بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 23 أبريل 2017

الأسئلة والأجوبة في العقيدة 2

س17/ ما الغاية من خلق البشر؟ مع الأدلة؟
الجواب: الغاية من خلق البشر: عبادة الله وحده قال ـ تعالى ـ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} فأخبر الله أولاً عن فعله وهو الخلق والإيجاد ليفعل المخلوقون. الثاني وهو: عبادته وحده كما بين في الآيات الأخرى أن الغرض من إرسال الرسل دعوة أممهم إلى عبادة الله وحده قال ـ تعالى ـ: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} وقال ـ تعالى ـ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} فكل رسول يبدأ دعوة قومه إلى عباد الله وحده لا شريك له قال ـ تعالى ـ: {وَإِلَى عَادٍ
(1/21)

أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} الآيات ..
* * *

س18/ ما المقصود بتوحيد الأسماء والصفات؟
الجواب: المقصود بتوحيد الأسماء والصفات: هو الاعتقاد الجازم بكمال الله المطلق ونعوت جلاله وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله محمد، صلى الله عليه وسلم، من أسمائه الحسنى وصفاته العليا، وما تدل عليه ألفاظها من المعاني من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل قال ـ تعالى ـ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فيدعى ويتوسل إليه بها قال ـ تعالى ـ: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} وقال: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.
* * *

س19/ ما المراد بالتمثيل والتكييف في توحيد الأسماء والصفات وما المعتقد الصحيح فيها؟
الجواب: المراد بالتمثيل: هو التشبيه أي تشبيهه بغيره.
والتكييف: أي تكييف المعاني: أي معاني الصفات.
(1/22)

والمعتقد الصحيح أنها صفة معناها مفهوم من اللغة العربية وتكييفها لا يعلمه إلا الله فلم يرد السؤال عن التكييف ولهذا اعتبر السلف الصالح السؤال عنه بدعة كما ورد عن مالك ـ رحمه الله ـ لما سئل عن كيفية الاستواء قال: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة" وليس الخلق بحاجة إلى هذا.
* * *

س20/ ما مكانة التوحيد من بين العبادات مع بيان فضله؟
الجواب: مكانة التوحيد أعلى مكانة وأعز مطلب وأوجبه، وهو توحيد الله بالعبادة وهو حقه ـ تعالى ـ على العبيد ومن قام بهذا التوحيد فقد جاء بأقسام التوحيد الأخرى، أن توحيد العبادة يتضمن توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، إذ لا يتصور أن عاقلاً يعبد غير موجود أو ناقص الكمال في الأسماء والصفات، فتوحيد العبادة أول ما يدخل في الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا.
أما فضله فهو أفضل العبادات على الإطلاق ومن أبرز فضائله: أن ذنوب الموحد قابلة للغفران ولا يخلد في النار، وأن له الأمن والاهتداء، قال ـ تعالى ـ: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا
(1/23)

إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}.
وأن الجنة مضمونة للموحد ما لم يأت بمناف لكلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، فإن جاء بما ينافيها فليس بموحد وإن نطق بها بلسانه، فالوعد للموحد بمغفرة الذنوب التي هي المعاصي التي لا تتنافى مع التوحيد والتي ليس فيها شرك وأحاديث فضائل التوحيد كثيرة كحديث عبادة وحديث عتبان وأبي سعيد وأنس وغيرها.
* * *

س21/ عرف الإيمان لغة واصطلاحاً وما أركانه؟
الجواب: الإيمان لغة: التصديق واصطلاحاً: قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان وهو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه وأنه الخالق الرازق المحي المميت وإنه المستحق لأن يفرد بالعبادة والذل والخضوع وجميع أنواع العبادة وأنه المتصف بصفات الكمال المنزه عن كل عيب ونقص.
وأركانه ستة حينما يأتي مقروناً بالإسلام وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره كما في حديث عمر لما سأل جبريل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الإيمان فقال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم
(1/24)

