بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 5 مارس 2014

التذلل واللين مع أتباع سنة النبي الأمين ﷺ

التذلل واللين مع أتباع سنة النبي الأمين ﷺ

الورقات - جدة»: قال الله تعالى في صفة الصحابة أجمعين ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِ‌ينَ﴾[المائدة: 54]، فمن تعزز على أخيه السلفي المؤمن في الخطاب والتعامل، وارتفع عليه لضعف جاهه وقلة حيلته ودنو سلطانه وقلة اتباعه، أو لأجل انفراده، وتملق لثري، وتذلل له في خطابه، ولان معه في كلامه لعزة سلطانه ووفرة ماله، أو لمتفقهٍ لكثرة اتباعه لا لقوة فقهه وسلامة عقيدته ومنهجه، سواءًا كان من أرباب البدعة أو من تجار الدنيا وطلابها، فقد خالف السلف التي كانت تلك صفتهم، أعرف الناس بالحق وأرحم الناس بالخلق، أشداء على الكفار، رحماء بينهم، تراهم ركعاً سجداً، أذلة على المؤمنين من الذين هم بالسلف الصالح مقتدين، أعزة على الكافرين وأهل الضلال من المبتدعين، فهم لهم كارهين ولبدعتهم مبغضين.

فانظر لخطاباتك لإخوانك من المستضعفين من السلفيين، أفبعزة وشدة تخاطبهم؟ أم أنت معهم من المتذللين المحبين لاتباعهم سنة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم والصحابة المهديين؟

قال الشافعي: ((اذا رأيت صاحب سنة فكأني رأيت واحداً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم))، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وددت لو لقيت إخواني))، يعني من اتبع السلف رحمة الله عليهم أجمعين.

فترفقوا بإخوانكم وثبتوهم إنهم غرباء، وأحسنوا الظن فيهم، ولا تسبوهم وأكرموهم فسباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، ولعنه كقتله، وهجره سنة كسفك دمه، ومن هجره في غير حق لأكثر من ثلاث لم ترفع أعماله، فإن مات دخل النار.

ولا يلقي بينكم الشيطان العداوة والبغضاء والإختلاف فإنه شر؛ كما قال ابن مسعودة فيما روى مسلم في صحيحه مرفوعاً أن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن من التحريش بينهم.

فعن الحسن –رحمه الله- قال: (يا أهل السنة ترفقوا رحمكم الله فإنكم من أقل الناس) اللالكائي : 1/57/19 .2، وقال أيوب –رحمه الله-: (إني أُخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي) اللالكائي : 1/60/29، وحلية الأولياء : 3/9 .3، وعن حماد بن زيد –رحمه الله- قال: (كان أيوب يبلغه موت الفتا من أصحاب الحديث فيرى ذلك فيه ويبلغه موت الرجل يذكر بعباده فما يرى ذلك فيه) اللالكائي : 1/61/34 .4، وعن سفيان الثوري -رحمه الله- قال : (استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء) اللالكائي : 1/64/49 .5- عن سفيان الثوري –رحمه الله- يقول : (إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة وآخر بالمغرب فابعث إليهما بالسلام وادع لهما ما أقل أهل السنة والجماعة) اللالكائي : 1/64/50 .6، وعن يوسف بن أسباط -رحمه الله- قال : قال سفيان -رحمه الله-: (يا يوسف إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة فابعث إليه بالسلام ، وإذا بلغك عن آخر بالمغرب صاحب سنة فابعث إليه بالسلام ، فقد قل أهل السنة والجماعة) حلية الأولياء : 7/3477، وكان أسد بن موسى -رحمه الله- يقول : (كنا عند سفيان بن عيينة فنعى إليه الدراوردي فجزع وأظهر الجزع -ولم يكن قد مات- فقلنا ما علمنا أنك تبلغ مثل هذا قال إنه من أهل السنة) اللالكائي : 1/66/56 .8، وعن الحسن -رحمه الله- قال: (اعلموا ، رحمكم الله إن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضي ، وهم أقل الناس فيما بقى ، الذين لم يذهبوا مع أهل الأتراف في أترافهم ، ولا مع أهل البدع في بدعهم ، وصبروا على سنتهم ، حتى لقوا ربهم ، فكذلك فكونوا إن شاء الله) تعظيم قدر الصلاة : 2/6789، وقال الإمام أحمد -رحمه الله- في آخر رسالته التي أرسلها للإمام مسدد بن مسرهد -رحمه الله-: (أحبوا أهل السنة على ما كان منهم . أماتنا الله وإياكم على السنة والجماعة، ورزقنا الله وإياكم اتباع العلم، ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه) طبقات الحنابلة : 1/34510، وعن معتمر بن سليمان -رحمه الله- قال: (دخلت على أبي وأنا منكسر فقال مالك قلت مات صديق لي قال مات على السنة قلت نعم قال فلا تخف عليه ) اللالكائي : 1/67/61.


كتب ونقل
ابوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني «أبو عبد الله»
الاثنين: 13/جمادى الأولى/1434هـ
الموافق لـ25/مارس/2013