشي والبحراني عن سلام قال: كنت عند أبي جعفر، فدخل عليه حمران بن أعين، فسأله عن أشياء، فلما هم حمران بالقيام قال لأبي جعفر عليه السلام: أخبرك أطال الله بقاك وأمتعنا بك، إنا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا، وتسلوا أنفسنا عن الدنيا، وتهون علينا مافي أيدي الناس من هذه الأموال، ثم نخرج من عندك، فإذا صرنا مع الناس والتجار أحببنا الدنيا؟ قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: إنما هي القلوب مرة يصعب عليها الأمر ومرة يسهل، ثم قال أبو جعفر: أما إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا: يا رسول الله نخاف علينا النفاق، قال: فقال لهم: ولم تخافون ذلك؟ قالوا: إنا إذا كنا عندك فذكرتنا روعنا، ووجلنا، نسينا الدنيا وزهدنا فيها حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك، ودخلنا هذه البيوت، وشممنا الأولاد، ورأينا العيال والأهل والمال، يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك، وحتى كأنا لم نكن على شيء، أفتخاف علينا أن يكون هذا النفاق؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم: كلا، هذا من خطوات الشيطان... .
 وفي كتاب الخصال للقمي (ص640 ) أن الإمام جعفر الصادق كان يقول: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم اثني عشر ألفا، ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجئ ولا حروري ولا معتزلي، ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير" .
 بل إن علياً رضي الله عنه شهد أن الشيخين هما أفضل الأمة بعد نبيها كما في كتاب الشافي (2/428 ) أنه قال : ( إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر).
 وورد في كتاب "عيون أخبار الرضا" لابن بابويه القمي (1/313أن علياً رضي الله عنه روى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: ( إن أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر) .