الآخر وبالقدر خيره وشره» وسأله عن الإسلام وعن الإحسان.
وحينما يأتي مفرداً فإنه شامل للقول باللسان والاعتقاد بالجنان والعمل بالجوارح.
* * *

س22/ هل الإيمان يزيد وينقص وبم يحصل ذلك؟
الجواب: نعم يزيد وينقص فيزيد بالطاعة وينقص بالمعصية كما قال ـ تعالى ـ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} وقوله ـ تعالى ـ: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} وقال ـ تعالى ـ: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون شعبة ... الحديث».
* * *

س23/ ما أسباب زيادة الإيمان ونقصانه؟
الجواب: سبب الزيادة فعل الخير والطاعة، وسبب النقصان فعل المعاصي.
* * *
(1/25)

س24/ عرف الإلحاد لغة وشرعاً وما الإلحاد في أسماء الله وصفاته؟ مع ذكر أنواعه؟
الجواب: الإلحاد لغة الميل ويستعمل في الشرع: الميل بعد الاستقامة قال ـ تعالى ـ: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} وقوله ـ تعالى ـ: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} والإلحاد في أسماء الله وصفاته: الميل بها عن مراد الله سبحانه ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، بتأويل أو تشبيه أو تعطيل أو تكييف، والمطلوب في أسماء الله وصفاته الوقوف عند قوله ـ تعالى ـ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فيثبت لله من الأسماء والصفات ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
وأنواع الإلحاد في أسماء الله خمسة:
1 - تسمية الأصنام بشيء من أسماء الله كتسميتهم اللات من الإله والعزى من العزيز.
2 - تسمية الله بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له أباً وتسمية الفلاسفة له علة فاعلة.
3 - وصف الله ـ سبحانه ـ بما يتعالى ويتقدس عنه من النقائص
(1/26)

كقول أخبث اليهود أنه استراح يوم السبت، وكقولهم "يد الله مغلولة".
4 - تعطيل أسماء الله الحسنى عن معانيها وجحد حقائقها كقول بعض الجهمية سميع بلا سمع وحي بلا حياة.
5 - تشبيه صفات الله ـ سبحانه ـ بصفات خلقه والحق أن يثبت لله أسماء وصفات خالية من مشابهة المخلوقين.
* * *

س25/ هل يختلف الدين باختلاف الأنبياء؟ مع التوضيح.
الجواب: الدين لا يختلف باختلاف الأنبياء فدينهم واحد وهو عبادة الله وحده ونفي الشرك عنه قال ـ تعالى ـ: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ... } الآية وإن اختلفت شرائعهم كما قال ـ تعالى ـ: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} وفي الحديث: «نحن معشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد».
* * *

س26/ هل يمكن حصول عبادة الله وحده من دون الكفر بالطاغوت مع الدليل؟
الجواب: لا يمكن عبادة الله دون الكفر بالطاغوت قال ـ
(1/27)

تعالى ـ: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} وقال ـ تعالى ـ: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} وقال صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله».
* * *

س27/ ما المقصود بالشرك؟
الجواب: المقصود بالشرك: هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله أو اعتقاد أن هناك رباً ومدبراً غير الله أو يصرف شيئاً من أسماء الله وصفاته لغير الله، كل هذه الأمور تعد شركاً بالله ينهى عنه ويغلظ عليه ويدخل في المنهى عنه في قوله ـ تعالى ـ: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} وتفرضه كلمة لا إله إلا الله وحده فإنه لا شريك له في عبادته وربوبيته وأسمائه وصفاته.
* * *

س28/ ما أنواع الشرك بالتفصيل؟
الجواب: أنواع الشرك نوعان: شرك أكبر وشرك أصغر. فالشرك الأكبر مخرج من الملة ومن مات على هذا الشرك خلد في النار قال ـ تعالى ـ: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ
(1/28)

