بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 9 فبراير 2014

الدالة على وجوب إتباع السلف الصالح ولزوم مذهبهم .



- ذكر بعض الأدلة الدالة على وجوب إتباع السلف الصالح ولزوم مذهبهم .
قال الله تعالى { واتبع سبيل من أناب إلي } ([1]) فقد أمرنا الله عزوجل باتباع سبيل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثرهم وسلوك منهجهم . قال الإمام ابن القيم بعد ما ذكر هذه الآية : وكل من الصحابة منيب إلى الله تعالى فيجب اتباع سبيله، وأقواله واعتقاداته من أكبر سبيله وحذرنا الله سبحانه وتعالى من مخالفة سبيلهم وتوعد سبحانه مخالفهم بجهنم فقال تعالى {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً} ([2])
              وأخبرنا الله سبحانه وتعالى عن رضاه عمن اتبعهم بإحسان وأعدّ لهم الثواب العظيم فقال تعالى: { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي لله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنـهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم } ([3]).
وكما أنه توعد من اتبع غير سبيلهم بعذاب جهنم فقد وعد متبع سبيلهم بالجنة والرضوان.
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بأن يتبعوا سنته وسنة الخلفاء من بعده . فقال صلى الله عليه وسلم ( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بـها وعضوا بـها على النواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " رواه أحمد وأبو داود .
 وقال صلى الله عليه وسلم " خير الناس قرني ثم الذين يلونـهم ثم الذين يلونـهم الحديث…
و وصف صلى الله عليه وسلم الفرقة الناجية في حديث الافتراق بقوله صلى الله عليه وسلم (ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) فمن كان على مثل ما كانوا عليه فهو من الفرقة الناجية ومن خالفهم وابتعد عنهم فيكون من أهل الوعيد.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ".
وقال: ( إنا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالأثر) .
وقال أبي بن كعب رضي الله عنه :( عليكم بالسبيل والسنة فإنه ليس من عبد علي سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار أبداً، وإن اقتصاداً في سنة ،وخير، خيرٌ من اجتهاد في خلاف سبيلٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ وسنة) .
وقال أبو العالية ( عليكم بالأمر الأول الذي كانوا عليه قبل أن يفترقوا ).
وقال الأوزاعي ( اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم ).
وقال أيضاً : ( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك القول).
وقال الإمام أحمد ( أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم وترك البدع ).
وما زال العلماء من أئمة السنة جيلا بعد جيل يدعون إلى اتباع السلف الصالح والاقتداء بهم وسلوك طريقهم واتباع أثرهم .

نقلا من كتاب كن سلفيا للشيخ

عبد السلام بن سالم السحيمي





(1) – سورة لقمان ، آية ( 15 ).
(2) – سورة النساء ، آية ( 115 ).
(3) – سورة التوبة ، آية ( 100 ).