 وذكر الكليني في كتاب "الروضة من الكافي" ، أن جعفر بن محمد - الإمام السادس المعصوم لدى الشيعة - لم يكن يتولاهما فحسب، بل كان يأمر أتباعه بولايتهما أيضاً . دخلت عليه امرأة فسألته عنهما (أي أبى بكر وعمر) فقال لها : توليهما، قالت : فأقول لربي إذا لقيته: إنك أمرتني بولايتهما؟ قال : نعم" (الروضة من الكافي 8 /101) .
 وجاء في كتاب كشف الغمة (2/174 ) أن رجلاً من أصحاب الباقر تعجب عندما وصف أبا بكر بالصديق!! فقال الرجل : أتصفه بذلك؟. فقال الباقر: نعم ، الصديق ، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولا في الآآخرة .
 الصديق وأهل البيت : تثبت الروايات المعتبرة من كتب الشيعة أنه لم يكن ثمة خلاف بين الصديق وبين أهل البيت في مسألة خلافة النبي ، وأن أهل البيت بايعوه كما بايعه غيرهم.
 فكان علي رضي الله عنه أحد المستشارين المقربين إليه، ويشير عليه بما يراه الأنفع والأصلح ، يصلي خلفه، ويعمل بأوامره، ويقضي بقضاياه، ويستدل بأحكامه ويستند، ثم ويسمي أبناءه بأسمائه حباً له وتيمناً باسمه وتودداً إليه.
 وفوق ذلك كله يصاهر أهل البيت به وبأولاده، ويتزوجون منهم ويزوجون بهم، ويتبادلون ما بينهم التحف والصلات، ويجري بينهم من المعاملات ما يجري بين الأقرباء المتحابين والأحباء المتقاربين ، وكل ذلك مما روته كتب الشيعة .
 فقد استدل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على صحة خلافته وانعقادها بصحة خلافة الخلفاء الثلاثة قبله ، كما في جوابه لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى . (نهج البلاغة" 366، 367).
 وقال: إنكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي، وإنما الخيار للناس قل أن يبايعوا، فإذا بايعوا فلا خيار . (ناسخ التواريخ 3 /2).
 وكتب إلى معاوية رضي الله عنه : وذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعواناً أيّدهم به، فكانوافيمنازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام كما زعمت ، وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق وخليفة الخليفة الفاروق، ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم، وإن المصائب بهما لجرح في الإسلام شديد يرحمهما الله، وجزاهم الله بأحسن ما عملا. ( نهج البلاغة ، شرح ابن ميثم البحراني 488) .
 وفي كتاب نهج البلاغة أيضاً ما يؤكد أن علياً كان يرى أحقية أبي بكر رضي الله عنه في الخلافة . فأورد شارحه ابن أبي الحديد رواية عن علي والزبير رضي الله عنهما أنهما قالا بعد مبايعتهما أبي بكر رضي الله عنه : ( وإنا لنرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار، وإنا لنعرف له سنه، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصلاة بالناس وهو حي) . (شرح نهج البلاغة لأبي أبي الحديد 1 /132).
 وكان من حب أهل البيت للصديق أنهم سموا أبنائهم باسمه.
 فأولهم علي بن أبي طالب حيث سمى أحد أبناءه بأبي بكر كما يذكر المفيد في كتاب الإرشاد(ص186) تحت عنوان "ذكر أولاد أمير المؤمنين وعددهم وأسماءهم ومختصر من أخبارهم": محمد الأصغر المكنى بأبي بكر وعبيد الله، الشهيدان مع أخيهما الحسين " .
 وهل هذا إلا دليل حب ومؤاخاة وإعظام وتقدير من عليّ للصديق رضي الله عنهما؟ .
 وسمى الحسن بن علي أحد أبنائه بهذا الاسم كما ذكر ذلك اليعقوبي في تاريخه (2/228) فقال : "وكان للحسن من الولد ثمانية ذكور وهم الحسن بن الحسن وأمه خولة …… وأبو بكر وعبد الرحمن لأمهات أولاد شتى وطلحة وعبيد الله" .
 ويذكر الأصفهاني في كتاب مقاتل الطالبيين (87 ): "أن أبا بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب كان ممن قتل في كربلاء مع الحسين قتله عقبة الغنوي".
 وجاء في كشف الغمة (2/74): "إن زين العابدين بن الحسن كان يكنى بأبي بكر أيضاً".
 والحسين بن علي أيضاً سمى أحد أبنائه باسم الصديق كما يذكر المؤرخ الشيعي المشهور بالمسعودي في "التنبيه والإشراف(263)" عند ذكر المقتولين مع الحسين في كربلاء.
 وأيضاً حسن بن الحسن بن علي، حفيد علي بن أبي طالب ، سمى أحد أبنائه أبا بكر كما رواه الأصفهاني.
 وسمى موسى بن جعفر الملقب بالكاظم أيضاً أحد أبنائه بأبي بكر.
 وقال الأصفهاني : إن ابنه علي بن موسى هو أيضاً كان يكنى بأبي بكر، ويروى عن عيسى بن مهران عن أبي الصلت الهروي أنه قال: سألني المأمون يوماً عن مسألة، فقلت: قال فيها أبو بكرنا، قال عيسى بن مهران: قلت لأبي الصلت: من أبو بكركم؟ فقال: علي بن موسى الرضا كان يكنى بها وأمه أم ولد" . (انظر مقاتل الطالبيين 561، 562).
 والجدير بالذكر أن موسى الكاظم قد سمى أحد بناته أيضاً باسم بنت الصديق "عائشة " كما ذكر ذلك المفيد في الإرشاد(303 )، وفي كتاب الفصول المهمة (242)، وكشف الغمة ( 2 /237) .
 كما أن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سمى إحدى بناته، عائشة . كما في كشف الغمة2 /90 ) .
 الفاروق وأهل البيت :
 وكان الفاروق رضي الله عنه محبوباً إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه و سلم .
 يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنهوهو يذكر الفاروق وولايته :( ووليهم وال، فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه).(نهج البلاغة 557).
 وقال الميثم البحراني الشيعي، وكذلك الدنبلي في شرح هذا الكلام: (إن الوالي عمر بن الخطاب، وضربه بجرانه كناية بالوصف المستعار عن استقراره وتمكنه كتمكن العير البارك من الأرض) . (شرح نهج البلاغة" لابن الميثم 5 /463، والدرة النجفية" 394) .
 وقال ابن أبي الحديد:(وهذا الوالي هو عمر بن الخطاب، وهذا الكلام من خطبة خطبها في أيام خلافته ـــ قلت : أي ليس هناك حاجة لأن يقولها تقيةــ طويلة يذكر فيها قربه من النبي صلى الله عليه و سلم واختصاصه له، وإفضائه بأسراره إليه).(شرح نهج البلاغة 4 /519).
 فهل هناك أوضح من هذا الاعتراف من علي رضي الله عنه بأن الدين قد استقر في عهد عمر رضي الله عنه ؟!!.
 وروى المجلسي في بحار الأنوار عن محمد الباقر أن النبي صلى الله عليه و سلم "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب.
 وكان علي مستشاراً لعمر رضي الله عنه : فقد استشاره في الخروج إلى غزو الروم فقال له:( إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك، فتلقهم فتنكب، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم. ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجلاً مجرباً، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهره الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى، كنت ردءاً للناس ومثابة للمسلمين) . ( نهج البلاغة 193) .
 فلو كان علي يرى أنه أحق بالخلافة من عمر أو كان يراه كافراً ، لما نصحه بقلب صادق مبدياً حرصه على سلامته !!.
 ولما استشار عمر علياً في الشخوص لقتال الفرس بنفسه منعه أيضاً كما في كتاب نهج البلاغة ( 203، 204 ) .
 وأكثر من ذلك أن عمر بن الخطاب كان ينيب علياً عنه في إمرة المسلمين فعندما شخص إلى الشام استخلفه مكانه ، كما في كتاب نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد 2 /370) .
 لو كان علي يتطلع إلى الخلافة أو يرى أنه أحق بها من عمر ، لاستغل ذلك وعزل عمر واسترد حقه ، ولكنه رضي الله عنه لم يفعل مؤكداً أنه لا حق له بالخلافة .
 ولأجل المحبة والعلاقة الحميمة بين علي وعمر رضي الله عنهما زوجه ابنته أم كلثوم .وقد أقر بهذا الزواج كافة أهل التاريخ والأنساب وجميع محدثي الشيعة وأصحاب الصحاح الأربعة الشيعية وأبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني في الكافي . واستدل بهذا الزواج فقهاء الشيعة على أنه يجوز نكاح الهاشمية من غير الهاشمي.
 وكان علي رضي الله عنه يسير سيرة عمر رضي الله عنه كما في كتاب الأخبار الطوال (ص152) أن علياً لما قدم الكوفة (قيل له: يا أمير المؤمنين! أتنزل القصر؟ قال: لا حاجة لي في نزوله، لأن عمر بن الخطاب كان يبغضه، ولكني نازل الرحبة). (الأخبار الطوال" لأحمد بن داوود الدينوري 152) .
 وكذلك لما كُلَّمفي رد فدك أبى أن يعمل خلاف ما فعله عمر، قائلاً: إني لأستحي من الله أن أردّ شيئاً منع منه أبو بكر، وأمضاه عمر . (كتاب الشافي في الإمامة 213) .
 وثمة رواية تبين بكل وضوح موقف علي من خلافة عمر . ورد في كتاب "الآثار" ونهج البلاغة أن الفاروق لما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي الفارسي دخل عليه ابنا عم رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم فقال ابن عباس: فسمعنا صوت أم كلثوم (بنت علي رضي الله عنه) : واعمراه، وكان معها نسوة يبكين فارتج البيت بكاء، فقال عمر: ويل أم عمر إن الله لم يغفر له، قال ابن عباس : فقلت: والله! إني لأرجو أن لا تراها إلا مقدار ما قال الله تعالى {وإن منكم إلا واردها } إن كنت ما علمنا لأمير المؤمنين وسيد المسلمين تقضي بالكتاب وتقسم بالسوية، فأعجبه قولي، فاستوى جالساً فقال: أتشهد لي بهذا يا ابن عباس؟ فكعكعتُ أي جبنت، فضرب عليّ عليه السلام بين كتفي وقال: اشهد، وفى رواية لم تجزع يا أمير المؤمنين؟ فوالله لقد كان إسلامك عزاً، وإمارتك فخراً، ولقد ملأت الأرض عدلاً، فقال: أتشهد لي بذلك يا ابن عباس! قال: فكأنه كره الشهادة فتوقف، فقال له علي عليه السلام: قل: نعم، وأنا معك، فقال:نعم). (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 /146، وكتاب الآثار 207) .
 بل إن علياً رضي الله عنه كان يتمنى أن يلقى الله بمثل عمل عمر رضي الله عنه . فروى السيد مرتضى وأبو جعفر الطوسي وابن بابويه وابن أبي الحديد:( لما غسل عمر وكفن دخل علي عليه السلام فقال: ما على الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى (أي المكفون) بين أظهركم ) .(كتاب الشافي" لعلم الهدى 171، وتلخيص الشافي للطوسي 2 /428 ، ومعاني الأخبار للصدوق 117 ) .
 وثبت في كتب الشيعة المعتمدة أن أهل البيت سموا أبناءهم باسم الفاروق عمر رضي الله عنه .
 وأول من فعل ذلك علي رضي الله عنه ، فقد سمى ابنه من أم حبيب بنت ربيعة البكرية - التي منحها له أبو بكر رضي الله عنه- : عمر، كما ذكر ذلك اليعقوبي (2/213 ) والمفيد (176).
 وذكر المجلسي في جلاء العيون" (570 ) أن عمر بن علي كان من الذين قتلوا مع الحسين في كربلاء.
 وتبع الحسن أباه في حب عمر فسمى أحد أبنائه عمر أيضاً.كما في كتاب عمدة الطالب (ص81 ) ومنتهى الآمال (1/240) والفصول المهمة (ص166) .واستشهد مع الحسين بكربلاء ، كما ذكر المجلسي في جلاء العيون (ص 582) .
 والحسين رضي الله عنه أيضاً سمى أحد أبنائه باسم عمر وكان ممن قتل معه في كربلاء أيضاً ، والنص للمجلسي أيضاً (جلاء العيون 582). كما أن عليَّ بن الحسين (زين العابدين ) قد سمى أحد أبنائه:عمر، كما قال المفيد في الإرشاد (261 ) وكما ورد في كتاب كشف الغمة 2 /105) ومنتهى الآمال( 2 /43 ) .
 وكذلك موسى بن جعفر الملقب بالكاظم - الإمام السابع - سمى أحد أبنائه : عمر ؛ كما ذكر الأربلي في كشف الغمة (216 ).
 أما ذو النورين فقد مدحه عليٌّ بقوله :( وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب بأولى بالعمل منك، وأنت أقرب إلى رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وشيجة رحم منهما، وقد نلت من صهره ما لم ينالا) . وهذا النص من كتاب نهج البلاغة (234) .
 ومدحه جعفر الصادق بقوله ـ كما في الكافي ـ : ( ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن علياً صلوات الله عليه وشيعته هم الفائزون، قال: وينادي مناد آخر النهار ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون).(الكافي في الفروع 8 /209) .
 وكان علي يرى صحة إمامة وخلافته لاجتماع المهاجرين والأنصار عليه، وكان أحد الستة الذين عينهم الفاروق ليختار منهم خليفة المسلمين وأمير المؤمنين، ولما بايعه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بعد ما استشار أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار، ورأى بأنهم لا يريدون غير عثمان بن عفان رضي الله عنه بايعه أول من بايعه، ثم تبعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما في كتاب الأمالي للطوسي أنه قال: لما قتل (يعني الفاروق) جعلني سادس ستة، فدخلت حيث أدخلني، وكرهت أن أفرق جماعة المسلمين وأشق عصاهم فبايعوا عثمان فبايعته" (الأمالي للطوسي 18 /121).
 وكان من المخلصين الأوفياء لعثمان ناصحاً مستشاراً، وقد بوب محدثو الشيعة ومؤرخوها أبواباً مستقلة ذكروا فيها أقضية علي في خلافة ذي النورين رضي الله عنهم أجمعين.كما في كتاب "الإرشاد" للمفيد حيث بوب باب "قضايا علي في زمن إمارة عثمان"
 روى الكليني عن أبي جعفر محمد الباقر أنه قال :( إن الوليد بن عقبة حين شهد عليه بشرب الخمر قال عثمان لعلي عليه السلام : اقض بينه وبين هؤلاء الذين زعموا أنه شرب الخمر ، فأمر علي عليه السلام فجلد بسوط له شعبتان أربعين جلدة).(الكافي 7 /215 ) .
 وذكر اليعقوبي(أن الوليد لما قدم على عثمان، قال : من يضربه؟ فاحجم الناس لقرابته وكان أخا عثمان لأمه، فقام عليّ فضربه). (تاريخ اليعقوبي 2/165) .
 ولا يكون هذا الفعل والعمل إلا ممن يقرّ لعثمان بصحة خلافته وبالتال صحة الأقضية التي كان يقضيها .
 ولما حوصر عثمان من قبل البغاة، أرسل عليّ ابنيه الحسن والحسين وقال لهما : اذهبا بسيفكما حتى تقوما على باب عثمان فلا تدعا أحداً يصل إليه.كما في "أنساب الأشراف" للبلاذري(5 /68، 69).
 وقام رضي الله عنه أول الأمر بنفسه في الدفاع عن عثمان . كما ورد في كتاب جاء في نهج البلاغة أنه "حضر هو بنفسه مراراً، وطرد الناس عنه، وأنفذ إليه ولديه وابن أخيه عبد الله بن جعفر". (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 10 /581) .
 ولما منع البغاة عنه الماء قال لهم :أيها الناس! إن الذي تفعلون لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين، إن الفارس والروم لتأسر فتطعم فتسقي، فوالله لا تقطعوا الماء عن الرجل، وبعث إليه بثلاث قرب مملوءة ماء مع فتية من بني هاشم" . (ناسخ التواريخ 2 /531، وأنساب الأشراف، للبلاذري 5 / 69) .
 ونقل المسعودي في "مروج الذهب "وهو من كبار المؤرخين الشيعة وشيخهم وعمادهم، أنه لما قتل عثمان رضي الله عنه " بلغ ذلك علياً وطلحة والزبير وسعداً وغيرهم من المهاجرين والأنصار، فاسترجع القوم، ودخل علي الدار، وهو كالواله الحزين وقال لابنيه : كيف قتل أمير المؤمنين وأنتما على الباب؟ ولطم الحسن وضرب صدر الحسين، وشتم محمد بن طلحة، ولعن عبد الله بن الزبير" (مروج الذهب للمسعودي 2 /344) .
 وصلى عليه الحسن بن علي كما يذكر ابن أبي الحديد: "فخرج به ناس يسير من أهله ومعهم الحسن بن علي وابن الزبير وأبو جهم بن حذيفة بين المغرب والعشاء، فأتوا به حائطاً من حيطان المدينة يعرف بحش كوكب وهو خارج البقيع فصلوا عليه" (شرح النهج لابن أبي الحديد الشيعي 1 / 198) .
 وكان من حب أهل البيت لعثمان رضي الله عنه أنهم زوجوا بناتهم من أبنائه وسموا أبناءهم باسمه ، فقد ذكر المفيد في الإرشاد (186 ) أن واحداً من أبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان اسمه عثمان، وقتل مع أخيه الحسين بكربلاء.كما في مقاتل الطالبيين(83) ، وعمدة الطالب (356) وتاريخ اليعقوبي (2 /213) .


 محبة الصحابة لأهل البيت
 وكان الصحابة يبادلون أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم نفس الحب وينزلونهم المكانة اللائقة بهم ، وحفظوا فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قالها يوم غدير خم " أذكركم الله في أهل بيتي " رواه مسلم.
 قال الصدّيق رضي الله عنه : ( والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحبُ إليّ أن أصل من قرابتي ). رواه البخاري ومسلم. وروى البخاريُّ في صحيحه أيضاً عن ابن عمر، عن أبي بكر رضي الله عنه قال: ارقُبُوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته.
 وعن عُقبة بن الحارث رضي الله عنه قال: صلَّى أبو بكر رضي الله عنه العصرَ، ثم خرج يَمشي، فرأى الحسنَ يلعبُ مع الصِّبيان، فحمله على عاتقه، وقال : بأبي شبيهٌ بالنبي لا بعلي وعليٌّ يضحك.رواه البخاري.
 قال الحافظ في شرحه: قوله: (بأبي): فيه حذفٌ تقديره أفديه بأبي .
 وفي كتاب اقتضاء الصراط المستقيم (1/446) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أنَّ عمر بنَ الخطاب رضي الله عنه لَمَّا وضع ديوان العَطاءِ كتب الناسَ على قَدْرِ أنسابِهم، فبدأ بأقربِهم فأقربهم نسباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا انقضت العربُ ذكر العَجَم، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين، وسائر الخلفاء من بَنِي أُميَّة ووَلَدِ العباس إلى أن تغيَّر الأمرُ بعد ذلك
 وقال أيضاً (1/453): إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين وضع الديوان، قالوا له: يبدأ أميرُ المؤمنين بنفسِه، فقال: لا! ولكن ضَعُوا عمر حيث وضعه الله، فبدأ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ مَن يليهِم، حتى جاءت نوْبَتُه في بَنِي عديٍّ، وهم متأخِّرون عن أكثر بطون قريش.
 ومن صور إكرام عمر وتقديره لأهل البيت ما ذكره ابن أبي الحديد عن يحيى بن سعيد أنه قال : ( أمر عمرُ الحسينَ بن علي أن يأتيه في بعض الحاجة فلقي الحسين عليه السلام عبد الله بن عمر فسأله من أين جاء؟ قال : استأذنت على أبي فلم يأذن لي فرجع الحسين ، ولقيه عمر من الغد، فقال : ما منعك أن تأتيني؟ قال: قد أتيتك، ولكن أخبرني ابنك عبد الله أنه لم يؤذن له عليك فرجعت، فقال عمر : وأنت عندي مثله؟ وهل أنبت الشعر على الرأس غيركم . ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 /110).
 وكان عمر رضي الله عنه يقول: عيادة بني هاشم سنة، وزيارتهم نافلة . وهذا النص ذكره الطوسي في كتاب الأمالي (2 /345).
 ونقل الطوسي والصدوق أن عمر لم يكن يستمع إلى أحد يطعن في علي بن أبي طالب ولم يكن يتحمله، ومرة "وقع رجل في علىّ عليه السلام بمحضر من عمر، فقال : تعرف صاحب هذا القبر؟ - يعني النبي صلى الله عليه و سلم - ؟. لا تذكر علياً إلا بخير، فإنك إن آذيته آذيت هذا في قبره " . (الآمالي للطوسي 2 /46، ومثله ورد في مناقب لابن شهر آشوب 2 /154 ) .
 وكان عثمان يهدي للحسن والحسين رضي الله عنهما الغنائم والهدايا كما كان يبعث إليهم الجواري والخدم.
 نقل المامقاني عن الرضا - الإمام الثامن - أنه قال : إن عبد الله بن عامر بن كريز لما افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجرد ابن شهريار ملك الأعاجم، فبعث بهما إلى عثمان بن عفان فوهب إحداهما للحسن والأخرى للحسين فماتتا عندهما نفساوين" . (تنقيح المقال في علم الرجال للمقامقاني 3 / 80).
 وكان يكرمهما ويحبهما. ذكر الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية: أنّ الحسن بن علي دخل على معاوية بن أبي سفيان في مجلسه، فقال له معاوية: مرحباً وأهلاً بابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأمر له بثلاثمائة ألف.
 وأورد أيضاً أنّ الحسن والحسين رضي الله عنهما وفدا على معاوية رضي الله عنه فأجازهما بمائتي ألف ، وقال لهما: ما أجاز بهما أحدٌ قبلي ، فقال الحسين: ولم تعط أحداً أفضل منا.

 أهل السنة يتقربون إلى الله بحب أهل البيت والترضي عنهم والثناء عليهم .
 فهم يحبون علي بن أبي طالب ويحبون الحسنين وفاطمة، وعلي بن الحسين الملقب بزين العابدين، ومحمد بن علي الملقب بالباقر وجعفر الصادق وزيد بن علي.
 وقد نقلنا طرفاً من أقوال الخلفاء الراشدين الثلاثة في علي وذريته ، وننقل هنا ما ثبت في السنة في فضلهم وما ذكره علماء الجرح والتعديل في تعديلهم والثناء عليهم :
 روى البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : " لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها . قال: فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال : أين علي ابن أبي طالب ؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال : فأرسلوا إليه فأتى به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له ، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية . فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم.
 وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في علي بن أبي طالب:(من كنت مولاه فعليّ مولاه ).رواه الترمذي من حديث زيد بن أرقم. وجاء عن ستة من الصحابة: ( من كنت وليّه فعليّ وليّه ) .
 وليس في هذا الحديث أن عليًا أحق بالخلافة، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يوص بالخلافة، وإنما أشار إشارات في أبي بكر الصديق وهو حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (ادعي لي أباك وأخاك، حتّى أكتب كتابًا، فإنّي أخاف أن يتمنّى متمنّ ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلاّ أبا بكر).
 ويقول الإمام الشافعي والطحاوي رحمهما الله: إن الحديث لا يدل على أن عليًا أحق بالخلافة، وإنما هو ولاء الإسلام كقوله تعالى: { إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون }، وكقوله تعالى: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } فإن قال قائل: فلم خصّ علي؟. فالجواب: أن خصوصية علي دليل على منْزلته الرفيعة.ففرق بين علو المنْزلة، وبين الاستحقاق للخلافة
 ثانياً : فاطمة رضي الله عنها :روى البخاري رحمه الله تعالى في" باب مناقب فاطمة رضي الله عنها"عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ".
 وفي مسند الإمام أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: ( مرحبًا بابنتي ) ثمّ أجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثمّ إنّه أسرّ إليها حديثًا فبكت، فقلت لها: استخصّك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثه ثمّ تبكين؟! ثمّ إنّه أسرّ إليها حديثًا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن ، فسألتها عمّا قال ، فقالت : ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. حتّى إذا قبض النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم سألتها فقالت: إنّه أسرّ إليّ فقال: " إنّ جبريل عليه السّلام كان يعارضني بالقرآن في كلّ عام مرّةً ، وإنّه عارضني به العام مرّتين ، ولا أراه إلاّ قد حضر أجلي ، وإنّك أوّل أهل بيتي لحوقًا بي ، ونعم السّلف أنا لك" فبكيتُ لذلك ، ثمّ قال :" ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأمّة ، أو نساء المؤمنين"؟ قالت: فضحكتُ لذلك.
 وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " فاطمة بضعة منّي يغضبني ما يغضبها، ويريبني ما أرابها ". رواه البخاري من حديث مسور بن مخرمة.
 ثالثاُ : الحسن والحسين رضي الله عنهما :روى الترمذي بإسناده إلى البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر حسناً وحسيناً فقال : " اللهم إني أحبهما فأحبهما " وصححه الألباني .
 وروى أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " .
 وفي صحيح البخاري : أن رجلاً سأل ابن عمر عن دم البعوض إذا قتله الشخص وهو محرم فأصابه الدم فقال: ممّن أنت، فقال: من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسمعت النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( هما ريحانتاي من الدّنيا).
 وفي صحيح البخاري أيضاً من حديث البراء رضي الله عنه قال: رأيت النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم والحسن بن عليّ على عاتقه يقول: ( اللّهمّ إنّي أحبّه فأحبّه ).
 هذا غيض من فيض مما ورد في مناقبهم رضي الله عنهم ... فقد أفرد الإمام البخاري-رحمه الله-في صحيحه أبواباً لذكر فضـائل ومناقب آل البيت،منها على سبيل المثال:"باب منـاقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبا الحسـن رضي الله عنه"/ "باب منـاقب جعفر بن أبي طالب الهاشمي رضي الله عنه"./ "باب منـاقب قرابة رســول الله "./ باب منقبة فاطمة عليهـ السـلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم.
 كما أفرد الإمام مسم رحمه الله في كتـبه الصحيح أبواباً منها:"فضائل الحسـن والحُسين رضي الله عنهما"./ "فضائل أهل بيت النبي "/"فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام"./ "من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه"./ "فضائل عبد الله بن جعفر رضي الله عنه .
 وأفرد الإمام الترمذي رحمه الله أبواباً في جامعِهِ في ذِكرِ فضائل آل البيت عليهم السلام،منها:"بـاب منـاقب علي بن أبي طـالب رضي الله عنه،ولهُ كُنيَتان أبو تراب وأبو الحسن"./ "باب قول الأنصار:كُنـا نعرف المُنافقين ببغضهم علي بن أبي طالب"./ "بـاب مناقب أبي الفضـل عُمُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو العباس بن عبد المُطلب رضي الله عنه"./ "باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه"./ "باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما".
 رابعاً : علي بن الحسين ( زين العابدين ) رحمه الله تعالى :قال عنه يحي بن سعيد: " هو أفضل هاشمي رأيته في المدينة " . (الحلية /138).وقال الزهري : " لم أر هاشمياً أفضل من علي بن الحسين. (الحلية 3/141وتهذيب التهذيب 7/305).وقال محمد بن سعد : " كان ثقة مأموناً كثير الحديث عالياً رفيعاً ورعاً. (الطبقات الكبرى 5/222).
 خامساً : محمد بن علي ( الباقر ) رحمه الله تعالى . قال عنه ابن سعد : كان كثير العلم والحديث . (الطبقات الكبرى 5/324).وقال الصفدي : هو أحد من جمع العلم والفقه والديانة.( الوافي بالوفيات4/102).وقد اتفق الحفاظ على الاحتجاج به كما نص على ذلك الذهبي . (سير أعلام النبلاء 4/413).
 سادساً : جعفر بن محمد ( الصادق ) رحمه الله تعالى . قال عنه أبو حنيفة : ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد . (تذكرة الحفاظ 1/166).
 وقال الذهبي رحمه الله: ",,, وكان من جلَّة علماء المدينة، وحدَّث عنه جماعة من الأئمة،منهم أبو حنيفة ومالك وغيرهما.
 وقال أيضاً في "السير" (6/255): "وكان يغضب من الرافضة، ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر ظاهراًً وباطناًً، هذا لا ريب فيه .
 سابعاً : موسى بن جعفر ( الكاظم ) رحمه الله تعالى :قال فيه أبو حاتم الرازي: " ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين . (الجرح والتعديل 4/139). وقال شيخ الاسلام ابن تيمية : " وموسى بن جعفر مشهود له بالعبادة والنسك . (منهاج السنة 4/57).وقال الذهبي : كان موسى من أجواد الحكماء ومن العباد الأتقياء . (ميزان الاعتدال 4/202).
 ثامناً : علي بن موسى ( الرضا ) رحمه الله تعالى . قال عنه الذهبي: " كان من العلم والدين والسؤدد بمكان . (السير للذهبي (9/387).
 تاسعاً : محمد بن علي ( الجواد ) رحمه الله تعالى . قال ابن تيمية : كان يعد من أعيان بني هاشم وهو معروف بالسخاء والسؤدد. (منهاج السنة 4/68) .

 طائفة من أقوال العلماء في بيان عقيدة أهل السنة في أهل البيت :
 قال الإمام الحسن بن علي البربهاري في (شرح السنة): (واعرف لبني هاشم فضلهم ، لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتعرَّف فضل قريش والعرب ، وجميع الأفخاذ ، فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام ، ومولى القوم منهم ، وتعرف لسائر الناس حقهم في الإسلام ، واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم ، وآل الرسول فلا تنساهم ، واعرف فضلهم وكراماتهم).
 وقال عمر بن عبد العزيز كما في طبقات ابن سعد (5/333)، أنه قال لفاطمة بنت علي بن أبي طالب : يا ابنة علي! والله ما على ظهر الأرض أهلُ بيت أحبُّ إليَّ منكم، ولأَنتم أحبُّ إليَّ مِن أهل بيتِي.
 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ولا ريب أنّ لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم حقاً على الأمة لا يشركهم فيه غيرهم ، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش ، كما أنّ قريشاً يستحقون المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل).
 قال ابن حجر في فتح الباري (3/11) في حديث في إسنادِه علي بن حسين، عن حسين بن علي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، قال: وهذا من أصحِّ الأسانيد، ومن أشرف التراجم الواردةِ فيمَن روى عن أبيه، عن جدِّه.
 أمَّا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فقد سمى أولاده بأسماء أهل البيت فمن أولاده : علي وحسن وحسين وفاطمة، وهذا يدلُّ على مَحبَّته لأهل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وتقديره لهم، وقد تكرَّرت هذه الأسماء في أحفادِه.
 وقال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي في كتابه التنبيهات اللطيفة ( فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجبة من وجوه ، منها:
 إسلامهم وفضلهم وسوابقهم.ولما خصهم الله به من قرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم واتصالهم بنسبه. ولحثه على حبهم .
 قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية: (ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحبونهم للإيمان ، وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يكرهونهم أبدا) .
 فأهل السنة يعتقدون بأن حب آل البيت والصحابة فرض،لا يستقيم إسلام أحد إلا بحبهم،ورفض من يرفضهم من الناصبة والرافضة.
 وقال الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله- في وسطية أهل السنة في آل البيت والصحابة بين الرافضة والنواصب:"موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة وأهل البيت،موقف الاعتدال والوسط بين الإفراط والتفريط والغلو والجفاء.يتولون جميع المؤمنين لا سيما السابقين الأولين من المهاجرين والأنصــار،والذين اتبعوهم بإحســان.ويتولون أهل البيت،ويعرفون قدر الصحابة وفضلهم ومنزلتهم،ويرعون حقوق أهل البيت التي شرعها الله لهم.ويتبرءون من طريقة الروافض الذين يسبّون الصحابة ويطعنون فيهم،ويغلون في حق علي بن أبي طالب وأهل البيت.ومن طريقة النواصب الذين ينصبون العداوة لأهل البيت ويكفرونهم ويطعنون فيهم".
منقول

الشيعة وأكذوبة محبة أهل البيت



الشيعة وأكذوبة محبة أهل البيت

ونقل الصدوق عن الرضا عليهم السلام في قوله تعالى : ( وإذ تقول للذي انعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتقي الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) " الأحزاب : 37" ,

قال الرضا مفسر هذه الآية .

(إن رسول الله صلى الله عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده , فرأى امرأته زينب تغتسل فقال لها : سبحان الذي خلقك ) {عيون أخبار الرضا ص 113} .

فنقول لهم هل ينظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي إمرأة رجل مسلم ويشتهيها ويعجب بها ثم يقول لها سبحان الذي خلقك ؟! أليس هذا طعنا برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!

وعن أمير المؤمنين أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر قال : ( فجلست بينه وبين عائشة , فقالت عائشة : ما وجدت إلا فخدي و فخد رسول الله ؟ فقال: مه يا عائشة ) {البرهان في تفسير القران 4/225}.

وجاء مرة أخرى فلم يجد مكانا فأشار إليه رسول الله : ههنا –يعني خلفه – وعائشة قائمة خلفه وعليها كساء : فجاء علي رضي الله عنه فقعد بين رسول الله وبين عائشة , فقالت وهي غاضبة: (ما وجدت لإشتك – دبرك أو مرخرتك – موضعا غير حجري ؟ فغضب رسول الله قال : يا حميراء لا تؤذيني في أخي ) {كتاب سليم بن قيس ص 179} .

وروى المجلسي أن أمير المؤمنين قال : ( سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , وليس له خادم غيري , وكان معه لحاف ليس غيره , ومعه عائشة , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثة لحاف غيره , فإذا قام إلي الصلاة – صلاة الليل – يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا ) {بحار الأنوار40/2} .

نقول قبحكم الله تدعون محبة رسول الله وآل بيته رضوان الله عليهم أجمعين وتطعنون فيهم وأي محبة هذه بل والله الذي لا إله إلا هو انه لبغض كبير تحبونهم قبحكم الله والله إنكم أول الفائزين والمسارعين إلي الكذب .

يا رافضةهل يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجلس علي في حجر عائشة امرأته ؟ ألا يغار رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأته وشريكة حياته إذا تركها في فراش واحد مع ابن عمه الذي لا يعتبر من المحارم ؟ ثم كيف يرضى أمير المؤمنين ذلك لنفسه ؟! .

قال علي غروي أحد أكبر العلماء في الحوزة : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم لا بد أن يدخل فرجه النار , لأنه وطئ بعض المشركات.

يريد هذا الجاهل بقوله زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة وحفصة , وهذا كما معلون فيه إساءة إلي النبي صلى الله عليه وسلم , لأنه لو كان فرج رسول الله يدخل النار فلن يدخل الجنة أحد أبدا .

أكتفي بهذه الروايات الستة المتعلقة برسول الله صلى الله عليه وسلم لأنتقل إلي غيرها .

فقد أورد روايات في أمير المؤمنين رضي الله عنه هذه روايات بعضها .

1. عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( أتى عمر بامرأة تعلقت برجل من الأنصار كانت تهواه , فأخذت بيضه وصبت البياض على ثيابها وبين فخديها فقام علي فنظر بين فخديها فاتهمها ) {بحار الأنوار (4/303) } .

ونحن نتساءل هنا هل ينظر أمير المؤمنين بين فخدي امرأة أجنبيه ؟ وهل يعقل أن ينقل الأمام الصادق هذا الخبر ؟ وهل يقول هذا الكلام رجل أحب أهل البيت ؟

2. وعن أبي عبد الله عليهم السلام قال : قامت امرأة شنيعة إلي أمير المؤمنين وهو على المنبر فقالت : هذا قاتل الأحبة , فنظر إليها وقال لها :

( يا سلفع يا جريئة يا بذيئة يا مذكرة يا التي لا تحيض كما تحيض النساء يا التي على هنها شيء بين مدلي ) { البحار 41/293} .

فهل يتلفظ أمير المؤمنين بمثل هذا الكلام البذيء ؟ هل يخاطب امرأة بقوله : يا التي على هنها شيء بين مدلي ؟ وهل ينقل الصادق رضي الله عنه مثل هذا الكلام الباطل ؟ لو كانت هذه الروايات في كتب أهل السنة لأقمنا الدنيا ولم نقعدها , ولفضحناهم شرة فضيحة ولكنها في كتبنا نحن الشيعة !

3. وفي الإحتجاج للطبرسي أن فاطمة عليها السلام قالت لأمير المؤمنين عليه السلام : يا ابن أبي طالب ! ما اشتملت شيمة الجنين وقعدت حجرة الظنين .

4. وروى الطبرسي في الاحتجاج أيضا كيف أن عمر ومن معه اقتادوا أمير المؤمنين والحبل في عنقه وهم يجرونه جرا حتى انتهى به إلي أبي بكر ثم نادي بقوله : ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا أن يقتلوني !!!

ونحن نسألكم يا شيعة يا ترى أكان أمير المؤمنين جبانا إلي هذا الحد ؟؟؟ ( ننتظر إجاباتكم ) .

وانظروا وصفهم لأمير المؤمنين إذ قالت فاطمة عنه :

( إن نساء قرش تحدثني عنه أنه رجل دحداح البطن , طويل الذراعين ضخم الكراديس , أنزع , عظيم العنين , لمنكبه مشاشا كمشاش البعير , ضاحك السن لا مال له ) {تفسير القمي 2/336} .

وعن أبي إسحاق أنه قال :

( أدخلني أبي إلي المسجد يوم الجمعة فرفعني فرأيت عليا يخطب على المنبر شيخا , أصلع , ناتئ الجبهة , عريض ما بين المنكبين في عينه اطر غشاش – يعني : لين في عينيه - )

{مقاتل الطالبين }

فهل كانت هذه أوصاف أمير المؤمنين ؟!

ونكتفي بهذا القدر لننتقل إلي روايات تتعلق بفاطمة رضي الله عنها .

1.روى أبو جعفر الكليني في " أصول الكافي " أن فاطمة أخذت بتلابيب عمر فجذبته إليها , وفي كتاب سليم بن قيس : أنها تقدمت إلي ابي بكر وعمر في قضية فدك وتشاجرت معهما , وتكلمت في وسط الناس وصاحت وجمع الناس لها {ص253} .

فهل كانت عرمة حتى تفعل هذا ؟!

2.روى الكليني في الفروع انها رضي الله عنها ما كانت راضية بزواجها من علي رضي الله عنه إذ دخل عليها أبوها عليه السلام وهي تبكي فقال لها : ( ما يبكيك ؟ فوالله لو كان في أهلي خير منه ما زوجتكه , وما أنا زوجتك ولكن الله زوجك , ولما دخل عليها أبوها صلوات الله عليه ومعه بريده , لما أبصرت أباها أدمعت عيناها , قال ما يبكيك بنيتي ؟ قال : قلة الطعان , وكثرة الهم , وشدة الغم , وقالت في رواية : والله لقد اشتد حزني واشتدت فاقتي وطال سقمي ) { كشف الغمة 1/149 – 150 } وقد وصفوا عليا رضي الله عنه وصفا جامعا فقالوا : ( كان أسمر مربوعا , وهو إلي القصر أقرب , عظيم البطن , دقيق الأصابع , غليظ الذراعين خمش الساقين في عينيه لين , عظيم اللحية , وأصلع , ناتئ الجبهة ) { مقاتل الطالبين ص 27} .

فإذا كان هذه أوصاف أمير المؤمنين كما يقولون فكيف يعكس أن ترضى به ؟

ونكتفي بهذه النصوص حرصا على عدم الأطالة , وكانت الرغبة أن ننقل ما ورد من نصوص بحق كل واحد من الأئمة , ثم عدلنا عن ذلك والإكتفاء بخمس روايات وردت بحق كل واحد منهم , ثم رأينا أن الأمر أيضا يطول إذ نقلنا خمس روايات وردت بحق النبي صلى الله عليه وسلم وخمسا اخرى بحق أمير المؤمنين وخمسا أخرى بحق فاطمة فاستغرق ذلك وقت طويل وإطالة على زملائنا الشيعة لذلك سنختصر هذه الروايات .

حتى نطلع على خفايا أكثر .

نقل الكليني في الأصول من " الكافي " : أن جبريل نزل على محمد صلى الله عليه وسلم فقال له : يا محمد إن الله يبشرك بمولود يولد من فاطمة تقتله أمتك من بعدك فقال : يا جبريل وعلى ربي السلام , لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة تقتله أمتي من بعدي , فعرج ثم هبط فقال مثل ذلك : يا جبريل وعلى ربي السلام , لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي . فعرج جبريل إلي السماء ثم هبط فقال : يا محمد عن ربك يقرئك السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الأمامة والولاية والوصية , فقال : إني رضيت , ثم ارسل إلي فاطمة أن الله يبشرني بمولود يولد لك تقتله أمتي من بعدي , فأرسلت إليه , أن لا حاجة لي في مولود تقتله أمتك من بعدك , وأرسل

 إليها إن الله – عز وجل – جعل في ذريته الأمامة والولاية والوصاية , فأرسلت إليه أني رضيت , فحملته كرها , ووضعته كرها ولم يرضع الحسين من فاطمة ولا من أنثى , كان يؤتى بالنبي صلى الله عليه وسلم فيضع إبهامه في فيه فيمص ما يكفيه اليومين والثلاثة .

ولست أدري هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد أمرا بشره الله به ؟ وهل كانت الزهراء رضي الله عنها ترد أمرا قد قضاه الله وأراد تبشيرها به فتقول : لا حاجة لي به ؟ .... وهل حملت بالحسين وهي كارهة له ووضعته وهي كارهة له ؟ وهل امتنعت عن إرضاعه حتى كان يؤتى بالنبي صلى الله عليه وسلم ليرضعه من إبهامه ما يكفيه اليومين والثلاثة ؟؟!!

إن الحسين رضي الله عنه أعظم من أن تكره أمه حمله ووضعه . إن نساء الدنيا يتمنين أن تلد كل واحد منهن عشرات الأولاد مثل الأمام الحسين رضي الله عنه , فكيف يمكن للزهراء رضي الله عنها أن تكره حمل الحسين وتكره وضعه وتمتنع عن إرضاعه ؟!

في جلسة ضمت عدد من السادة وطلا الحوزة العلمية تحدث الهالك الخوئي فيها عن موضوعات شتى ثم ختم كلامه بقوله : قاتل الله الكفرة . قلنا : من هم ؟ قال عليه لعنة الله : النواصب – أهل السنة – يسبون الحسين عليه السلام بل يسبون أهل البيت !!!

ماذا أقول للهالك النزديق الخوئي ؟!

لما زوج أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أم كلثوم من عمر بن الخطاب , نقل أبو جعفر الكليني عن أبي عبد الله عليهم السلام أنه قال في ذلم الزواج : ( إن ذلك فرج غصبناه !!!!)

{فروع الكافي 2/141}.

ونسأل قائل هذا الكلام : هل تزوج عمر أم كلثوم زواجا شرعيا أم اغتصبها غصبا ؟

إن الكلام المنسوب إلي الصادق رضي الله عنه واضح المعنى , فهل يقول أبو عبد الله مثل هذا الكلام الباطل عن ابنة المرتضى رضي الله عنه ؟؟؟؟

ثم لو كان عمر اغتصب أم كلثوم فكيف يرضى أبوها أسد الله وذو الفقار وفتى قريش بذلك ؟؟؟

عندما نقرأ في الروضة من " الكافي " ( 8/101) , في حديث أبي بصير مع المرأة التي جاءت إلي أبي عبد الله تسال عن أبي بكر وعمر فقال لها : توليهما , قالت : فأقول لربي إذا لقيته أنك أمرتني بولايتهما ؟ قال : نعم .

فهل الذي يأمر بتولي عمر نتهمه بأنه اغتصب امرأة من أهل البيت ؟!

لما سألت الإمام الخوئي عن قول أبي عبد الله للمرأة بتولي أبي بكر وعمر , قال : إنما قال لها ذلك تقية !!!!!

نقول بحمد الله ومنته : إنما هذا إن دل يدل على جهل أئمة الشيعة وعلى رأسهم الجاهل الاعظم الخوئي والخميني عليهم لعنة الله تنسبون الكذب والنفاق الي جعفر الصادق رضي الله عنه خسأتم وكذبتم لعنكم الله .

واقول للجاهل الكبير الخوئي : إن المراة كانت من شيعة أهل البيت , وأبو بصير من أصحاب الصادق رضوان الله عليه فما كان هناك موجب للقول بالتقية لو كان ذلك صحيحا , فالحق إن هذا التبرير الذي قاله أبو القاسم الخوئي غير صحيح وجهل كبير وضعف موقف ودليل بطلان قولهم بمحبة أهل البيت رضي الله عنه وبغضهم لهم .....

أما الروايات التي تطعن في الإمام الثالث عند الشيعة الامامية ومن كتبهم وهو الحسن بن علي رضي الله عنه وعن أبيه :

فقد روى المفيد في الارشاد عن أهل الكوفة أنهم شدوا على فسطاطه وانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته فبقى جالسا متقلدا السيف بغير رداء ( ص 190 ) أيبقى الحسن بغير رداء مكشوف العورة أمام الناس ؟ أهذه محبة ؟

دخل سفيان بن أبي ليلى على الحسين رضي الله عنه وهو في داره فقال للإمام الحسن : ( السلام عليك يا مذل المؤمنين ! قال : وما علمك بذلك ؟ قال : عمدت إلي أمر الأمة فخلعته من عنقك , وقلدته هذا الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله ) {رجال الكشي ص 103 } .

هل كان الحسن رضي الله عنه مذلا للمؤمنين ؟ أم أنه كان معزا لهم لأنه حقن دمائهم , ووحد صفوفهم وبتصرفه الحكيم ونظره الثاقب ؟

فلو أن الحسن حارب معاوية وقاتله على الخلافة لأريق بحر من الدماء المسلمين , ولقتل منهم عدد لا يحصيه إلا الله تبارك وتعالى , ولمزقت الأمة تمزيقا ولما قامت لها قائمة من ذلك الوقت .

وللأسف إن هذا القول ينسب إلي أبي عبد الله رضي الله عنه والله إنه لبريء من هذا الكلام وأمثاله .

وأما الإمام الصادق فقد نال منهم شتى أنواع الأذى ونسبوا إليه كل قبيح , اقرأ معي هذا النص :

عن زرارة قال : ( سألت أبا عبد الله عليه السلام عن التشهد .. قلت للتحيات والصلوات فسألته عن التشهد فقال كمثله , قال : التحيات والصولات , فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت : لا يفلح أبدا ) {رجال الكشي 142} .

لقد مضى على تأليف كتاب الكشي عشرة قرون , وتداولته أيدي علماء الشيعة كلهم على اختلاف فرقهم , فما رأيت أحد منهم اعترض على هذا الكلام , أو أنكره أو نبه عليه , حتى الدجال الأكبر الخوئي لعنه الله , لما شرع في تأليف كتابه الضخم ( معجم رجال الحديث ) فإني كنت أحد الرجال الذين ساعدوه في تأليف هذا السفر , وفي جمع الروايات من بطون الكتب , ولما قرانا هذه الرواية على مسمعه أطرق إليها قليلا , ثم قال : لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة , ما زاد على ذلك , ولكن أيها الأمام الجليل إن الهفوة تكون بسبب الغفلة أو أخطأ غير مقصود , إن قوة العلاقة بك إذ كنت بمنزلة الولد للولد , كنت مني بمنزلة الوالد لولده تحتم علي أن احمل كلامك على حسن نية وسلامة الطوية وإلا لما كنت أرضى منك السكوت على هذه الإهانة على الأمام الصادق أبي عبد الله عليه السلام .

وقد قال جاهل الأمة الكليني : ( حدثني هشام بن الحكم وحماد عن زرارة قال : قلت في نفسي : شيخ لا علم له بالخصومة 0 المراد إمامة - ) .

وقد كتبوا في شرح هذا الحديث :

إن هذا الشيخ العجوز لا عقل له ولا يحسن الكلام مع الخصم .

يا شيعة حكموا عقولكم هل الإمام الصادق لا عقل له ؟

إن قلبي ليعتصر ألما حزنا , فإن هذا السباب وهذه الشتائم وهذه الجرأة لا يستحقها أهل البيت الكرام , فينبغي التأدب معهم .

وأما العباس وابنه عبد الله , وابنه الآخر عبيد الله , وعقيل عليهم السلام جميعا فلم يسلموا من الطعن والغمز واللمز , اقرأ معي هذه النصوص :

روى الكشي أن قول تعالى ( لبئس المولى ولبئس العشير ) نزلت فيه – أي : في العباس – {رجال الكشي ص54 } .

وقوله تعالى : ( من كان في هذه أعمى فهو في الأخرة أعمى وأضل سبيلا ) {الإسراء :72} , وقوله تعالى : ( لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم ) {هود : 34} , نزلتا فيه {ص52-53} .

وروى الكشى أيضا أن أمير المؤمنين دعا على عبد الله بن العباس وأخيه عبيد الله فقال : ( اللهم العن ابني فلان – يعني : عبد الله وعبيد الله – واعم أبصارهما كما عميت قلوبهما الأجلين في رقبتي , واجعل عمى أبصارهما دليلا على عمى قلوبهما ) . {ص52} .

وروى الجاهل أبو جعفر الكليني في " الفروع " عن الإمام الباقر قال في أمير المؤمنين : ( وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد الإسلام عباس وعقيل ) .

إن الآيات الثلاث التي زعم الكشي أنها زلت في العباس ومعناها الحكم عليه بالكفر والخلود في النار يوم القيامة , وإلا فقل لي بالله عليه ما معنى قوله تعالى : ( فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ) ؟؟؟؟.

وأما أمير المؤمنين المؤمنين دعا على ولدي العباس عبد الله وعبيد الله باللعن وعمى البصر والقلب فهذا تكفير لهما .

إن عبد الله بن عباس تلقبه العامة – أهل السنة – بترجمان القرآن وحبر الأمة , فكيف تلعنونه وتدعون محبة أهل البيت رضي الله عنهم ؟؟؟

وأما عقيل عليه السلام فهو أخو أمير المؤمنين فهل هو ذليل وحديث عهد بالإسلام ؟!

وأما الإمام زين العابدين علي بن الحسين فقد روى الكليني : أن يزيد بن معاوية رحمه الله سأله أن يكون عبدا له , فرضي عليه السلام أن يكون عبدا ليزيد إذ قال له : ( قد أقررت بما سألت , وأنا عبد مكره فإن شئت فأمسك وإن شأت فبع ) {الروضة من الكافي 8/235} .

فانظر قوله وانظر معناه :

" قد أقررت بأني عبد لك , وأنا عبد مكره فإن شأت فأبقني وإن شئت أن تبيعني فبعني " .

فهل يكون الإمام عليه السلام عبدا ليزيد رضي الله عنهما يبيعه متى شاء , ويبقي عليه متى شاء ؟

وإذا أردنا أن نستقصي ما قيل في أهل البيت جميعا فإن الكلام يطول بنا إذا لم يسلم واحد منهم من كلمة نابيه أو عبارة قبيحة أو عمل شنيع فقد نسبت إليهم أعمال شنيعة وكثير وفي أمهات ومصادرنا وسيأتيك شيء من ذلك في فصل قادم .

واقرأ معي هذه الرواية :

عن أبي عبد الله عليه السلام : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقبل عرض وجه فاطمة ) {بحار الأنوار 43/78} .

إن فاطمة رضي الله عنها امرأة بالغه فهل يعقل أن يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه بين ثدييها ؟! فإذا كان هذا نصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصيب فاطمة فما نصيب غيرهما ؟ لقد شكوا في الإمام محمد القانع هل هو ابن الرضا أم أنه أبن ...... ؟

لعنكم الله ولعن أتباعكم تنسبون هذا الكلام الخبيث إلي النبي صلى الله عليه وسلم لعنتم أينما كنتم يا كفرة يا عباد القبور لعنة الله عليكم يا زنادقة يا أبناء المتعة .

واقرأ معي هذا النص :

عن علي بن جعفر الباقر أنه قيل للرضا عليهم السلام : ( ما كان فينا إمام قط حائل اللون – أي : تغير واسود – فقال لهم الرضا عليه السلام : وهو انبي , قالوا : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قضى بالقافة – مفردها : قائف وهو الذي لا يعرف الآثار والأشباه ويحكم بالنسب – فبيننا وبينك القافة , قال : ابعثوا أنهم إليه فأما أنا فلا , ولا تعلموهم لما دعوتهم ولتكونوا في بيوتكم .

فلما جاءوا أقعدونا في البستان واصطف عمومته وإخوته وأخواته , وأخذوا الرضا عليه السلام , وألبسوه جبه صوف وقلنسوة منها , ووضعوا على عنقه مسحاة , وقالوا له : ادخل البستان وكأنك تعمل فيها , ثم جاءوا بأبي جعفر عليه السلام فقالوا : ألحقوا هذا الغلام بأبيه , فقالوا : ليس له ههنا أب ولكن هذا عن أبيه , وهذا عمه وهذه عمته , وإن يكن لو ههنا أب فهو صاحب البستان , فإن قدميه وقدميه واحدة , فلما رجع أبو الحسن قالوا : هذا أبوه ) {أصول الكافي 1/322} ,

أي أنهم شكوا في كونه محمد القانع سلام الله عليه ابن الرضا عليهم السلام , بينما يؤكد الرضا عليه السلام أنه ابنه , وأما الباقون فإنهم أنكروا ذلك ولهذا قالوا : ( ما كان فينا إمام قط حائل اللون ) ولا شك في أن هذا طعن في عرض الرضا عليه السلام واتهام لامرأته وشك في عفتها , ولهذا ذهبوا فأتوا بالقافة , وحكم القافة بأن محمدا القانع هو ابن الرضا عليه السلام لصلبه , وعند ذلك رضوا وسكتوا .

ومن الممكن اتهام الآخرين بمثل هذه التهمة , قد يصدق الناس ذلك , أما اتهام أهل البيت رضوان الله عليهم فهذا أشنع ما يكون , وللأسف فإن مصادر الشيعة التي يزعمون أنها نقلت علم أهل البيت مليئة بمثل هذا الباطل ولا حول ولا قوة إلا بالله .

عندما سأل المهتدي حسن الموسوي الجاهل الأعظم في هذا الأمة الخوئي في دراستهم في الحوزة مر عليه علمائهم مر الكرام ولما سأل الخوئي عن هذا النص قال ناقلا عن السيد آل كاشف الغطاء : غنما فعلوا ذلك لحرصهم على بقاء نسلهم نقيا!!!

نقول ما اشد جهلك يا رجل بالله عليك تسمي نفسك عالم

سبحان من خلق الحماقة وجعلها فيك وفي أمثالك من الشيعة .

بل اتهموا الرضا عليه السلام بأنه كان يعشق بنت عم المأمون وهي تعشقه , انظر { عيون أخبار الرضا ص 153 } .

ولقبوا جعفرا بجعفر الكذاب فسبوه وشتموه مع أنه أخو الحسن العسكري فقال الكليني : ( هو معلن الفسق فاجر , ماجن شريب الخمور وأقل ما رأيته من الرجال وأهتكهم لنفسه , خفيف قليل في نفسه ) { أصول الكافي 1/504} .

سؤال للشيعة حول هذه النقطة :

هل في أهل البيت رضي الله عنهم شريب للخمر ؟! فاسق ؟ أو فاجر ؟

فإن أردتم أن تعرفوا التفاصيل أكثر فعليكم قراءة المصادر المعتبرة عندكم لتعرفوا ماذا قيل في حق الباقين منهم رضي الله عنهم , ولنعرف كيف قتلت ذريتهم الطاهرة وأين قتلوا ؟ ومن الذين قتلوهم ؟

لقد قتل عدد كبير منهم في ضواحي بلاد فارس بأيدي أناس من تلك المناطق , ولوا أني أخشى الإطالة أكثر مما ذكرت , لذكرت أسماء أحصية منهم وأسماء من قتلوهم , ولكن أحيل القارئ الكريم الي كتاب ( مقاتل الطالبين ) للأصفهاني فإنه كفيل في بيان ذلك .

واعلم أن أكثر من تعرف للطعن وللغمز واللمز الإمامان محمد الباقر وابنه جعفر الصادق رضي الله عنهما وعن آبائهم , فقد نسبت إليهما أغلب المسائل كالقول بالتقية والمتعة واللوطة بالنساء وإعارة الفرج و ... و .... إلخ من تراهاتهم وتفاهاتهم التي ينسبونها اليهم رضي الله عنهم .

وهم رضي الله عنهم بريئون من هذا كله فرضي الله عنهم وعن سائر الصحابة أجمعين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين

منقول