اللَّهِ ... } الآية. وقوله ـ تعالى ـ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
والشرك الأكبر تجمعه أربعة أمور:
1 - الشرك في الدعوة: قال ـ تعالى ـ: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ .. } الآية.
2 - الشرك في الطاعة: بأن يتخذ المخلوق كأنه رب يطاع في أمره ونهيه باعتقاد حل ذلك قال ـ تعالى ـ: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ .. } الآية.
3 - شرك في المحبة: فيحب غير الله كمحبة الله قال ـ تعالى ـ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ .. } الآية.
4 - شرك النية والإرادة والقصد قال ـ تعالى ـ: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ .. } الآية.
والنوع الثاني: الشرك الأصغر ومنه صرف بعض الأقوال التي لا تصلح إلا في جانب الله لبعض المخلوقين مثل: "ما شاء الله وشئت"، "ولولا الله وفلان" والحلف بغير الله. والإنسان مطلوب منه أن يخلص قلبه لله من أي شرك صغير أو كبير، قال ـ
(1/29)

تعالى ـ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.
ومن هذا النوع الشرك الخفي: وهو أن يتظاهر الإنسان بالأعمال الصالحة لما يرى من نظر رجل إليه وهو أخفى من دبيب النملة السوداء، واشتد خوف الرسول، - صلى الله عليه وسلم -، على أمته من هذا النوع كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي فسئل عنه فقال الرياء».
* * *

س29/ ما الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر في الآخرة؟
الجواب: والفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر في الآخرة أن الشرك الأكبر لا يغفر لصاحبه إذا لم يتب قبل الموت ويحبط جميع الأعمال ويخلد صاحبه في النار. أما الشرك الأصغر فحكمه أنه لا يغفر لصاحبه إلا بالتوبة لعموم قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} وأنه يحبط العمل الذي قارنه ولا يوجب التخليد في النار ويدخل تحت الموازنة إن حصل معه حسنات راجحة على ذنوبه دخل الجنة وإلا دخل النار ومآله الخروج منها أعاذنا الله منها.
* * *
(1/30)

س30/ ما الآثار المترتبة على شرك المشرك؟
الجواب: آثار الشرك على المشرك لا تنحصر ويكفي العاقل زجراً واحدة منها فأعظم ضرر:
1 - خسارة الدنيا والآخرة قال ـ تعالى ـ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.
2 - أن الشرك يشط بصاحبه عن الطريق ويضله ويبعده عن الصراط المستقيم قال ـ تعالى ـ: {يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ}.
3 - أن ضرر الشرك أقرب من نفعه قال ـ تعالى ـ: {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ}.
4 - أن المشرك سلك طريقاً مذموماً ومعوجاً {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
5 - أنه يخسر أهله مع خسارته نفسه {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.
6 - من الأضرار المعنوية أن المشرك يفقد الطمأنينة والأمن والاهتداء في الدور الثلاث دار الدنيا ـ دار البرزخ ـ الدار
(1/31)

الآخرة ـ قال ـ تعالى ـ: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} فشركه أفقده هذه الطمأنينة. وقال ـ تعالى ـ: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}.
7 - الشرك أكبر ظلم يظلم الإنسان به نفسه قال ـ تعالى ـ: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
8 - الشرك لا ينفع معه عمل مهما كان قال ـ تعالى ـ: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ} وقال ـ تعالى ـ: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}.
9 - الشرك والكفر كما يضر الشخص به نفسه يضر مجتمعه فيسبب الافتراق والاختلاف ومن ثم يقع التناحر والتقاطع والتدابر لأن طريق الحق واحد وطرق الشرك والكفر والباطل متفرقة متشتتة {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} أي مختلط.
10 - يسبب الخسارة المادية فإنه مهما بذل في سبيل باطله فهو غير مخلوف بخلاف ما يبذله طاعة لله فإنه مخلوف عليه، وبذلك يسيء أكبر إساءة إلى من أسدى إليه النعمة ثم بذلها في غير رضاه
(1/32)

وفي غير سبيله، ثم لينتج عنه ضرر آخر.
11 - ومن آثاره ينتج عنه العقوبة العاجلة فضلاً عن العقوبة الآجلة قال ـ تعالى ـ: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.
12 - كما أن الافتراق يحصل بسبب الكفر والشرك الحسي والمعنوي فإن التوحيد والإيمان يجمع الكلمة ويلقى الله هيبة المسلمين في قلوب الأعداء ويكون الإيمان سببًا للغناء أيضاً لأنهم يأمنون فينطلقون في التماس المعايش والأرزاق قال - صلى الله عليه وسلم - مخاطباً الأنصار: «ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي».
13 - أن المشرك يضطرب بين المعبودات وتتشتت به الأهواء بينما الموحد يعرف من يعبد، والطريق إليه طريق واحد {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}.
* * *

س31/ عرف الطاغوت؟
الجواب: الطاغوت: مأخوذ من الطغيان وهو التجاوز ومنه
(1/33)

طغيان الماء إذا تجاوز حده قال ـ تعالى ـ: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} ويقال للعاصي طاغ. فمعنى الطغيان بالإنسان الكفر والبغي والعصيان، وفي القرآن كل ما عبد من دون الله قال ـ تعالى ـ: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} وقال ـ تعالى ـ: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.
* * *

س32/ هل يعرف عدد الطواغيت؟
الجواب: الطواغيت كثيرة ومنهم رئيسهم إبليس، ومن عبد وهو راض، ومن دعا إلى عبادة نفسه، ومن ادعى علم الغيب ومن حكم بغير ما أنزل الله.
* * *

س33/ ما المعنى العام للإسلام والمعنى الخاص؟
الجواب: معناه العام: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله، والمعنى الخاص، القيام بمراتب الدين وهي الإسلام، والإيمان، والإحسان، وكل مرتبة لها أركان.
* * *
(1/34)

س34/ كم ناقض للإسلام وما هي؟
الجواب: نواقض الإسلام المجمع عليها عشرة هي:
أولاً: الشرك بالله.
ثانياً: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم أو يستغيث بهم فقد كفر وأشرك.
ثالثاً: اعتقاد عدم اكتمال الإسلام.
رابعاً: من أبغض شيئاً مما جاء به النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فقد كفر ولو عمل به ظاهراً.
خامساً: عدم تكفير المشركين أو تصديقهم.
سادساً: الاستهزاء بشيء من دين الله.
سابعاً: ممارسة أنوع السحر.
ثامناً: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين.
تاسعاً: الاعتقاد في إمكان الخروج عن الشريعة.
عاشراً: الإعراض عن دين الله.
* * *

س35/ ما المراد بالحكم بغير ما أنزل الله وما حكم من حكم بغير ما أنزل الله؟
الجواب: الحكم بغير ما أنزل الله قد يراد به التعبد بغير ما
(1/35)

أنزل الله فهذا شرك وكفر وبدعة، وقد يكون في الفروع فمن اعتقد جوازه بغير الشريعة فقد كفر وإن تساهل مع اعتقاد تحريمه فهذا كفر دون كفر، قال ـ تعالى ـ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} وقال: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} وقال: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
* * *

س36/ هل هناك تفاوت بين الموحدين في الجنة؟
الجواب: بعد أن اتضح أن من مات مشركاً فهو من أصحاب النار وليس له حظ في الجنة فالموحدون يتفاوتون في التوحيد قوة وضعفاً فهم في الجملة على ثلاث مراتب كل صاحب مرتبة يعتبر موحداً:
الأول: الموحد الذي عنده ارتكاب شيء من المعاصي وهذا هو الظالم لنفسه.
الثاني: المقتصد الذي يفعل الواجبات ويترك المحرمات ولا يأت ببعض المستحبات ولا يتورع عن بعض المكروهات.
الثالث: السابق بالخيرات وهو الذي يأتي بالواجبات والمستحبات ويترك المحرمات والمكروهات.
(1/36)

وكل هؤلاء لا يخلدون في النار لأنهم ماتوا على التوحيد سالمين من الشرك وفي الحديث: «من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ومن مات يشرك به شيئاً دخل النار».
* * *

ليست هناك تعليقات: